جون دوران... قصة صعود سريع وخيالي لمهاجم كولومبيا الواعد

حلمه تحول إلى حقيقة بالانضمام إلى أستون فيلا... وهدفه في البايرن سيظل عالقاً بالأذهان

دوران على الأرض (يسار) يسجل ثاني أهداف أستون فيلا في مرمى بولونيا الإيطالي بدوري الأبطال (إ.ب.أ)
دوران على الأرض (يسار) يسجل ثاني أهداف أستون فيلا في مرمى بولونيا الإيطالي بدوري الأبطال (إ.ب.أ)
TT

جون دوران... قصة صعود سريع وخيالي لمهاجم كولومبيا الواعد

دوران على الأرض (يسار) يسجل ثاني أهداف أستون فيلا في مرمى بولونيا الإيطالي بدوري الأبطال (إ.ب.أ)
دوران على الأرض (يسار) يسجل ثاني أهداف أستون فيلا في مرمى بولونيا الإيطالي بدوري الأبطال (إ.ب.أ)

بات دوران التهديد الأكبر لإزاحة واتكينز هداف أستون فيلا من التشكيلة الأساسية بمجرد أن تتحدث إلى أشخاص لعبوا دوراً أساسياً في مسيرة مهاجم أستون فيلا الشاب جون دوران، ستظهر على الفور بعض الصفات المشتركة -لاعب موهوب للغاية، ويمتلك قدرات فنية وبدنية هائلة، ويقدِّر الحياة العائلية، ويحتاج إلى النصح والتوجيه. قبل ثلاثة أسابيع استمتع المهاجم الكولومبي البالغ من العمر 20 عاماً بأفضل لحظة في مسيرته الكروية مع أستون فيلا عندما أحرز هدف الفوز المذهل من على بُعد 25 ياردة في دوري أبطال أوروبا في مرمى عملاق ألمانيا بايرن ميونيخ، كان هذا هو الهدف السادس لدوران، وخامس هدف يمنح أستون فيلا الفوز رغم مشاركته في دقائق قليلة بديلاً هذا الموسم. وعاد النجم الكولومبي الشاب ليؤكد أنه يستحق اللعب وقتاً أطول عندما سجل الهدف الثاني لفيلا في مرمى بولونيا الإيطالي الثلاثاء الماضي، في الجولة الثالثة لدوري الأبطال، ليمنح فريقه أفضل بداية في أول مشاركة بدوري الأبطال منذ 41 عاماً بتحقيق ثلاثة انتصارات شارك بها متصدري الترتيب بتسع نقاط دون أن تتلقى شباكه أي أهداف.

جماهير فيلا وقعت في عشق دوران سريعاً وهو ردَّ لها الجميل بهدف الفوز التاريخي على عملاق ألمانيا (إ.ب.أ)

براعة دوران المبكرة جعلت منه أصغر لاعب أجنبي على الإطلاق يحترف في الدوري الأميركي لكرة القدم، قبل أن يخطفه أستون فيلا في سباق مع أندية أوروبية كبرى.

في الحقيقة، يُعد هذا صعوداً سريعاً للغاية لأحد أصغر الهدافين في تاريخ كرة القدم الكولومبية.

يقول مدرب الشباب ويلبيرث بيريا مينا، الذي التقى دوران لأول مرة عندما كان يبلغ من العمر 14 عاماً في ناديه الأول إنفيغادو، لـ«بي بي سي»: «قلنا له آنذاك إنه اليوم هنا في ملاعب إل دورادو، لكنه غداً قد يلعب في أفضل الملاعب في العالم ويواجه أفضل اللاعبين في العالم. لقد ضحك عندما أخبرتُه بذلك، لكنني أعتقد أن هذا الحلم قد تحول إلى حقيقة».

اكتشفه سيباستيان بيلزر، المدير الفني لفريق شيكاغو فاير الأمريكي، بالصدفة تقريباً في أثناء متابعة زميل آخر له في الفريق، وقال إنه أدرك على الفور أن دوران يمكن أن يصبح نجماً في الدوري الإنجليزي الممتاز.

