آرسنال لديه أقوى دفاع في البريميرليغ... هل هذا يكفي؟

آرسنال حقق فوزاً صعباً على إيبسويتش وقفز لوصافة الترتيب (د.ب.أ)
آرسنال حقق فوزاً صعباً على إيبسويتش وقفز لوصافة الترتيب (د.ب.أ)
TT

آرسنال لديه أقوى دفاع في البريميرليغ... هل هذا يكفي؟

آرسنال حقق فوزاً صعباً على إيبسويتش وقفز لوصافة الترتيب (د.ب.أ)
آرسنال حقق فوزاً صعباً على إيبسويتش وقفز لوصافة الترتيب (د.ب.أ)

مع اقتراب نهاية فوز آرسنال 1-0 على إيبسويتش تاون، تلقى ديفيد رايا تمريرة خلفية خارج منطقة الجزاء مباشرة، وراوغ الكرة إلى داخل منطقة الجزاء، وحوم فوق الكرة والتقطها، مستغلاً ثواني ثمينة. وهتف مشجعو الفريق الزائر: «آرسنال ممل، ممل».

وكانوا على حق. فالجمهور العالمي الذي كان يتابع المباراة على أمل مشاهدة بعض الترفيه الاحتفالي أصيب بخيبة أمل. لم تكن هذه مباراة للمحايدين.

ولكن ميكيل أرتيتا ليس من المدربين الذين يثقون كثيراً في رأي المحايد. فهو يهتم بالنتائج أولاً وقبل كل شيء ـ وكان هذا الأداء مرضياً للغاية بالنسبة له.

وبحسب شبكة «The Athletic»، في مباراته السابقة، سحق آرسنال كريستال بالاس 5-1. وكانت المباراة فوضوية إلى حد ما، ما جعلها مشهداً ترفيهياً للغاية. ولكن على الرغم من الفارق الضئيل في الفوز على إيبسويتش، بدا أن أرتيتا يفضل هذا الفوز.

ولم ترو نتيجة المباراة التي أقيمت على ملعب سيلهيرست بارك القصة الكاملة للمباراة. فقد سنحت لكريستال بالاس عدة فرص جيدة لتسجيل المزيد من الأهداف، واعتمد آرسنال على عدة تصديات جيدة من رايا للحفاظ على تقدمه.

في مواجهة إيبسويتش، لم يقم رايا بأي تصدٍّ. وعندما سُئل عما إذا كان ذلك قد جعل الأداء أكثر إرضاءً للمدرب، قال أرتيتا: «من حيث مدى سيطرتنا على الموقف، فقد كان الأداء أفضل بعشر مرات (أكثر)، لأننا استقبلنا 14 أو 15 تسديدة ضد كريستال بالاس. وهذا ليس بالأمر المعتاد. لذا، بشكل عام، أعتقد أن هذه المباراة كانت أفضل بكثير».

واعترف أرتيتا بأن كرة القدم لا تقتصر على النقاط.

وأردف: «إن الأمر يتعلق بالأهداف أيضاً، وجمالها، وتسلية الناس - وربما كانت مباراة كريستال بالاس أفضل بالنسبة لهم». لكن هذا بدا وكأنه تنازل (لهم) - هؤلاء المحايدين بلا وجه - أكثر من كونه انعكاساً لرأيهم الحقيقي».

كان هناك الكثير مما يمكن لأرتيتا الاستمتاع به في هذا الفوز. لم يحافظ أي فريق على نظافة شباكه أكثر (سبعة) أو استقبل أهدافاً أقل (16) في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم من آرسنال. كان هذا الفوز 1-0 بمثابة رابع شباك نظيفة على التوالي في ملعب الإمارات - أفضل سلسلة لهم منذ ديسمبر (كانون الأول) 2021. تبدو مباراة بالاس، قبل أيام قليلة فقط، وكأنها شاذة بالفعل.

لقد فعل آرسنال ما يكفي للفوز بهذه المباراة. لقد سددوا 13 تسديدة على المرمى مقابل ثلاث لإيبسويتش. لو كانت ضربة رأس من غابرييل على بعد ياردة واحدة من الجانب الآخر من القائم، أو تسديدة ديكلان رايس المتجهة إلى المرمى لم يتم منعها، لكانت النتيجة أكثر إقناعاً.

واعترف أرتيتا قائلاً: «كان يجب أن نسجل المزيد. لكن الأمر يتعلق بالاتساق. لم يستقبل الفريق أي شيء مرة أخرى. كان سلوكهم الدفاعي رائعاً مرة أخرى. لذا فهذا شيء سيعطينا دائماً فرصة الفوز بالمباريات». قد تكون هذه فلسفة أرتيتا الكروية باختصار.

