منذ متى كانت الأمور سيئة إلى هذه الدرجة في ريال مدريد؟

الحسرة كبيرة بين لاعبي ريال مدريد (أ.ف.ب)
الحسرة كبيرة بين لاعبي ريال مدريد (أ.ف.ب)
TT

منذ متى كانت الأمور سيئة إلى هذه الدرجة في ريال مدريد؟

الحسرة كبيرة بين لاعبي ريال مدريد (أ.ف.ب)
الحسرة كبيرة بين لاعبي ريال مدريد (أ.ف.ب)

بعد عشرة أيام من هزيمته المحرجة أمام برشلونة في الكلاسيكو برباعية نظيفة، تعرض ملعب سانتياغو برنابيو لهزيمة قاسية أخرى. أفضل ما في خسارة ريال مدريد 3 - 1 أمام ميلان من وجهة نظر اللوس بلانكوس هو النتيجة، وهو ما يؤكد مدى سوء الوضع.

بحسب شبكة «The Athletic»، انتهت الليلة كما بدأت بصافرات الاستهجان من الملعب. كانت تلك الصافرات موجهة أولاً نحو نشيد دوري أبطال أوروبا، احتجاجاً على ما يبدو على فقدان فينيسوس جونيور جائزة الكرة الذهبية التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لصالح رودري لاعب مانشستر سيتي.

روديغر يعض أصابع الندم على الخسارة (إ.ب.أ)

أما في وقت الاستراحة، فقد كانت موجهة نحو المدرب كارلو أنشيلوتي ولاعبيه، على الرغم من أن الضجيج لم يكن مرتفعاً كما هو متوقع من أكثر الجماهير تطلباً في العالم.

قد يكون ذلك بسبب مغادرة المشجعين؛ وقد يكون بسبب الاستقالة. وفي كلتا الحالتين، فإن ذلك يلخص حالة الانفصال التام حول هذا الفريق.

وسواء كان الأمر يتعلق ببرشلونة المثير للإعجاب الذي يقوده المدرب هانزي فليك أو بفريق ميلان وبوروسيا دورتموند اللذين وصلا إلى البرنابيو في المركز السابع في بطولات الدوري، يبدو أن أي فريق قادر على إظهار قصور بطل إسبانيا وأوروبا.

من الصعب تذكر مثل هذا التفكك في ريال مدريد، من مجلس الإدارة إلى اللاعبين، من أنشيلوتي إلى بقية المتخصصين المشاركين في العمل اليومي في ملعب التدريب في فالديبيباس.

ربما يمكنك العودة إلى موسم 2018-19 الذي بدأ برحيل كريستيانو رونالدو المفاجئ في الصيف إلى يوفنتوس وانتهى بتولي مدربين ثلاثة: (جولين لوبيتيغي وسانتياغو سولاري وزين الدين زيدان) أكثر من الألقاب التي فاز بها (لقب واحد: كأس العالم للأندية).

كانت هناك خيبة أمل مماثلة في موسم 2022-23، وإن كانت أكثر نجاحاً بشكل عام. بعد الفوز بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وكأس الملك، ولكن بعد الفوز بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وكأس الملك، خسر الدوري الإسباني لصالح برشلونة وخسره في نهائي السوبر الإسباني، بدا الموسم متوقفاً على دوري أبطال أوروبا.

هناك قاعدة غير مكتوبة مفادها بأن مدرب ريال مدريد لا يبقى في منصبه إذا لم يفز بالدوري الإسباني أو دوري الأبطال، لذا فإن الهزيمة القاسية التي تعرض لها الفريق أمام السيتي في إياب نصف النهائي بنتيجة 4-0 فسرها البعض على أنها نهاية أنشيلوتي. لكن مجلس الإدارة حافظ على التزامه بالمدرب، كما هو متوقع أن يكون الحال الآن.

في تلك الليلة الصعبة في ملعب الاتحاد، تحدث توني كروس لوسائل الإعلام. وقال للصحافيين: «سنعود، الأمر هكذا دائماً». بعد أكثر من عام بقليل، رفع الألماني لقبه الخامس في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد في آخر مباراة له في كرة القدم على مستوى الأندية.

