لاعبون يستحقون المتابعة داخل الملاعب الأوروبية في عام 2025

من عمر مرموش... مروراً بمارتن زوبيمندي... وصولاً إلى ماغنيس أكليوش

مانشستر سيتي مهتم بالحصول على خدمات عمر مرموش (د.ب.أ)
مانشستر سيتي مهتم بالحصول على خدمات عمر مرموش (د.ب.أ)
TT

لاعبون يستحقون المتابعة داخل الملاعب الأوروبية في عام 2025

مانشستر سيتي مهتم بالحصول على خدمات عمر مرموش (د.ب.أ)
مانشستر سيتي مهتم بالحصول على خدمات عمر مرموش (د.ب.أ)

يوجد لاعبون مثل محمد صلاح وكيليان مبابي وفينيسيوس جونيور الذين سيواصلون التألق ويستمرون في القمة، لكنْ هناك عدد من اللاعبين الآخرين الذين من المتوقع أن يقدموا مستويات قوية خلال العام الجديد. عدد من خبراء كرة القدم الأوروبية اختاروا بعض اللاعبين الذين يستحقون المتابعة في الدوريات الأوروبية خلال 2025.

عمر مرموش

(آينتراخت فرانكفورت - 25 عاماً - مصري - مهاجم)

يتميز النجم المصري بأنه متحرك وسريع للغاية، كما يجيد اللعب مهاجماً صريحاً وأيضاً جناحاً. يقارنه البعض بمواطنه محمد صلاح، وعلى الرغم من أنه لم يصل إلى مستوى نجم ليفربول، فإنه مذهل في إنهاء الهجمات أمام المرمى. جاء مرموش إلى ألمانيا في سن الثامنة عشرة من عمره، وعلى مدار 6 سنوات سابقة لم يكن يعتقد أحد أنه سيبهر العالم بهذا الشكل، لكنه توهج هذا الموسم، وتشير تقارير الآن إلى أن ناديه لن يتخلى عنه بأقل من نحو 80 مليون يورو. من المتوقع أن ينتقل إلى ناد كبير خلال الفترة المقبلة، ومن غير المرجح أن يحتفظ به آينتراخت فرانكفورت، وسيكون إضافة رائعة لأي فريق يتعاقد معه، وهناك بالفعل كثير من الأندية التي ترغب في ضمه، وسط اهتمام أكثر من ناد به مثل مانشستر سيتي.

ولا يزال الغموض يحوم حول مصير عمر مرموش خلال المدة المقبلة. وارتبط اسم عمر مرموش، صاحب الـ25 عاماً، بإمكانية الرحيل عن صفوف آينتراخت فرانكفورت، في ظل اهتمام نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بالحصول على خدماته خلال المدة المقبلة. وأصبح عمر مرموش محط أنظار جميع كبار الأندية الأوروبية، بعد تألقه منذ انطلاقة الموسم الحالي، حيث شارك في 24 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 18 هدفاً، وقدم 12 تمريرة حاسمة. ووفقاً لما ذكرته شبكة «سكاي سبورت» العالمية بنسختها الألمانية، فإن مانشستر سيتي يواصل مفاوضاته للتعاقد مع عمر مرموش، لضمه في الميركاتو الشتوي وليس في الصيف المقبل. وأفادت الشبكة الألمانية بأن مانشستر سيتي بات قريباً من حسم صفقة عمر مرموش لمصلحته، بعدما اقترب من التوصل لاتفاق مع اللاعب بشأن ضمه في شهر يناير (كانون الثاني) الحالي؛ الأمر الذي دفع بإدارة نادي آينتراخت فرانكفورت إلى رفع مطالبها المالية؛ إذ طلبت الحصول على ما لا يقل عن 80 مليون يورو، مقابل السماح برحيل عمر مرموش هذا الشتاء.

