بدأ ريال مدريد استعداداته لمباراة الإياب في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام آرسنال، التي ستُقام على ملعب سانتياغو برنابيو مساء الأربعاء. وأجرى الفريق حصته التدريبية في مدينة ريال مدريد الرياضية، حيث خضع بعض اللاعبين لجلسات استشفاء داخلية، مثل فيرلاند ميندي وأندري لونين، بينما أجرى آخرون تدريبات استحواذ وضغط، ومباراة على ملعب صغير.

وفي خطوة قد تُربك ميكل أرتيتا، ذكر موقع «سبورت بايبل» أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» منح ريال مدريد إذناً خاصاً لإغلاق سقف ملعب سانتياغو برنابيو، وهي ميزة تقنية تم تركيبها حديثاً ضمن مشروع تجديد الاستاد بتكلفة بلغت 1.5 مليار جنيه إسترليني. هذا القرار يهدف إلى تعزيز الأجواء «البركانية» في المدرجات، حيث يسهم السقف المغلق في حبس الصوت ورفع حدة التشجيع، وهو أمر معروف بتأثيره على أداء الخصم في الليالي الأوروبية الكبيرة. بينما يُسمح بإغلاق السقف في مباريات الليغا بقرار من النادي. وعلق أنشيلوتي على هذه الميزة قائلاً: «الصوت يختلف تماماً، الأجواء تكون أقوى. هذا يشجع اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم». ويخوض الفريق المواجهة دون خدمات إدواردو كامافينغا، الموقوف بعد طرده في مباراة الذهاب، لكن من المتوقع أن يبدأ كل من جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور المباراة ضمن التشكيلة الأساسية. ويُذكر أن بيلينغهام كان قد دخل في مشادة مع زميله أنطونيو روديغر خلال التدريبات، لكنه اختار عدم التعليق على الحادثة، بل وجّه رسالة للجماهير قال فيها: «آمنوا بنا. نراكم الأربعاء يا مدريديستا». وفي مؤتمر صحافي، قال بيلينغهام إن كلمة «ريمونتادا» (العودة) كانت الأكثر تكراراً داخل غرفة الملابس طوال الأسبوع. وأضاف: «شاهدت كثيراً من الفيديوهات الملهمة، هذه ليلة خُلقت من أجل ريال مدريد». وتابع متحدثاً عن الأجواء: «البرنابيو يصنع طاقة لا تصدّق، تجعلنا نظهر بأفضل نسخنا. لا نطلب من جماهيرنا أكثر مما يفعلون، فقط نحتاج أن نشعر بطاقتهم لنرد لهم الأداء». وعن مباراة الذهاب، أقرّ بيلينغهام بأن الفريق لم يكن في أفضل حالاته، قائلاً: «نحتاج لمزيد من الالتزام، والتحكم بالكرة. لم نقدم ما يكفي وعلينا تصحيح ذلك الأربعاء». أما أنشيلوتي، فأكد أن الفريق بحاجة لتكامل فني وبدني وجماعي لتغيير مسار المواجهة، وقال: «البرنابيو له سحر خاص، نحتاج لكل شيء: الجودة، والالتزام، والجماهير. لدينا الموارد، والآن وقت استغلالها». في المقابل، حذّر أنشيلوتي من تنظيم آرسنال قائلاً: «ربما لا يكونون الأكثر خبرة، لكن لديهم أفكار واضحة هجومياً ودفاعياً، وهم يركّزون على تنفيذها أكثر من تأثرهم بالأجواء». وبخصوص الجانب الجماهيري، أعلنت رابطة «ألتراس سور» المدريدية أنها تخطط لفعل شيء غير مسبوق في مباراة الأربعاء. ورغم عدم كشف التفاصيل، فإن التوقعات تشير إلى عرض بصري وتشجيعي كبير قد يُسهم في رفع معنويات الفريق وتحفيز اللاعبين كما وصفته الصحافة. وفي ختام تقرير نشرته «وول ستريت جورنال»، تساءلت الصحيفة: «هل يستطيع آرسنال الصمود 90 دقيقة في غرفة التعذيب الأوروبية؟». ويأمل أنصار الملكي أن تلعب الجماهير دور اللاعب رقم 12، وتعيد الفريق إلى المسار الصحيح في البطولة التي لطالما برع فيها، وآخرها الريمونتادات الشهيرة ضد باريس سان جيرمان، ومانشستر سيتي، وفولفسبورغ على أرض البرنابيو.