فينيسوس كان غاضباً خلال المباراة (رويترز)

غرفة خلع الملابس تفتقد كروس المعتزل في كل شيء. كان هناك تناقض صارخ في حديث حارس المرمى أندري لونين في المنطقة المختلطة الليلة الماضية -لاعب محترف للغاية ولكن صوته بالكاد يُعتد به خلف الكواليس. يبدو أن الانتقادات الموجهة للاعبين لعدم تحدثهم بعد الكلاسيكو لم يكن لها أي تأثير.

كان ذلك مجرد أحدث دليل على أن ريال مدريد يفتقر إلى الجودة والشخصية.

لقد خسروا الآن في الأشهر الثلاثة الأولى من الموسم أكثر مما خسروه في الموسم الماضي بأكمله: ثلاث هزائم في 16 مباراة مقابل هزيمتين في 55 مباراة في الموسم الماضي.

ويعترف أنشيلوتي في العلن والخفاء بأنه يكافح من أجل إيجاد التوازن الذي يحتاجه الفريق والصلابة الدفاعية التي يعتبرها ضرورية للغاية.

«هل سيكون من الظلم إلقاء اللوم عليّ؟ لا، يبدو الأمر طبيعياً بالنسبة لي»، قال للصحافيين الليلة الماضية. «عندما لا يقدم الفريق أفضل مستوياته، يتحمل المدرب المسؤولية».

كان اللاعب الإيطالي ينتقد نفسه كعادته ويدرك أنه تم توجيه اللوم له. لكنه أرسل أيضاً رسالة إلى الفريق: «من المهم جداً أن نتحمل جميعاً المسؤولية».

قال أنشيلوتي إنه لا يعتقد أن لاعبيه كانوا كسالى، وقال إن غرفة الملابس لا تزال سليمة. لكن العديد من المصادر في فالديبيباس -التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لحماية العلاقات- أخبرت أن الأجواء أصبحت متوترة مع عدم سير النتائج كما هو متوقع.

أنشيلوتي لا ينشر الغسيل القذر علناً، ولهذا السبب لم يشتك من خطط مجلس الإدارة لوسائل الإعلام. فهو رجل النادي، وقد استسلم لحقيقة عدم وصول قلب دفاع في الصيف بعد أن فوّت ريال مدريد التعاقد مع ليني يورو. والآن، على الرغم من اتفاقه مع المدير العام خوسيه أنخيل سانشيز، فإنه يشعر بالقلق بشأن ما إذا كان سيحصل على أي تعزيزات دفاعية في يناير (كانون الثاني) أو ما إذا كانوا سيقدمون أعذاراً مرة أخرى.

حالة مبابي صعبة جداً عقب الخسارة (إ.ب.أ)

لقد كان تخطيط الفريق موضع تساؤل منذ بداية الموسم تقريباً. ليس من المنطقي أن يشتكي النادي من «أصعب (المواسم) وأكثرها تطلباً في التاريخ» في ظل وجود لاعبين فقط من النخبة في قلب الدفاع، وهما إيدير ميليتاو وأنطونيو روديغر. ولا يوجد حتى الآن أي موعد لعودة الظهير الآخر، ديفيد ألابا، الذي من المقرر أن تبعده إصابة خطيرة في الركبة لأكثر من عام.

يمكنك توجيه أصابع الاتهام إلى لوكاس فاسكيز، الذي لا يؤدي بشكل جيد في مركز الظهير الأيمن في غياب داني كارفاخال المصاب. لا يقع الخطأ على المدرب الذي يشركه في هذا المركز بقدر ما يقع على عاتق من يجبر المدرب على اتخاذ هذا القرار. ربما كان من الممكن أن يلجأ أنشيلوتي إلى نقل قلب الدفاع إلى الجهة اليمنى بعد إصابة كارفاخال إذا كان ريال مدريد يمتلك لاعبين أفضل في قلب الدفاع. لكن ذلك سيترك فراغاً في الخط الخلفي الذي لا يمكن التعرف عليه بالفعل.

