هل تحول مسار «الكرة الذهبية» من فينيسيوس إلى رودري في يوم حسم التتويج؟

مقاطعة ريال مدريد «الغاضب» أجهضت إثارة الاحتفالية ووضعت علامات استفهام على كيفية اتخاذ القرارات

رودري يحتفل بالكرة الذهبية وسط جدل صاخب ومقاطعة من ريال مدريد (اب )
رودري يحتفل بالكرة الذهبية وسط جدل صاخب ومقاطعة من ريال مدريد (اب )
TT

هل تحول مسار «الكرة الذهبية» من فينيسيوس إلى رودري في يوم حسم التتويج؟

رودري يحتفل بالكرة الذهبية وسط جدل صاخب ومقاطعة من ريال مدريد (اب )
رودري يحتفل بالكرة الذهبية وسط جدل صاخب ومقاطعة من ريال مدريد (اب )

كان هناك يقين في أرجاء نادي ريال مدريد بأن مهاجمهم البرازيلي فينيسيوس جونيور هو من سيفوز بجائزة «الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم» لعام 2024 حتى صباح أول من أمس؛ موعد حفل التتويج في العاصمة الفرنسية باريس، حين وصلت معلومات صادمة إلى النادي الملكي بأن لاعب الوسط الإسباني رودري هو الذي سيتوَّج بالجائزة!

وقبل أن تعلن «فرنس فوتبول» هوية الفائز مساء الاثنين، وجّه ريال مدريد رسالة شديدة اللهجة إلى المنظمين الفرنسيين قائلاً: «من الواضح أن القائمين على منح (الكرة الذهبية) لا يحترمون ريال مدريد. ريال مدريد لا يذهب إلى حيث لا يُحتَرم». وكانت هذه إشارة إلى أن النتائج سُربت مبكراً ليقرر ريال مدريد ونجومه مقاطعة الحفل!

وأكدت اللجنة المنظمة أنها حافظت على سرية التصويت، وأنه لم يُفصَح عن هوية الفائز بالجائزة أو حتى يُلمَّح إليها، وشددت على الالتزام بقواعد السرية الصارمة حتى النهاية لتجنب أي تسريبات للصحافة. ففي السنوات السابقة، كان يبلَّغ الفائز بشكل شخصي قبل أيام قليلة من تسليمه الجائزة، وبالتالي دُعي جميع المرشحين لحضور الحفل.

فينيسيوس غاضب متهماً اللجنة المنظمة بالتحيز (ا ب ا)cut out

منذ إعلان القائمة المصغرة التي ضمت فينيسيوس جونيور، وزميله الإنجليزي في ريال مدريد جود بيلينغهام، ورودري نجم مانشستر سيتي، كانت كل الإشارات تصب في مصلحة البرازيلي للفوز بالجائزة، وحتى مساء يوم السبت موعد الكلاسيكو الإسباني، كانت الجماهير والصحف الإسبانية تؤكد أن الجناح الموهوب سيذهب لرفع الجائزة. لكن ما الذي حدث؟ لم تقدم اللجنة المنظمة أي تفاصيل عن سبب ترجيح لاعب على حساب آخر، كما لم يوجه ريال مدريد أي اتهام صريح إلى «فرنس فوتبول» بوجود تلاعب، لكن فينيسيوس لمّح إلى أن ذلك يعود إلى حملته الموجهة ضد العنصرية!وكتب فينيسيوس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حصوله على المركز الثاني في التصويت على الجائزة: «سأفعل ذلك 10 مرات إذا اضطررت إلى ذلك. إنهم غير مستعدين»، وعندما سُئل عما يعنيه بما كتبه، قال فريقه المعاون: «إنه كان يشير إلى معركته ضد العنصرية»، وإنهم يعتقدون أنها كانت السبب في عدم فوزه بالجائزة، قائلين إن «عالم كرة القدم ليس مستعداً لقبول لاعب يقاتل ضد النظام».

وتعرض الدولي البرازيلي (24 عاماً) لإساءة عنصرية خلال مناسبات عدة في إسبانيا، مما أدى إلى إدانة شخصين على الأقل بتهمة الإهانات العنصرية في قضايا أولى بالبلاد.