يُذكر أن إنفيغادو هو نادٍ كولومبي يفتخر كثيراً بأكاديميته للناشئين التي تزخر بكثير من المواهب الشابة الرائعة. ومنذ تأسيس النادي في عام 1989، لم يفز بأي بطولة كبرى حتى الآن، لكنه أنتج كثيراً من اللاعبين الدوليين الذين لعبوا في دوري أبطال أوروبا مثل خاميس رودريغيز، وخوان فرناندو كوينتيرو، وماتيوس أوريبي، وفريدي غوارين، وياسر أسبريا.

دوران يحتفل مع لاعبي فيلا بعدما سجل أهم هدف خلال مسيرته في مرمى البايرن (رويترز)

وفي وقت سابق من هذا العام، قال المركز الدولي للدراسات الرياضية إن إنفيغادو يحتل المرتبة الثانية بعد أتلتيك بلباو الإسباني في العالم من حيث منح أكبر عدد من الفرص للاعبين الشباب. لذا، كان هذا هو النادي المثالي لجون جادر دوران -كما يُعرف في وطنه- للانضمام إليه في سن الحادية عشرة، رغم اضطراره إلى ترك منزل عائلته في مدينة ميديلين، ثاني أكبر مدينة في كولومبيا، لتحقيق هذا الحلم.

ومع ذلك، تحسنت الأمور عندما أحضر النادي عائلته لتعيش معه في الشقة. قال بيريا: «لحُسن الحظ أنه تمكن من إحضار عائلته لتعيش بالقرب منه. إنها عائلة متواضعة للغاية ومجتهدة وصادقة، وجميع أفرادها طيبون للغاية. قد يبدو دوران متقلب المزاج في المباريات، لكنه شخص قريب جداً من عائلته. في كثير من الأحيان قد لا نرى ذلك على أرض الملعب، لكنَّ جون شخص نبيل وهادئ، وإذا اقتربت منه ستدرك على الفور أنه شخص رائع من الداخل».

كان بيريا هو المدرب الذي قرر تغيير مركز دوران من الجناح إلى المهاجم، وكان دائماً ما يُريه مقاطع فيديو لأفضل الهدافين -بما في ذلك أسطورة أستون فيلا ومنتخب كولومبيا خوان بابلو أنخيل. يقول بيريا: «كان جون شخصية صعبة، بل معقدة في بعض الأحيان، لكنني كنت أعرف كيف أتعامل معه. بالنسبة لي، من المهم للغاية أن أفهم طبيعة الشخص أولاً، ثم أفهمه كلاعب كرة قدم. كانت هذه التفاصيل مهمة للغاية، لأن طفولته لم تكن سهلة على الإطلاق».

دوران يحتفل بهدفه في مرمى بولونيا (إ.ب.أ)

انضم دوران إلى الفريق الأول لنادي إنفيغادو في سن الخامسة عشرة -وأصبح ثاني أصغر لاعب يسجل هدفاً في الدوري الكولومبي الممتاز بعد فترة وجيزة. يقول بيريا: «كنت أعلم أنه سيكون لاعباً رائعاً، لأنه كان يؤمن بقدراته، كان يعلم أنه قادر على فعل أشياء عظيمة. لقد نجح في استغلال موهبته، لأننا كنا نعلم أنه قادر على تقديم المزيد والمزيد. إنني أشعر بسعادة غامرة لأنه حقق أشياء عظيمة. ونحمد لله الذي أعطانا الحكمة الكافية لتوجيه هذا اللاعب الممتاز». بعد أشهر، لفت دوران انتباه الألماني بيلزر، مدافع بلاكبيرن الإنجليزي سابقاً والمدير التقني لفريق شيكاغو فاير، ونجح في ضمه إلى الدوري الأميركي.

