يعود التنافس المحتدم بين الإيطالي يانيك سينر والإسباني كارلوس ألكاراس إلى واجهة الأحداث، حيث لم يقتصر الأمر على تبادلهما حصد ألقاب البطولات الكبرى هذا العام فحسب، بل تعدى ذلك إلى تداول المركز الأول في تصنيف الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين.
وعاد سينر إلى صدارة التصنيف العالمي الاثنين بعد فوزه ببطولة باريس للأساتذة، ليحل محل ألكاراس الذي كان يحتل المركز الأول لما يقرب من شهرين. ولكن بسبب الحسابات وقواعد التصنيف، سيعود ألكاراس ليحتل المركز الأول مرة أخرى يوم الاثنين المقبل.
ويفصل بين اللاعب الإيطالي ومنافسه الإسباني عدد ضئيل جداً من النقاط حالياً؛ إذ يتصدر سينر التصنيف برصيد 11500 نقطة مقابل 11250 نقطة لألكاراس، مما يعني أن الحسم لتحديد من ينهي العام في صدارة التصنيف سيتوقف على أدائهما في البطولة الختامية للرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين في تورينو.
ورغم أن سينر وألكاراس لن يلعبا هذا الأسبوع، وستكون بدايتهما مع البطولة الختامية يوم الأحد المقبل، فإن سبب تغير التصنيف مرة أخرى يوم الاثنين المقبل يعود إلى إسقاط النقاط التي حصل عليها كل لاعب في البطولة الختامية العام الماضي.
وسيخسر سينر الأسبوع المقبل 1500 نقطة كان قد كسبها من فوزه بالبطولة الختامية العام الماضي، في حين سيخسر ألكاراس 200 نقطة فقط كان قد حصل عليها بعد فشله في التقدم من مرحلة المجموعات.

وخلال أحدث نسخة للتصنيف يوم الاثنين المقبل، سيكون في حوزة ألكاراس 11050 نقطة، وسينر 10 آلاف نقطة.
ولا توجد أي إمكانية لأي لاعب آخر للتقدم إلى المركزين الأول أو الثاني في الوقت الحالي؛ نظراً لأن المصنفين الآخرين لا يمكنهم ذلك، فمثلاً الألماني ألكسندر زفيريف صاحب المركز الثالث يمتلك 5560 نقطة، والأميركي تايلور فريتز صاحب المركز الرابع يمتلك 4735 نقطة، مقابل 4580 نقطة للصربي نوفاك ديوكوفيتش صاحب المركز الخامس.
وجمع سينر وألكاراس حصيلة نقاطهما الهائلة هذه من خلال فوزهما فيما بينهما بجميع ألقاب بطولات «الغراند سلام» الأربع الكبرى لهذا العام؛ إذ فاز سينر ببطولة أستراليا المفتوحة، ثم تغلب ألكاراس على سينر في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة، ورد سينر اعتباره بفوزه على ألكاراس في نهائي ويمبلدون، قبل أن يتغلب ألكاراس على سينر مجدداً ليحرز لقب بطولة أميركا المفتوحة.
يزيد الأمر تعقيداً أن ألكاراس سيكون في صدارة التصنيف لدى إجراء القرعة الخاصة بالبطولة الختامية، رغم أنه لن يدخل البطولة وهو مصنف أول عالمياً، ويعود ذلك إلى استخدام البطولة نظام تصنيف مختلفاً يُعرف باسم «السباق إلى تورينو»، والذي يأخذ في الاعتبار النقاط المجمعة في العام الحالي فقط.
ويتفوق ألكاراس على سينر بأكثر من 1000 نقطة في تصنيف السباق، علماً بأن سينر كان قد خسر نقاطاً في كلا النظامين بسبب إيقافه لمدة ثلاثة أشهر في بداية العام بقرار يتعلق بتناول المنشطات.
ولتأمين المركز الأول في نهاية العام للمرة الثانية على التوالي، يحتاج سينر إلى الفوز بالبطولة الختامية تزامناً مع عدم وصول ألكاراس إلى النهائي، أما ألكاراس فيحتاج إلى الفوز بثلاث مباريات في البطولة لينهي عام 2025 متصدراً التصنيف للمرة الثانية في مسيرته، بعد أن أصبح أصغر لاعب ينهي عاماً في المركز الأول عندما حقق هذا الإنجاز بعمر 19 عاماً في عام 2022.
ويدخل سينر بطولة تورينو بسلسلة انتصارات بلغت 10 مباريات متتالية بعد تتويجه في فيينا وباريس، وسيلعب على أرضه المفضلة (ملعب صلب داخلي)، كما يتوقع دعماً صاخباً من جماهيره.
في المقابل، يصل ألكاراس إلى إيطاليا بعد خسارته أمام كاميرون نوري في مباراته الافتتاحية بباريس، ويُعرف عنه أنه غالباً ما يواجه صعوبات عند اللعب في الملاعب المغلقة.
وتضم قائمة اللاعبين الآخرين الذين تأهلوا للبطولة الختامية، والتي تشمل أفضل ثمانية لاعبين في «السباق إلى تورينو»، كلاً من زفيريف، وديوكوفيتش، وبن شيلتون، وفريتز، وأليكس دي مينور.
ولا يزال فيليكس أوجيه-ألياسيم، الذي وصل لنهائي باريس، ولورنزو موسيتي يتنافسان على المقعد الأخير؛ إذ يحتاج موسيتي إلى الفوز ببطولة أثينا هذا الأسبوع ليتجاوز اللاعب الكندي ويتأهل للبطولة المقامة في بلده.
ومن غير الواضح ما إذا كان ديوكوفيتش يخطط للمشاركة في البطولة الختامية، بعد تأكيده على أنه يركز بشكل شبه كامل على البطولات الكبرى، وقد انسحب بالفعل من البطولة الختامية العام الماضي، ويشارك هذا الأسبوع في أثينا.
وفي حال انسحب ديوكوفيتش، سيتأهل كل من أوجيه-ألياسيم وموسيتي للبطولة. ومن المقرر إجراء قرعة البطولة الختامية يوم الخميس، وقد يكون اسم آخر المتأهلين غير مؤكد حتى ذلك الحين.