مارتن زوبيمندي

(ريال سوسيداد - 25 عاماً - إسباني - لاعب خط وسط)

رفض مارتن زوبيمندي الانضمام إلى ليفربول، وقدم مستويات مثيرة للإعجاب عندما حل بديلاً لرودري في الشوط الأول من مباراة إسبانيا أمام إنجلترا في نهائي كأس الأمم الأوروبية. لقد شعر المشجعون الإنجليز بالسعادة عندما خرج رودري مصاباً، لكن زوبيمندي ربما يكون ثاني أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم بعد رودري. تشير تقارير إلى أن كل التفاصيل المتعلقة بانتقاله إلى ليفربول انتهت بالفعل، لكنه قرر شخصياً عدم الانضمام إلى الريدز والبقاء مع ريال سوسيداد. والآن وبعد 3 أشهر من الموسم الجديد أصبح جاهزاً للرحيل، ويسعى مانشستر سيتي للتعاقد معه ليكون بديلاً لرودري الذي يغيب عن الملاعب لفترة طويلة بسبب الإصابة. ويريد برشلونة أيضاً التعاقد معه، لكنه لا يملك المال الكافي لذلك. إنه ليس قوياً أو سريعاً بدرجة كبيرة، لكنه يقرأ المباريات بشكل جيد ويمتلك صفات القيادة داخل المستطيل الأخضر، ويؤدي الأدوار المكلف بها على النحو الأمثل. من غير المرجح أن يعود ليفربول إلى محاولة التعاقد معه، على الرغم من أنه أفضل في المستوى من محور ارتكاز ليفربول الحالي رايان غرافينبيرش. تشير تقارير إلى أن ريال سوسيداد لن يستغنى عن خدماته بأقل من 60 مليون يورو، وأنه يرغب في اللعب بالدوري الإنجليزي الممتاز. لا يحتاج تشيلسي إلى خدماته في الوقت الحالي؛ لأنه يمتلك لاعبين مميزين في مركزه، في حين سيسعى مانشستر يونايتد إلى التعاقد معه.

ستيلر مهم للغاية لأي فريق من الناحية الخططية (رويترز)

أنغيلو ستيلر

(شتوتغارت - 23 عاماً - ألماني - لاعب خط وسط)

يعدّ مانشستر سيتي من أبرز المهتمين بالتعاقد مع أنغيلو ستيلر، الذي قد لا يدرك الجمهور الدور الكبير الذي يؤديه داخل الملعب، لكنه مهم للغاية بالنسبة إلى أي فريق من الناحية الخططية. إنه من نوعية اللاعبين الذين يلعبون من أجل الفريق ويبذلون مجهوداً استثنائياً، خصوصاً في النواحي الدفاعية. إنه لا يزال صغيراً في السن، ولا يزال أمامه مجال كبير للتطور والتحسن. لقد جاء من بايرن ميونيخ، وقد ينتقل إلى أحد الأندية الكبرى خلال الصيف أو العام المقبل، إذا لم يستمر مع شتوتغارت.

كشافون كثيرون من ألمانيا وإنجلترا يتابعون أكليوش (يسار) لاعب موناكو

ماغنيس أكليوش

(موناكو - 22 عاماً - فرنسي - جناح)

جذب ماغنيس أكليوش أنظار كثيرين بسبب تألقه اللافت خلال الموسم الحالي. لقد شارك في مباراة منتخب فرنسا ضد النمسا تحت 21 عاماً مؤخراً وكان جميع الكشافين هناك من أجل متابعته من كثب؛ بمن فيهم كشافون من ألمانيا وإنجلترا. سوف يبلغ من العمر 23 عاماً في فبراير (شباط) المقبل، وهو يلعب مع الفريق الأول منذ أن كان في سن الثامنة عشرة. وقدم أداء استثنائياً أمام باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي الممتاز مؤخراً. يمتلك اللاعب الشاب، الذي وُلد وترعرع في باريس، قدماً يسرى ساحرة، ويتميز بالرؤية الثاقبة والمجهود الوفير، ولا يتوقف عن الركض مطلقاً، ويؤدي عملاً رائعاً في الناحية اليمنى. وعلاوة على ذلك، فإنه لاعب مبدع يجيد صناعة الأهداف. من الرائع رؤيته يلعب في دوري أبطال أوروبا. لكن يتعين عليه أن يتخذ القرار الصحيح بشأن النادي الذي سينتقل إليه؛ لأنه سيكون حاسماً إلى حد كبير في مسيرته الكروية، وقد رأينا من قبل كثيراً من اللاعبين الذين تأثرت مسيرتهم سلباً بسبب انتقالهم إلى أندية غير مناسبة لقدراتهم. يعد النجم الفرنسي الكبير تييري هنري من أشد المعجبين به، خصوصاً أنه قد تولى تدريبه في دورة الألعاب الأولمبية. كما يحظى بإعجاب المدير الفني لمنتخب فرنسا تحت 21 عاماً غايل كليشي. ولن يكون من المفاجئ أن يشارك مع منتخب فرنسا الأول في دوري الأمم الأوروبية في مارس (آذار) المقبل. ربما سيبلي بلاءً حسناً في حال رحيله إلى إسبانيا، لكن الدوري الإنجليزي الممتاز هو المكان الذي توجد فيه الأموال والمكان الذي يناسبه بشكل أكبر من حيث طريقة اللعب، خصوصاً أنه يمتلك قوة بدنية هائلة تناسب اللعب في إنجلترا.

