هل يواجه غوارديولا أكبر اختبار له منذ وصوله لمانشستر سيتي؟

يمر الإسباني بأسوأ سلسلة من النتائج في مسيرته التدريبية بتعرضه للخسارة الرابعة على التوالي

مات أوريلي يسجل هدف فوز برايتون في مرمى سيتي (أ.ف.ب)
مات أوريلي يسجل هدف فوز برايتون في مرمى سيتي (أ.ف.ب)
TT

هل يواجه غوارديولا أكبر اختبار له منذ وصوله لمانشستر سيتي؟

مات أوريلي يسجل هدف فوز برايتون في مرمى سيتي (أ.ف.ب)
مات أوريلي يسجل هدف فوز برايتون في مرمى سيتي (أ.ف.ب)

أظهرت لغة جسد جوسيب غوارديولا دليلاً قاطعاً على أن المدرب الإسباني يواجه الآن ما يمكن وصفها بـ«الأزمة» للمرة الأولى منذ قدومه إلى مانشستر سيتي. وكان غوارديولا قد جلس بالفعل على ركبة واحدة في مشهد يعكس قلقه الشديد، وكان وجهه متجهماً، قبل وقت طويل من هدف التعادل الذي سجَّله جواو بيدرو في الدقيقة 77، الذي كان بداية عودة برايتون في النتيجة ليفوز بهدفين مقابل هدف وحيد، السبت، ويُلحق الهزيمة الرابعة على التوالي بمانشستر سيتي، في سلسلة نتائج سلبية لم يعانِ منها الفريق منذ عام 2006.

ويعني هذا أيضاً أن غوارديولا يمر بأسوأ سلسلة من النتائج في مسيرته التدريبية بأكملها، حيث لم يخسر من قبل 4 مباريات متتالية في الوقت الأصلي. وكان المدير الفني الكاتالوني، الذي وصل إلى مانشستر سيتي في صيف عام 2016، في حالة من الغضب الشديد منذ إطلاق صافرة بداية المباراة على ملعب «أميكس»، وزاد شعوره بالغضب عندما تمكَّن مات أوريلي من اختراق دفاع مانشستر سيتي المفكك ليسجل هدف الفوز المستحق لبرايتون قبل 7 دقائق من نهاية المباراة المثيرة.

آثار النتائج السلبية السيئة على ملامح غوارديولا بعد خسارة جديدة في ملعب برايتون (رويترز)

وبعد صافرة النهاية، دخل غوارديولا في حوار طويل مع مدافع برايتون يان بول فان هيك، الذي بدا في حيرة من أمره وهو يتلقى محاضرةً مطولةً من المدير الفني لمانشستر سيتي! من المؤكد أنه لا يمكن التشكيك في قدرة غوارديولا ومانشستر سيتي على العودة، نظراً للنجاحات غير المسبوقة التي حققاها في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال السنوات الماضية، لكن لا مفر من أن هذه الهزائم، وطريقة حدوثها، تثير المشكلات.

بعد هزائم أمام توتنهام وبورنموث وسبورتنيغ لشبونة، بدا سيتي مستعداً لإنهاء مسيرته السيئة أمام برايتون، خصوصاً بعد أن تقدم بهدف هالاند في الدقيقة 23، لكن أصحاب الأرض نجحوا في الضغط وقلب النتيجة لصالحهم.

وفي ظل تخلف مانشستر سيتي عن متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ليفربول، بفارق 5 نقاط، فإن السؤال الذي يُطرح الآن هو: ما الخطأ الذي يحدث في الفريق الذي سيطر على اللقب في المواسم الـ4 الأخيرة، وهل يمكن أن تكون هذه بداية النهاية لمسيرة غوارديولا مع النادي؟

ماذا تقول الإحصاءات؟

دي بروين لم يظهر بمستواه المعهود (إ.ب.أ)

من الواضح أن مانشستر سيتي يعاني دفاعياً وهجومياً هذا الموسم، بالمقارنة بإحصاءات وأرقام الفريق خلال الموسم الماضي. فأمام المرمى، تراجع متوسط الأهداف التي يسجلها الفريق من 2.53 هدف في المباراة الواحدة الموسم الماضي إلى هدفين في المباراة الواحدة هذا الموسم، على الرغم من ارتفاع عدد التسديدات على المرمى في المتوسط، من 18.5 إلى 19.6 تسديدة.

ويأخذنا هذا إلى طرح سؤال آخر: هل يفتقر الفريق إلى الفاعلية الهجومية أمام المرمى؟ من المؤكد أن مانشستر سيتي يعتمد الآن بشكل أكبر على النرويجي إيرلينغ هالاند، حيث انخفضت نسبة تحويل الفرص الكبيرة للفريق إلى أهداف من 38 في المائة إلى 29.8 في المائة.

