يترقّب ثنائي «ماكلارين»؛ الأسترالي أوسكار بياستري متصدر الترتيب العام وزميله ومطارده المباشر البريطاني لاندو نوريس، بقلق اقتراب سائق «ريد بول» وبطل العالم في الأعوام الأربعة الأخيرة الهولندي، ماكس فيرستابن، منهما، عشية سباق «جائزة الولايات المتحدة الكبرى»؛ الجولة الـ19 من بطولة العالم لسباقات «فورمولا1»، على حلبة «أوستن»، حيث ستبلغ المنافسة بينهم ذروتها.
ومع تبقي 6 جولات على نهاية الموسم، لا يفصل بين سائقي «ماكلارين» سوى 22 نقطة، فيما يتخلف فيرستابن عن بياستري بـ63 نقطة، ويدخل السباق الأميركي بثقة عالية بعد تفوّقه عليهما في الجولات الثلاث الأخيرة. وحوّل فيرستابن المستحيل إلى ممكن بعد أن أعاد آماله بإحراز لقب خامس توالياً في الأمتار الأخيرة من الموسم.
ورأى الكندي جاك فيلنوف، بطل العالم عام 1997، أن السائق الهولندي قادر على تحقيق اللقب، مشيراً في تصريح لصحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» الإيطالية إلى أن هذا سيكون «أفضل لقب عالمي» في مسيرته. وأوضح أن «سائقَي (ماكلارين) يعانيان كثيراً من ضغط المنافسة، وعليهما أن يستفيقا».
ويخوض ثنائي «ماكلارين» سباق نهاية هذا الأسبوع على حلبة «أوستن» بسيارة لم تخضع لأي تحديثات في الأسابيع الأخيرة، في مواجهة سيارة «ريد بول» المعدّلة بشكل كبير والأشد قوة. ويزيد وجود «سباق السرعة»، وهو الأول من بين 3 سباقات متبقية لهذا العام، من حجم التوتر وشد الأعصاب وسط أجواء المنافسة المحتدمة. ونجح فيرستابن في الصعود على منصة التتويج في السباقات الأربعة الأخيرة، علماً بأنه يتسلح بسجل ناصع على حلبة «أوستن»، حيث فاز بـ3 من السباقات الـ4 الأخيرة، بعد أن أحرز ثنائي «فيراري» المركزين الأولين الموسم الماضي، لكن الهولندي عوّض جزئياً بإحراز «سباق السرعة». ويبدو جلياً أن الانطلاقة القوية لـ«ماكلارين» خفّ وهجها في الجولات الأخيرة، لكنّ الصانع البريطاني تمكن، رغم ذلك، من حسم «لقب الصانعين» في السباق الماضي بسنغافورة. وقال مدير فريق «ماكلارين»، زاك براون: «استراتيجيتنا لن تتغير لمجرد أننا فزنا بـ(بطولة الصانعين). نحن نتعامل مع هذا السباق كما فعلنا مع جميع السباقات الأخرى». وانطلق نوريس من المركز الأول في «أوستن» العام الماضي قبل أن ينهي السباق رابعاً، وهو يدرك تماماً أنه يحتاج إلى التفوّق على زميله بياستري وفيرستابن معاً إذا ما أراد الحفاظ على آماله في اللقب.
بدوره، يدخل بياستري إلى نهاية هذا الأسبوع بعد إخفاقه في الصعود على منصة التتويج في السباقات الـ3 الأخيرة، علماً بأن أفضل نتيجة له على حلبة «أوستن» هي المركز الـ5 العام الماضي بعد انسحابه على خلفية حادث في عام 2023.
ولا يقلّ حجم التوترات الموجودة في «ماكلارين» عنه في «فيراري»، وذلك بعد أيام من التقارير الإعلامية التي أشارت إلى وجود حالة من الارتباك داخل الصانع الإيطالي وترشيح المدير السابق «ريد بول»، كريستيان هورنر، خليفةً محتملاً للرئيس الحالي الفرنسي فريدريك فاسور الذي يواجه ضغوطاً كبيرة.
ويبدو أن «فيراري» وسائقه البريطاني لويس هاميلتون؛ بطل العالم 7 مرات، اللذين لم يحققا أي فوز بعد هذا الموسم، في أمسّ الحاجة إلى تحقيق نتيجة إيجابية للخروج من الأجواء السلبية المحيطة. ولم يصعد البريطاني إلى منصة التتويج في السباقات الـ18 الأخيرة، إلا إنه يأمل تغيير هذا المسار على حلبته المفضلة التي فاز فيها 5 مرات. وقال فاسور: «نعلم أننا لم نستغل كامل إمكانات سيارتنا في السباقات القليلة الماضية»، نافياً إشاعات وجود خلافات داخلية. وأوضح: «الفريق موحد ومصمم تماماً على تغيير الوضع وتحقيق النتائج المرجوة».
من جهتها، تسعى «مرسيدس» إلى البناء على فوز سائقها البريطاني جورج راسل في سنغافورة، ومواصلة المنافسة على وصافة «بطولة العالم للصانعين»، وذلك غداة تجديدها عقدَيْ سائقَيها راسل والإيطالي الشاب كيمي أنتونيلّي حتى عام 2026.
