شهد موسم 2024 - 2025 وجهاً نادراً من بيب غوارديولا؛ وجهاً يعترف بأن فرقه ليست دائماً محصَّنة ضد السقوط. بعد أن هيمن على الدوري الإنجليزي الممتاز لـ4 مواسم متتالية، بدا مانشستر سيتي في لحظة ما وكأنه فريق عاجز، متخبط في دوامة من 11 مباراة متتالية دون فوز، ما أدى إلى تراجعه بشكل حاد في جدول الترتيب.
ورغم هذه الكبوة، فإن الفريق تمكّن من لملمة أوراقه منتصف الموسم، وعزّز صفوفه بتعاقدات شملت المصري عمر مرموش، والإسباني نيكو غونزاليس، ليعود ويضمن المركز الثالث في جدول الدوري، بعد أن كانت هناك مخاوف جدية من الغياب عن دوري أبطال أوروبا.
وبحسب شبكة «The Athletic»، كان ذلك الموسم ثاني موسم فقط في مسيرة غوارديولا التدريبية ينهيه من دون حصد أي لقب، ما يجعل من الضروري عليه الآن أن يعيد بناء «هالة الرعب» حول فريقه، بدءاً من كأس العالم للأندية. حالياً، تُمنح السيتي نسب رهان 5 - 1 للفوز بالبطولة، وفقاً لشركة «بيت فاير».
يمتلك مانشستر سيتي فرصةً قويةً لإثبات جديته هذا الصيف في الولايات المتحدة، وقد بدأ بالفعل بإرسال رسالة واضحة بعد فوزه السهل 2 - 0 على الوداد المغربي. في تلك المباراة، تألق فيل فودين بتسجيله هدفاً وصناعة آخر، بعد موسم سابق باهت له. وشارك في اللقاء اثنتان من الصفقات الجديدة: رايان شرقي، وتيغاني رايندرز في وسط الميدان.
شرقي، الذي سجَّل 12 هدفاً وصنع 20 مع ليون الموسم الماضي، يُنظَر إليه على نطاق واسع بوصفه الخليفة المستقبلي لكيفن دي بروين، وقد يكون هو العنصر الفارق في تشكيلة غوارديولا. بوجوده خلف المهاجمين إيرلينغ هالاند، ومرموش، وسافينيو، تصبح لدى السيتي فرصة ذهبية للإطاحة بحامل اللقب ليفربول.
أما رايندرز، القادم من ميلان مقابل 43 مليون جنيه استرليني، فقد نال استحسان غوارديولا بعد الظهور الأول، لكن الحدث الأبرز كان عودة النجم رودري، المُتوَّج بجائزة الكرة الذهبية.
وقال غوارديولا بعد اللقاء: «بالطبع، رودري سيكون عنصراً محورياً. علينا التكيّف مع أمور عدة، لكن خطوة بخطوة».
عودة رودري إلى وسط الملعب بعد غيابه تركت أثراً مباشراً. في وجوده إلى جانب رايندرز وغونزاليس وماتيو كوفاسيتش، يستطيع السيتي مجدداً فرض هيمنته، واستعادة أسلوب اللعب الذي يحبّه مدربه.
مشكلة الظهير الأيسر التي أرهقت الفريق في بداية الموسم الماضي يبدو أنها في طريقها للحل أيضاً. ففي ظل الندرة في هذا المركز، اضطر غوارديولا إلى إشراك الشاب نيكو أوريلي هناك. أما الآن، فلديه خيار متمثل في الجزائري ريان آيت نوري، نجم وولفرهامبتون، رغم غيابه عن مواجهة الوداد.
وهكذا، بدأ الحديث مجدداً عن سيتي «العالمي». خط وسط متكامل يتوسطه رودري، وخط هجوم يحلم به أي فريق. وربما لا ينقصهم الآن سوى تدعيمات دفاعية إضافية، تحديداً في مركز الظهير الأيمن، لا سيما مع اقتراب كايل ووكر من الرحيل وعدم وجود بديل واضح.
دون شك، ستكون مطاردة ليفربول تحدياً شرساً. فريق المدرب أرني سلوت اقترب من التوقيع مع صانع ألعاب باير ليفركوزن، فلوريان فيرتز، الذي يُعدُّ من أفضل اللاعبين الشباب في العالم، في صفقة قياسية تبلغ 116.5 مليون جنيه استرليني. كما عزّز «الريدز» صفوفه بالظهير جيريمي فريمبونغ، ويستعدون لإضافة ميلوش كيركيز من بورنموث.
وبينما لا يزال تشيلسي مشروعاً غير مكتمل تحت قيادة إنزو ماريسكا، ويبدو آرسنال بحاجة إلى مهاجم كبير للمنافسة الجادة، يظل الصراع على اللقب محصوراً إلى حد بعيد بين ليفربول ومانشستر سيتي. وتضعهم توقعات «بيت فاير» في المركزين الأول والثاني على الترتيب، بنسبة 15 - 8 لصالح ليفربول و9 - 4 للسيتي، بينما يأتي آرسنال في المركز الثالث بنسبة 5 - 2.
في دوري أبطال أوروبا، لا يُعدُّ مانشستر سيتي من أبرز المرشحين هذا الموسم. تأتي نسبة ترشيحه للفوز باللقب عند 8 - 1، خلف ليفربول (11 - 2)، وريال مدريد (13 - 2)، وآرسنال وباريس سان جيرمان (7 - 1). بذلك، يحتل السيتي المركز الخامس في قائمة الترشيحات.