وفي الناحية الدفاعية، تهتز شباك الفريق هذا الموسم بـ1.17 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.92 هدف في المباراة الواحدة الموسم الماضي، كما ارتفع عدد التسديدات على مرمى الفريق أيضاً في المباراة الواحدة في المتوسط. ومن المؤكد أن هذه الأمور كلها تزيد من الجدل المحيط بمانشستر سيتي، الذي سيزداد في حال استمرار النتائج السلبية.

إلى ذلك ظهرت فجأة ثغرة واضحة في مانشستر سيتي جعلت المنافسين يتحلون بالشجاعة الهجومية لاستغلالها، وهو الأمر الذي كان نادراً ما يحدث منذ وصول غوارديولا إلى ملعب «الاتحاد». لقد كان لاعبو برايتون يصلون بسهولة تامة إلى مرمى سيتي، وهو الأمر الذي أثار قلق غوارديولا، وتدعم الإحصاءات الشعور بأن الوصول إلى مرمى حامل اللقب الإنجليزي أصبح أسهل بكثير هذا الموسم.

لقد غاب خط وسط مانشستر سيتي تماماً خلال الشوط الثاني، كما لم يكن الظهير الأيمن المخضرم كايل ووكر، البالغ من العمر 34 عاماً، في أفضل حالاته، وواجه وقتاً عصيباً أمام كاورو ميتوما، ثم البديل جواو بيدرو. وبدا الأمر وكأن برايتون قد وضع خطة مسبقة لشنِّ هجمات على الناحية اليمنى لمانشستر سيتي، حيث تشير الأرقام والإحصاءات إلى أن 44.9 في المائة من هجمات الفريق كانت من هذه الناحية، مقارنة بـ26.9 في المائة من الناحية اليسرى.

لقد غاب ووكر عن فترات طويلة من الموسم الحالي، لكن ريكو لويس، الذي كان يلعب بدلاً منه، غالباً ما كان يدخل إلى عمق الملعب، وهو ما كان يؤدي إلى ظهور مساحة كبيرة يمكن للمنافسين استغلالها. وخلال هذا الموسم، جاءت 38.7 من الهجمات من الجهة اليمنى لمانشستر سيتي، مقارنة بـ36 في المائة من الجهة اليسرى.

غوارديولا تحت ضغوط ومصيره مع سيتي لم يحسم بعد (إ.ب.أ)

هل غياب رودري سبب في التراجع؟

الإحصاءات التي تسلط الضوء على مشكلات مانشستر سيتي الدفاعية تعكس الحالة السيئة للفريق كله، لكن الحقيقة الواضحة للجميع هي أن لاعب خط الوسط الإسباني رودري (المصاب) هو الركيزة التي لم يستطع غوارديولا تعويضها، نظراً لأن النجم الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب بالعالم هذا العام كان يمثل درعاً واقيةً تتكسر عليها هجمات الفرق المنافسة في خط الوسط قبل الوصول إلى خط الدفاع، وهو الأمر الذي لا يستطيع مانشستر سيتي القيام به حالياً.

منذ بداية الموسم الماضي، لعب رودري، الذي عانى من إصابة في الرباط الصليبي الأمامي للركبة في مباراة فريقه أمام آرسنال في سبتمبر (أيلول) الماضي، 53 مباراة، فاز فيها سيتي بـ39 مباراة وتعادل في 13 مباراة، ولم يخسر سوى مرة واحدة فقط، وهي المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر يونايتد.

أما دون رودري، فلعب مانشستر سيتي 24 مباراة، فاز في 14 منها وتعادل في اثنتين وخسر 8 مباريات. وتبلغ نسبة فوز مانشستر سيتي بالمباريات عندما يلعب النجم الإسباني إلى 73.6 في المائة، في حين تتراجع هذه النسبة إلى 58.3 في المائة من دونه.

وقال مدافع مانشستر سيتي السابق ميكا ريتشاردز، في حديثه لبرنامج «مباراة اليوم» على قناة «بي بي سي»: «الشيء الواضح تماماً بالنسبة لي، هو أن الفريق لم يعد يضغط على المنافس كما ينبغي. إنهم يضغطون أفراداً، وليس وحدةً واحدةً كما كان الأمر في السابق. عندما تخسر أفضل لاعب خط وسط في أوروبا (رودري)، سيتعرَّض الفريق دائماً للضغط. لقد أصبح من السهل جداً التغلب على مانشستر سيتي في الوقت الحالي».