نيكو باز

(كومو - 20 عاماً - أرجنتيني - لاعب خط وسط)

هناك بند في عقد اللاعب يسمح لريال مدريد بإعادة شرائه، لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك. ويقدم اللاعب الآن مستويات جيدة للغاية مع كومو، الذي صعد حديثاً إلى الدوري الإيطالي الممتاز تحت قيادة سيسك فابريغاس. يمتلك باز قدماً يسرى ساحرة، ويجيد صناعة اللعب والتحكم في الكرة، كما يمتلك رؤية ثاقبة ويلعب بأناقة تثير إعجاب عشاق الساحرة المستديرة. إنه لا يزال في العشرين من عمره، لكنه يبهر الجميع بما يقدمه حالياً في الدوري الإيطالي الممتاز. لقد أدى نادي كومو عملاً رائعاً عندما تعاقد مع لاعب بهذه الإمكانات الهائلة، ومن الواضح أنه جاهز بالفعل للعب لنادٍ أكبر. إنه اكتشاف لا يصدق، وقد استُدعي للانضمام إلى قائمة الأرجنتين، في تتويج للعمل الرائع الذي يؤديه. إنه من نوعية اللاعبين الذين يحتاج إليهم ريال مدريد في الوقت الحالي، فالنادي الملكي بحاجة إلى لاعب ينظم خط الهجوم ويقود الكرة، وهو الأمر الذي يمكن لباز القيام به. إنه يشبه فرناندو ريدوندو، أسطورة ريال مدريد السابق، فهو يمتلك كل المقومات التي تجعله لاعباً من الطراز الرفيع، فهو يمكنه تسجيل وصناعة الأهداف، كما يقود خط الوسط ببراعة. يمكن لريال مدريد إعادته مقابل 8 ملايين يورو هذا الموسم، وأعتقد أن النادي الملكي سيكون مخطئاً لو لم يفعل ذلك.

بول وانر

(هايدنهايم «معاراً من بايرن ميونيخ» - 19 عاماً ألماني نمساوي - لاعب خط وسط)

يقدم بول وانر موسماً استثنائياً. إنه موهوب للغاية، لكن كان من الصعب ملاحظته في دوري الدرجة الثانية بألمانيا، فقد كان يلعب لإلفرسبيرغ على سبيل الإعارة الموسم الماضي. والآن يلعب معاراً لهايدنهايم، الذي يشارك في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي. يتميز وانر بالقدرة على استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى، كما يجيد الربط بين الخطوط، ويمكنه اللعب صانع ألعاب أو على الأطراف. ويجيد المراوغة، ويلعب كرة قدم ممتعة حقاً. كما يتميز بالمرونة والقدرة على اللعب في أكثر من مركز. ورغم صغر سنه، فإنه قد اكتسب خبرات كبيرة من اللعب في دوري الدرجة الثانية قبل أن يلعب في الدوري الألماني الممتاز. والآن، هناك صراع حقيقي بين منتخبَي ألمانيا والنمسا لكي يمثل أحدهما. فمن ناحية؛ يمكنه اللعب مع جمال موسيالا في منتخب ألمانيا، ومن ناحية أخرى؛ يمكنه أن يكون ديفيد ألابا الجديد في منتخب النمسا. تشير تقارير إلى أن بوروسيا دورتموند يرغب في التعاقد معه، لكن من الصعب أن يبيعه بايرن ميونيخ.

