خلال سلسلة النتائج السيئة لمانشستر سيتي قرب نهاية عام 2024، بدا جوسيب غوارديولا مضطرباً ومتوتراً، لكن بعد مشاهدة فريقه يسحق إيبسويتش تاون بسداسية نظيفة مساء أول أمس، بدا المدير الفني الإسباني أكثر هدوءاً واسترخاءً، على عكس البرتغالي روبن أموريم، مدرب الجار مانشستر يونايتد، الذي ظهر منزعجاً، ووصف فريقه بأنه ربما يكون أسوأ تشكيلة مرَّت على النادي في تاريخه بعد الهزيمة على أرضه أمام برايتون 3 - 1.
لقد قدم مانشستر سيتي عرضاً ذكَّر المتابعين بذلك الفريق الذي هيمن على كرة القدم الإنجليزية خلال السنوات الأخيرة، في وقت لم يستطع فيه الجار يونايتد النهوض من أزماته رغم الكثير من الأجهزة الفنية التي توالت على إدارته منذ اعتزال الأسطورة السير أليكس فيرغسون والفريق بالقمة عام 2013.
غوارديولا أشار إلى أن فريقه بات على الطريق الصحيحة، وأوضح: «لقد عدنا إلى القيام بالأشياء التي تميز بها هذا الفريق خلال السنوات العشر الماضية. أنا سعيد حقاً من أجل هؤلاء اللاعبين، فهم يستحقون ذلك. لقد عانوا كثيراً خلال الفترة الأخيرة، لكننا استعدنا بعضاً من الهوية التي افتقدناها». بينما قال البرتغالي أموريم: «ربما يملك مانشستر يونايتد أسوأ تشكيلة مرَّت على النادي في تاريخه».
لقد كان الفوز بمباراة واحدة فقط في الدوري خلال تسع مباريات في شهرَي نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) مدمراً بشكل كبير لآمال مانشستر سيتي في الفوز باللقب الخامس على التوالي، حيث يتأخر الفريق حالياً بفارق 12 نقطة عن المتصدر ليفربول، الذي لا يزال لديه مباراة مؤجلة. ويبدو إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى هدفاً أكثر واقعية الآن لغوارديولا، خصوصاً بعدما ساعدته الأهداف الستة التي أمطر بها شباك إيبسويتش تاون على تجاوز نيوكاسل ليحتل المركز الرابع بفارق الأهداف، وبفارق ست نقاط عن آرسنال صاحب المركز الثاني ونوتنغهام فورست.
ومع ذلك، كان غوارديولا سعيداً للغاية برؤية مؤشرات على استعادة فريقه عافيته وسيطرته على مجريات الأمور تماماً أمام إيبسويتش. وقال المدير الفني الإسباني: «لقد كنا أفضل بكثير. لقد أدرك اللاعبون أين كنا، وكانت معاييرنا ضعيفة؛ لأن الأمر لا يتعلق فقط بالفوز بالألقاب والبطولات، لكنه يتعلق أيضاً بالشعور بالسعادة عندما نبذل قصارى جهدنا. أعتقد أن اللاعبين أثبتوا أشياء كثيرة، وآمل أن تكون هذه بداية لاستعادة مستوانا وهويتنا».
وكان هذا أكبر فوز في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، حيث أحرز مانشستر سيتي ستة أهداف وصنع الكثير من الفرص المحققة بفضل التمريرات السريعة والتحركات الذكية، وهي السمات التي كانت تميز الفريق في السابق، لكنه افتقدها بشدة خلال سلسلة نتائجه السيئة منذ نهاية العام.
وسجل مانشستر سيتي 14 هدفاً في آخر أربع مباريات، وكان الفوز على إيبسويتش أكبر فوز له خارج ملعبه في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي النتيجة نفسها التي فاز بها على واتفورد في عام 2017.
من المؤكد أن الأندية الأربعة الأولى في جدول الترتيب ستتأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، لكن هذا العدد قد يرتفع إلى خمسة اعتماداً على نجاح الأندية الإنجليزية في المسابقة الأوروبية هذا العام.
على المستوى المحلي، الأمر سيتطلب تحقيق نتائج استثنائية من جانب مانشستر سيتي، وتراجعاً كبيراً في نتائج المتصدر ليفربول لكي يحقق فريق غوارديولا اللقب للمرة الخامسة على التوالي، وهو أمر ما زال قابلاً للتحقيق وفقاً للحسابات والمباريات المتبقية. ففي موسم 2018-19، كان مانشستر سيتي متخلفاً عن ليفربول بفارق 10 نقاط بحلول العام الجديد، لكنه بعد ذلك حقق الفوز 18 مرة في 19 مباراة ليفوز باللقب بفارق نقطة وحيدة.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن أكبر عدد من النقاط تغلب عليه فريق وفاز باللقب في نهاية المطاف هو 13 نقطة، عندما فاز آرسنال باللقب في موسم 1997-98. كما نجح مانشستر يونايتد في العودة بعدما كان متأخراً بفارق 12 نقطة ليفوز باللقب في موسمي 1992 - 93 و1995 - 96، وكان الموسم الأخير بعد مرور 23 جولة وانتفض يونايتد وحقق نتائج استثنائية ليفوز باللقب في نهاية المطاف بفارق أربع نقاط عن نيوكاسل.
في المقابل، ما زال الجار يونايتد يبحث عن طريقة لاستعادة هويته بعد أن فقد الفريق هيمنته على ملعبه «أولد ترافورد» الذي كان يمثل جحيماً للفرق الزائرة، واعترف أموريم الذي تولى المهمة في نوفمبر الماضي بأن المعاناة ستستمر لأن التشكيلة الحالية غير قادرة على التعامل مع المتطلبات العالية للنادي. وجمع يونايتد منذ قدوم أموريم 11 نقطة فقط من 33 نقطة ممكنة، وهذه هي المرة الأولى منذ موسم 1989 - 1990 التي يخسر فيها الفريق 10 من أول 22 مباراة له في موسم للدوري.
وقال أموريم: « أنا أدرك مشاعر الجماهير، ربما نبدو الأسوأ في تاريخ مانشستر يونايتد، لكن لن أغُير طريقة اللعب، أعلم أننا قادرون على النجاح، لكننا في حاجة إلى النجاة من هذه اللحظة. ويحتل الفريق المركز الثالث عشر، وهو قريب للغاية من منطقة الهبوط بمستوى قربه نفسه من الفرق الثمانية الأولى، بعد أن جمع 26 نقطة من 22 مباراة.
وكان أسوأ سجل للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي عندما أنهى في المركز الثامن.