«إن بي إيه»: إنديانا يُلحق الخسارة الأولى بحامل اللقب... وكليفلاند يواصل انتصاراته

توبين نجم فريق إنديانا بيسرز يضع الكرة في سلة بوسطن سلتيكس (أ.ف.ب)
توبين نجم فريق إنديانا بيسرز يضع الكرة في سلة بوسطن سلتيكس (أ.ف.ب)
TT

«إن بي إيه»: إنديانا يُلحق الخسارة الأولى بحامل اللقب... وكليفلاند يواصل انتصاراته

توبين نجم فريق إنديانا بيسرز يضع الكرة في سلة بوسطن سلتيكس (أ.ف.ب)
توبين نجم فريق إنديانا بيسرز يضع الكرة في سلة بوسطن سلتيكس (أ.ف.ب)

ألحق إنديانا بايسرز الخسارة الأولى هذا الموسم ببوسطن سلتيكس حامل اللقب عندما تغلّب عليه (135 - 132)؛ بفضل ثلاثية للكاميروني باسكال سياكام قبل ست ثوانٍ على نهاية الوقت الإضافي، الأربعاء، في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين.

وأبقى فوز إنديانا على سلتيكس في إعادة لمواجهتهما في الدور النهائي للمنطقة الشرقية الموسم الماضي، كليفلاند كافاليرز، الفريق الوحيد دون هزيمة في المنطقة، بعدما حقّق فوزه الخامس توالياً بتغلبه على ضيفه لوس أنجليس ليكرز (134 - 110) في مواجهة شهدت استقبالاً حاراً لبروني جيمس، نجل «الملك» ليبرون جيمس.

واستغلّ بروني نهاية المباراة غير المشوقة، بعدما حسم صاحب الأرض النتيجة لصالحه بشكل كبير، حيث دخل وسجّل أولى نقاطه في الدوري بتسديدة متوسطة المدى، في وقت كان فيه والده ليبرون الذي يستهل موسمه الـ22 في الدوري جالساً على دكة البدلاء.

وصنع اللاعبان التاريخ الأسبوع الماضي عندما أصبح أول أب ونجله يشاركان معاً في مباراة واحدة من الدوري المنتظم.

ولقيت سلة بروني تحية من جمهور كليفلاند الذي شاهد اللاعب الشاب يكبر، خلال دفاع والده عن ألوانه في فترتين (2003 - 2010 ثم 2014 - 2018).

وعلّق ليبرون على افتتاح نجله لسجله في الدوري، قائلاً: «أن نراه يسجل أول سلة له في الدوري الأميركي للمحترفين في هذا الملعب حيث نشأ ليس بعيداً جداً عن هنا، إنها لحظة لا تُصدّق».

وسجل كافاليرز 17 ثلاثية مقابل ست لليكرز، واستغل صاحب الأرض خسارة ضيفه لـ21 كرة وترجمها إلى 31 نقطة.

وسيطر كليفلاند على المباراة في ربعها الأول الساخن، حيث نجح في تسجيل 77.3 في المائة من تسديداته، وحسمه لصالحه بفارق 19 نقطة (42 - 23)، قبل أن تتعادل الكفتان في الثاني (25 - 25)، والثالث (32 - 31)، وحسم المضيف الربع الأخير لصالحه (35 - 31).

وبرز إيفان موبلي ودونوفان ميتشل في صفوف كليفلاند بتسجيل الأول 25 نقطة، والثاني 24 نقطة، علماً بأن ستة لاعبين من كافاليرز سجلوا أكثر من 10 نقاط.

وكان ليبرون جيمس أفضل مسجل في صفوف ليكرز برصيد 26 نقطة مع ست تمريرات حاسمة، وأضاف أنتوني ديفيس 22 نقطة مع 13 متابعة، لكن ذلك لم يكن كافياً لتجنيب الفريق الهزيمة الثانية على التوالي بعد ثلاثة انتصارات متتالية.

تاتوم لاعب بوسطن سلتيكس لحظة فقدان السيطرة على الكرة أمام سياكام وماكونيل (أ.ب)

في إنديانابوليس، فرض بينيديكت ماثورين نفسه نجماً في صفوف بايسرز بتسجيله 30 نقطة مع 11 متابعة، وأضاف سياكام 29 نقطة مع 11 متابعة أيضاً، في حين اكتفى تايريز هاليبورتون بتسجيل 17 نقطة مع 12 تمريرة حاسمة.

