هل أثر ميسي في قرار إنتر ميامي التعاقد مع ماسكيرانو؟

ميسي وماسكيرانو تزاملا في الملاعب والآن ماسكيرانو سيدرّب ميسي (أ.ب)
ميسي وماسكيرانو تزاملا في الملاعب والآن ماسكيرانو سيدرّب ميسي (أ.ب)
TT

هل أثر ميسي في قرار إنتر ميامي التعاقد مع ماسكيرانو؟

ميسي وماسكيرانو تزاملا في الملاعب والآن ماسكيرانو سيدرّب ميسي (أ.ب)
ميسي وماسكيرانو تزاملا في الملاعب والآن ماسكيرانو سيدرّب ميسي (أ.ب)

في أعقاب قرار تاتا مارتينو مغادرة إنتر ميامي، تركزت التكهنات حول المدرب المقبل للفريق على الفور على زوج من الخيارات المرتبطة بلاعبه النجم، ليونيل ميسي.

وبحسب شبكة «The Athletic»، كان الافتراض السائد هو أن إنتر ميامي سيرغب بلا شك في شخص من شأنه أن يجعل ميسي سعيداً... وأن أيقونة الأرجنتين سيكون لها رأي بلا شك في البحث. ظهر اسمان: تشافي هيرنانديز وخافيير ماسكيرانو، وكلاهما زميل سابق لميسي.

بعد أيام قليلة من رحيل مارتينو، تم تعيين ماسكيرانو.

إذا كان هناك أي شك حول تأثير ميسي على القرار، فقد تم تبديده من قبل المالك خورخي ماس خلال مؤتمر صحافي للإشارة إلى رحيل مارتينو.

قال ماس: «لقد أجريت محادثة محددة معه... أعطاني ليو ما طلبته منه، والذي كان مدخلات. كان هذا انخراط ليو وتفاعله معي، والذي (يحدث) بصراحة طوال الوقت».

وأشار ماس إلى أنه يتحدث إلى اللاعبين المخضرمين في غرفة تبديل الملابس للحصول على أفكارهم حول كيفية تحسين «مشروع» الملكية. وفي حين قد يكون من النادر في كرة القدم العالمية أن نرى لاعبين يؤثرون على تعيين مدربيهم، فمن المؤكد أنه ليس غير مسبوق في الرياضة. إنها ليست حتى المرة الأولى التي تدور فيها مثل هذه التكهنات حول ميسي، الذي قيل إنه أثر على تعيينات المدربين في برشلونة، بما في ذلك تعيين مارتينو في عام 2013.

وقال مارتينو عند تعيينه في النادي الكتالوني قبل أكثر من عقد من الزمان: «لا أعرف تفاصيل كيف تطور الموقف، (لكن) ليس لدي شك في أن (والد ميسي) خورخي وليونيل كان لهما بعض التأثير. أنا متأكد من أنهم طلبوا رأيهما وقد توصلنا إلى هذه النتيجة».

وأصر ميسي ومدير كرة القدم في برشلونة وقتها أندوني زوبيزاريتا على أن ميسي «لا علاقة له» بتعيين مارتينو. ولم ير ماس أي فائدة في إنكار وجود مثل هذا الترتيب في ميامي.

والحقيقة أنه لا ينبغي التعامل مع الأمر باعتباره مفاجأة أو علامة على خروج قوة اللاعب عن السيطرة. فعندما تتعامل مع ربما أعظم لاعب في التاريخ، فإن الاتفاقيات المعتادة لا تنطبق. فالمثل يقول إنه لا أحد أكبر من الفريق، ولكن في حالة ميسي وإنتر ميامي، فإن هذا ليس صحيحاً.

ميسي ليس مجرد لاعب في ميامي؛ فضمن صفقة انتقاله إلى الدوري الأميركي لكرة القدم، حصل أيضاً على نسبة من الملكية في المنظمة والتي يمكن تفعيلها عندما تنتهي أيام لعبه. وهو أيضاً أحد أكثر الأسماء والعلامات التجارية شهرة في العالم. وقد رفع ارتباط ميسي بإنتر ميامي من أهمية النادي وقيمته التجارية إلى مستويات جديدة.