زوبيمندي (يمين) ربما يكون ثاني أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم بعد رودري (غيتي)

خوان مارتينيز

(ريال مدريد - 17 عاماً - إسباني - مدافع)

يبلغ خوان مارتينيز من العمر 17 عاماً فقط، وانتقل إلى ريال مدريد في عام 2023 قادماً من ليفانتي. كان يتدرب مع فريق الناشئين في ريال مدريد، ثم حدث تحول كبير عندما أصيب قلب الدفاع الخامس لريال مدريد قبل فترة الاستعداد للموسم الجديد، لذلك استُدعي للانضمام إلى الفريق الأول. انضم لمعسكر ريال مدريد استعداداً للموسم الجديد، ولعب أمام ميلان وكان رائعاً. وقال المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، إن مارتينيز سيبقى مع الفريق الأول، لكنه أصيب بقطع في الرباط الصليبي للركبة. ومع ذلك، جدد ريال مدريد عقد اللاعب الشاب، ويعتقد المسؤولون أنه سيكون سيرخيو راموس الجديد، فلديه كل المقومات التي تجعله قادراً على تحقيق النجاح مع الميرينغي.



محمد صلاح وتييري هنري... مقارنة بين اثنين من عظماء الدوري الإنجليزي

محمد صلاح مع ليفربول وكأس الدوري الإنجليزي (غيتي)
محمد صلاح مع ليفربول وكأس الدوري الإنجليزي (غيتي)
TT

محمد صلاح وتييري هنري... مقارنة بين اثنين من عظماء الدوري الإنجليزي

محمد صلاح مع ليفربول وكأس الدوري الإنجليزي (غيتي)
محمد صلاح مع ليفربول وكأس الدوري الإنجليزي (غيتي)

كانت ركلة الجزاء التي سجّلها محمد صلاح في مرمى مانشستر يونايتد على ملعب «آنفيلد»، يوم الأحد الماضي، هي هدفه رقم 175 في الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصعد إلى المركز السابع في قائمة الهدّافين التاريخيين للمسابقة، بالتساوي مع النجم الفرنسي تييري هنري. ولا شك في أن هذا يدفع كثيرين إلى عقد مقارنة بين اثنين من عظماء الدوري الإنجليزي الممتاز، وما لم تكن من مشجعي آرسنال أو ليفربول فإن تفضيلك لأي منهما سيعتمد على التقييم الجمالي، وأي عصر يجذبك أكثر.

في الواقع، كان من النادر أن نسمع اسمي هنري وصلاح في جملة واحدة، ويعود السبب في ذلك جزئياً إلى أن طريقة لعب كل منهما مختلفة تماماً عن الآخر، فقد كان هنري لاعباً بارعاً يتميّز بالمهارة والذكاء، في حين يمتلك صلاح طاقة هائلة، ويلعب بشكل مباشر على المرمى. ومع ذلك -حسب أليكس كيبلي على موقع الدوري الإنجليزي الممتاز- يشترك الاثنان فيما يمكن وصفه بالعبقرية عندما يكونان في قمة إبداعهما، إضافة إلى فاعليتهما الاستثنائية في الأوقات الحاسمة.

لكن نادراً ما كانت تعقد مقارنة بين الاثنين، لسبب بسيط، وهو أن الفاصل بينهما يصل إلى عقدين من الزمان تقريباً. وبالنسبة للبعض، فإن هذا الأمر بمفرده يجعل صلاح أفضل؛ نظراً لأنه يتألّق في عصر يتّسم بالسرعة الفائقة والقدرات الفنية التي لا مثيل لها، وبالنسبة للآخرين فإن مرور الوقت يعطي الأفضلية لهنري، بوصفه أسطورة مؤكدة لا جدال فيها في عالم الساحرة المستديرة. ومن المؤكد أن كل شخص يفضل أحدهما حسب وجهة نظره، لكن الأرقام والإنجازات والجوائز والأهداف والتمريرات الحاسمة توضح الفارق بينهما. ويحتاج صلاح إلى مواصلة التألق في موسم 2024-2025 لكي يضاهي إنجازات هنري، الذي يتفوق حتى الآن من حيث الألقاب والجوائز الفردية.

لقد حصل هنري على لقبين للدوري الإنجليزي الممتاز، وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي مرتين، وجائزة هداف الدوري 4 مرات، وهي الأرقام التي يتفوق فيها على صلاح. لكن صلاح يستطيع أن يعادله في جميع هذه الإحصائيات الثلاث بحلول شهر مايو (أيار) المقبل، في حال نجاحه في قيادة ليفربول للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثانية له مع الفريق، وجائزة أفضل لاعب في الموسم للمرة الثانية، وجائزة الحذاء الذهبي للمرة الرابعة. والآن، يسير النجم المصري على الطريق الصحيح في هذه الجبهات الثلاث.