وكان بايسرز صاحب الأفضلية في الشوط الأول، وأنهاه لصالحه بفارق 12 نقطة (35 - 31) في الربع الأول و(32 - 26) في الثاني، قبل أن يضرب بقوة في بداية الربع الثالث ويوسع الفارق إلى 24 نقطة، لكن حامل اللقب عاد بقوة خصوصاً في الربع الأخير الذي كسبه (38 - 24) حيث قلّص الفارق إلى ثلاث نقاط مرتين، وسرق لاعبوه كرتين في آخر 100 ثانية وذوّبوا فارق النقاط بمعادلة النتيجة بفضل تسديدة بعيدة لجايسون تايتوم (37 نقطة مع 8 متابعات) قبل 13 ثانية من نهاية الوقت الأصلي (124 - 124).

وحسم بايسرز الوقت الإضافي لصالحه (11 - 8) حيث كانت الكلمة الأخيرة لسياكام بفضل ثلاثية كانت كافية لإلحاق الخسارة الأولى بسلتيكس في خمس مباريات حتى الآن هذا الموسم.

وقال سياكام: «إنه فوز كبير. لقد خسرنا بعض المباريات بفقداننا بعض الكرات في اللحظات الأخيرة. لذا أردنا الفوز بهذه المباراة»، في إشارة إلى خسارة فريقه المباريات الثلاث الأخيرة.

وأضاف سياكام الذي أسهم في الفوز الثاني لفريقه هذا الموسم بعد الأول على مضيفه ديترويت بيستونز في مباراته الافتتاحية: «سمحنا لهم بالعودة، لكنني أعتقد أننا قاتلنا. هذا ما يتعيّن علينا القيام به. يتعيّن علينا أن نكون فريقاً يقاتل حتى النهاية».

وفي المنطقة الغربية، واصل أوكلاهوما سيتي ثاندر بدايته القوية بتحقيقه الفوز الرابع توالياً عندما تغلّب على ضيفه سان أنطونيو سبيرز (105 – 93).

وسجل الكندي لوغنتز دورت 20 نقطة، وأضاف تشيت هولمغرين 19 نقطة لأوكلاهوما سيتي، في حين لم يسجل نجم سان أنطونيو العملاق الفرنسي فيكتور ويمبانياما سوى ست نقاط، بعد نجاحه في تسديدة واحدة من أصل خمس محاولات (4 رميات حرة).

وأضاف ويمبانياما ثماني كرات مرتدة وثلاثة تصديات.

وتعملق كارل أنتوني تاونز بقيادة فريقه نيويورك نيكس إلى الفوز على مضيفه ميامي هيت (116 - 107) بتسجيله 44 نقطة مع 13 متابعة، في حين كان تايلر هيرو الأفضل في صفوف الخاسر برصيد 34 نقطة.

وسجل جايدن آيفي 23 نقطة، وأضاف كيد كانينغهام 22 نقطة، وقادا ديترويت بيستونز إلى فوزه الأول هذا الموسم، عندما تغلّب على مضيفه فيلادلفيا سيفنتسي سيكسرز (105 - 95).

وواصل سيكسرز معاناته في غياب نجميه جويل إمبيد وبول جورج بسبب الإصابة.


مقالات ذات صلة

الدوري الإيطالي: ديبالا يعيد روما لطريق الانتصارات

رياضة عالمية سجل ديبالا هدف روما في الدقيقة 20 ونجح الفريق في الحفاظ على تقدمه (د.ب.أ)

الدوري الإيطالي: ديبالا يعيد روما لطريق الانتصارات

سجل باولو ديبالا هدفا في الشوط الأول قاد به روما للفوز 1-صفر على تورينو الخميس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم ليستعيد روما بذلك مذاق الانتصارات.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة سعودية غونزاليس يتحدث خلال المؤتمر (القادسية)

مدرب القادسية: «ديربي الشرقية» جاء في وقته

أعرب الإسباني ميغيل غونزاليس، المدير الفني لفريق القادسية، عن حماسه لمواجهة الاتفاق في الديربي المرتقب ضمن الدوري السعودي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة عالمية اتحاد القوى الدولي قرر حذف نتائج جيميشو وجوائزها المالية (الشرق الأوسط)

المنشطات تُوقف وصيفة «أولمبياد طوكيو» 4 أعوام

قررت وحدة النزاهة بالاتحاد الدولي لألعاب القوى، الخميس، إيقاف الإثيوبية تسيهاي جيميشو، وصيفة ماراثون طوكيو السابقة، لمدة 4 أعوام؛ بسبب شبهة تناولها المنشطات.