إن التظاهر بأن ميسي كذلك سيكون أعمى عن حقيقة الموقف.

وفي حين قد يكون هذا نادراً، فإن ميسي ليس أول نجم تتم استشارته في البحث عن مدرب. ذكرت شبكة «إيه إس بي إن» أن كيليان مبابي أثر على رحيل البرازيلي ليوناردو المدير الرياضي لنادي باريس سان جيرمان، عندما أعاد التوقيع مع النادي الفرنسي في عام 2022.

لقد حدث ذلك بانتظام متزايد في الرياضات الأميركية الأخرى، وخاصة مع النجوم الكبار في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين. لطالما كان يُنظر إلى ليبرون جيمس على أنه له صوت في عمليات البحث عن المدربين، رغم وجود ردود فعل سلبية أيضاً بشأن مدى هذا التأثير. ومؤخراً، قال المدير العام لفريق ليكرز روب بيلينكا إن جيمس كان «داعماً» للبحث الذي أدى إلى حصول مضيف البودكاست المشارك معه، جيه جيه ريديك، على منصب مدرب ليكرز، لكنه أشار إلى أن أنتوني ديفيز كان أكثر مشاركة في العملية.

وقال بيلينكا: «من حيث المشاركة مع قادتنا في عملية البحث عن المدرب وعملية التدريب... كان (جيمس) داعماً جداً لمنظمتنا في هذه العملية. وهذه كلمة مختلفة -وأريد أن أكون حريصاً على هذه الكلمة- عن كلمة (متورط). وأود أن أقولها مرة أخرى، لقد كان ليبرون داعماً لنا ولعمليتنا، لكنه اختار عدم المشاركة بشكل كبير وقد احترمنا ذلك. اختار أنتوني ديفيز، قائدنا الآخر، أن يكون مشاركاً بشكل كبير وكان مشاركاً بشكل كبير. لقد تحدثت معه طوال العملية وحصلت على الكثير من المساعدة والحكمة».

يقال إن نجوماً آخرين، مثل يانيس أنتيتوكونمبو وكايري إيرفينغ وكيفن دورانت، كان لهم تأثير أو تمت استشارتهم أثناء البحث عن مدربين.

حتى في البحث السابق عن مدرب للمنتخب الوطني للرجال في الولايات المتحدة، كان اللاعبون جزءاً من المحادثة قبل إعادة تعيين غريغ بيرهالتر في النهاية.

في المرة السابقة التي كان فيها في الدوري الأميركي لكرة القدم شخصية مشهورة عالمية على نطاق مماثل لميسي، حدث ذلك أيضاً.

يوضح مشهد في كتاب جرانت وال لعام 2009 «تجربة بيكهام» عن السنوات الأولى لديفيد بيكهام في الدوري الأميركي لكرة القدم، بداية الانقسام داخل فريق لوس أنجليس غالاكسي الذي من شأنه أن يحدد مواسم نجم إنجلترا المبكرة في لوس أنجليس.

تم تعيين رود خوليت مدرباً رئيساً في بداية الموسم الثاني لبيكهام في الدوري، ولكن بعد تقديم خوليت للفريق، لم يكن المدير العام للفريق أليكس لالاس هو الذي تقدم للإجابة عن الأسئلة، بل كان تيري بيرن، وهو أحد المقربين من بيكهام في ذلك الوقت والذي كان مستشاراً مدفوع الأجر للفريق.

خوليت، الذي كان سجله في التدريب متذبذباً، كان يعاني في الدوري الأميركي لكرة القدم. كان الدوري مختلفاً تماماً عن الدوري الأوروبي. ولكن الأهم من ذلك، أن تعيين خوليت كان بمثابة بداية جيدة للفريق.

لقد خلقت هذه الخطوة بيئة داخل فريق غالاكسي جعلت اللاعبين يتساءلون عمن هو المسؤول الحقيقي. وبعد أقل من عام، عندما تخلى فريق غالاكسي عن خوليت ولالاس، قال تيم ليويك المدير التنفيذي لفريق غالاكسي إنه فهم أين ذهبت الأمور. كان خوليت، كما أخبر ليويك صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، هو الاختيار الذي اختارته شركة «19 إنترتينمنت»، الشركة التي كانت تدير بيكهام. لقد خلق هذا القرار حالة من عدم الاستقرار.

