في تقرير مطوّل حمل نبرة تقدير، احتفت صحيفة «ماركا» الإسبانية بالنجم السعودي سالم الدوسري، ووصفت مسيرته الكروية بأنها قصة لاعب استثنائي، استطاع أن يترك بصمته في ملاعب العالم، ويصنع لحظة لا تُنسى في ذاكرة المونديالات، حين دوّى اسمه في «قطر 2022»، بعد هدفه التاريخي في مرمى الأرجنتين.
التقرير استعرض مسيرة الدوسري، بداية من ظهوره الأول بقميص «الأخضر» عام 2012 تحت قيادة المدرب الهولندي فرنك ريكارد، ومروراً بمحطات بارزة رسمت ملامح لاعب عصيّ على النسيان، أبرزها هدفه المذهل في شباك الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، حين راوغ 3 لاعبين بمهارة عالية، قبل أن يُسدد كرة لا تُرد، معلناً أول وآخر خسارة لمنتخب الأرجنتين في طريقه نحو لقب كأس العالم.
«ماركا» وصفت الدوسري بـ«جلاد الأرجنتين»، ونقلت عنه مشاعره الجيّاشة بعد تلك اللحظة التي وصفها بأنها «تاريخية»، مؤكداً أنه شعر بمسؤولية تقديم إنجاز يليق بطموحات الجماهير السعودية.
ورغم قصر تجربته الأوروبية مع نادي فياريال الإسباني، التي لم تتعدَ 33 دقيقة أمام ريال مدريد في الجولة الأخيرة من موسم 2017-2018، فإن الصحيفة رأت في تلك المشاركة رمزاً قوياً؛ حيث ساهم فيها اللاعب بتعادل فريقه بعد تأخره بهدفين، مؤكدة أن مجرد الظهور في ملعب كبير، وفي مباراة بهذا الحجم، كانت له دلالة معنوية كبيرة على مسيرة اللاعب.
التقرير أبرز أيضاً أن سالم الدوسري بات يتقاسم الرقم القياسي بوصفه «أفضل هدّاف سعودي في نهائيات كأس العالم»، إلى جانب الأسطورة سامي الجابر، برصيد 3 أهداف في 3 نسخ مختلفة: في مرمى مصر خلال مونديال روسيا 2018، ثم هدفه التاريخي في الأرجنتين، وهدف ثالث في شباك المكسيك في نسخة قطر.
كما سلّطت «ماركا» الضوء على تألقه في كأس العالم للأندية؛ حيث أدرجته ضمن قائمة أبرز الهدّافين العرب في تاريخ البطولة، بعد أن هز شباك فلامنغو البرازيلي في نسختي 2019 و2022، مؤكدة أنه أحد القلائل الذين استطاعوا التسجيل ضد أندية من العيار الثقيل في هذه التظاهرة العالمية.
ولم يكن موسم 2024-2025 عادياً بالنسبة للدوسري، بل كان الأفضل في مسيرته، إذ قدّم أرقاماً مذهلة بقميص الهلال، بعد أن سجّل 26 هدفاً وصنع 18، ليصل إلى 46 مساهمة تهديفية في مختلف البطولات، متوّجاً موسمه بلقب هدّاف دوري أبطال آسيا لأول مرة، متفوقاً على نجوم كبار مثل الجزائري رياض محرز، والسنغالي أساني، بعدما زار الشباك 10 مرات في البطولة القارية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بتصريح مثير للنجم السعودي، أكد فيه أن الهلال عازم على تجاوز ريال مدريد في كأس العالم للأندية المقبلة، مشيراً إلى أن الفريق يملك الرغبة والإمكانات الكافية للذهاب بعيداً، وقال بثقة: «إن شاء الله نصل إلى النهائي».
وستكون المواجهة المنتظرة أمام ريال مدريد هي الثالثة في مشوار الدوسري ضد النادي الملكي، بعد ظهوره الأول بقميص فياريال، ثم الخسارة مع الهلال في نهائي نسخة 2022، ما يمنح هذه المباراة المرتقبة طابعاً خاصاً، وفرصة للثأر الكروي المنتظر.