«الشرق الأوسط» (موناكو)
رياضة سعودية البرتغالي فيتور بيريرا مدرب فريق الشباب (واس)

بيريرا: الإصابات حرمت الشباب من «تدوير اللاعبين»

كشف البرتغالي فيتور بيريرا، مدرب فريق الشباب، عن أنه يريد التدوير بين لاعبيه بسبب ضغط المباريات، لكن وجود الإصابات أسهم في الحد من هذا الأمر بالفترة الماضية.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية بنزيمة سيغيب عن ديربي جدة بسبب الإصابة (الاتحاد)

بنزيمة وديميرال خارج قائمة الديربي

فضّل الفرنسي لوران بلان، مدرب الاتحاد، إراحة مواطنه كريم بنزيمة، هداف الفريق، عن المشاركة في الديربي أمام الأهلي، وذلك بسبب معاناة المهاجم من إصابة.

علي العمري (جدة)

فوز رودري بـ«الكرة الذهبية» أنصف فئة من اللاعبين لا تحظى بالتقدير اللازم

رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)
رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)
TT

فوز رودري بـ«الكرة الذهبية» أنصف فئة من اللاعبين لا تحظى بالتقدير اللازم

رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)
رودري وعيتانا بونماتي لاعبة بارشلونا توجا بالكرة الذهبية لأفضل لاعبين في العالم (رويترز)

عندما كان رودريغو هِرنانديز طالباً يعيش داخل سكن جامعي ويدرس الأعمال التجارية في جامعة بمقاطعة قسطلونة الإسبانية، كان، على حد تعبيره، «الشخص العاجز الذي لا يفعل أي شيء على الإطلاق». ربما كان يذهب لتناول العشاء، وربما يتوقف لفترة وجيزة عند الحانة، لكنه لم يكن يفعل أياً من الأشياء التي يفعلها زملاؤه بعد انتهاء ساعات الدراسة. لم يستطع معظم زملائه فهم ذلك، حتى رأوه وهو يلعب لمصلحة فياريال. كان في التاسعة عشرة من عمره، ولم يقل أي شيء عن مسيرته الكروية، ولم يكن زملاؤه في الدراسة يعرفون حتى أنه لاعب كرة قدم. والآن، حصل رودري، وهو في الثامنة والعشرين من عمره، على جائزة «أفضل لاعب في العالم»، ليكون بذلك أول إسباني يفوز بالكرة الذهبية منذ الراحل لويس سواريز قبل 64 عاماً.

وفي يوم درامي هيمنت عليه الانتقادات والاتهامات بالظلم، كان تتويج رودري بهذه الجائزة المرموقة بمثابة عمل من أعمال العدالة، ليس لرودري فقط، ولكن لهذه الفئة من اللاعبين والأشخاص، ولفكرة ولمفهوم معين، وللجماعية التي يجسدها فرد، بل وربما حتى لكرة القدم نفسها. كما أن الأمر شكل من أشكال العدالة لإسبانيا نفسها، حتى لو لم يُنظر إليه بهذه الصورة في نادي ريال مدريد الإسباني، الذي رفض مسؤولوه السفر إلى باريس عندما علموا أن فينيسيوس جونيور لن يكون الفائز.

لعب رودري دوراً بارزاً في فوز مانشستر سيتي بالكثير من الألقاب والبطولات (غيتي)

وحتى في مسرح «شاتليه»، عندما فتح النجم الليبيري جورج واياه الظرف وبدأ يقول: «الفائز هو...»، كانت هناك صيحات تقول «فينيسيوس!» وكانت هناك بعض الصافرات عندما أُعلن عن فوز رودري بالجائزة. لقد كان الأمر برمته محزناً بعض الشيء، وكأن رودري قد فعل شيئاً فظيعاً ولم يلعب كرة القدم بشكل جيد للغاية. وعلاوة على ذلك، لم يلتفت النجم الإسباني إلى كل ما حدث، وتحدث بكل وضوح وتواضع، كما هي حاله داخل الملعب. وعلى الرغم من أن فينيسيوس لديه كل المبررات التي تجعله يؤمن بأحقيته في الفوز بالجائزة، فإن فكرة عدم استحقاق رودري الجائزة أمر سخيف.