يقول بيلزر: «في ذلك الوقت ذهبت لمشاهدة لاعب كنا نسعى للتعاقد معه من البداية وهو كارلوس تيران. شارك جون بديلاً في وقت لاحق من المباراة، وكان من السهل أن ترى مدى براعته. لقد كان موهوباً للغاية، كان سريعاً بشكل لا يصدَّق، ويخلق الكثير من المشكلات للمدافعين في الألعاب الهوائية. وبفضل تجربتي في إنجلترا، أدركت على الفور أنه يمكنه اللعب يوماً ما في الدوري الإنجليزي الممتاز».

لكن نقطة التحول الكبرى حدثت عندما نشرت صحيفة «الغارديان» مقالاً بعنوان «الجيل القادم 2020: 60 من أفضل المواهب الشابة في كرة القدم العالمية»، وهي القائمة التي ضمت دوران. يقول بيلزر عن ذلك: «بعد بضعة أسابيع، نشرت صحيفة (الغارديان) القائمة، وبدأ السباق على التعاقد مع اللاعب، كان الوقت يمضي بسرعة، وكان هناك كثير من الفرق الأخرى التي تطارده ونجحنا في ضمه إلى شيكاغو. مرة أخرى، لعبت الجذور العائلية لدوران دوراً كبيراً في المفاوضات... خلال فترة تفشي فيروس كورونا، كان يتعين علينا أن نكون مبدعين، فكان يتعين علينا أن نتواصل مع العائلة، لكنَّ ذلك لم يكن سهلاً على الإطلاق. نجحنا في فعل ذلك أخيراً، وأظهرنا لعائلته كيف يمكن أن يتطور معنا. لقد أجرينا كثيراً من المحادثات مع عائلته، وهو الأمر الذي ساعدنا كثيراً في تلك اللحظة».

وفي يناير (كانون الثاني) 2021، أصبح دوران البالغ من العمر 17 عاماً أصغر لاعب دولي يوقِّع لنادٍ في الدوري الأميركي لكرة القدم -مقابل 2.5 مليون دولار (1.8 مليون جنيه إسترليني). لكنه لم يتمكن من الذهاب إلى هناك إلا بعدما بلغ 18 عاماً -لذلك أمضى العام التالي على سبيل الإعارة مع إنفيغادو. بالإضافة إلى اللعب والتدريب مع ناديه الكولومبي، كان يحضر جلسات تدريبية فردية أسبوعياً مع فريق شيكاغو فاير.

يقول بيلزر: «كان من المهم بالنسبة لنا أن يستعد بشكل جيد، وقد عملنا على تدريبه وتطويره في كثير من الأشياء، مثل السرعة والجوانب الخططية، وكثير من تدريبات القفز. وكنا نلاحظ أن أرقامه تتحسن كل أسبوع ويسير بالفعل في الاتجاه الذي يجعلك تؤمن بأنه سيصل إلى مستويات جيدة».

يقول بيلزر: «بالنسبة إلى صبي صغير قادم من أميركا الجنوبية إلى بلد مثل الولايات المتحدة، كان الأمر مختلفاً تماماً، فالمدينة ضخمة للغاية مقارنةً بالمكان الذي أتى منه، وكان يتعين عليه بالطبع أن يتكيف مع ذلك. لقد كان على طبيعته تماماً، أظهر الكثير من الأشياء المشجعة في أول ظهور له مع الفريق. وكان ذلك مثيراً للإعجاب للغاية. إنه يمتلك موهبة كبيرة، وعندما انضم إلينا كان الأمر يتعلق بمحاولة استغلال كل إمكاناته ومساعدته على التركيز على عمله. لقد كنا ندرك تماماً أنه سيصل إلى مستويات مبهرة لو ركز على عمله وبذل قصارى جهده».