وقال لاعب خط وسط المنتخب الإنجليزي السابق جيمي ريدناب، في حديثه لقناة «سكاي سبورتس»: «لو كان رودري يلعب لما خسر مانشستر سيتي هذه المباريات الـ4».

ربما يسخر منافسو مانشستر سيتي من إشارة غوارديولا إلى أن الإصابات هي السبب وراء تراجع الفريق بهذا الشكل، نظراً للموارد الهائلة للنادي، وقائمة اللاعبين المدججة بالنجوم، لكن المدير الفني الإسباني محق تماماً في حديث عن تأثير رودري، الذي يعد أهم لاعب في الفريق.

وعلاوة على ذلك، غاب كل من كيفن دي بروين، وروبن دياز، وجاك غريليش، وجيريمي دوكو، وناثان آكي، ومانويل أكانجي، عن بعض المباريات بسبب الإصابة أيضاً. هذه النتائج تضع ضغوطاً على غوارديولا الذي لم يتضح حتى الآن مستقبله مع النادي؛ حيث ينتهي عقده في يونيو (حزيران) المقبل. وسيرحل مدير كرة القدم تكسيكي بيغيريستين، وهو صديق مقرب لغوارديولا منذ العمل في برشلونة، في نهاية الموسم أيضاً.

عندما مدَّد غوارديولا عقده مع مانشستر سيتي في المرتين السابقتين، أعلن النادي ذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، ونوفمبر 2022، لكن غوارديولا لم يعطِ أي تلميح حتى الآن بشأن قراره النهائي، في ظل تقارير تشير إلى اهتمام منتخب البرازيل بالتعاقد معه، وكان هناك اهتمام من المنتخب الإنجليزي بالتعاقد معه قبل التوصل لاتفاق مع الألماني توماس توخيل.

غياب رودري أثر بشكل كبير في مستوى سيتي (غيتي)

ولو كان مانشستر سيتي يسير بشكل جيد ويحقق الفوز في المباريات، كان كل شيء سيحدث بهدوء خلف الكواليس، لكن سيتحول كل هذا إلى مشكلة أكبر ما لم يخرج الفريق من دائرة النتائج السلبية الحالية. وهناك سؤال آخر يجب طرحه في هذا الصدد: هل يحتاج الفريق الحالي لمانشستر سيتي أخيراً إلى ضخ دماء جديدة وإيجاد حافز جديد بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا، و6 ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة 4 مرات، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، تحت قيادة غوارديولا؟

لقد بدا المدير الفني الإسباني متحفزاً للغاية بجوار خط التماس، ومن الواضح للجميع أنه لن يقبل أي تهاون من لاعبيه. يقول فيل ماكنولتي المحلل الرياضي في «بي بي سي»: «يتعين على غوارديولا ومانشستر سيتي الآن العمل على إيقاف هذا التراجع بسرعة، خصوصاً أن ليفربول وآرسنال سوف يعملان على استغلال ذلك أحسن استغلال. لكن لا يجب أن ننسى أن مانشستر سيتي قد واجه مثل هذا الأمر من قبل وتعافى سريعاً. وعلى الرغم من أن 4 هزائم متتالية قد تكون تجربة جديدة بالنسبة لغوارديولا على رأس القيادة الفنية لمانشستر سيتي، فإن هذا الفريق قد عوّدنا على استعادة توازنه سريعاً بعد الأوقات الصعبة، بل والفوز بلقب الدوري في نهاية المطاف».

وأعرب غوارديولا عن ثقته في عودة فريقه إلى قمة مستواه المعهود قريباً، ويرى أن عودة عدد من لاعبيه المصابين بعد نهاية فترة التوقف الدولي، ستبشر بتغيير في حظوظ حامل اللقب.

وقال المدرب الإسباني: «سأفكر خلال هذه الأيام العشرة في حلول للأزمة، نُصفِّي الأذهان، ويعود اللاعبون المصابون، هذا هو الهدف». وأضاف: «أود أن ألعب بمستوى الشوط الأول أمام برايتون لأننا سيطرنا لمدة 70 دقيقة، أعرف كيف نلعب، المستوى الذي نقدمه جيد حقاً في لحظات معينة لكننا غير قادرين على الاستمرار لفترة طويلة».

وأوضح: «أنا متأكد من أنه عندما يعود اللاعبون، يمكنهم تقديم بعض الصفات الفردية للفريق وسنعود أقوى. لقد خسرنا مباراتين في الدوري الإنجليزي الممتاز، علينا أن نتغير ونعود للفوز... ليس لدي أي شك في أننا سنعود إلى الأفضل. هذا هو التحدي الذي أواجهه وأنا أحب ذلك، لن أتراجع، أريد القيام بذلك أكثر من أي وقت مضى وسنحاول مرة أخرى».

