لم ينتهِ شهر أغسطس (آب) بعدُ، والموسم لا يزال في جولاته الثلاث الأولى، لكن روبن أموريم بدأ بالفعل يلمّح إلى أن مستقبله سيُطرح للنقاش خلال فترة التوقف الدولي.
وحسب شبكة «The Athletic» فإن ذلك كان التفسير الواضح لتصريحاته عقب خروج مانشستر يونايتد من مسابقة الكأس على يد فريق من الدرجة الرابعة، للمرة الأولى في تاريخه.
اضطر أموريم للعودة إلى أرضية ملعب «بلونديل بارك» حيث عانى لاعبوه الهزيمة، ليستقبله مئات من جماهير غريمبسي تاون، وهم يهتفون نحوه: «ستُقال في الصباح».
وبدت كلماته بعدها وكأنه مستعد لحسم الأمر بنفسه بعيداً عن إدارة النادي. إذ قال لشبكة «آي تي في»: «أعتقد أن اللاعبين تحدثوا اليوم بصوت عالٍ جداً عما يريدونه. هناك شيء يجب أن يتغير، ولن تغيّر 22 لاعباً مرة أخرى. من الصعب مواجهة كل ذلك. سنمضي إلى المباراة التالية، ثم سيكون لدينا وقت لاتخاذ القرارات».
يستعد يونايتد لمواجهة بيرنلي في «أولد ترافورد»، يوم السبت، قبل فترة توقف تمتد لأسبوعين حتى مباراة الديربي أمام مانشستر سيتي في 14 سبتمبر (أيلول).
الرئيس التنفيذي عمر برادة، القادم من مانشستر سيتي لإعادة بناء النجاح، والمدير الرياضي جيسون ويلكوكس، الذي تدرج بسرعة في منصبه، يواجهان واقعاً مختلفاً تماماً في «الشطر الأحمر» من المدينة.
برادة لم يحضر مواجهة غريمبسي، بينما كان ويلكوكس ممثل الإدارة الوحيد في المدرجات، لكن من المؤكد أن كلمات أموريم باتت على طاولة النقاش في النادي.
القرار النهائي سيعود إلى السير جيم راتكليف، الشريك المالك، الذي رغم اعتماده على الإدارة التنفيذية، فإنه يتدخل عادة برأيه الواضح.
وقد سبق أن أبدى إعجابه بصراحة أموريم. وبعد السقوط بركلات الترجيح، أطلق المدرب تصريحات قاسية لقنوات عدة، بينها «سكاي سبورتس» و«بي بي سي» و«MUTV»، قائلاً: «كنت أتمنى أن أقول أشياء ذكية ومهمة، لكن ليس لدي ما أقوله. هذه أكبر مشكلة. رؤية الأخطاء ذاتها ولا أجد كلمات. أعتذر لجماهيرنا، فالأمر أصبح أكثر من اللازم أحياناً».
قبل أربعة أسابيع فقط، وخلال جولة في شيكاغو، اعترف أموريم بأنه فكر في الاستقالة الموسم الماضي، لكنه كان حينها واثقاً من المسار الجديد. غير أن «الوحدة الإيجابية» التي وُصفت بها الأجواء اتضح أنها هشة.
أموريم قال: «الطريقة التي بدأنا بها المباراة من دون أي حدة أو ضغط، جعلتنا نفقد كل شيء. اللاعبون تكلموا بالفعل بأدائهم». ورغم أن الفريق حاول العودة في النتيجة، فإن المدرب شدد على أن الأداء الباهت قبل ذلك كان «الإشارة الأهم». وأضاف: «لو فزنا لكان ظلماً للمنافس».
غريمبسي، بتشكيلة شبه احتياطية، تفوق بوضوح. فيما كانت الأخطاء الفردية من أندريه أونانا لافتة؛ إذ ساهم في الهدفين الأول والثاني، رغم أن أموريم رفض تحميله المسؤولية وحده، قائلاً: «هذا فريق من الدرجة الرابعة، أندريه كان يفترض أن يلعب بقدميه فقط في هذه المباراة».
المشهد كان صعباً: أموريم تحت المطر الغزير على الخط، يصرخ ويوجه لاعبيه بلوحة صغيرة، فيما فريقه يترنح. أما على مستوى اللاعبين الجدد، فلم يقدموا ما يشفع لهم؛ مانويل أوغارتي وباتريك دورغو خرجا بين الشوطين، وبنيامين سيسكو لم يترك بصمة، فيما أهدر ماتيوس كونيا وبرايان مبويومو ركلتي ترجيح.
في المقابل، اجتهد الصغير كوبـي ماينو طوال المباراة، رغم استيائه مؤخراً من مركزه في الفريق. أما دي ليخت، فجلس على الأرض مازحاً لعدم توفر مقاعد كافية في دكة البدلاء، في لقطة تعكس أجواء غير مألوفة لفريق قُدرت تشكيلته بأكثر من 700 مليون جنيه إسترليني.
ركلات الترجيح امتدت إلى 12-11، قبل أن يطيح مبويومو بالكرة في العارضة، لينفجر الملعب الصغير بجماهيره. دخل الأطفال أرضية الملعب على أكتاف ذويهم، في مشهد أعاد للأذهان دخول لاعبي يونايتد المهزومين من حافلاتهم بصعوبة وسط حشود غاضبة.
هكذا، عاد مانشستر يونايتد ليكون «محط سخرية»، والسؤال المطروح الآن: كيف سيعيد النادي جديته؟ هل يستمر في خططه الحالية بسوق الانتقالات، أم يعيد التفكير؟ وهل نحن أمام «أسرع أزمة» في تاريخ النادي الحديث؟

