مارسيل ديسايي: لا أدري ما إذا كنت نجماً أم لا... لكن أعرف أني الآن أسطورة

النجم المتوج مع منتخب فرنسا بكأس العالم وضع بصمة قوية على لعبة كرة القدم

مارسيل ديسايي قاد ميلان للفوز بكأس دوري أبطال اوروبا عام 1994 بعد الفوز على برشلونة في النهائي (غيتي)
مارسيل ديسايي قاد ميلان للفوز بكأس دوري أبطال اوروبا عام 1994 بعد الفوز على برشلونة في النهائي (غيتي)
TT

مارسيل ديسايي: لا أدري ما إذا كنت نجماً أم لا... لكن أعرف أني الآن أسطورة

مارسيل ديسايي قاد ميلان للفوز بكأس دوري أبطال اوروبا عام 1994 بعد الفوز على برشلونة في النهائي (غيتي)
مارسيل ديسايي قاد ميلان للفوز بكأس دوري أبطال اوروبا عام 1994 بعد الفوز على برشلونة في النهائي (غيتي)

يقول النجم الفرنسي مارسيل ديسايي: «أحب مشاهدة مباريات دوري الدرجة الأولى (تشامبيونشيب) في إنجلترا. في العادة لا أشاهد 90 دقيقة كاملة إلا إذا كنت أعمل على تحليل مباراة في الاستوديو، لكنني أحب مشاهدة 90 دقيقة من مباريات دوري الدرجة الأولى في إنجلترا، لأنها مباريات مذهلة وقوية للغاية من الناحية البدنية، كما أنها رائعة أيضاً من الناحية الفنية».

ربما لم يكن من المتوقع سماع مثل هذه التصريحات من النجم الفرنسي المتوج بدوري أبطال أوروبا مع مرسيليا وميلان، وكأس العالم وكأس الأمم الأوروبية مع منتخب فرنسا، والمدافع الفذ الذي قضى معظم مسيرته الكروية في أعلى مستويات اللعبة. لكن في كثير من النواحي كان ديسايي دائماً شخصية غريبة تخالف التوقعات والمنطق إلى حد كبير، فقد رحل عن الدوري الإيطالي الممتاز عندما كان أفضل دوري في العالم وانتقل إلى تشيلسي، الذي لم يكن حتى أفضل نادٍ في لندن في تلك الفترة. وانتقل إلى قطر في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قبل وقت طويل من تحولها إلى قوة كروية عالمية.

وكان من المفترض أن تساعده خبراته الخططية والفنية الهائلة على أن يكون مديراً فنياً بارزاً، لكنه بدلاً من ذلك راضٍ تماماً عن القيام بالشيء الذي يحبه ويلهمه: القليل من الأعمال التجارية، والقليل من العمل الخيري، والقليل من تحليل المباريات، والاشتراك في سلسلة وثائقية جديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم تُسمى «لحظة الحقيقة»، التي أصبحت متاحةً الآن في المملكة المتحدة لأول مرة. يتحدث ديسايي الآن من الدوحة، إذ كان يعمل على تغطية مباريات دوري أبطال أوروبا على قناة «بي إن سبورتس».

لعب ديسايي دورا بارزا في فوز فرنسا بكأس العالم عام 1998 بعد تخطي البرازيل في النهائي (غيتي)

وفي إطار بحثي عن المعلومات التي تساعدني على إجراء هذه المقابلة الصحافية مع ديسايي من جهة، وبحثي عن المتعة من جهة أخرى، أعدت مشاهدة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 1994 بين ميلان وبرشلونة. ربما ينسى القارئ، كما نسيت أنا أيضاً، أن ديسايي لعب تلك المباراة في خط الوسط: قدم أداءً استثنائياً وسجل الهدف الرابع لميلان وتنمر على صانع ألعاب برشلونة النحيل المسمى جوسيب غوارديولا! ونظراً للطريقة التي تطورت بها كرة القدم خلال الثلاثين عاماً الماضية، فإنني أشعر بالفضول وأتساءل عما لو كان بإمكان ديسايي أن يلعب في هذا المركز اليوم. يقول النجم الفرنسي رداً على ذلك: «خلال الفترة من عام 1994 إلى عام 1996 أو 1997، كنت أفضل لاعب خط وسط مدافع في السوق. كنت أقدم مستويات رائعة في تلك اللحظة التي لم تكن فيها كرة القدم تعتمد كثيراً على النواحي الخططية، وكان بإمكاني الاعتماد كثيراً على قوتي البدنية. ثم في عام 1997، أدركت أن كرة القدم تتغير حقاً، حيث ظهر العديد من اللاعبين الرائعين من الناحية الخططية، مثل باتريك فييرا، الذي جاء إلى ميلان. وكان هناك أيضاً إدغار ديفيدز».