وأكد: «نحاول تحليل أدائنا بعد 4 هزائم متتالية، لكن السؤال هو: كيف نلعب؟... في مواجهة بورنموث لم نكن جيدين، وكان المنافس يستحق الفوز، لكن المباراة كانت جيدة حقاً أمام توتنهام، وكان هناك كثير من الأشياء الإيجابية في لشبونة أمام سبورتينغ، وكذلك ضد برايتون لكننا خسرنا. عندما نلعب بشكل سيئ، فأنا أول مَن يقول ذلك، لكن ليس لدي هذا الشعور».

وبعد الخسارة أمام برايتون، أصبح مانشستر سيتي متأخراً بفارق 5 نقاط عن المتصدر ليفربول، الذي فاز على أستون فيلا بهدفين دون رد، وسيستضيف مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. لكن قبل عامين، تمكَّن مانشستر سيتي من مطاردة آرسنال، والعودة بعد التأخر بفارق 8 نقاط في بداية أبريل (نيسان) ليفوز بلقب الدوري في نهاية المطاف. وبالتالي، لا يجب استبعاد غوارديولا ومانشستر سيتي من المنافسة أبداً!


مقالات ذات صلة

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

ماذا يجري في برشلونة؟

برشلونة فشل في الفوز على سيلتا فيغو رغم تقدمه بهدفين نظيفين (أ.ب)
برشلونة فشل في الفوز على سيلتا فيغو رغم تقدمه بهدفين نظيفين (أ.ب)
TT

ماذا يجري في برشلونة؟

برشلونة فشل في الفوز على سيلتا فيغو رغم تقدمه بهدفين نظيفين (أ.ب)
برشلونة فشل في الفوز على سيلتا فيغو رغم تقدمه بهدفين نظيفين (أ.ب)

دخل برشلونة فترة التوقف الدولي بطعم سيئ في أفواههم بعد الهزيمة أمام ريال سوسيداد، التي فشلوا فيها في تسديد أي تسديدة على المرمى لأول مرة منذ 10 سنوات، وشهدوا هدف روبرت ليفاندوفسكي المثير للجدل الذي تم إلغاؤه بداعي التسلل.

وبحسب شبكة «The Athletic»، لم تكن عودتهم أفضل كثيراً. فقد أهدر فريق هانسي فليك نقطتين عندما تعادل 2 - 2 مع سيلتا فيغو، واستقبل هدفين في الدقيقتين 84 و86. لم يسيطروا حقاً على ملعب بالايدوس، ​​وكان أفضل شيء من وجهة نظر برشلونة هو النتيجة.

بدا أن هدفي رافينيا وليفاندوفسكي قد ضمنا فوزاً ثميناً لبرشلونة في ملعب صعب. لكن سيلتا بقي في المنافسة وأعاد الهدفان المتأخران من ألفونزاليز وهوجو ألفاريز الفريقين إلى التعادل بعد طرد مارك كاسادو ببطاقتين صفراوين.

نحلل هنا نقاط الحديث الرئيسية.

الحياة من دون لامين يامال... كان برشلونة من دون يامال مرة أخرى حيث واصل الجناح البالغ من العمر 17 عاماً تعافيه من إصابة الكاحل التي أبعدته عن تشكيلة إسبانيا الأخيرة. ومرة ​​أخرى، كان غيابه ملحوظاً.

لعب الكتالونيون مباراتين من دون يامال هذا الموسم، ضد ريال سوسيداد، وهنا في سيلتا، وفشلوا في الفوز في المباراتين. والدليل المبكر هو أن برشلونة يفتقر إلى الإبداع في خط الهجوم من دونه.

في هذه المباراة، لم يسددوا سوى 4 تسديدات على المرمى، انتهت اثنتان منها بهدفين. وبدا أن برشلونة قد أنقذته كفاءة مهاجميه رافينيا وليفاندوفسكي، حيث استغل كلاهما أخطاء دفاع سيلتا في التسجيل.

ويستمتع كل من الجناح البرازيلي والمهاجم البولندي بأفضل مواسمهما حتى الآن في برشلونة. لقد تحول رافينيا من لاعب كانوا على استعداد للاستماع إلى عروض الانتقال في السابق إلى لاعب يرتدي شارة القيادة بفخر. لعب في مركزه الطبيعي على الجناح الأيمن مع غياب يامال، بينما احتل داني أولمو الجهة اليسرى.