قال ليويك في كتاب وال: «كان الخطأ الذي ارتكبناه هنا هو عدم تمتعنا بالذكاء الكافي -وهذا خطئي- لكي نرى الصراع الذي كان من المحتم أن ينشأ عن هذا. وهذا أمر مؤسف للغاية... الخطأ الذي ارتكبناه هو عدم جعل الجميع على الصفحة نفسها».

وفي النهاية قرر ليويك إحضار بروس أرينا. لم يكن القرار نرحّباً به داخل معسكر بيكهام، لكن ليويك أثبت صحة ما قاله: فاز بيكهام بكأس الدوري الأميركي لكرة القدم مرتين تحت قيادة أرينا قبل مغادرته الولايات المتحدة.

لقد تغير الدوري الأميركي لكرة القدم بشكل كبير منذ وصول بيكهام في عام 2007. سيصل ماسكيرانو إلى نادٍ أكثر جهوزية للتعامل مع مدرب ليست لديه خبرة في الدوري الأميركي لكرة القدم. كما لم يكن دييغو ألونسو، أول مدرب تم تعيينه في إنتر ميامي في عام 2020، مدرباً في الدوري الأميركي لكرة القدم. حقق المدربون الذين تم تعيينهم من الخارج نجاحاً أكبر بكثير في الدوري الأميركي لكرة القدم الحديثة، بما في ذلك مارتينو، الذي فاز بكأس الدوري الأميركي لكرة القدم مع أتلانتا يونايتد في عام 2018، وروني ديلا، الذي فاز بلقب مع نيويورك سيتي إف سي في عام 2021. قاد ساندرو شوارتز فريق نيويورك ريد بولز إلى مواجهة كأس الدوري الأميركي لكرة القدم (ضد غالاكسي، يوم السبت) في موسمه الأول في الدوري.

بالنسبة لماسكيرانو، سيكون التحدي الأكبر هو التنقل بين ديناميكيات القوة داخل الفريق، مع موازنة حقائق قيود بناء القائمة في الدوري الأميركي لكرة القدم.

كان مارتينو قادراً على تحقيق مستويات قياسية من النجاح، حيث فاز بدرع المشجعين بعدد نقاط أكبر من أي فريق في تاريخ الدوري. كان مارتينو المزيج المثالي بين تدريب ميسي ونجوم كبار آخرين في كل من برشلونة والأرجنتين، ولكن أيضاً لديه دراية بخصائص الدوري الأميركي لكرة القدم. لم يكن العثور على بديل له سهلاً أبداً.

الآن يجب على ميامي أن يأمل في أن جلب صديق آخر لميسي لتدريب الفريق لن يؤدي إلى بعض الديناميكيات التي أضرت بغالاكسي عندما تم تقديم خوليت في عام 2008. كأس الدوري الأميركي لكرة القدم، دوري أبطال الكونكاكاف وكأس العالم للأندية أيضاً على الروزنامة. سيكون ماسكيرانو تحت ضغط لتحقيق نتائجد جيدة على الفور.


مقالات ذات صلة

جيرارد: متحمسون لمواجهة العربي القطري 

رياضة سعودية الإنجليزي ستيفن جيرارد المدير الفني لفريق الاتفاق (رويترز)

جيرارد: متحمسون لمواجهة العربي القطري 

أكد الإنجليزي ستيفن جيرارد، المدير الفني لفريق الاتفاق، أهمية احترام المنافس قبل مواجهة العربي القطري الأربعاء.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المؤتمر الصحافي الخاص بالبطولة السعودية الدولية للغولف (الشرق الأوسط)

الأربعاء… نجوم سعوديون يتطلعون للتألق في البطولة الدولية للغولف

تنطلق، الأربعاء، البطولة السعودية الدولية المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة برعاية «سوفت بنك» في نادي الرياض للغولف.

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة عالمية الإيطالي إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: أريد المزيد!