فعندما يتعلق الأمر بالتأثير على الطريقة التي يلعب بها الفريق، والتكيف مع كل الظروف، فلا يوجد أحد مثل رودري في حقيقة الأمر. لقد أكد النجم الإسباني مراراً على أن دوره يتمثل في «مساعدة فريقي على تحقيق النجاح»، وقد لعب دوراً حاسماً بالفعل في فوز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كما قاده للفوز بدوري أبطال أوروبا العام الماضي. ومع منتخب إسبانيا، حصل رودري على بطولة «كأس الأمم الأوروبية 2024»، وهي البطولة التي رجحت كفته في الحصول على الجائزة هذه المرة. وقد وصفه جوسيب غوارديولا، مديره الفني في مانشستر سيتي، بأنه «أفضل لاعب خط وسط في العالم دون منازع»، بينما وصفه المدير الفني لمنتخب إسبانيا، لويس دي لا فوينتي، بأنه «الكومبيوتر المثالي»، الذي قاد منتخب بلاده للفوز ببطولة اليورو.

وأكد غوارديولا أن فوز مواطنه ولاعب فريقه بجائزة «الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم» بمثابة لحظة فخر لمانشستر سيتي، وأيضاً برهان على ما يفتقده الفريق في ظل غياب اللاعب حتى نهاية الموسم بداعي الإصابة. وأضاف غوارديولا: «قبل كل شيء بالطبع، التهنئة له ولكل عائلته وأصدقائه. إنه نبأ مذهل له، وبالطبع لنا جميعاً، الجميع في سيتي وجماهيرنا. نحن فخورون للغاية به. إنها المرة الأولى». وأوضح: «لم نكن لنتخيل قبل أعوام أن أحد لاعبينا سينال هذه الشرف العظيم. سعداء أيضاً بأننا جزء من هذا، وأن نتشارك معه فيه. وأتمنى أن يمنحه هذا الإنجاز الطاقة للتعافي بشكل جيد من أجل الموسم المقبل، وأن يكون معنا مجدداً». وأصبح رودري عنصراً محورياً في صفوف سيتي منذ انتقاله من صفوف أتلتيكو مدريد في 2019، حيث خسر الفريق في 11 بالمائة فقط من المباريات التي شارك فيها اللاعب الإسباني، مقارنة بالخسارة في 24 بالمائة من المباريات التي غاب عنها.

لقد وافق عدد كافٍ من المصوتين البالغ عددهم 100 شخص (حقيقةُ أن هذه ديمقراطية، وإن كانت معيبة، تُنسى بسهولة) على منحه هذه الجائزة. لقد نهض رودري، وتسلم عكازيه من روبن دياز، الذي شكره على مرافقته إلى فرنسا، وتقدم ببطء إلى المسرح، حيث ساعده ديدييه دروغبا في الوصول إلى المكان المحدد له. لقد أكد رودري مراراً على أنه لم يكن يهتم بالحصول على هذه الجائزة، لكن حتى لو كان هذا صحيحاً من قبل، فإن الأمر يختلف تماماً عندما تصعد المسرح وتمسك الجائزة بيديك. لقد تنهد عندما نظر إلى الجائزة، وكانت مشاعر السعادة واضحة تماماً عليه، قال: «لم أكن أتخيل مطلقاً أن يحدث هذا يوماً ما».

وقال رودري: «إنه ليس انتصاراً لي؛ بل لكرة القدم الإسبانية»، مردداً أكثر من مرة كلمة «بلدي». وأشار إلى لاعبين آخرين كان بإمكانهم، وربما كان ينبغي لهم، الفوز بهذه الجائزة، وكانوا جميعهم من إسبانيا، حيث ذكر أسماء تشافي هِرنانديز، وآندريس إنييستا، وإيكر كاسياس، وسيرجيو بوسكيتس. وأشار أيضاً إلى داني كارفاخال، الذي تعرض للإصابة نفسها في الركبة، والذي قال إنه كان يستحق أن يكون على المسرح.

رودري لاعب مانشستر سيتي يتوج بـ«الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم» (أ.ف.ب)

وكانت هذه الرسالة تشبه كثيراً ما قاله رودري خلال مشاركته مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية في ألمانيا. في بعض الأحيان كان من الممكن رؤية رودري كأنه المدرب الفعلي للمنتخب الإسباني. وقال رودري: «إنني أعتقد دائماً أن دور لاعب خط الوسط مهم جداً؛ من حيث القيادة، ومن حيث النواحي الخططية والتكتيكية، وما يحدث داخل الملعب. أحب هذا الدور، وهو الدور الذي يجب أن يلعبه لاعب خط الوسط إذا كان يريد أن يعمل الفريق بشكل جيد».