أنشيلوتي هل يعيش أيامه الأخيرة مع الريال (أ.ب)

يمكن أن يكون هذا هو المكان الذي يمكن أن يلعب فيه أوريليان تشواميني، أحد اللاعبين الذين كثيراً ما يتعرضون للانتقادات، والذي تم استبعاده من البرنابيو أمس. لقد أظهر لاعب خط الوسط إمكانياته هناك في الماضي، لكنه في كثير من الأحيان يلعب كما لو كان قد فاز بالفعل بثلاثة أو أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا.

ومع ذلك، فإن معظم اللاعبين أقل من إمكانياتهم -ويستحق كيليان مبابي القسم الخاص به.

من المنطقي أن اللاعب الفرنسي يحتاج إلى وقت للتأقلم، ولكن متى نتوقع أن نراه في كامل مستواه؟ لقد فشل الآن في التسجيل في ثلاث مباريات متتالية بعد أن سجل ثمانية أهداف في أول 12 مباراة له. أين اللاعب الذي يعتبر على نطاق واسع الأفضل في العالم والأعلى أجراً في الفريق؟

هناك نقطة أخيرة تثير غضب رئيس النادي فلورنتينو بيريز والجماهير على حد سواء: الحالات الغامضة للاعبين الشابين أردا غولر وإندريك. صانع الألعاب التركي لعب دقيقة واحدة في آخر أربع مباريات، والبرازيلي لم يشارك على الإطلاق في آخر خمس مباريات.

كل ذلك يضيف صورة مقلقة لريال مدريد -وقد يزداد الأمر سوءاً. منافسهم المقبل في دوري الأبطال؟ ليفربول على ملعب أنفيلد في 27 نوفمبر (تشرين الثاني).


مقالات ذات صلة

إصابة تشواميني تبعده شهراً عن ريال مدريد وفرنسا

رياضة عالمية تشواميني (أ.ب)

إصابة تشواميني تبعده شهراً عن ريال مدريد وفرنسا

سيغيب لاعب الوسط الفرنسي أوريليان تشواميني نحو شهر عن الملاعب، بعد إعلان فريقه ريال مدريد الإسباني، الأربعاء، تعرضه لالتواء بالكاحل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مدريد عانى كثيراً أمام الميلان (رويترز)

ريال مدريد في أزمة مع رحيل كروس وتراجع مستوى مبابي

بعد 6 أشهر فقط من إحرازه لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يجد ريال مدريد الإسباني نفسه في أزمة، بعدما ظهرت نقاط ضعفه وتعرّض لخسارة ثانية توالياً أمام ميلان.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية فونسيكا نجح في تسجيل أول انتصار يحققه الفريق الإيطالي على ريال منذ 15 عاماً (إ.ب.أ)

مدرب ميلان: الشراسة الهجومية منحتنا الفوز على الريال

أبدى باولو فونسيكا، مدرب ميلان الإيطالي، فخره بلاعبيه بعد الفوز المفاجئ 3-1 على ريال مدريد، حامل اللقب في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية أموريم يطير في الهواء بأيادي لاعبيه عقب الفوز على السيتي (إ.ب.أ)

دوري أبطال أوروبا: سقوط قاس لريال وسيتي… والعلامة الكاملة لليفربول

مني كل من ريال مدريد الإسباني حامل اللقب ومانشستر سيتي الإنجليزي بخسارة قاسية أمام ميلان الإيطالي 1-3 وسبورتينغ البرتغالي 1-4 تواليا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كريم بنزيمة (نادي الاتحاد السعودي)

بنزيمة: مبابي ليس الرقم «9»... لا يمكنه إزاحة فينيسيوس

يعتقد مهاجم الاتحاد السعودي حالياً ومنتخب فرنسا وريال مدريد الإسباني سابقاً، كريم بنزيمة، أنه يتعيّن على مواطنه كيليان مبابي تعلّم كيفية شغل مركز رأس الحربة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

10 نقاط بارزة في الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي

جونسون يفتتح رباعية توتنهام في شباك أستون فيلا (رويترز)
جونسون يفتتح رباعية توتنهام في شباك أستون فيلا (رويترز)
TT

