يبدو كل من باريس سان جيرمان الفرنسي، وبايرن ميونيخ الألماني، مطالباً بالعودة إلى سكة الانتصارات، بعد بداية متذبذبة في الجولات الثلاث الأولى من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يستضيفان أتلتيكو مدريد الإسباني، وبنفيكا البرتغالي، اليوم في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا، التي تشهد صداماً ساخناً بين إنتر الإيطالي وصيف المسابقة الموسم الماضي، وآرسنال الانجليزي، وسعياً من آستون فيلا الإنجليزي لتحقيق فوزه الرابع توالياً عندما يحل ضيفاً على كلوب بروج البلجيكي، فيما يبدو برشلونة الإسباني مرشحاً لتجاوز رد ستار الصربي.
على ملعبه «بارك دي برنس» في العاصمة الفرنسية، يتطلع سان جيرمان إلى تجديد آماله في المسابقة القارية التي افتتحها بفوز بشق الأنفس على جيرونا الإسباني 1 - 0، قبل خسارة أمام آرسنال 0 - 2، ثم تعادل مخيب على أرضه مع آيندهوفن الهولندي (1 - 1).
ولا بديل أمام الفريق المملوك لقطر عن الفوز في مواجهة أتلتيكو مدريد؛ لأن أي نتيجة أخرى ستعني وضع نفسه بموقف حرج في ترتيب المجموعة الموحدة، لا سيما أنه سيواجه بايرن ميونيخ الألماني خارج ملعبه في الجولة الخامسة. وعلق مدرب سان جيرمان، الإسباني لويس إنريكي، على هذا الأمر بقوله: «نحن في أصعب مسار. يتعين علينا أن نطور مستوانا. نحن في وضعية صعبة، وأنا قلق بكل تأكيد».
وسيواجه سان جيرمان أيضاً في الجولات التالية أندية: مانشستر سيتي الإنجليزي، وشتوتغارت الألماني، ورد بول سالزبورغ النمساوي.
وفشل فريق العاصمة الفرنسية في سد الثغرة التي تركها رحيل نجمه كيليان مبابي إلى ريال مدريد نهاية الموسم الماضي، علماً بأن مبابي هو الهداف التاريخي لسان جيرمان برصيد 256 هدفاً سجلها على مدى 7 مواسم في صفوفه.
وحاول مدرب سان جيرمان إيجاد البديل المناسب لمبابي، لكن البرتغالي غونزالو راموس (مصاب حالياً) وراندال كولو مواني لم يتمكنا من فرض نفسيهما في مركز رأس الحربة حتى الآن، حتى إن الأخير لم يشارك في آخر مباراتين بالدوري المحلي واحتفظ به المدرب على دكة الاحتياطيين. ولم يستبعد بعض النقاد مغادرته الفريق في سوق الانتقالات الشتوية ولو على سبيل الإعارة.
وحده الجناح برادلي باركولا يشكل الخطورة الهجومية في صفوف فريقه بتسجيله 8 أهداف في مختلف المسابقات هذا الموسم.
ووفق الإحصاءات، فقد سدد سان جيرمان 62 مرة باتجاه المرمى في 3 مباريات بالمسابقة القارية، ولم يسجل سوى هدفين.
وللمفارقة؛ فإن فاعلية خط الهجوم في الدوري الفرنسي موجودة، بدليل تسجيل الفريق 29 هدفاً في 10 مباريات وتصدره الترتيب بفارق مريح بلغ 6 نقاط.
وقال إنريكي في هذا الصدد: «يجب علينا ألا نضع الضغوطات على لاعب واحد في مسألة التسجيل. أنا أعتمد على جميع لاعبي فريقي».
وعلى ملعب «أليانز أرينا»، سيكون بايرن ميونيخ مطالباً بالفوز على بنفيكا؛ ليعزز من حظوظه في التأهل إلى الدور التالي الذي يبلغه مباشرة أول 8 فرق من أصل 36 بعد خوض كل فريق 8 مباريات، فيما يقام ملحق فاصل لمعرفة المتأهلين الـ8 الآخرين إلى دور الـ16.
ولم تكن حال الفريق البافاري بأفضل من سان جيرمان، على الرغم من بدايته الصاروخية عندما أتخم شباك دينامو زغرب الكرواتي بـ9 أهداف ليخرج فائزاً 9 - 2؛ ذلك لأنه سقط في مباراتيه التاليتين أمام آستون فيلا 0 - 1، ثم تلقى هزيمة قاسية أمام برشلونة الإسباني 1 - 4.
ويأمل بايرن في نقل عدوى نتائجه الرائعة محلياً في البوندسليغا إلى المسابقة القارية. ويقف التاريخ إلى جانب الفريق البافاري؛ إذ التقى مع بنفيكا 12 مرة في المسابقات الأوروبية، ففاز بايرن 9 مرات، وتعادلا 3 مرات.
ويسير بايرن ميونيخ بقيادة مدربه الجديد، البلجيكي فنسان كومباني، بثبات في الدوري الألماني، فلم يخسر أي مباراة حتى الآن هذا الموسم، لكن مجلس إدارة النادي يضع أهمية قصوى لدوري الأبطال هذا الموسم، لا سيما أن المباراة النهائية ستقام على ملعب «أليانز أرينا» تحديداً.
ويعول بايرن على هدافه الإنجليزي هاري كين، الذي يتصدر ترتيب الهدافين في الدوري المحلي برصيد 11 هدفاً في 9 مباريات، وكذلك ترتيب هدافي دوري الأبطال برصيد 5 أهداف.
في المقابل، استهل بنفيكا مشواره في المسابقة هذا الموسم بفوزين على رد ستار الصربي 2 - 1 وأتلتيكو مدريد 4 - 0، لكنه عاد وسقط على أرضه أمام فينورد الهولندي 1 - 3.
