فيرستابن... شاب متهور وطموح يحكم قبضته على «الفورمولا 1»

فيرستابن يحتفل مع فريقه باللقب الرابع على التوالي (أ.ف.ب)
فيرستابن يحتفل مع فريقه باللقب الرابع على التوالي (أ.ف.ب)
TT

فيرستابن... شاب متهور وطموح يحكم قبضته على «الفورمولا 1»

فيرستابن يحتفل مع فريقه باللقب الرابع على التوالي (أ.ف.ب)
فيرستابن يحتفل مع فريقه باللقب الرابع على التوالي (أ.ف.ب)

في سن الـ27 عاماً، يُعدّ سائق ريد بول الهولندي، ماكس فيرستابن، الذي حسم لقب السائقين للمرة الرابعة توالياً بعد حلوله خامساً في جائزة لاس فيغاس الكبرى، السبت، من المخضرمين بعدما أمضى 12 عاماً على حلبات «الفورمولا 1»، حيث فرض معادلة صعبة على المسؤولين والجماهير تعتمد على تمضية وقت طويل في مراجعة القوانين.

انبعث «المقاتل» من أعماق الهولندي جراء الصراع المحتدم بينه وبين سائق ماكلارين، البريطاني لاندو نوريس، هذا الموسم، لكن «ماد ماكس» أصبح مرة جديدة عرضة لانتقادات؛ بسبب استعداده لتخطي الحدود المنصوص عليها في القوانين خلال مواجهاته مع منافسيه.

تجاهل فيرستابن الإدانة بسبب الطريقة التي حاول بها إيقاف نوريس في سباق جائزة المكسيك الكبرى.

فيرستابن أصبح من المخضرمين في سباقات «الفورمولا 1» بسن الـ27 عاماً (رويترز)

برر ما يقوم به، قائلاً: «أعتقد أنني أعرف ما أفعله. بعض الناس متحيزون بعض الشيء، وأنا أفهم ذلك، ولا بأس بذلك. في نهاية المطاف، هذه ليست مشكلتي».

وينحدر فيرستابن من عائلة تعشق هدير المحركات، فوالده يوس كان موجوداً في «بادوك» حلبات «الفورمولا 1» خلال 8 مواسم، ووالدته صوفي كومبن، بطلة بلجيكية في سباقات الكارتينغ.

استهل فيرستابن مسيرته في الكارتينغ عام 2005، وتوّج بعدة ألقاب بالتزامن مع تدرجه في الفئات العمرية، كما أحرز عام 2013 ثلاثة ألقاب في إنجاز تاريخي لم يسبقه إليه أي سائق (بطولتان أوروبيتان وبطولة للعالم).

باكراً أظهر خصاله بصفته سائقاً متهوراً لا يتقيّد بالقوانين، ففي العام ذاته ورغم حلوله ثالثاً، استبعد من نهائي بطولة العالم لسباقات الكارتينغ بعدما اصطدم بالسائق الدنماركي، نيكلاس نيلسن، الذي كان يحاول تجاوزه.

فيرستابن حسم اللقب للمرة الرابعة توالياً (أ.ف.ب)

لم تتغير عاداته مع انتقاله لخوض سباقات «فورمولا 3»، حيث أمضى موسم 2014 على أعلى عتبة بمنصات التتويج، وانضم إلى برنامج ريد بول لتطوير السائقين وخاض فترة تجارب رسمية مع فريق تورو روسو في جائزة اليابان الكبرى، بعد ثلاثة أيام من عيد ميلاده السابع عشر.

في سن الـ17 عاماً و166 يوماً، دوّن فيرستابن اسمه بوصفه أصغر سائق على الإطلاق يشارك في أحد سباقات الفئة الأولى، عندما جلس خلف مقود سيارة «تورو روسو» خلال جائزة أستراليا الكبرى في افتتاح موسم 2015.

ردّ الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) بإجراء تغيير القوانين الخاصة برخص القيادة الـ«سوبر لايسنس» تفرض على السائقين حيازة رخصة قيادة فعلية. وبحلول الوقت الذي استوفى فيه فيرستابن هذا الشرط، بعد عيد ميلاده الثامن عشر، في سبتمبر (أيلول) 2015، كان قد شارك في 14 جائزة كبرى.