بدورها؛ كان في بلاده البرازيل غضب وحسرة، وهي التي كانت تنتظر واثقة تتويج مهاجمها؛ الفائز بدوري أبطال أوروبا، والدوري الإسباني، وكأس العالم للأندية، بجائزة «الأفضل في العالم».

وفي بلاد لطالما عُرفت بأنها موطن كرة القدم، لم يفز أي برازيلي بالجائزة منذ كاكا قبل 17 عاماً، وتحديداً في عام 2007، بينما فشل نيمار في الظفر بها بعدما كان قريباً في عامي 2015 و2017.

وقالت المهاجمة البرازيلية مارتا دا سيلفا، في فيديو عبر حسابها على «إنستغرام»: «انتظرت طيلة العام حتى يحصل فيني جونيور على مكافأة مستحقة بصفته أفضل لاعب حالي، والآن يقولون إن (الكرة الذهبية) ليست له؟».

وتابعت اللاعبة الملقبة بـ«ملكة كرة القدم» والحائزة جائزة «لاعبة العام» المقدمة من «الاتحاد الدولي» 5 مرات: «...ما هذه (الكرة الذهبية)؟ لا... ليست ذهبية».

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في البرازيل بانتقاد الحفل، حيث ربط كثيرون بين عدم فوز فينيسيوس والعنصرية، زاعمين أنّها السبب وراء عدم فوزه؛ لدوره الريادي في مكافحة العنصرية بالملاعب. وتضامن لاعبو ريال مدريد مع زميلهم، فنشر إدواردو كامافينغا عبر حسابه على «إكس» قائلاً: «سياسة كرة القدم (x). أخي أنت أفضل لاعب في العالم، ولا يمكن لأي جائزة أن تقول غير ذلك. أحبك يا فيني»، فيما شارك كثير من زملائه في الفريق رسائل مع صور لفينيسيوس قائلين: «أنت الأفضل».

من جانبه، نشر الألماني توني كروس، الذي اختتم مسيرته الناجحة مع ريال مدريد وأعلن اعتزاله كرة القدم رسمياً في صيف العام الحالي، صورة في حسابه على تطبيق «إنستغرام» إلى جانب فينيسيوس، وعلق عليها بكلمة: «الأفضل».

ولعب فينيسيوس دوراً محورياً في تتويج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، والدوري الإسباني، وكأس السوبر الأوروبية، إلى جانب جود بيلينغهام (21 عاماً) الذي سجل 19 هدفاً في موسم أول رائع، وساعد إنجلترا في الوصول إلى نهائي «بطولة أوروبا 2024»، والذي احتل المركز الثالث في ترتيب «الكرة الذهبية».

ورغم اختيار الريال لجائزة «أفضل فريق كروي للرجال في العالم»، ومدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي لجائزة «أفضل مدير فني»، فإن عدم وجود أي ممثل للنادي الملكي على خشبة المسرح أفسد المشهد وقلل من إثارته. وعلى ما يبدو، فإن التجاهل لم يكن من نجوم الريال فقط؛ بل فضل المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، هداف مانشستر سيتي، مشاهدة تتويج صديق له بلقب الدوري السويدي هذا الموسم مع فريق مالمو، على حضور الحفل.

وتابع هالاند، مرتدياً قميص مالمو، من المدرجات فريق صديقه النرويجي إيريك بوثييم يتوج بلقب الدوري السويدي هذا الموسم قبل جولتين من نهايته، عقب فوزه 2 - 1 على غوتنبرغ.

وأكدت «فرنس فوتبول» أن رودري هو من حصد غالبية الأصوات للفوز بجائزة «الأفضل»، التي قُدمت لأول مرة بالشراكة بين «مجموعة أموري»؛ المالكة شركتَي «فرنس فوتبول» و«ليكيب للإعلام»، وبين «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)».