ربما كانت النتيجة مختلفة لو كان بوكايو ساكا متاحاً. وكشف أرتيتا بعد المباراة أن الجناح الإنجليزي خضع بنجاح لعملية جراحية في عضلة الفخذ الخلفية الممزقة، ومن المرجح أن يغيب «لمدة شهرين على الأقل».

لم يستعد آرسنال لاعباً مبدعاً بقدمه اليسرى منذ فترة طويلة من الإصابة - لم يخسر الفريق في 11 مباراة منذ عودة مارتن أوديغارد إلى التشكيلة الأساسية - وخسر الآن لاعباً آخر. ضد إيبسويتش، سعوا إلى استبدال ساكا بنشر غابرييل مارتينيلي على اليمين، مع لعب لياندرو تروسارد من اليسار. عمل كاي هافرتز مرة أخرى في خط الوسط، مع غابرييل جيسوس في مركز المهاجم.

نجح الأمر في بعض الأحيان - شارك مارتينيلي وتروسارد في بناء هدف هافرتز. قال أرتيتا: «كانت هناك لحظات سارت فيها الأمور بشكل جيد حقاً. كانت هناك لحظات لا يزال بإمكاننا فيها القيام ببعض العمل هناك وتحسينها والتكيف مع صفات الأفراد. وأنا متأكد من أننا سنفعل ذلك».

وفي غضون ذلك، يمكن لآرسنال الاعتماد على صلابته وبنيته. في سباق على اللقب ضد ليفربول الذي يسجل الكثير من الأهداف، فإن هذا يجعل من المباراة صراعاً مثيراً بين الأساليب. ضد إيبسويتش، بدا آرسنال وكأنه الفريق الأصعب هزيمته في الدوري. لكن ليفربول لا يزال يبدو الفريق الأصعب إيقافه.

قد يكون هذا ملخصاً لمحاولة أفضل هجوم في الدوري صد أفضل دفاع في الدوري. إنه تبسيط مفرط، بالتأكيد - ولكن في غياب ساكا، يبدو أن هناك حقيقة جوهرية أكثر في هذا التحديد.

لن يكون الهدف الواحد كافياً دائماً. في 18 مباراة بالدوري لآرسنال، كانت هذه هي المرة السابعة التي يسجل فيها هدفاً واحداً أو صفر أهداف. كلفت هذه المباريات آرسنال 11 نقطة.

على النقيض من ذلك، سجل ليفربول هدفين على الأقل في جميع مبارياته باستثناء مباراتين.

هناك مقولة مأثورة في كرة القدم مفادها أن الأهداف تفوز بالمباريات، لكن الدفاع يفوز بالألقاب. يبدو أن موسم الدوري الإنجليزي الممتاز 2024-25 على استعداد لاختبار ذلك.


مقالات ذات صلة

«شامخات الشقح» تهدي المهيدب جائزة «الطائرة الخاصة»

رياضة سعودية إبراهيم المهيدب (الشرق الأوسط)

«شامخات الشقح» تهدي المهيدب جائزة «الطائرة الخاصة»

وسط أجواء تنافسية مثيرة، حصد إبراهيم المهيدب، رئيس نادي النصر السعودي السابق، لقب منقية الجزيرة بمنقيته «شامخات الشقح».

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية نجم الكرة السعودية السابق سامي الجابر (الشرق الأوسط)

سامي الجابر: روح منتخب السعودية عادت بالفوز على العراق

قال نجم الكرة السعودية السابق، سامي الجابر، إن أكبر مكسب تحقق، السبت، أمام العراق هو عودة روح المنتخب السعودي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية علي البليهي مدافع المنتخب السعودي (رويترز)

البليهي ليونس محمود: حينما تتحدّث عن المنتخب السعودي قِف على قدميك

أعرب علي البليهي، مدافع المنتخب السعودي، عن سعادته بالفوز الكبير الذي حقّقه الأخضر أمام العراق، والتأهل إلى نصف نهائي كأس الخليج.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية سالم الدوسري قائد المنتخب السعودي (رويترز)

سالم الدوسري: المنتخب السعودي أظهر شخصيته

أكد سالم الدوسري، قائد المنتخب السعودي، أن الأخضر لم يأتِ إلى الكويت من أجل الاكتفاء بالمشاركة في كأس الخليج، ولكن من أجل المنافسة بقوة على اللقب.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية رينارد مدرب المنتخب السعودي في المؤتمر الصحافي (خليجي 26)

رينارد: التصريحات قبل المباراة تجعلنا أقوى

كشف هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، عن أن طموح الأخضر منذ البداية تخطي دور المجموعات والوصول إلى الدور التالي من بطولة كأس الخليج.