فيرستابن في سن الـ17 عاماً و166 يوماً دوّن اسمه بوصفه أصغر سائق على الإطلاق يشارك في أحد سباقات الفئة الأولى (أ.ف.ب)

معبر المشاة

من الأمور المثيرة للضحك، كاد فيرستابن يفشل في اختبار الحصول على رخصة قيادة، بسبب تحديه لفاحص بشأن القوانين عندما اقترب من معبر للمشاة.

وقال: «لقد تشاجرت معه لأنني اعتقدت أنهم لم يكونوا عند المعبر. لم يصلوا بعدُ، فلماذا أتوقف إذن؟ ولكن نعم، توقفت لحسن الحظ للسماح لهم بالمرور. أعتقد أن الفاحص كان لطيفاً معي».

ومع بلوغه سن الرشد، غادر منزل والديه، وانتقل للعيش في موناكو، «ليس لأسباب ضريبية»، كما أكد.

بدأ فيرستابن عام 2016 بألوان فريق تورو روسو، ولكن بعد أربعة سباقات فقط تمت ترقيته إلى «ريد بول».

فاز بأول سباق له مع الحظيرة النمساوية على حلبة برشلونة الإسبانية، وبات في سن الـ18 عاماً و228 يوماً أصغر فائز على الإطلاق في الفئة الأولى، بفارق عامين و210 أيام عن الألماني سيباستيان فيتل في عام 2008.

فيرستابن كاد يفشل في اختبار الحصول على رخصة قيادة (أ.ف.ب)

واصل فيتل مسيرته ليصبح أصغر بطل للعالم عام 2010، في باكورة ألقابه ضمن سلسلة من أربعة، توالياً، مع «ريد بول» الذي قام بخطوة ترقية فيرستابن خلال فترة كانت تخضع الفئة الأولى لهيمنة مرسيدس وسائقه البريطاني لويس هاميلتون.

احتاج ريد بول وفيرستابن إلى خمسة أعوام، وتحديداً حتى عام 2021، للعودة إلى قمة «الفورمولا 1».

ومع حلول صانع المحركات هوندا بدلاً من رينو في عام 2019، وبعد التحديثات التي أجريت قبل موسم 2021، صمم المهندس الشهير البريطاني أدريان نيوي سيارة «ريد بول» التي كانت كفيلة بمقارعة «مرسيدس» و«السير» هاميلتون.

تبادل السائقان «الضربات»، غالباً حرفياً، في مبارزة تشبه في بعض الأحيان ديربي «مُدمّر» لكرة القدم، حيث قدّم فيرستابن أسوأ صورة له على حلبة سيلفرستون البريطانية معقل منافسه حين تسبب في حادث قوي أدى إلى خروجه وهاميلتون.

وعلى حلبة مونتسا الإيطالية أيضاً، خرج الثنائي من السباق بعد حادث جمعهما في اللفة 25، وفي جائزة السعودية تسبب فيرستابن في حادث تصادم متأخر لكن هاميلتون فاز رغم ذلك.

تعادل السائقان نقاطاً قبل السباق الأخير على حلبة مرسى ياس في أبوظبي، وظل هاميلتون ممسكاً بزمان الأمور في الصدارة لحين خروج سيارة الأمان. سمحت إدارة السباق للسيارات المتأخرة بتجاوز المتصدر، ما منح فيرستابن فرصة ذهبية للتجاوز عندما استؤنف السباق في اللفة الأخيرة.

تجاوز الهولندي الذي كان تزود بإطارات جديدة بسرعة منافسه البريطاني؛ لينتزع لقبه العالمي الأول، وسط جدل بسبب تطبيق قوانين لم تنتهِ حتى الآن.

فيرستابن عام 2008 بات أصغر فائز على الإطلاق في الفئة الأولى من سباقات «الفورمولا 1» (د.ب.أ)

«قدمان على الأرض»

تبيّن أن تلك اللحظة في أبوظبي كانت واحدة من نقاط التحول في «الفورمولا 1».

في عام 2022، فاز فيرستابن بـ15 سباقاً من أصل 22، ليتفوق على سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو، محتفظاً بلقبه العالمي بفارق 146 نقطة.

في عام 2023، قدّم الموسم الأكثر هيمنة في الفئة الأولى، ففاز بـ19 جائزة كبرى من أصل 22، واحتل المركز الثاني في سباقين آخرين، وحصد 575 نقطة. احتل زميله المكسيكي سيرخيو بيريز المركز الثاني برصيد 285 نقطة، وأسهم في احتفاظ «ريد بول» بلقب الصانعين للعام الثاني توالياً.