من جانبه، قال رودري، الذي وصفه جوسيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بأنه أفضل لاعب وسط في العالم: «التتويج بـ(الكرة الذهبية) ليس انتصاراً بالنسبة إليّ فقط، وإنما هو انتصار لكرة القدم الإسبانية، ولكثير من اللاعبين الذين لم يفوزوا بها وكانوا يستحقونها، مثل (آندريس) إنيستا، وتشابي (هِرنانديز)، وإيكر (كاسياس)، وسيرجيو بوسكيتس، وكثيرين وكثيرين غيرهم... إنه من أجل كرة القدم الإسبانية، ومن أجل كيان لاعب خط الوسط. كتب لي كثير من الأصدقاء وأخبروني أن كرة القدم فازت لأنها منحت الظهور لكثير من لاعبي خط الوسط الذين عملوا في الظل واليوم أصبحوا يخرجون إلى النور. أنا شخص عادي لديه قيم، ويدرس، ويحاول فعل الأشياء بشكل جيد... ويمكنه الوصول إلى القمة. شكراً لكم جميعاً».

ولعب رودري دوراً محورياً في مساعدة السيتي على الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لرابع مرة على التوالي، كما اختير أفضل لاعب في «بطولة أوروبا 2024» بعد مساعدة إسبانيا في تعزيز رقمها القياسي بالفوز باللقب لرابع مرة أيضاً. ويعدّ رودري (28 عاماً) أول لاعب وسط دفاعي يفوز بجائزة «الكرة الذهبية» منذ الألماني لوثار ماتيوس في عام 1990، وثالث إسباني يفوز بالجائزة بعد ألفريدو دي ستيفانو (1957 و1959) والراحل لويس سواريز (1960).

ورغم هيمنة لاعبي الدوري الإسباني على الجائزة، فإنه لم يفز بها أي لاعب إسباني منذ فوز الراحل لويس سواريز أسطورة برشلونة قبل أكثر من 60 عاماً رغم «الجيل الذهبي» الذي أحرز كأس العالم 2010 و«بطولة أوروبا» في نسختَي 2008 و2012، فإن رودري أنهى أخيراً ذلك الانتظار بمهارات فريدة جعلت مانشستر سيتي القوة المهيمنة في إنجلترا، وساعدت إسبانيا على استعادة تفوقها في أوروبا مرة أخرى.

وحصدت الإسبانية أيتانا بوناماتي، لاعبة برشلونة، جائزة «أفضل لاعبة في العالم»، كما فاز لامين جمال نجم منتخب إسبانيا وبرشلونة بجائزة «كوبا» لـ«أفضل لاعب شاب في العالم». وتقاسم الإنجليزي هاري كين لاعب بايرن ميونيخ، والفرنسي كيليان مبابي لاعب ريال مدريد، جائزة «جيرد مولر» لـ«أفضل هداف في الموسم السابق».

كما فاز برشلونة بجائزة «أفضل ناد على مستوى كرة القدم للسيدات» بعد أن توج بثنائية الدوري ودوري الأبطال في الموسم الماضي. وحافظ الأرجنتيني إمليانو مارتينيز على جائزة «ليف ياشين» التي تقدم لـ«أفضل حارس مرمى» بعدما كان لاعب آستون فيلا فاز بها قبل ذلك في العام الماضي. فينيسيوس المستاء يتلقى دعم زملائه في الريال ومن جماهير البرازيل... ورودري يرى الجائزة انتصاراً لإسبانيا


مقالات ذات صلة

بسبب الإصابات... الريال يستنجد بلاعبي أكاديميته أمام ليغانيس

رياضة عالمية  كارلو أنشيلوتي مطالب بإيجاد حلول لقائمته المنقوصة بسبب الإصابات (رويترز)

بسبب الإصابات... الريال يستنجد بلاعبي أكاديميته أمام ليغانيس

جاء التوقف الدولي في توقيت مثالي بالنسبة لريال مدريد إذ منحه الوقت لمحاولة التسريع من وتيرة تعافي بعض لاعبيه المصابين، لكنه لا يزال يفتقد بعض عناصره الأساسيين.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية التوتر شاب علاقة مبابي بمدربه ديشامب مؤخراً (د.ب.أ)

كيليان مبابي وفرنسا... ماذا حدث؟

كيليان مبابي هو نجم فرنسا وأحد أكثر اللاعبين شهرة في كرة القدم العالمية.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية يعاني ريال مدريد من إصابات عديدة هذا الموسم (د.ب.أ)

25 إصابة في ريال مدريد... ما السبب يا ترى؟

سحق ريال مدريد أوساسونا 4 - 0 في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المباراة لخصت مصائبهم هذا الموسم.