هيثم الزاحم (الكويت ) فهد العيسى (الكويت )

ليفربول لمواصلة التألّق... و«سيتي» يرفع شعار «عدم الاستسلام»

صلاح يتطلع لمواصله تألقه مع ليفربول (رويترز)
صلاح يتطلع لمواصله تألقه مع ليفربول (رويترز)
TT

ليفربول لمواصلة التألّق... و«سيتي» يرفع شعار «عدم الاستسلام»

صلاح يتطلع لمواصله تألقه مع ليفربول (رويترز)
صلاح يتطلع لمواصله تألقه مع ليفربول (رويترز)

يأمل ليفربول تأكيد انطلاقته المذهلة هذا الموسم، بتحقيقه 22 انتصاراً في 26 مباراة في جميع المسابقات، عندما يحلّ ضيفاً على وست هام، الأحد، ضمن المرحلة الـ19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.

وحقّق فريق المدرب الهولندي، أرني سلوت، فوزين متتاليين في المرحلتين الماضيتين بالدوري على حساب ليستر سيتي وتوتنهام، أعقبا تعادلين محبطين أمام فولهام ونيوكاسل، ليعود بذلك إلى سكة الانتصارات ويجد نفسه متصدراً بفارق ست نقاط عن آرسنال، علماً بأنه يملك مباراة مؤجلة.

ويُعوّل الـ«ريدز» لتحقيق انتصاره الـ14 في الدوري على تألّق نجمه المصري محمد صلاح الذي أسهم بـ27 هدفاً حتى الآن (سجل 16، وقدّم 11 تمريرة حاسمة)، وهو رقم قياسي؛ إذ لم يسبق لأي لاعب في تاريخ الدوري أن أسهم بهذا العدد من الأهداف منذ المرحلة الأولى، وصولاً إلى نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول).

وعلى الرغم من هذه الصدارة المريحة، وامتلاك الفريق أقوى خط هجوم في الدوري حتى الآن (40 هدفاً)، وثاني أقوى خط دفاع (اهتزت شباكه 17 مرة، مقابل 16 لآرسنال)، فإن سلوت يؤكد الضغوط التي يرزح تحتها؛ «أنت تجلس أمام مدرب ليفربول، لذا هناك دائماً ضغوط في هذا النادي».

وأضاف، بعد فوز فريقه أمام ليستر سيتي 3 - 1، الخميس: «إذا كنا في المركز الأول، أو الثاني، أو الثالث، أو الرابع أو الخامس في الترتيب، فهناك دائماً ضغوط إذا كنت تعمل في نادٍ مثل ليفربول».

وتابع المدرب، البالغ من العمر 46 عاماً: «ليس من الغريب أن يكون نادٍ مثلنا في صدارة الدوري، لكننا نعلم عدد الفرق الجيدة في هذا الدوري، وهم قادرون على الفوز في كل مباراة تقريباً أيضاً».

لكن الأجواء الإيجابية المحيطة بالمتصدر لا يُعكّر صفوها سوى انتهاء عقود صلاح والهولندي فيرجيل فان دايك وترنت ألكسندر أرنولد في نهاية الموسم، مما يعني إمكانية دخولهم في مفاوضات مع أندية أخرى انطلاقاً من بداية العام المقبل. وأكد سلوت أن لا معلومات جديدة لديه حول تجديد عقود الثلاثي، مكتفياً بالقول: «بشكل عام، لا أتحدث عن وضعية عقود اللاعبين هنا. سيكون مفاجئاً أن أكون أنا من يعلن تجديد عقد أحدهم».

وسيفتقر سلوت إلى خدمات متوسط الميدان المجري دومينيك سوبوسلاي عند حلوله ضيفاً على وست هام في لندن، بسبب نيله الإنذار الخامس له هذا الموسم في مواجهة ليستر الفائتة، في حين يستمر غياب المدافع الدولي الفرنسي إبراهيما كوناتيه وكونور برادلي للإصابة.

رغم مواجة الخسائر إلا أن غوراديولا أعلن عدم استسلام السيتي هذا الموسم (رويترز)

بدوره، يحل آرسنال، ثاني الترتيب برصيد 36 نقطة، ضيفاً على برنتفورد الأربعاء المقبل. وحقّق «المدفعجية» انتصارهم الثاني توالياً من بوابة إيبسويتش 1 - 0 في المرحلة الماضية، رغم غياب نجمهم بوكايو ساكا للإصابة في عضلة الفخذ الخلفية.