وعلى ملعب «سان سيرو»، تبرز مباراة إنتر الإيطالي وصيف المسابقة الموسم الماضي، مع آرسنال الإنجليزي، حيث يملك كلا الفريقين 7 نقاط، لكنهما لا يعيشان أفضل فترة لهما محلياً.
فإنتر فقد صلابته الدفاعية التي ميزت الفريق الموسم الماضي عندما تلقت شباكه 22 هدفاً في طريقه إلى التتويج بالدوري المحلي. أما هذا الموسم، فقد منيت شباكه بـ13 هدفاً في أول 11 مباراة. ويريد الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز قائد الإنتر، الذي يشعر بخيبة أمل جراء حلوله سابعاً في ترتيب الكرة الذهبية، تفجير الغضب الذي بداخله في مواجهة آرسنال.
وانفجر مارتينيز غضباً بعد قيادة فريقه إلى فوز صعب على فينيتسيا بهدف وحيد سجله بنفسه، عندما صرح قائلاً: «لا يتعلق الأمر فقط بمسألة النقاط، بل بالحالة النفسية. يتعين علينا حسم نتيجة المباريات عندما نسيطر بهذا الشكل».
وأضاف مارتينيز، الذي استُبدل في الدقيقة الـ71 ضد فينيتسيا لتوفير جهوده لمواجهة آرسنال: «يتعين علينا تطوير مستوانا للمضي قدماً، وبذل قصارى جهدنا لكي نقدم كرة قدم أعلى مستوى، ولهذا السبب أشعر بالإحباط».
وأكد مدربه سيموني إنزاغي على الكلام نفسه قائلاً: «يتعين علينا أن نكون أكثر فاعلية. نريد استغلال الفرص التي بإمكانها أن تجعل مهمتنا أسهل بكثير».
ويرى مارتينيز، الذي توج هدافاً للدوري الإيطالي وساهم في إحراز فريقه اللقب، كما توج هدافاً لـ«كوبا أميركا» وقاد منتخب بلاده إلى اللقب، أنه كان يستحق مركزاً أفضل من السابع في قائمة المرشحين للكرة الذهبية الأسبوع الماضي، وعلق: «بصراحة؛ كنت أتوقع مركزاً أفضل. هذه الألقاب لا تُمنح بطريقة عادلة في بعض الأحيان». ووفق رأى مواطنه النجم ليونيل ميسي، فإن «مارتينيز عاش عاماً استعراضياً... سجل في نهائي (كوبا أميركا) وتوج هدافاً لها. هو يستحق (الكرة الذهبية) أكثر من أي شخص آخر».
ويتطلع مارتينيز، الذي يشعر بالضغط لأن إنتر يحتل المركز الثاني في الدوري المحلي بفارق نقطة واحدة عن نابولي، إلى استعادة فاعليته، فأهدافه الخمسة في الدوري حتى الآن لا تقارن بالمدة ذاتها الموسم الماضي عندما سجل 12 هدفاً في أول 11 مباراة. كما أن الثنائية الضاربة التي شكلها مع زميله الفرنسي ماركوس تورام الموسم الماضي هي أقل فاعلية هذا الموسم.
أما آرسنال، فيعاني في الدوري المحلي، حيث يحتل المركز الخامس، بفارق 7 نقاط عن ليفربول المتصدر، وذلك بعد فشله في الفوز بآخر 3 مباريات؛ بينها خسارتان أمام بورنموث 0 - 2 وأمام نيوكاسل 0 - 1.
وتلقى آرسنال أنباء عودة قائده مارتن أوديغارد للتدريبات بشكل كامل بعد غيابه شهرين بسبب إصابة في الكاحل.
وعاد لاعب الوسط النرويجي (27 عاماً)، الذي أصيب في كاحله خلال الشوط الثاني من فوز منتخب بلاده 2 - 1 على النمسا في دوري الأمم الأوروبية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى التدريبات، وبات مرشحاً لدخول القائمة التي ستواجه إنتر ميلان. وفي أبرز المباريات الأخرى، يسعى آستون فيلا إلى مواصلة سجله المثالي وتحقيق فوزه الرابع توالياً عندما يحل ضيفاً على كلوب بروج البلجيكي.
ويسعى فيلا، بطل كأس أوروبا في 1982، إلى الفوز بهذه المباراة من أجل البقاء في صدارة جدول الترتيب، والاقتراب خطوة من التأهل لدور الثمانية. في المقابل، يسعى كلوب بروج لتحقيق الفوز من أجل تحسين أوضاعه، حيث يوجد في المركز السادس والعشرين برصيد 3 نقاط فقط.
ويحل برشلونة ضيفاً على رد ستار بلغراد بعد حصده 6 نقاط من 3 مباريات. وحذر الألماني هانزي فليك، مدرب برشلونة، لاعبيه من مواجهة رد ستار، وشدد عليهم عدم تكرار الأخطاء التي وقعوا فيها بمباراتهم أمام إسبانيول رغم الفوز 3 - 1 الأحد. وقال فليك: «لقد حصلنا على 3 نقاط، وهو أمر مهم، لكن تراجُع الأداء وفقْدنا التركيز في الشوط الثاني لا نريده. مباراة دوري الأبطال ستكون مختلفة، ويجب أن نكون أقوى، ونرتقي بمستوانا».
وفي بقية مباريات اليوم، يلتقي شاختار دونيتسك الأوكراني مع يانغ بويز السويسري، وشتوتغارت الألماني مع أتالانتا الإيطالي، وفينورد الهولندي مع رد بول سالزبورغ النمساوي، وسبارتا براغ التشيكي مع استاد بريست الفرنسي.