The Athletic (مدريد)
رياضة عالمية ضم ريال مدريد لجوشوا كيميتش خطوة منطقية وحاسمة تساعد على إعادة التوازن للفريق (غيتي)

لماذا يجب على ريال مدريد التعاقد مع جوشوا كيميتش؟

قدرة كيميتش على اللعب في أكثر من مركز تعني إضافة خيارات كثيرة للمدير الفني كارلو أنشيلوتي.

رياضة سعودية لابورت لاعب النصر السعودي (رويترز)

لابورت لاعب النصر: سأستمع لمكالمة ريال مدريد الهاتفية

قال مدافع النصر إيميريك لابورت إنه سيستمع إلى مكالمة هاتفية من ريال مدريد إذا اتصل به النادي الإسباني.

The Athletic (مدريد)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)
غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)
TT

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)
غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.بحسب شبكة The Athletic, غنّت جماهير برايتون «ستتم إقالتك في الصباح» عندما خسر السيتي مباراته الرابعة على التوالي قبل فترة التوقف الدولي، لكن جودة المدرب وثقة أرباب عمله المطلقة فيه تعني أنه بعيدًا عن التدقيق، في الأسبوعين اللذين قضاهما في إجازته، حصل على عقد جديد من المفترض أن يجعله يبقى في السيتي لمدة عامين آخرين.إن قدرة غوارديولا تتحدث عن نفسها وقد أكدها الفيلم الوثائقي الأخير الذي تم بثه داخل السيتي، ولكن حقيقة بقائه في منصبه هي بالتأكيد ذات قيمة كبيرة في ظل تغيير المدير الرياضي والرحيل المحتمل لبعض اللاعبين الأساسيين، وبالطبع، نتيجة وشيكة لملف الدوري الإنجليزي الممتاز.لن توفر هذه الأخبار بالضرورة حلًا فوريًا لمشاكل السيتي الحالية على أرض الملعب لأن سلسلة الهزائم الأخيرة في معظمها كانت بسبب شيء لا يمكن أن تصلحه الإصابات.

قد يفتقر السيتي أيضًا إلى اللياقة البدنية والقدرة على الحركة بدون رودري حتى عندما يكون الجميع لائقًا بدنيًا، وقد يكون هذا أمرًا يشعرون أنه يتعين عليهم تصحيحه في يناير/كانون الثاني المقبل.