ويستمر غياب الجناح الإنجليزي أمام برنتفورد، غير أن مدرب الفريق ميكل أرتيتا يملك الأسلحة اللازمة لمحاولة تعويضه، مثل: البلجيكي لياندرو تروسار، والبرازيليين غابريال مارتينيلي، وغابريال جيسوس، والألماني كاي هافيرتس.

وعلى الرغم من قوة الفريق اللندني الهجومية (ثالث أقوى خط هجوم بـ35 هدفاً)، فإن اللافت في النصف الأول من الدوري صلابته الدفاعية بامتلاكه أقوى خطوط الدفاع (تلقّى 16 هدفاً في 18 مباراة)، ويعود الفضل في ذلك تحديداً إلى الثنائي الفرنسي ويليام صليبا وشريكه البرازيلي غابريال.

وحافظ فريق أرتيتا على نظافة شباكه 7 مرات هذا الموسم، منها في آخر 4 مباريات خاضها على أرضه، وهو أمر لم يحققه منذ ديسمبر 2021.

ويأمل آرسنال في المحافظة على المركز الثاني الذي انتزعه من جاره تشيلسي في المرحلة الماضية، مستفيداً من خسارته أمام فولهام 1 - 2. لكن أرتيتا لا يبدو راضياً جداً، معلقاً: «إحباط عند الفوز (أمام إيبسويتش)؟ لا. هناك أمور تحتاج إلى تحسين؟ نعم».

يُذكر أن الفريق لم يخسر في آخر 11 مباراة في جميع المسابقات، محققاً 8 انتصارات و3 تعادلات، علماً بأن آخر هزيمة له كان أمام إنتر الإيطالي في «دوري أبطال أوروبا» في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وعلى عكس ليفربول وآرسنال، يعيش مانشستر سيتي كابوساً بكل ما للكلمة من معنى، ويأمل أن يصحو منه أمام مضيفه ليستر سيتي، الأحد.

ويقبع فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا في المركز السابع برصيد 28 نقطة وبفارق 14 نقطة كاملة عن المركز الأول مع خوضه مباراة أكثر، ما يجعل إمكانية المحافظة على لقب الدوري هذا الموسم مهمة شبه مستحيلة.

وحقق سيتي فوزاً واحداً فقط في آخر 13 مباراة في جميع المسابقات، تخللتها 9 هزائم و3 تعادلات، كان آخرها على أرضه أمام إيفرتون 1 - 1 في المرحلة الماضية، في مواجهة شهدت إضاعة النرويجي إرلينغ هالاند ركلة جزاء، ليستمر في صيامه التهديفي للمباراة الرابعة توالياً.

وإلى جانب معاناة حامل اللقب هجومياً وتراجعه كثيراً على صعيد صناعة الفرص والتسجيل مقارنة بالمواسم القليلة الماضية، تطل مشكلة الهشاشة الدفاعية برأسها، إذ لا يجد المنافسون صعوبة في هز شباكه (تلقّى 26 هدفاً في 18 مباراة).

وكلّفت هذه الهشاشة فريق غوارديولا الكثير من النقاط، فتشير الإحصاءات إلى إضاعته 12 نقطة، بسبب فشله في الحفاظ على تقدمه في نتيجة الكثير من المباريات، وهو أكثر مما أضاعه في الدوري على مدار الموسم الماضي كاملاً (10 نقاط). وقد تشكّل مواجهة ليستر بوابة عبور نحو سلسلة إيجابية، لا سيما أن الأخير خسر المباريات الثلاث الماضية، بيد أنه لا يمكن التنبؤ بشيء مع بطل إنجلترا هذا الموسم.

وقال غوارديولا قبيل المواجهة: «سأحاول وسأستمر. في بعض الأحيان تعتقد أن السلسلة السيئة ستنتهي في وقت أبكر، أو سيكون من السهل إصلاحها، لكن الأمر يستغرق وقتاً أطول».

وأضاف: «لن أستسلم. أريد أن أكون هنا. أريد فعل ذلك، وفي ظل الوضع الذي نعيشه، يتعيّن علينا القيام بذلك». وتابع: «الاختبار الأكبر هو العودة مرة أخرى، لكننا فعلنا ذلك من قبل».

واستطرد معلقاً على الإصابات التي يعاني منها لاعبوه: «أحياناً لديك إصابات. لسنوات عديدة كانت لدينا استمرارية بشكل لا يُصدق، ولكن الآن، نعم، نحن متراجعون قليلاً، والسبب الرئيس هو إصابة الكثير من اللاعبين المهمين».

وأردف: «لكنني رأيت روح الفريق، كيف تدربنا هذا الأسبوع، كيف كان اللاعبون مركزين وكيف يحاولون التدرّب».