فيرستابن فاز بـ15 سباقاً من أصل 22 في عام 2022 (إ.ب.أ)

قال حينها البريطاني كريستيان هورنر مدير «ريد بول»: «هل سيتحقق ذلك مرة أخرى خلال مسيرتي؟ لا أعتقد أننا سنكون قادرين على تحسين ما فعلناه هذا العام».

تحقق توقعه بسرعة، حين دفع فريقا ماكلارين وفيراري السائق فيرستابن إلى أقصى حدوده، لكن رغم استعار المعركة اجترح الهولندي معجزة للفوز باللقب الرابع توالياً.

على الصعيد الشخصي، تأقلم فيرستابن مع مقومات حياة سائقي «الفورمولا 1»، فاشترى طائرة خاصة في عام 2021. ومنذ عام 2020، يرتبط بعلاقة مع عارضة الأزياء كيلي بيكيه، نجلة بطل العالم «للفورمولا 1» ثلاث مرات، نيلسون.

قال هورنر عام 2023: «بصفته الشخصية، لم يتغيّر. لا يزال ثابتاً على موقفه. كل الشهرة التي تأتي معه تجعله غير مرتاح لأنه مجرد سائق، وشخص صريح للغاية».


مقالات ذات صلة

«لا ليغا»: مبابي وبلينغهام يقودان ريال مدريد لفوز ثلاثي على ليغانيس

رياضة عالمية كيليان مبابي سجل هدفا في فوز ريال مدريد على ليغانيس (أ.ف.ب)

«لا ليغا»: مبابي وبلينغهام يقودان ريال مدريد لفوز ثلاثي على ليغانيس

أنهى كيليان مبابي صيامه عن التهديف بتسديدة قوية وسجل لاعب الوسط جود بلينغهام هدفاً بضربة رأس ليفوز ريال مدريد 3-صفر على ليغانيس.

«الشرق الأوسط» (ليغانيس)
رياضة عالمية لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: نابولي ينفرد بالصدارة بهدف لوكاكو

فاز نابولي بهدف دون رد على ضيفه روما الأحد، سجله روميلو لوكاكو في الشوط الثاني ليمنح فريقه النقاط الثلاث وصدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
رياضة عالمية مانشستر يونايتد تعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون (د.ب.أ)

«البريميرليغ»: إبسويتش يفرض التعادل على يونايتد في مستهل حقبة أموريم

اكتفى مانشستر يونايتد بالتعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون في أول مباراة يخوضها الفريق الضيف بقيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم.

«الشرق الأوسط» (إبسويتش )
رياضة عربية يونس علي مدرب الريان القطري (نادي الريان)

مدرب الريان: طوينا صفحة الخسارة ونرغب في التقدم بنخبة آسيا

قال يونس علي، مدرب الريان القطري، إن فريقه طوى صفحة الخسارة أمام الشمال في دوري نجوم قطر.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية يانيك سينر يحتفل مع الفريق الإيطالي بالفوز بلقب كأس ديفيز (أ.ف.ب)

«كأس ديفيز»: إيطاليا تهزم هولندا وتحرز اللقب

حافظت إيطاليا على لقبها في كأس ديفيز للتنس بفوزها 2 - صفر على هولندا بعد أداء رائع من يانيك سينر.

«الشرق الأوسط» (ملقة)

«الدوري الإيطالي»: نابولي ينفرد بالصدارة بهدف لوكاكو

لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)
لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)
TT

«الدوري الإيطالي»: نابولي ينفرد بالصدارة بهدف لوكاكو

لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)
لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)

فاز نابولي بهدف دون رد على ضيفه روما الأحد، سجله روميلو لوكاكو في الشوط الثاني ليمنح فريقه النقاط الثلاث وصدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم. واستغرق الأمر 54 دقيقة من نابولي لكسر حالة الجمود؛ إذ انزلق لوكاكو ليقابل عرضية جيوفاني دي لورينزو المنخفضة من مسافة قريبة ويسجل في مرمى فريقه السابق.

ويتصدر نابولي الترتيب برصيد 29 نقطة من 13 مباراة بفارق نقطة واحدة فقط عن أتلانتا وإنتر ميلان وفيورنتينا الذين يحتلون المراكز الثاني والثالث والرابع على الترتيب.

واستفاق روما بعد هدف لوكاكو؛ إذ سدد أرتيم دوفبيك ضربة رأس في إطار المرمى بعد ركلة حرة، لكنه لم ينجح في إدراك التعادل.