نادراً ما يشاهد المرء صبياً في الخامسة عشر من عمره يطوف أرجاء ملعب الإمارات، يصفّق للجماهير التي جاءت لمتابعته وهو يدشن ظهوره الأول. لكن السبت الماضي في شمال لندن لم يكن يوماً عادياً. فقد شهد ميلاد نجم جديد من أكاديمية «هيل إند» هو ماكس داومان، وعودة ابنٍ مفقود كاد أن يضيع من بين أيدي النادي، إيبيريشي إيزه، وذلك في أمسية اكتسح فيها آرسنال ضيفه ليدز يونايتد بخماسية نظيفة.
وحسب شبكة «The Athletic»، فإن داومان، الذي أصبح ثاني أصغر لاعب يمثل آرسنال في مباراة رسمية بعد إيثان نوانيري، لم يكتف بالظهور الرمزي بل ترك بصمته سريعاً. الصبي الذي اعتاد في التحضيرات كسب ركلات جزاء بجرأته وسرعته، كرر الأمر أمام ليدز حين راوغ بخفة داخل المنطقة ليهتف المدرج: «سوبر ماكس داومان».
في نصف ساعة فقط من المشاركة، أجبر مدافعين على التدخلات العنيفة ونال خصمه غابرييل غودموندسون بطاقة صفراء بعدما عجز عن إيقافه. حتى ديكلان رايس، في لقطة معبّرة، فضّل تمرير الكرة لداومان أمام المرمى بدلاً من التسديد بنفسه، وكأن الفريق بأكمله أراد أن يمنحه لحظته.
يورين تيمبر، الذي سجل هدفين، قال لقناة سكاي: «اللعب أمام رجال كبار بعمره أمر مذهل، لقد أمتعنا وأمتع الجمهور. المستقبل أمامه».
لكن قبل أن يسرق المراهق الأضواء، كان المشهد كله ممهوراً بابتسامة رجل في السابعة والعشرين. إيبيريشي إيزي، الذي غادر آرسنال مراهقاً قبل 14 عاماً، عاد هذه المرة بطلاً وقميصاً يحمل الرقم 10.
قبل المباراة، تسابقت الأكشاك المحيطة بالملعب على بيع أوشحة باسمه، فيما كان الملعب ممتلئاً عن آخره ليستقبل الوافد الجديد. حين خرج من النفق، غمرته الدهشة والفرح، اكتفى بالابتسام وهز رأسه وهو يتأمل 60 ألف مشجع يصفقون له. ومع انطلاق الأنغام رفع إيزي يديه إلى السماء في مشهد مؤثر.
أجواء الاحتفالية امتدت لتشمل الجميع: أهداف غيوركيريس، تألق داومان، وعودة إيزه، وكأن استاد الإمارات تحوّل إلى كرنفال مبكر يسبق احتفالات نوتينغ هيل.