10 نقاط بارزة في الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي

جونسون يفتتح رباعية توتنهام في شباك أستون فيلا (رويترز)
جونسون يفتتح رباعية توتنهام في شباك أستون فيلا (رويترز)

حقق بورنموث فوزاً مفاجئاً على ضيفه مانشستر سيتي ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي. وتابع نوتنغهام فورست نتائجه الرائعة بفوز سهل على وستهام. وقاد دومينيك سولانكي فريقه توتنهام لفوز كبير على أستون فيلا بتسجيله هدفين. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط بارزة في هذه الجولة من المسابقة:

مانشستر يونايتد بحاجة إلى جرعة من الثقة

إذا كان من المفترض أن يمحو رود فان نيستلروي الحنين إلى الماضي من نظام مانشستر يونايتد، فربما يكون ذلك قد تحقق بالفعل، وإن لم يكن بشكل مقصود. ومن الواضح أن روبن أموريم أصبح أكثر دراية الآن بحقيقة أن فريق مانشستر يونايتد يفتقر إلى الثقة. لقد كان لاعبو مانشستر يونايتد يفتقرون إلى الثقة والإبداع تماماً في أول 60 دقيقة من مباراة فريقهم أمام تشيلسي. ولم ينجح وجود نيستلروي، الذي يعد أحد أعظم المهاجمين في تاريخ النادي، بجوار خط التماس، في إلهام مهاجمي الفريق ورفع كفاءتهم أمام المرمى. لقد افتقد أليخاندرو غارناتشو وماركوس راشفورد للمسة النهائية أمام المرمى وأهدرا الكثير من الفرص السهلة، ولا يزال المهاجم المنضم حديثاً جوشوا زيركزي، يمثل لغزاً كبيراً في حقيقة الأمر. لقد أظهر راسموس هويلوند لمحة من خطورة فان نيستلروي عندما حصل على ركلة الجزاء التي نفَّذها برونو فرنانديز، لكن لم تكن هناك نهاية سعيدة للمباراة، على عكس ما كنا نشاهده في معظم مباريات الفريق تحت قيادة المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون، فالفريق الحالي لمانشستر يونايتد لا يجيد حسم المباريات. وسوف يقود فان نيستلروي مانشستر يونايتد في مباراتين أخريين قبل تولي روبن أموريم المسؤولية.

كايسيدو ولافيا يضيفان قوة كبيرة إلى تشيلسي

تألق موسيس كايسيدو بشكل لافت للأنظار أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد». ووسط الأداء الممل في الشوط الأول، سيطر تشيلسي على خط الوسط بسبب المجهود الكبير الذي بذله كايسيدو وروميو لافيا، لكن كول بالمر ظهر بشكل مخيب للآمال أمام النادي الذي تشجعه عائلته، وينطبق نفس الأمر أيضاً على المهاجمين الآخرين للبلوز. وفي المقابل، تألق كايسيدو وكان يصول ويجول في خط الوسط، بالطريقة التي أصبحت معتادة في الآونة الأخيرة. لقد أنفق تشيلسي 220 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع كايسيدو وإنزو فرنانديز، وكان يأمل أن تنجح الشراكة بينهما في خط الوسط، لكنَّ ذلك لم يحدث حتى الآن، حيث فشل اللاعب الأرجنتيني في التفوق حتى على خط وسط مانشستر يونايتد المتواضع بعد مشاركته بديلاً للافيا. لقد أظهر المدير الفني للبلوز، إنزو ماريسكا، أنه لا يخشى إبعاد اللاعبين الذين تريد إدارة النادي الاعتماد عليهم لإثبات أنهم صفقات ناجحة. وإذا حافظ لاتفيا على لياقته وابتعدت عنه الإصابات، فإنه يناسب تماماً خط وسط تشيلسي ويقدم شراكة قوية مع كايسيدو تسمح له بالظهور بالشكل الذي دفع تشيلسي في الأساس للتعاقد معه بمبلغ مالي كبير. (مانشستر يونايتد 1-1 تشيلسي).