سجل دوران هدفاً واحداً في النصف الأول من الموسم، لكنه سجَّل سبعة أهداف أخرى في النصف الثاني من الموسم وانتهى به الأمر أفضل هداف للفريق بثمانية أهداف في 28 مباراة. ثم جاء مسؤولو أستون فيلا وتعاقدوا معه رغم المنافسة من أندية أخرى. يقول بيلزر: «كان أستون فيلا هو الذي تقدم بأفضل عرض مالي لإتمام التعاقد معه، كانوا أيضاً جادّين للغاية في المفاوضات وبذلوا كل الجهود لإتمام الصفقة».

وفي يناير (كانون الثاني) 2023، جعل الإسباني أوناي إيمري، المدير الفني لأستون فيلا، دوران الصفقة الثانية للفريق بمقابل 14.75 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى مكافآت مالية أخرى بقيمة 3.3 مليون جنيه إسترليني. يقول بيلزر: «لم نكن ساذجين لنعتقد أنه سيبقى هنا مع شيكاغو فاير إلى الأبد. إنه الطموح الذي يجب أن يمتلكه اللاعب عندما نحاول التعاقد معه، ومن المهم أن يرغب في المضي قدماً في مرحلة معينة لأن ذلك يُظهر شخصيته وقدرته التنافسية، وهذا هو ما أظهره دوران بالفعل».

وبعد 38 دقيقة فقط من مسيرته مع أستون فيلا، سدد كرة رائعة على الطائر اصطدمت بالعارضة في مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي. ومع ذلك، لم يشارك دوران إلا في 12 مباراة في ذلك الموسم -كلها شارك فيها بديلاً- بمعدل 10 دقائق فقط في المباراة الواحدة، دون أن يسجل أي هدف. وخلال الموسم الماضي، تطور مستوى دوران بشكل كبير وبدأ يجذب الأنظار إليه، على الرغم من أنه لم يستطع الدخول في التشكيلة الأساسية للفريق بشكل منتظم بسبب المستويات الرائعة التي يقدمها المهاجم الإنجليزي الدولي أولي واتكينز.

سجل دوران ثلاثة أهداف في الدوري الأوروبي بما في ذلك التصفيات، وخمسة أهداف أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز -بما في ذلك هدفان في آخر خمس دقائق من المباراة التي انتهت بالتعادل مع ليفربول بثلاثة أهداف لكل فريق في مايو (أيار) الماضي. وخلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، أثار دوران حالة من الجدل بعدما أشارت تقارير إلى أنه وافق على الشروط الشخصية للانتقال إلى وست هام. ولو كانت هذه الخطوة قد اكتملت، لكان هذا ثالث انتقال للاعب الكولومبي الشاب قبل بلوغه 21 عاماً، لكن أستون فيلا لم يوافق على رحيله. وقال لاعب خط وسط أستون فيلا السابق توماس هيتزلسبيرغر: «يعود الفضل في الإبقاء على خدمات دوران إلى المدرب إيمري. عندما يكون لديك لاعب يريد الرحيل، فعادةً ما يدعه المدير الفني يرحل. لكنَّ إيمري وضع ذراعه حوله وأخبره بأنه سيحصل على فرصته وأن الفريق بحاجة إليه. وما يحدث الآن يعد أفضل دليل على صدق إيمري، الذي أحدث تطوراً هائلاً في مستوى اللاعب، وبات يشركه لدقائق أكثر ولو بديلاً».

بدأ دوران هذا الموسم بشكل مذهل، حيث سجل سبعة أهداف في 400 دقيقة شارك فيها مع فيلا، من بينها هدفه الرائع والحاسم في مرمى بايرن ميونيخ. وقبل ذلك كان قد سجل هدف الفوز الرائع أيضاً وبنفس الطريقة من مسافة بعيدة في مرمى إيفرتون.

لكن هدفه في البايرن ربما يكون اللحظة الأبرز في مسيرته الكروية عندما سدد من فوق الحارس المخضرم مانويل نوير، ليقود أستون فيلا لتحقيق فوز تاريخي يُلهب حماس الجماهير المحتشدة في ملعب «فيلا بارك».