وبالنظر إلى هذه العيوب الحالية، فإن المباريات ضد توتنهام هوتسبير وليفربول بعيدة كل البعد عن المثالية. عندما وقّع غوارديولا عقدًا جديدًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كان فريقه يعاني منذ فترة ولم يتحسن على الفور، بل خسروا في الواقع في المباراة التالية أمام توتنهام واستغرق الأمر بضعة أسابيع حتى تتحسن الأمور.والأهم من ذلك أن الأمور تحسنت بالفعل. هذا هو ما تحصل عليه مع غوارديولا؛ إن لم يكن ضمانًا تامًا، فهو ثقة بأن الأمور ستسير على ما يرام، وهذا ما ضمنه السيتي لموسم آخر على الأقل.قد يضطرون إلى الانتظار قليلًا حتى تتضح تلك الدفعة بسبب تلك الإصابات، لكنها ستظهر بالتأكيد.لقد حصل القائمون على قمة النادي على أكثر مما أرادوا (سنتان أكثر مما كان يأمله معظمهم) وكذلك الجماهير. سيعرف اللاعبون أن القوة الدافعة الأكبر، القوة التي تساعدهم على إخراج أفضل ما لديهم، ستبقى في مكانها، وحتى أولئك الذين قد لا يكونون مغرمين بالمدرب سيعرفون أن قاعدة قوته أقوى من أي وقت مضى.يتمكن السيتي بشكل عام من توليد الزخم من مكان ما عندما يكون في أمس الحاجة إليه: في الموسم الماضي، كان لديهم رحلة منتصف الموسم إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في كأس العالم للأندية، والتي سمحت لهم بإعادة ترتيب أوراقهم بعد التعادل المؤلم على أرضهم أمام كريستال بالاس.وفي العام الذي سبق ذلك، بدا أن الإعلان عن التهم الموجهة ضد النادي من قبل رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز قد حفز الفريق بالتأكيد عندما كان يعاني من أجل تحقيق الثبات.لذا، في حين أن حالة الإصابات هي مصدر قلق فوري (والتي من المفترض أن تتضح قريبًا، باستثناء غياب رودري الذي سيستمر لمدة موسم كامل)، فإن فوائد تجديد غوارديولا واضحة على المدى المتوسط والطويل، ليس أقلها عندما يتعلق الأمر بالتخطيط للفريق.بالنسبة للمبتدئين، قد يساعد ذلك في يناير/كانون الثاني المقبل إذا حاول السيتي تعزيز خط الوسط - فالقدرة على القول بأن غوارديولا موجود ومتحمس تمامًا سيساعد في جذب اللاعبين في معظم الحالات (ربما يكون هذا هو الحال عندما يتعلق الأمر بربط إرلينغ هالاند بصفقة جديدة أيضًا).من المقرر أن يقوم السيتي بتغيير مدير الكرة في الصيف، مع وصول هوغو فيانا ليحل محل تكسيكي بيغيريستاين الذي عمل هناك لمدة 12 عامًا. وغني عن القول إن عدم الاضطرار إلى استبدال مدير الكرة والمدير الفني في نفس الوقت ربما يكون مفيدًا، ولكن بعيدًا عن ذلك، يجب أن تكون هناك ثقة إضافية في أن بقاء غوارديولا في منصبه سيساعد على تسهيل عملية الانتقال من فوقه، خاصة عندما يتعلق الأمر بجلب لاعبين جدد إلى بيئة مستقرة نسبيًا.من المؤكد أن هناك إمكانية لإجراء بعض التغييرات الكبيرة في الصيف، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى أن عقد كيفن دي بروين سينتهي في الصيف، ولكن أيضًا بسبب عدم اليقين الذي يحيط بلاعبين أساسيين آخرين في المواسم الأخيرة، والذي قد يطل برأسه مرة أخرى، وتحديدًا فيما يتعلق بإيدرسون وكايل ووكر وبرناردو سيلفا - الأخير كان مفتوحًا للخروج منذ سنوات ولكن، باعتراف الجميع، لم يغادر بالفعل.أما إلكاي غوندوغان فقد عاد للتو في الصيف الماضي ويتبقى له 18 شهرًا في عقده، لكنه لم يستعيد أفضل مستوياته، وإذا استمر هذا الوضع، فإنه على أقل تقدير سيبحث عن دور أقل في الموسم المقبل.لم يقم السيتي بتحركات كبيرة في الفترة الأخيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن معظم اللاعبين الأساسيين لم يرحلوا بالفعل، لذلك لم تكن هناك حاجة لاستبدالهم، ولكن هذا قد يتغير في الصيف المقبل.من المؤكد أن هناك شعور، من الخارج على الأقل، بأن السيتي قد يحتاج إلى تجديد خط الوسط، وقد يكون هناك أيضًا وضع يكون فيه مستقبل جاك غريليش مطروحًا للنقاش، حيث غاب عن معظم الموسم الماضي بسبب الإصابة والمشاكل خارج الملعب ولم يتمكن حتى الآن من تصحيح ذلك.

هناك أيضًا الأموال التي يمكن إنفاقها، وهو ما يبدو واضحًا بالنظر إلى دعم السيتي والتصور العام لإنفاقهم، لكنهم لا يستغلون دائمًا ثرواتهم الهائلة.