أنتوني غوردون يُذكِّرنا بسنوات مضت

لقد ذكَّرنا أنتوني غوردون بهذه النوعية من الكرات العرضية المتقنة التي تسبق ضربات الرأس القاتلة التي اعتاد نولبرتو سولانو إرسالها إلى آلان شيرار ليهز بها شباك المنافسين خلال فترة السير بوبي روبسون مع نيوكاسل. يُفضل غوردون اللعب ناحية اليسار حتى يتمكن من الدخول إلى عمق الملعب والتسديد بقدمه اليمنى الأقوى، لكنه يجيد أيضاً اللعب في الناحية اليمنى، وهو ما أظهره عندما تألق بشدة أمام آرسنال. كما ساهمت تمريرته الحاسمة لهدف الفوز الذي سجله ألكسندر إيزاك -الذي ألحق ضرراً كبيراً بآمال آرسنال في المنافسة على اللقب- في إعادة نيوكاسل إلى المسار الصحيح، بعدما وصل إلى الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وحقق أول انتصار له في الدوري الإنجليزي الممتاز في آخر ست محاولات. وفي يوم كان فيه غوردون وإيزاك وجو ويلوك وشون لونغستاف ولويس هول ينافسون بقوة على جائزة أفضل لاعب في المباراة، فإن الشيء الوحيد الذي كان يفتقر إليه نيوكاسل في هذه المباراة هو وجود مهاجم قناص أمام المرمى. (نيوكاسل 1-0 آرسنال).

كريس وود المتألق مع نوتنغهام فورست وهدف فريقه الأول في مرمى وستهام (رويترز)

سولانكي يصنع الفارق

لا تقتصر أهمية وقيمة دومينيك سولانكي لتوتنهام على مجرد إحراز الأهداف، حيث يخلق المهاجم الإنجليزي حالة من الفوضى في دفاعات الفرق المنافسة، ويجيد الربط بين خطوط الفريق المختلفة. لكن بالنسبة لفريق اعتاد إهدار النقاط في مباريات يكون من السهل الفوز بها، فإن وجود مهاجم شرس وقناص يجيد استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى ليس بالأمر الهين. وسيكون لدى توتنهام، الذي كان يعتمد ذات يوم على هاري كين في حسم المباريات الصعبة، فرصة أفضل لإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول الترتيب إذا واصل سولانكي تسجيل الأهداف. لقد صنع الفارق خلال المباراة التي فاز فيها توتنهام على أستون فيلا بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، حيث سجل الهدفين الثاني والثالث لفريقه، وقد يشعر بالرضا عن نفسه بعد التفوق على زميله في منتخب إنجلترا أولي واتكينز، الذي أهدر فرصة محققة في الشوط الأول. وقال المدير الفني للسبيرز، أنغي بوستيكوغلو: «تسجيل الأهداف شيء رائع، وبصفته مهاجماً، فأنا متأكد من أنه سعيد بإحرازه هدفين، لكنني لا أجد الكلمات المناسبة للإشادة به وبما يقدمه لهذا الفريق». (توتنهام 4-1 أستون فيلا).

المنافسة على اللقب بحاجة إلى لاعب مثل غوميز

قال المدير الفني لليفربول، أرني سلوت، إن تحول الريدز إلى فريق يستحق صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز يعود إلى ردة الفعل القوية التي أظهرها بعد التأخر في النتيجة أمام برايتون، أكثر مما يعود إلى تبديلاته التكتيكية، مشيراً إلى أن جو غوميز هو الذي جسَّد الروح القتالية والشخصية القوية التي كان الفريق يفتقر إليها بشدة خلال الشوط الأول. وشارك غوميز بديلاً مع بداية الشوط الثاني بعد إصابة إبراهيما كوناتي، ولعب دوراً حاسماً في الحد من خطورة مهاجمي برايتون. إن ما قدمه غوميز في تلك المباراة يعد مثالاً للاحترافية الشديدة بالنسبة إلى لاعب استُبعد من قائمة ليفربول في أول مباراة لسلوت في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام إيبسويتش تاون، ولاعب كان مستقبله مع ليفربول موضع شك كبير في الصيف. إنه من نوعية اللاعبين الذين يحتاج إليهم أي فريق ينافس على اللقب. (ليفربول 2-1 برايتون).

