منذ تأسيس بطولة العالم للفورمولا 1 عام 1950، لم تمنع القوانين النساء من المشاركة، لكن الواقع ظل مختلفاً: لم تشارك أي امرأة في سباق رسمي للفورمولا 1 منذ 1992. فما الذي يمنع وصول سائقة جديدة إلى قمة هرم رياضة المحركات؟
وبحسب شبكة «The Athletic»، فهناك خمس نساء فقط دخلن سباقات الفورمولا 1:
ماريا تيريزا دي فيليبس (1958) – أول امرأة تنطلق رسمياً في سباق فورمولا 1.
ليلا لومباردي – الوحيدة التي سجلت نقاطاً حتى الآن، نصف نقطة في سباق إسبانيا 1975.
ديفينا جاليكا، ديزيريه ويلسون، وجوفانا أماتي، التي كانت آخر مشاركة عام 1992 لكنها فشلت في التأهل لثلاثة سباقات. منذ ذلك الحين، ظهرت أسماء كسائقات تجارب أو تطوير مثل سوزي وولف مع ويليامز (2012) وتاتيانا كالدرون مع ساوبر (2017). وولف كانت آخر من قاد سيارة فورمولا 1 في جلسة رسمية (تجارب 2015). لكن رغم ذلك، لم تصل أي امرأة إلى خط الانطلاق في سباق رسمي منذ ثلاثة عقود.
تقول البريطانية جيسيكا هوكينز، سائقة التجارب في أستون مارتن: «المشكلة أن الوصول إلى الفورمولا 1 يتطلب امتلاك كل عناصر المعادلة منذ سن صغيرة. لدى الفتيات فرص أقل لاستكمال هذه العناصر. الحل يبدأ من زيادة القاعدة في الكارتينغ، وإثبات أن المكان مفتوح لهن مثل الرجال».
العوائق الأساسية تشمل: الكلفة المالية الباهظة لمسار التدرج من الكارتينغ إلى فورمولا 2، نقص الرعاة المترددين في الاستثمار بلا نماذج ناجحة سابقة، صور نمطية مجتمعية تقلل من حضور الفتيات في الرياضة منذ الصغر، غياب البحث العلمي حول تأثيرات التدريب والأداء عند السائقات، بما في ذلك عوامل جسدية مثل الدورة الشهرية.
هناك محاولات لإعادة التوازن، مثل بطولة «دبليو سيريس»، وهي بطولة نسائية خالصة أُطلقت عام 2019، لكنها توقفت بعد ثلاثة مواسم بسبب التمويل.
وهناك أيضاً «فورمولا 1 أكاديمي»، التي أُنشئت عام 2023 بدعم مباشر من الفورمولا 1، وتعمل على دمج السائقات في هرم التطوير الرسمي (مستوى فورمولا 4)، مع دعم من كل فرق الفورمولا 1 العشرة. إضافة لذلك، تعمل مبادرات مثل «مور ذان إيكوال» على توفير دراسات متخصصة في الصحة والأداء النفسي والبدني للسائقات، وهو مجال ظل مهمشاً لعقود.
وعلى الرغم من غياب السائقات عن خط الانطلاق، شهدت الفورمولا 1 أدواراً مؤثرة لنساء في مواقع أخرى: كلير ويليامز – آخر امرأة قادت فريقاً (وليامز) حتى 2020، مونيشا كالينبورن – أول مديرة فريق في تاريخ البطولة (ساوبر 2012).
في الجانب الفني: أسماء مثل هانا شميتز مهندسة الاستراتيجيات في ريد بول، ولورا مولر أول مهندسة سباقات في تاريخ فريق هاس.
النظام الحالي في الفورمولا 1 صُمم تاريخياً للرجال، والاعتراف بهذه الحقيقة هو الخطوة الأولى للتغيير. تقول لورين فارو من «مور ذان إيكوال»: «لو كان النظام مناسباً للنساء، لكنا رأينا سائقة في الفورمولا 1 منذ زمن. المسألة ليست في موهبة فردية بل في تغيير المنظومة بالكامل».
حتى الآن، لم تقترب أي سائقة من الظهور في سباقات الفورمولا 2 أو 3 هذا الموسم، ما يعني أن الطريق لا يزال طويلاً. لكن المبادرات الجديدة - والدعم المؤسسي كذلك - قد تعني أن العقد المقبل سيشهد أخيراً اختراقاً للقاعدة الصلبة.