نجح لاعبو تشيلسي في تطبيق طريقة لعب إنزو ماريسكا بشكل أسرع مما توقعه المدرب الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (رويترز)

كونتي: مواجهة الكأس فرصة لتدوير التشكيلة

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إن فريقه سيستغل مباراة دور الستة عشر لكأس إيطاليا أمام مضيفه لاتسيو لمنح بعض لاعبيه الذين لا يشاركون بانتظام فرصة اللعب.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
رياضة عالمية الفرنسي كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (أ.ف.ب)

أنشيلوتي: مبابي ترك ضربة الجزاء لبيلينغهام لأنه ليس أنانياً

أشاد المدرب الإيطالي لريال مدريد كارلو أنشيلوتي بروح المسؤولية لدى مهاجمه الفرنسي كيليان مبابي

«الشرق الأوسط» (مدريد)

أنشيلوتي: مبابي ترك ضربة الجزاء لبيلينغهام لأنه ليس أنانياً

الفرنسي كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (أ.ف.ب)
الفرنسي كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (أ.ف.ب)
TT

أنشيلوتي: مبابي ترك ضربة الجزاء لبيلينغهام لأنه ليس أنانياً

الفرنسي كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (أ.ف.ب)
الفرنسي كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (أ.ف.ب)

أشاد المدرب الإيطالي لريال مدريد كارلو أنشيلوتي بروح المسؤولية لدى مهاجمه الفرنسي كيليان مبابي، الذي ترك ركلة الجزاء لزميله الإنجليزي جود بيلينغهام الأحد ضد خيتافي، خلال المرحلة الخامسة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

وبعدما أهدر ركلة جزاء في منتصف الأسبوع خلال الخسارة على أرض ليفربول الإنجليزي 0 - 2 في دوري أبطال أوروبا، فضّل مبابي ترك ركلة الجزاء لبيلينغهام خلال لقاء الأحد ضد الجار خيتافي، قبل أن يسجل بنفسه الهدف الثاني في الفوز 2 - 0.

وعشية المواجهة ضد أتلتيك بلباو في الباسك في مباراة مقدمة من المرحلة التاسعة عشرة لارتباط الفريقين بمسابقة كأس السوبر بإسبانيا المقررة في السعودية بداية العام المقبل، سُئل أنشيلوتي عن هوية منفذ ركلة الجزاء في حال احتسبت واحدة لريال في مباراة الأربعاء إن كان مبابي أو بيلينغهام، فقال: «هناك من يرى فيه (قرار ترك ركلة الجزاء لبيلينغهام الأحد) مسألة انعدام ثقة، ونحن نرى ذلك ثمرة للمسؤولية وعدم الأنانية. وهما أمران مهمان بالنسبة لنا».

وتابع: «عدم أنانية لاعب موهوب من طراز مبابي هو أمر نثمنه كثيراً، لأنه يعني أن أكبر موهبة في كرة القدم هنا لخدمة الفريق. بالنسبة لي، هذا ليس نقصاً في الشجاعة، بل هو شيء مهم جداً للزملاء. كل فرد في النادي يثمّن هذه اللفتة. وهذا يعني أنه على الطريق الصحيحة. أثمّن ذلك كثيراً».

وتطرق المدرب الإيطالي إلى وضع فريقه الذي يعاني بعض الشيء هذا الموسم، لا سيما في دوري أبطال أوروبا، حيث مني بثلاث هزائم في خمس مباريات، قائلاً: «لا أحد يعتقد بأنه يمكن الفوز بشيء ما في ديسمبر (كانون الأول)، لكن علينا مواصلة النضال ونحن موجودون رغم الصعوبات».

وتابع: «عندما يعود (البرازيلي) فيني جونيور، و(الفرنسي إدواردو) كامافينغا و(النمساوي ديفيد) ألابا، سنقاتل بقوة أكبر من الآن».

وأفاد أنشيلوتي بأن الفرنسي الآخر أوريليان تشواميني الذي أصيب في كاحله خلال الخسارة أمام ميلان الإيطالي 1 - 3 في دوري الأبطال قبل قرابة شهر «بحالة جيدة. تدّرب بشكل جيد وتعافى بشكل جيد. سنرى أين سيلعب. علينا التفكير في أن اللاعبين يعودون شيئاً فشيئاً. لقد أظهر فائدته على المستوى الدفاعي في مركزي قلب الدفاع ومحور الدفاع. إنه مهم جداً بالنسبة لنا».