يعيش النجم التونسي أيمن بن محمد تجربة كروية استثنائية يصعب تكرارها، بعدما انتقل من ملاعب دوري الهواة في آيرلندا إلى المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية المقامة حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، بقميص الترجي الرياضي التونسي، أحد أبرز أندية القارة الأفريقية.
ووفق تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، فإن بن محمد، الذي وُلد ونشأ في جمهورية آيرلندا لأب تونسي، يستعد الآن لخوض ثاني مشاركة له في مونديال الأندية؛ حيث يواجه مع فريقه الترجي خصوماً عالميين مثل تشيلسي الإنجليزي، وفلامنغو البرازيلي، ولوس أنجليس الأميركي، في مشهد وصفه اللاعب بأنه «فرصة لا تتكرر».
وذكرت «بي بي سي» أن اللاعب، البالغ من العمر 30 عاماً، بدأ مسيرته في دوري الجامعات الآيرلندي مع فريق يو سي دي، قبل أن ينتقل إلى لونغفورد تاون، ثم بوهيميانز. وفي عام 2016، ترك دبلن لينتقل إلى ملعب «حمادي العقربي»، الذي يتسع لـ65 ألف متفرج، ليبدأ مغامرته الاحترافية مع نادي الترجي.
وخلال 3 مواسم فقط، نجح بن محمد في التتويج بثلاثة ألقاب متتالية في الدوري التونسي، إضافة إلى لقبين متتاليين في دوري أبطال أفريقيا عامي 2018 و2019، وهي نقلة نوعية ضخمة في مسيرته، خاصة أنه انتقل من بيئة جماهيرية محدودة إلى أجواء ضاغطة يتوقع فيها جمهور الترجي الفوز بكل بطولة يشارك فيها الفريق.
وأشار بن محمد -في تصريحاته إلى «بي بي سي»- إلى أن التأقلم مع هذه البيئة الجديدة احتاج إلى بعض الوقت، لكنه أكد أن اللعب وسط هذه الأجواء الجماهيرية كان ممتعاً، مشدداً على العلاقة المميزة التي تربطه بجماهير الترجي، قائلاً: «لطالما شعرت بدعمهم، وكانوا رائعين معي منذ اليوم الأول، وهذا من أكثر ما أحبه في هذا النادي».
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن تجربة بن محمد تظل حالة نادرة في الكرة العالمية، إذ قلما نشهد لاعباً من خلفية آيرلندية ينجح في التألق مع نادٍ أفريقي كبير والمشاركة معه في بطولات عالمية بهذا المستوى، في مسيرة وصفها المراقبون بأنها نموذج للإصرار والاندماج بين الثقافات الكروية.