قاد صلاخ ليفربول إلى لقب الدوري الإنجليزي بعد غياب طويل (أ.ف.ب)

لكن حتى لو عادل صلاح هذه الأرقام، فإن إنجازاتهما ليست بالضرورة متساوية، فقد حصل صلاح على اثنتين من جوائز الحذاء الذهبي الثلاث، بالاشتراك مع لاعبين آخرين، وهي النقطة التي تصب في صالح هنري، لكن صلاح كان أيضاً عنصراً أساسياً في ليفربول في الموسمين اللذين حصد فيهما الفريق أكثر من 90 نقطة، وانتهى به الأمر بالحصول على مركز الوصيف، وهو ما يُشير إلى أن الألقاب وحدها ليست مقياساً دقيقاً للتقييم. وكان هنري جزءاً من «فريق آرسنال الذي لا يقهر»، والذي حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز من دون أي خسارة، في إنجاز غير مسبوق في كرة القدم الإنجليزية، في حين كان صلاح جزءاً من فريق ليفربول الذي حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب طويل دام 30 عاماً. فمَن منا يمكنه أن يجزم بما إذا كان هذا الإنجاز أو ذاك هو الأفضل؟

ومع ذلك، فبحلول نهاية الموسم الحالي، ربما يكون صلاح وهنري متعادلين تماماً في عدد من الإنجازات، لكن ليس من بينها عدد الأهداف والتمريرات الحاسمة؛ نظراً لأن صلاح سيسجل مزيداً من الأهداف، ولكن ليس بفارق كبير. لقد عادل صلاح بالفعل عدد أهداف هنري في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن لا تزال لديه 4 أشهر أخرى على الأقل لإضافة مزيد إلى حصيلته التهديفية. وبمعدل تسجيله الأهداف في موسم 2024-2025، والبالغ 0.97 هدف لكل 90 دقيقة، يحتاج صلاح إلى 89 مباراة أخرى -أو موسمين آخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد الموسم الحالي- لتجاوز رقم آلان شيرار القياسي البالغ 260 هدفاً. ومع ذلك، إذا نظرنا إلى مسيرة صلاح في الدوري الإنجليزي الممتاز على المدى الأطول، فإن معدل أهدافه يبلغ 0.69 هدف لكل 90 دقيقة، وهو أقل بقليل من معدل أهداف هنري، الذي يصل إلى 0.74 هدف لكل 90 دقيقة.

وحتى هنا، يمكن أن يزعم صلاح وهنري أنهما الأفضل فيما يتعلق بإحراز الأهداف، فصلاح لديه عدد أكبر من التمريرات الحاسمة، لكن هنري كان أكثر إبداعاً. في الواقع، لم يكن يتم التركيز على عدد التمريرات الحاسمة من قبل، لكن ظهور لعبة «الفانتازي» في التسعينات من القرن الماضي بدأ يعطي أهمية لآخر لاعب لمس الكرة قبل إحراز الهدف، لكن حتى خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نادراً ما كان يتم النظر إلى عدد التمريرات الحاسمة عند تقييم قدرات وإمكانات اللاعب.

ولهذا السبب، شهد موسم 2002-2003 تسجيل هنري الرقم القياسي لأكبر عدد من التمريرات الحاسمة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز بنحو 20 تمريرة حاسمة، من دون أن يلاحظ أحد ذلك في حقيقة الأمر! ثم واصل صناعة الأهداف حتى وصل إلى 74 تمريرة حاسمة في المجموع، ويحتل حالياً المركز الرابع عشر في قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ المسابقة.

تييري هنري مع آرسنال وكأس الدوري الإنجليزي (ب.أ)

وعلى النقيض من ذلك، تحظى أرقام صلاح باهتمام كبير في الوقت الحالي، خصوصاً بعدما أصبح أكثر نضجاً وإبداعاً مع تقدمه في السن: تمريراته العرضية الدقيقة، وكراته البينية بالوجه الخارجي للقدم، أصبحتا ظاهرة جديدة بالنسبة له. لقد قدّم صلاح 13 تمريرة حاسمة هذا الموسم، أي أكثر من أي لاعب آخر في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، وقد وصل بالفعل إلى أكبر عدد من التمريرات الحاسمة له في موسم واحد، والذي كان 13 تمريرة حاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2021-2022.