الوقت يمر بسرعة بالنسبة لأونيل

غالباً ما تبدو الإحصائيات التي تمتد على مدى أكثر من موسم بلا معنى -أو على الأقل غير عادلة- لكن من الصعب تجاهل الأرقام المتعلقة بوولفرهامبتون، الذي لم يحقق الفوز، تحت قيادة غاري أونيل، سوى مرة واحدة فقط في آخر 20 مباراة في الدوري، ولم يحصل إلا على ثماني نقاط فقط من أصل 60 نقطة ممكنة خلال تلك الفترة. لقد أظهر ماتيوس كونيا وجواو غوميز لحظات من التألق في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام كريستال بالاس بهدفين لكل فريق، لكن الوقت ينفد بسرعة شديدة أمام أونيل، الذي وقَّع على تمديد عقده لمدة أربع سنوات خلال الصيف. لقد أعربت قطاعات من المشجعين عن غضبها خلال المباراة، ومن المؤكد أن الفشل في الفوز على ساوثهامبتون يوم السبت القادم سيعني النهاية بالنسبة لأونيل، الذي قال: «سيتعين علينا القتال طوال الموسم بسبب الموقف الذي نحن فيه، وقد تقبلنا ذلك في غرفة خلع الملابس». (وولفرهامبتون 2-2 كريستال بالاس).

أدام أرمسترونغ يهز شباك إيفرتون ليحقق الفوز الأول لساوثهامبتون (ب.أ)

بورنموث المجتهد يصعق حامل اللقب

لا يتعين على جمهور مانشستر سيتي أن يشعر بالذعر بعد أول هزيمة للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. وإذا كان لاعبو بورنموث يستحقون إشادة كبيرة، خصوصاً أنطوان سيمينيو ولويس كوك وميلوس كيركيز، فإن الشيء الذي ساعد بورنموث على تحقيق الفوز في هذه المباراة هو اللعب بكل قوة وإظهار الرغبة الكبيرة في تحقيق الفوز على حامل اللقب. لقد كان لاعبو بورنموث هم أول من يصلون إلى الكرة في كثير من الأحيان، سواء خلال عمليات الضغط على حامل الكرة أو في المواجهات الثنائية، أو حتى في المراحل الأخيرة من المباراة عندما استعاد مانشستر سيتي أخيراً سيطرته على المباراة. لن يتهم أحد مانشستر سيتي، الفائز بعدد كبير من البطولات والألقاب، بأنه يفتقر إلى الرغبة في تحقيق الفوز، لكن كان من الواضح أن أداء إلكاي غوندوغان وماتيو كوفاسيتش وكايل ووكر قد تأثر نتيجة تقدم هؤلاء اللاعبين في السن. لقد دفع المدير الفني لبورنموث، أندوني إيراولا، بسيمينيو النشيط لكي يلعب ضد ووكر، وبالفعل تسبب الجناح الغاني في إزعاج كبير لووكر لدرجة أن المدير الفني لسيتي، جوسيب غوارديولا، اضطر إلى تغيير مركز قائد فريقه المنهك إلى قلب الدفاع. (بورنموث 2-1 مانشستر سيتي).