في الواقع، على مدى السنوات الخمس الماضية، جلب السيتي أموالاً أكثر بكثير مما أنفقه في فترة الانتقالات. لم يرغب غوارديولا شخصيًا في جلب الكثير من اللاعبين أيضًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه لا يريد فريقًا مزدحمًا وما يرتبط بذلك من مخاطر عدم استقرار اللاعبين الذين لا يلعبون، وأيضًا لأنه يراقب الشؤون المالية للنادي أيضًا.على سبيل المثال، كانت هناك صفقة قريبة من الاتفاق على التعاقد مع مهاجم سيلتك كيوغو فوروهاشي في الصيف، لكن غوارديولا هو من قرر عدم إتمامها، على الرغم من رحيل جوليان ألفاريز إلى أتلتيكو مدريد.ومن هذا المنطلق، لا توجد أي ضمانات بأن استمرار غوارديولا في السيتي سيجلب تغييرات كبيرة في الفريق. في الواقع، يشير ذلك إلى العكس، لكن من المغري الاعتقاد أنه مع رحيل بيغيريستاين والتزام غوارديولا الآن مع النادي لموسم آخر على الأقل - ربما حتى يتمكن من المساعدة في تسهيل عملية الانتقال - بالإضافة إلى احتمال انتقال لاعبين كبيرين على الأقل، قد يقوم السيتي ببعض التحركات الجادة لضمان أن يكون النادي في وضع قوي في السنوات الأخيرة من عهد غوارديولا.ومن المحتمل جدًا للسنوات الأولى من حقبة ما بعد بيب أيضًا؛ لطالما أراد غوارديولا أن يترك النادي في وضع جيد وهذا هو الحال بالتأكيد الآن أكثر من أي وقت مضى. وبالنظر إلى وصول فيانا - الذي سيقضي بعض الوقت في النادي قبل نهاية الموسم للمساعدة في عملية الانتقال - وصفقة غوارديولا الجديدة، سيكون هناك تركيز خاص على السيتي في وضع يسمح له بالازدهار عندما يرحل المدرب في النهاية.ومن ثم هناك تلك الاتهامات. لقد أصبحنا أخيرًا على مسافة قريبة من نتيجة سيكون لها بالطبع آثار كبيرة. إذا ثبتت إدانة السيتي في بعض أو العديد من التهم الأكثر خطورة، فمن المؤكد أن عقوبة خطيرة ستتبع ذلك وقد يحد ذلك من قدرتهم أو رغبتهم في تعزيز الفريق.أما إذا تفادوا أي عقوبات كبيرة وأزاحوا شبح الهبوط أو الغرامة المالية الضخمة على سبيل المثال، فقد يشعرون بالجرأة لإنفاق الأموال التي جلبوها في السنوات الأخيرة.وفيما يتعلق بما يمكن أن نقرأه في صفقة غوارديولا الجديدة عندما يتعلق الأمر بالتهم الموجهة إليه، فمن الإنصاف القول إنه لو كان قد أعلن رحيله هذا الأسبوع، لكان هناك بالتأكيد افتراض واسع النطاق بأن السيتي كان يخشى الأسوأ فيما يتعلق بجلسة الاستماع. لقد قيل الكثير عن تعليقاته في عام 2022 عندما قال: «إذا كذبتم عليّ، في اليوم التالي لن أكون هنا»، ولكن في العديد من المناسبات منذ ذلك الحين، كان أكثر تحديًا وأصر على أنه سيكون أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على البقاء، حتى لو هبط النادي.ونظراً لأن غوارديولا باقٍ، فمن المنطقي أن تكون هناك تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي بأن السيتي واثق من أن الأمور ستسير في صالحه.في الواقع، اتخذ غوارديولا قراره بناءً على عوامل أخرى - طاقته في الاستمرار وسعادة عائلته - لأن الجميع في جانب كرة القدم في السيتي كان يسير في عمله على افتراض أن النادي لم يرتكب أي خطأ ولن يعاقب. كانت هذه هي الرسالة من أعلى المستويات، ليس فقط منذ توجيه الاتهامات في فبراير الماضي، ولكن منذ التقارير الأولى التي قادتها «فوتبول ليكس» في عام 2018.العمل كالمعتاد، إذن، بينما يستعد غوارديولا لتحديه الكبير القادم حيث توتنهام يوم السبت.