ظل بوتافوغو، الذي كان أحد ملوك كرة القدم البرازيلية، مثقلاً بالديون على مدار عقود قبل أن يتفوق على باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية لكرة القدم متوجاً صحوته التي بدأت قبل 3 سنوات.
وعندما استحوذ رجل الأعمال الأميركي جون تيكستور على النادي في عام 2022، بعد صعوده إلى دوري الأضواء، كان ملعب التدريب متهالكاً لدرجة أن المدرب آنذاك لويس كاسترو وصفه بأنه «يناسب ركن السيارات»، وكانت التزامات النادي ضخمة وتتجاوز مليار ريال برازيلي (181.39 مليون دولار).
وغرق النادي الذي ترعرع في كنفه أساطير البرازيل أمثال غارينشا وزاغالو وجايرزينيو ونيلتون سانتوس، الذين قادوا منتخب بلادهم للفوز بكأس العالم 3 مرات - في الديون، بعد أن عانى من إذلال الهبوط 3 مرات في أكثر من عقد من الزمان.
وفي يوم الخميس، تغلب 1 - صفر على باريس سان جيرمان بطل أوروبا في كبرى مفاجآت كأس العالم ليتصدر «مجموعة الموت» في البطولة، ويقترب من مرحلة خروج المغلوب.
والآن، يستعد الفريق المكون من خلال صفقات ذكية في زوايا كرة القدم المنسية، لمواجهة أتلتيكو مدريد بقيادة المدرب دييغو سيميوني في لوس أنجليس، يوم الاثنين، بعدما ضمن التأهل لدور 16 حتى إذا خسر بفارق هدفين أمام الفريق الإسباني.
وأثبت الفوز على سان جيرمان صحة رؤية تيكستور التي أوضحها في مقابلة مع رويترز قبل 3 سنوات والتي تعتمد على البحث بذكاء عن المواهب.
وجسد مهندسو انتصار يوم الخميس هذا النهج. وانضم إيغور خيسوس، صاحب هدف الفوز على الفريق الفرنسي، كلاعب حر بعد 3 سنوات في الإمارات لم يلفت فيها الأنظار، وتحول إلى لاعب دولي برازيلي.
أما المدافع الأرجنتيني ألكسندر باربوزا، الذي حد من خطورة هجوم سان جيرمان، فقد انضم من نادي ليبرتاد في باراغواي دون مقابل.
وجاء القائد مارلون فريتاس من أتلتيكو جويانينسي من الدرجة الثانية، بينما استعاد اللاعبان المخضرمان أليكس تيليس وآلان بريقهما.
كما تعاقد النادي مع كل من غريغوري وجيفرسون سافارينو وجون وكويابانو مقابل أقل من مليوني يورو (2.30 مليون دولار) لكل منهم.
وقال تيرو أرودا الرئيس التنفيذي لبوتافوغو لـ«رويترز»: «الهدف هو أن نكون قادرين على المنافسة بشكل مستدام كل عام».
ويتخطى التحول حدود الملعب، فقد ارتفعت الإيرادات من 140 مليون ريال في عام 2022 إلى أرباح متوقعة تتجاوز 1.1 مليار ريال بحلول عام 2025، بينما انخفضت الالتزامات بنسبة 40 في المائة.
وصحوة بوتافوغو - التي تُوجت بالثنائية المحلية والقارية العام الماضي - بثت الحياة في شعار النادي الذي كان فيما مضى مثقلاً برثاء الذات: «هناك أشياء لا تحدث إلا لبوتافوغو». بعد التفوق على بطل أوروبا، بات وقع هذه الكلمات أفضل.