وإذا سار صلاح بالمعدل الحالي فسيحطم رقم هنري القياسي، الذي بلغ 20 هدفاً في موسم واحد، وسيصعد إلى المركز السادس في قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف عبر كل العصور. لقد تجاوز صلاح بالفعل هنري هذا الموسم، برصيد 82 تمريرة حاسمة، على الرغم من أن هذا لا يعني بالضرورة أنه الأكثر إبداعاً. ويعود جزء من السبب في عدم إعطاء التمريرات الحاسمة كثيراً من الاهتمام في السابق إلى أنها مقياس واحد للإبداع، بمعنى أنه تتم المساواة بين اللاعب الذي يُمرر الكرة لمسافة ياردة واحدة قبل تسجيل الهدف واللاعب الذي يُمرر الكرة الرائعة لمسافة 40 ياردة.

لقد كان هنري يمتلك مهارة سحرية فيما يتعلق بخلق الفرص لزملائه في الفريق؛ إذ كان يلعب دور «المهاجم الوهمي» باقتدار، ويخلق كثيراً من الفرص لزملائه بتحركاته الذكية في المساحات الخالية. ومن ناحية أخرى، فإن صلاح، وإن كان أقل إبداعاً بالمعنى التقليدي لصانع الألعاب، فلديه إحصائيات تتحدث عن نفسها بـ1.92 تمريرة مفتاحية لكل 90 دقيقة طوال مسيرته في الدوري الإنجليزي الممتاز.

كان هنري جزءاً من «فريق آرسنال الذي لا يقهر» (غيتي)

ونظراً لأن هنري لاعب سابق فإنه يحظى بإشادة أكبر بسبب الذكريات الجميلة، والحنين إلى الماضي. وقال المدير الفني السابق لآرسنال، أرسين فينغر، عن النجم الفرنسي: «لقد كان الأمر محرجاً للمدافعين، فقد كان هنري يسجل الأهداف وقتما يريد». وقال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، المتوّج بالكرة الذهبية 8 مرات: «في اليوم الأول الذي دخل فيه غرفة الملابس في برشلونة، لم أجرؤ على النظر في وجهه، فقد كنت أعرف كل ما فعله في إنجلترا».

وحتى جورج بيست، واحد من أعظم المواهب في تاريخ كرة القدم، يرى هنري لاعباً استثنائياً؛ إذ قال: «لا أجد نفسي في اللاعبين الذين أراهم اليوم. هناك لاعب واحد فقط يثير حماسي، وهو تييري هنري؛ إنه ليس مجرد لاعب كرة قدم عظيم، بل نجم استعراضي يمنحك المتعة». لا يوجد أدنى شك في أن عبارات الثناء المماثلة سوف تنهال على صلاح عندما يترك الدوري الإنجليزي الممتاز في نهاية المطاف، لكن في الوقت الحالي فإنه لا يحصل على المديح الذي يستحقه؛ لأنه لا يزال يلعب.

وقال عنه آلان شيرار، الهدّاف التاريخي للدوري الإنجليزي الممتاز: «إنه هدّاف من الطراز العالمي، وأحد أعظم لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه».

وخلال الشهر الماضي، وصف أحد أعظم لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز، في حديثه على قناة «سكاي سبورتس»، صلاح بأنه «مدهش» فيما يتعلق بكيفية «استخدامه ذكاءه» ليتحوّل من هداف عظيم إلى لاعب مبدع، وكان هذا الأسطورة الذي انهال بالثناء على صلاح هو هنري نفسه، الذي اتضح أنه من أشد المعجبين بالنجم المصري! وكما قلنا في البداية، فإن اعتقادك بأن هنري أو صلاح هو اللاعب الأفضل يعتمد، على الأرجح، إما على الطريقة التي ترى بها جماليات كرة القدم، وإما تفضيلك للفترة التي لعب فيها كل منهما. من المؤكد أن كلّاً منهما يستحق الثناء والتقدير، لكن هناك طريقة ثالثة للنظر إلى الأمور، وهي أن نختار الاحتفال بهما معاً بكل بساطة!