بعدما فقد مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز واحتل المركز الثالث في موسم 2024-2025، سارع إلى إبرام ثلاث صفقات قوية بضم الظهير الجزائري ريان آيت نوري، ولاعب الوسط الهولندي تيجاني رايندرز، والجناح الفرنسي ريان شرقي، بالإضافة إلى حارس المرمى ماركوس بيتينلي، على أمل إحداث تأثير سريع في مونديال أندية العالم.
خرج مانشستر سيتي خالي الوفاض من الموسم المنقضي ولأول مرة منذ 2016-2017، وهو ما دفع المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة في بداية الصيف لدعم صفوفه بقوة قبل المشاركة في كأس العالم للأندية. فهل هذه هي بداية الثورة الكروية التي سيجريها المدير الفني الإسباني؟
من الواضح للجميع أن مانشستر سيتي افتقر إلى اللياقة البدنية العالية والتحركات السريعة خلال موسم 2024-2025 الذي خسر فيه تسع مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز. ومع تقدم بعض لاعبيه الأساسيين في السن، لم يعد الفريق قادراً على الضغط بالقوة نفسها عند فقدان الكرة، وهو الأمر الذي كان يستغله المنافسون.
لقد تعاقد مانشستر سيتي مع المصري عمر مرموش والإسباني نيكو غونزاليس والأوزبكستاني عبد القادر خوسانوف في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وهو ما يعكس تركيز النادي على التعاقد مع اللاعبين الشباب.
ولم يكن من الغريب أن يتعاقد غوارديولا قبل الدخول لمونديال الأندية مع ثلاثة لاعبين يتميزون بالسرعة والنشاط؛ حيث يتميز الهولندي رايندرز بالقدرة على التحرك السريع من منطقة جزاء فريقه حتى نصف ملعب المنافس. أما آيت نوري فهو ظهير يمتلك قدرات هجومية رائعة، كما سيضيف لاعب خط الوسط ريان شرقي حيوية كبيرة لخط الهجوم.
ينظر إلى أن رايندرز، البالغ من العمر 26 عاماً، هو أفضل تعويض للبلجيكي كيفين دي بروين الذي غادر الفريق بنهاية الموسم. قدم رايندرز أفضل موسم له على الإطلاق مع ميلان الإيطالي، وسجل 13 هدفاً. انطلق رايندرز بالكرة 275 مرة في موسم 2024-2025، وهو ثاني أعلى معدل بين جميع لاعبي خط الوسط في الدوري الإيطالي الممتاز، كما أنه لا يخشى التسديد في نهاية هذه الانطلاقات.
في المقابل يصل لاعب خط الوسط الفرنسي ريان شرقي إلى ملعب الاتحاد، وهو أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الأوروبية. يمتلك شرقي البالغ من العمر 21 عاماً مهارات استثنائية، ويجيد اللعب بكلتا قدميه. صنع شرقي 125 فرصة في جميع المسابقات مع ليون الموسم الماضي، ودائماً ما يبحث عن تسلُّم الكرة في المساحات الخالية.
وتشير الإحصائيات إلى أن شرقي يأتي في المركز الثالث من حيث عدد الفرص التي صنعها أي لاعب في الدوريات الخمس الكبرى (125 فرصة)، خلف رافينيا (152 فرصة) وبرونو فرنانديز (158 فرصة). وكانت أرقامه في الدوري الفرنسي الممتاز رائعة للغاية.
ومن جهة أخرى، يشير وصول آيت نوري إلى تغيير في أسلوب اللعب في مركز الظهير الأيسر. في الماضي، كان غوارديولا يعتمد على عدد من اللاعبين الذين يلعبون في الناحية اليسرى ثم يدخلون إلى عمق الملعب، مفضلاً الاعتماد على كايل ووكر السريع على الجهة الأخرى من الملعب. وكان يوسكو غفارديول هو الخيار الأول في مركز الظهير الأيسر خلال معظم فترات موسم 2024-2025، وعلى الرغم من أن اللاعب الكرواتي قدم بعض اللحظات الجيدة في الهجوم، فإن مانشستر سيتي لم يقدم مستويات عالية من الإبداع في هذا الجانب إلا بعد مشاركة نيكو أوريلي في هذا المركز في وقت متأخر من الموسم.
ويستطيع نجم وولفرهامبتون السابق، آيت نوري، اللعب في مركز الظهير الأيسر والدخول إلى خط الوسط، لكن تم التعاقد معه في الأساس لإضافة الحيوية والإبداع إلى الجهة اليسرى. وسيشجع هذا لاعبين مثل مرموش ودوكو على التقدم للأمام والتحرك في أماكن تسمح لهم بتسجيل الأهداف، وهو الأمر الذي تنتظر جماهير سيتي مشاهدته في مونديال الأندية.