ويضيف: «كانت هذه هي بداية هؤلاء اللاعبين الذين يمكنهم لعب الكرة من لمسة واحدة. وعندما كنت تضغط عليهم، كانت لديهم القدرة على الدوران ولعب الكرة. كانت نقطة قوتي تتمثل في التدخل بقوة وسرعة على اللاعب المنافس، وكنت أعلم آنذاك أنني سأنجح في استخلاص الكرة. أما الآن، فهناك لاعبون مثل كروس أو مودريتش، أو سيدورف أو بيرلو من بعدي، الذين يمكنهم التغلب بسهولة على الضغط الذي يمارسه المنافس عليهم».

ويتابع: «لقد تغيرت الجوانب البدنية كثيراً. وبعيداً عن اللياقة البدنية والنواحي الخططية، أصبح بإمكان جميع اللاعبين أن يتحكموا في الكرة بشكل جيد. كنا نوقف الكرة بجانب القدم، لكن اللاعبين الآن يضعون أقدامهم فوق الكرة ويحركونها في الاتجاه الذي يريدونه. لقد دخلت في مناقشة مع فرانك لامبارد ذات يوم وسألته عما إذا كانت كرة القدم قد أصبحت بالفعل أسرع مما كانت عليه عندما كنت ألعب، فأجاب لامبارد بأنها ليست أسرع، ولكن اللاعبين أصبحوا أكثر قدرة على فهم النواحي الخططية والتكتيكية. إذن، هل كان بإمكاني أن ألعب اليوم مدافعاً؟ نعم. لكن ليس بإمكاني أن ألعب في خط الوسط الآن».

لقد شعرت بأن هذه هي اللحظة المناسبة لسؤال ديسايي لماذا لم يصبح مديراً فنياً، أجاب النجم الفرنسي على هذا السؤال قائلاً: «لقد حصلت على دورات التدريب المطلوبة، لكن السبب الوحيد الذي جعلني لا أسعى إلى ذلك هو أسلوب حياتي، فأنا لا أريد أن أكون مهووساً بشيء واحد فقط في حياتي. لأنه عندما تكون مديراً فنياً، فإن هذا يتطلب منك أن تكرس حياتك لهذه المهنة بنسبة 100 في المائة. وبالتالي، سيتعين عليك أن تقتل المعرفة التي بنيتها على مدار 20 عاماً من ممارسة كرة القدم لاعباً، وأن تعيد خلق فلسفة مختلفة، وأن تكون قادراً على وضعها موضع التنفيذ. ولم أكن مستعداً لمواجهة أي إحباط».

لكن ديسايي متشكك أيضاً في فكرة أن السبيل إلى إصلاح نظام اللعبة يتلخص في وضع المزيد من اللاعبين السابقين في مناصب قيادية، ويتساءل: «كم منا لديه دراسة جامعية أو على استعداد للجلوس في مكتب، بعيداً عن رائحة عشب الملعب، وبدون التواصل مع اللاعبين والدخول في غرفة خلع الملابس وبدون بذل العرق داخل الملعب؟ في الحقيقة، لا يرغب كثيرون منا في دخول هذا المجال. علاوة على ذلك، كان لدينا بلاتيني، وقد رأينا جميعاً ما حدث له».

استطاع ديسايي إيقاف خطورة روماريو مهاجم البرازيل في نهائي كأس العالم (غيتي)

ومع ذلك، لا ينبغي لنا أن نسيء تفسير أي من هذا باعتباره نوعاً من الانسحاب أو اللامبالاة، ففي حقيقة الأمر يهتم ديسايي كثيراً باللعبة، وهو مستعد تماماً للتحدث بكل صراحة عن القضايا التي تهمه. ويقول عن ذلك: «من الجيد أن يبدي لاعبو كرة القدم آراءهم ووجهات نظرهم». إنه يتحدث من واقع خبرته في هذا المجال، فبوصفه لاعباً بارزاً في صفوف المنتخب الفرنسي متعدد الثقافات الذي فاز بكأس العالم في عام 1998 ووقف في وجه التهديدات المتزايدة من جانب اليمين المتطرف بعد أربع سنوات، فقد ساعد في تمهيد الطريق للجيل الحالي، الذي تحدث العديد منهم بقوة في ظروف مماثلة هذا الصيف.

وفي عام 2002، قال ديسايي رداً على التهديد الناشئ الذي تمثله «الجبهة الوطنية» بقيادة جان ماري لوبان: «إن لاعبي المنتخب الفرنسي، المتنوعين في أصولهم، يُجمعون اليوم على إدانة المفاهيم المتجددة للإقصاء والعنصرية». والآن، تجد كرة القدم نفسها مرة أخرى في مواجهة العنصرية. فخلال بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، تحدث لاعبون مثل جول كوندي وكيليان مبابي وماركوس تورام ضد صعود حزب «التجمع الوطني» اليميني في فرنسا. ومع عودة اليمين المتطرف إلى الظهور على الساحة مرة أخرى، ومع وصول ابنة لوبان، مارين، إلى أبواب السلطة، فمن المغري أن نسأل ديسايي عما إذا كان أي شيء قد تغير حقاً خلال عقدين من الزمان!