في الواقع، كان رودري يؤدي هذا الدور القيادي دائماً، وبشكل طبيعي وتلقائي، على الرغم من أنه روى قصة في حفل يوم الاثنين عن كيف كان مستعداً ذات يوم، عندما كان في الـ17 من عمره، لترك كرة القدم بأكملها. لقد كان يكرس حياته لكرة القدم، لكنه شعر بأنه غير قادر على مواصلة اللعب، قبل أن يقنعه والده بالاستمرار. وقال: «حتى عندما كنت طفلاً، كنت أفهم المباريات وأقرأها بشكل جيد. وعندما كان الفريق ينجح، كنت أستطيع أن أرى السبب وراء ذلك، وكيف كان الفريق يخلق المساحات اللازمة داخل الملعب. وكنت أتوقع تحركات اللاعبين». وعلاوة على ذلك، كان رودري يستمع لنصائح اللاعبين الأكثر خبرة. ويتذكر إلكاي غوندوغان كيف كان رودري، في موسمه الأول مع مانشستر سيتي، يبقى في النادي بعد انتهاء التدريبات لمدة 30 أو 35 دقيقة كل يوم، ليس لمواصلة التدريب، ولكن للتحدث والاستماع. يقول غوندوغان: «كان دائماً يناقش ويتعلم ويسعى لإتقان الطريقة التي يلعب بها».

وقبل كل شيء، فإنه يساعد الجميع داخل الملعب، حيث يؤمن بأن الأداء الجماعي هو وظيفته. ويقول عن ذلك: «إذا اتخذت قرارات جيدة، فسيقوم الفريق بأشياء جيدة». قد لا يرى الجمهور دائماً هذا الدور، ومن هنا يأتي التناقض... هناك لحظة تصبح فيها حقيقة «التقليل من شأنك» صفة يقيَّم اللاعب من أجلها. ويجذب التواضع والهدوء والتلقائية الانتباه، ويساعد العمل الجاد الذكي والجماعي على وصول اللاعب إلى المكانة التي يستحقها في نهاية المطاف.

قاد رودري المنتخب الأسباني للفوز بـ«يبورو 2024»

لقد أصبح التصويت له كأنه واجب لإعادة الأمور إلى نصابها ولخلق حالة من التوازن. في الحقيقة، سوف يؤدي حصول رودري على «الكرة الذهبية» إلى حدوث تحول في عالم كرة القدم، وإعادة تعريف الأولويات، بحيث لا تركز كرة القدم بالكامل على الأهداف أو النجوم الذين يسعون لخطف الأضواء؛ على الرغم من أن الأحداث المثيرة المحيطة بعدم فوز فينيسيوس بالجائزة تشير إلى أنه لم يُتغلب على هذا الأمر تماماً حتى الآن. إن منح رودري الجائزة لا يعني فقط الاعتراف بما فعله هذا اللاعب، ولكن يعني إعطاء التقدير اللازم لهذا النوع من اللاعبين ولأهميتهم في الفرق التي يلعبون لها، ولهذه الفئة من اللاعبين الذين كان ينبغي لهم الفوز بهذه الجائزة من قبل، بل وللعدالة ولكرة القدم نفسها. وقال رودري: «وجودي هنا يعكس أهمية لاعبي خط الوسط: لم يحصلوا على التقدير الذي يستحقونه، لكنهم أصبحوا في دائرة الضوء اليوم».

وقبل بطولة كأس الأمم الأوروبية في الصيف الماضي، أكد ألفارو موراتا حينئذ على أن رودري كان ليفوز بجائزة «الكرة الذهبية» بالفعل لو روج لنفسه أكثر قليلاً؛ فالطالب الجامعي الذي لم يخبر الجميع بأنه لاعب كرة قدم كان بحاجة إلى التحدث قليلاً. وقال قائد منتخب إسبانيا: «كان بإمكانه أن يفوز بالجائزة بسهولة العام الماضي؛ فكل ما ينقصه هو التسويق لنفسه، وأقول له ذلك دائماً». وقال رودري رداً على ذلك: «لكنني لا ألعب كرة القدم من أجل هذا. يخبرني في بعض الأحيان بأنه يتعين عليّ فعل هذا الشيء أو ذاك، لكنني أفهم كرة القدم بشكل مختلف. وأنا أعرف كيف تسير الأمور؛ لذلك لا أشعر بالإحباط. لا يزعجني هذا الأمر، لكن لو أراد أحدهم ذات يوم مكافأتي على العمل الذي أقوم به، فهذا أمر مرحب به». وفي مساء الاثنين الماضي في باريس، كوفئ بالفعل هذا النجم الكبير على العمل الرائع الذي يقوم به.

* خدمة «الغارديان»