في غضون ذلك، سجّل ليفاندوفسكي 20 هدفاً في 18 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم. ولم ينتهِ نصف الموسم حتى الآن، وهو على بعد 6 أهداف فقط من معادلة حصيلة الموسم الماضي.

ولكن على الرغم من هذه الأرقام، يبدو برشلونة غير قادر على خلق أي شيء من لا شيء من دون يامال. فهم يفتقرون إلى العمق وعدم القدرة على التنبؤ، ولا يمكن أن تأتي عودته قريباً بما فيه الكفاية.

خط وسط فليك في حالة من الفوضى... كانت المشكلة الرئيسية لبرشلونة هي افتقارهم إلى التنظيم. سيلتا فريق يجعل الحياة غير مريحة لخصومهم وقد فعلوا ذلك بالضبط لبرشلونة.

لقد أتقنت الفرق الأخرى فخ التسلل الذي استخدمه فليك، والذي لم يعد يعمل بشكل فعال كما كان في فوزهم 4 - 0 على ريال مدريد أو فوزهم 4 - 1 على بايرن ميونيخ. لم نرَ الضغط العالي الذي ميّز برشلونة فليك هذا الموسم.

كان لاعبو خط الوسط على وجه الخصوص يفتقرون إلى الترابط، على الرغم من أن التشكيلة كانت تبدو واعدة عندما تم الإعلان عنها. عاد غافي إلى التشكيلة الأساسية بعد 13 شهراً من الغياب بسبب إصابته في الرباط الصليبي الأمامي ورافق بيدري وكاسادو.

وكان أفضل خبر هنا هو غافي، الذي لعب بشكل جيد بالنظر إلى أنها كانت المرة الأولى التي يشارك فيها لمدة 75 دقيقة منذ إصابته. ولكن على المستوى الفردي والجماعي، وجد برشلونة نفسه في حالة من الفوضى.

كان هناك افتقار للهدوء على الكرة، وعندما تم استبدال بيدري في الشوط الثاني، أصبح الارتباك أكثر وضوحاً.

كانت مباراة ذهاباً وإياباً بشكل عام، وبدا أن برشلونة قد أنقذ نفسه. ولكن بعد ذلك جاءت الفترة الختامية، عندما عاقبهم سيلتا على أخطائهم.

أخطاء لا داعي لها... إن كثيراً من مشجعي برشلونة سيشعرون وكأنهم ربحوا نقطة بدلاً من خسارة نقطتين، على الرغم من تقدمهم 2 - 0 حتى الدقيقة 84، مع كثير من الأخطاء غير الضرورية التي حسمت مصيرهم.

وشهد الشوط الأول هدنة كبيرة، عندما نجا الظهير الأيسر جيرارد مارتن بأعجوبة من البطاقة الحمراء. وحصل على البطاقة الصفراء الأولى في الدقيقة الثانية، لكنه نجا من البطاقة الحمراء الثانية بسبب تدخل قوي على ياغو أسباس الذي أغضب ملعب بالايدوس. وكان قائد سيلتا هو الذي حصل على البطاقة الصفراء بسبب الاحتجاج، وتم استبدال مارتن بهيكتور فورت في الاستراحة.

لكن هذا لم يمنع برشلونة من اللعب بـ10 لاعبين. وحصل كاسادو على الإنذار بسبب عرقلته غونزاليس في الدقيقة 75، ثم حصل على البطاقة الصفراء الثانية بسبب تدخله خارج الكرة على إيليكس موريبا بعد 7 دقائق. واعتذر لاعب الوسط، الذي كان ممتازاً هذا الموسم، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال على «إنستغرام»: «أولاً وقبل كل شيء، أعتذر للفريق والجماهير، فهذه قرارات تُتخذ في جزء من الثانية، ومن الواضح أن قرار اليوم لم يكن القرار الصحيح».

كما تحدث جولز كوندي، الذي أدى ضعف سيطرته وتمريراته الخلفية إلى الهدف الأول لسيلتا، إلى وسائل الإعلام.

وقال الفرنسي لشبكة «دازن»: «أعترف أنني لم أكن في المباراة اليوم. كان خطئي جزئياً هو أننا تعادلنا».

وانتقد فليك فريقه في تصريحاته في المؤتمر الصحافي.

وقال فليك: «لم تكن 10 دقائق، لقد لعبنا مباراة سيئة حقاً. سأتحدث بصراحة، لم نشاهد ما كنا نريد أن نشاهده. لم يكن تحكمنا في الكرة جيداً، مع كثير من الأخطاء أيضاً في الشوط الأول. ليست هذه هي الطريقة التي اعتدنا عليها في اللعب. لم تكن مباراة جيدة. يتعين علينا التحدث عنها وتغييرها».