لكن ديسايي مُصرٌّ على أن المعارك قد رُبِحَت بالفعل. ويذكرنا أنه قبل جيل من الآن كان هو وزملاؤه في منتخب فرنسا يقاتلون من أجل الحق في أن يُنظَر إليهم باعتبارهم فرنسيين! ويقول: «الآن، نحن قادمون إلى عصر جديد. هذا هو الجيل الثالث. لقد ولدوا في فرنسا. وعلى الرغم من وجود العنصرية، فإن الساسة الآن حذرون فيما يقولونه. لذا، فإنك لا تلاحق إلا الأشخاص غير الشرعيين، الذين ليس لديهم وثائق. ولا تشير لوبان إلا إلى هذا الأمر فقط الآن».

وأعرب ديسايي عن إعجابه الشديد بكوندي ومبابي، اللذين استغلا مكانتهما لمناهضة العنصرية، يقول النجم الفرنسي السابق: «بدأ لاعبو كرة القدم، ببطء، في التعبير عن آرائهم. لم يعد الأمر يتعلق بالعنصرية، أو على الأقل لم يعد الأمر بهذه البساطة. كان رأيهم هو أن اليمين المتطرف ليس جيداً لنمو البلاد، لذا حاولوا جذب انتباه الشباب. وكان ذلك أمراً جيداً، لأنهم لم يتمكنوا من دخول النظام الحاكم». وكما هُزم حزب «الجبهة الوطنية» في النهاية في عام 2002، فقد هُزم حزب «التجمع الوطني» في الانتخابات التشريعية الأخيرة ليحتل المركز الثالث.

ديسايي لم يرغب في ممارسة مهنة التدريب (غيتي)

ربما يتمثل الدرس هنا في أن ديسايي ينتقي مشاريعه بعناية، لكن عندما يفعل ذلك فإنه يلتزم بها بشكل كامل. فضلاً عن ذلك، فإنه يقاوم دائماً فكرة أن يتم تعريفه بشيء واحد، فهو مدافع ولاعب خط وسط، وعامل وزعيم، وسياسي ومحب لأعمال الخير، وفرنسي وغاني، ومحلل لمباريات دوري أبطال أوروبا وعاشق لدوري الدرجة الأولى في إنجلترا. إنه رجل يجيد القيام بالعديد من الأشياء، ويفعل كل منها بقدر كبير من الرضا.

يختتم ديسايي حديثه قائلاً: «أنا محظوظ، فبفضل ثروتي تمكنت من إنشاء أكاديمية للناشئين والقيام بالعديد من الأعمال الخيرية في غانا، لأرد قليلاً من الدين لهذا البلد. وفي الوقت نفسه، فإنني أظل قريباً جداً من كرة القدم. أنا منخرط في العمل في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، كما أعمل في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. إنني أرى أن القيام بذلك أكثر فائدة بكثير من أن أكون مديراً فنياً، وأهتم بفريق واحد فقط. لا أعرف ما إذا كنت نجماً أم لا، لكنني الآن أسطورة، وأشعر أن القادم أفضل».

* خدمة «الغارديان»



ضربة موجعة لليابان بعد غياب أويدا حتى نهاية 2024

أياسي أويدا (رويترز)
أياسي أويدا (رويترز)
TT

ضربة موجعة لليابان بعد غياب أويدا حتى نهاية 2024

أياسي أويدا (رويترز)
أياسي أويدا (رويترز)

تلقت اليابان ضربة قوية في سعيها للتأهل لكأس العالم لكرة القدم 2026، بعد غياب المهاجم أياسي أويدا لنهاية العام، إثر إصابته في عضلات الفخذ الخلفية خلال مشاركته مع فريقه فينوورد الهولندي.

وقال فينوورد في بيان، إن أويدا اضطر لمغادرة الملعب قبل نهاية الشوط الأول، بعد إصابته خلال الخسارة 2 - صفر أمام ضيفه أياكس أمستردام في الدوري الهولندي يوم الأربعاء الماضي.

وأضاف البيان: «لن يلعب أياسي أويدا حتى نهاية العام الحالي. يعاني المهاجم من إصابة في الفخذ ستبعده عن الملاعب حتى فترة التوقف الشتوية على الأقل».

وسجل الدولي الياباني (26 عاماً) 14 هدفاً في 18 مباراة مع منتخب بلاده على مدار العامين الماضيين، لكنه سيغيب الآن عن مباراتي تصفيات كأس العالم أمام إندونيسيا في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، والصين بعد 4 أيام أخرى.

وتتصدر اليابان، التي تسعى للتأهل للمرة الثامنة على التوالي لكأس العالم، المجموعة الثالثة في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية بـ10 نقاط، متقدمة بفارق 5 نقاط عن أستراليا والسعودية والبحرين بعد 4 من 10 جولات.

ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.