نوتنغهام فورست الرائع يصعد للمراكز الثلاثة الأولى

بعد مرور عشر جولات من الموسم، لم تهتز شباك نوتنغهام فورست سوى سبع مرات فقط في الدوري. إنه إنجاز لا يُصدق بالنسبة لفريق نجا من الهبوط لدوري الدرجة الأولى في اليوم الأخير من الموسم الماضي. لقد تعاقد النادي مع لاعبَين أضافا الكثير لخط الدفاع، وهما نيكولا ميلينكوفيتش وأليكس مورينو. وكان ماتز سيلز وأولا أينا وموريلو يقدمون بالفعل مستويات مثيرة للإعجاب تحت قيادة نونو إسبيريتو سانتو، لكنهم حصلوا على الدعم المثالي الذي جعل خط دفاع نوتنغهام فورست قوياً ومتوازناً للغاية. إنه مثال جيد على أنه إذا لم تكن الأمور تسير على ما يرام، فإن التعديل غالباً ما يكون أفضل من الإصلاح الشامل، وقد أثبت مسؤولو نوتنغهام فورست أنهم كانوا على حق تماماً عندما تحركوا بحكمة في سوق الانتقالات للتعاقد مع اللاعبين الذين يمكنهم تقديم الإضافة اللازمة، بدلاً من تغيير خط الدفاع بالكامل. لم يسدد لاعبو وستهام سوى ثلاث تسديدات فقط، من بينها تسديدة واحدة بين القائمين والعارضة، في حين قدم نوتنغهام فورست أداءً قوياً وفاز بثلاثية نظيفة ليقتحم المراكز الثلاثة الأولى في جدول الترتيب. (نوتنغهام فورست 3-0 وستهام).

ساوثهامبتون يحافظ على نظافة شباكه أخيراً

يعتقد حارس مرمى ساوثهامبتون، آرون رامسديل، أن أداء فريقه ضد إيفرتون كان قوياً ومتماسكاً، وهو ما ساعد الفريق على تحقيق أول فوز له في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. لقد تصدى رامسديل لعدد من الكرات الخطيرة، قبل أن يسجل آدم أرمسترونغ هدف الفوز في وقت متأخر من المباراة في مرمى الحارس الإنجليزي الدولي جوردان بيكفورد. لكنَّ رامسديل أشاد ببقية لاعبي خط الدفاع لمساهمتهم في خروج الفريق بشباك نظيفة للمرة الأولى هذا الموسم، قائلاً: «لقد كان مجهوداً جماعياً حقيقياً، وإنه لأمر رائع أن نظهر بهذا الشكل ونحقق أو انتصار لنا هذا الموسم. لقد كان ذلك أكثر أهمية من الخروج بشباك نظيفة، لكن تحقيق الفوز والخروج بشباك نظيفة في نفس الوقت يُظهر أننا نلعب جميعاً وحدةً واحدة من أجل مصلحة الفريق. لقد نجح المدافعون في الحد من خطورة لاعبي إيفرتون المتميزين للغاية. وحتى لو نجح لاعبو إيفرتون في اختراق خط الدفاع، كنت أقف لهم بالمرصاد». (ساوثهامبتون 1-0 إيفرتون).

غفارديول وحسرة هزيمة مانشستر سيتي في بورنموث (رويترز)

إيبسويتش تاون يقدم أداءً جيداً لكنه بحاجة إلى الفوز

دخل إيبسويتش تاون عالم الدوري الإنجليزي الممتاز الشرس دون توقعات كبيرة لما يمكن أن يقدمه الفريق، لذا كان من الرائع أن يتجنب الفريق الهزيمة في نصف مبارياته العشر الأولى من الموسم. ومع ذلك، فإن خمسة تعادلات وخمس هزائم تعني أن إيبسويتش تاون هو أحد فريقين لم يحققا أي فوز حتى الآن، كما يهدر الفريق نقاطاً سهلة تكون في المتناول تماماً. وقال المدير الفني لإيبسويتش تاون، كيران ماكينا، بعد التعادل أمام ليستر سيتي بهدف لكل فريق: «لم نحقق أي انتصار في 10 مباريات، لكننا تعادلنا في خمس منها، وكنا على قدر المنافسة في ثماني مباريات». واشتكى ماكينا من قرارات تقنية الفار والحكم تيم روبنسون. لكن هناك تناقضاً صارخاً بين إيبسويتش تاون وليستر سيتي، الذي يجيد حسم المباريات والحصول على نقاط مهمة، ففي حين حصل ليستر سيتي على ست نقاط من مباريات كان متأخر فيها في النتيجة، يواصل إيبسويتش تاون إهدار النقاط بغرابة. (إيبسويتش تاون 1-1 ليستر سيتي).

* خدمة «الغارديان»