وقال زميله في أستون فيلا، مورغان روجرز، على قناة «تي إن تي» بعد مباراة بايرن ميونيخ: «عندما جاء دوران إلى النادي لم أكن أعلم أنه يبلغ من العمر 20 عاماً فقط. الطريقة التي يلعب بها تجعله كابوساً للمدافعين. وعندما يشارك في المباراة بكل هذه الطاقة، فهو يعرف أنه سيحصل على هذه الفرصة ويحفز نفسه بنسبة 100 في المائة. إنه فتى رائع. إنه يلعب كل مباراة بنفس القوة والحماس. إنه أكثر شخص هادئ قابلته على الإطلاق، لكنه داخل الملعب يتحول إلى شخص شرس للغاية». فهل ينتقل دوران من بديل خارق إلى لاعب أساسي، في خطوة هي الأحدث في مسيرته الكروية التي يبدو أنها تتطور بشكل مذهل؟ هذا هو ما سنراه خلال الفترة المقبلة!


مقالات ذات صلة

قمة آرسنال وليفربول تنتهي بتعادل مثير منح مانشستر سيتي الصدارة

رياضة عالمية صلاح يسجل هدف ليفربول الثاني منقذا فريقه من السقوط أمام ارسنال  (ا ف ب)

قمة آرسنال وليفربول تنتهي بتعادل مثير منح مانشستر سيتي الصدارة

انتهت مباراة قمة المرحلة التاسعة للدوري الإنجليزي بين آرسنال وضيفه ليفربول، أمس، بالتعادل 2-2 الذي صب في صالح مانشستر سيتي الذي قفز للصدارة، فيما حقق تشيلسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكيل أرتيتا المدير الفني لآرسنال (أ.ب)

أرتيتا: آرسنال قدم أداء استثنائيا أمام ليفربول

أشاد ميكيل أرتيتا المدير الفني لآرسنال، بالطاقة التي تحلى بها فريقه وكفاءته خلال مواجهة ليفربول ببطولة الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرني سلوت مدرب ليفربول (أ.ب)

سلوت: لا أعتقد أن ليفربول سيحقق لقب البريمرليغ

واصل أرني سلوت مدرب ليفربول تقليص سقف التوقعات من فريقه بعد تعادل صعب 2-2 مع آرسنال الأحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المصري محمد صلاح يحتفل بهدفه في آرسنال (د.ب.أ)

«البريميرليغ»: صلاح ينقذ ليفربول من السقوط أمام آرسنال

أنقذ المصري محمد صلاح فريقه ليفربول من السقوط في ملعب آرسنال، وصيف بطل الموسم الماضي، بإدراكه التعادل 2-2، الأحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ماريسكا: لا أهتم بترتيب تشيلسي في الجدول

ماريسكا: لا أهتم بترتيب تشيلسي في الجدول

أشاد إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، بلاعبيه بعد الفوز على نيوكاسل يونايتد بنتيجة 2-1 في الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إقالة تِن هاغ من تدريب مانشستر يونايتد

تن هاغ أقيل من منصبه بعد موسمين ونصف الموسم (رويترز)
تن هاغ أقيل من منصبه بعد موسمين ونصف الموسم (رويترز)
TT

إقالة تِن هاغ من تدريب مانشستر يونايتد

تن هاغ أقيل من منصبه بعد موسمين ونصف الموسم (رويترز)
تن هاغ أقيل من منصبه بعد موسمين ونصف الموسم (رويترز)

أعلن نادي مانشستر يونايتد، اليوم الاثنين، إقالة مديره الفني إيريك تِن هاغ من منصبه، حيث يحتل الفريق الذي يلعب على ملعب «أولد ترافورد» المركز الرابع عشر في الترتيب بعد 9 مباريات.

وقال النادي في بيان له: «غادر إريك تن هاغ منصبه مديراً فنياً للفريق الأول للرجال في مانشستر يونايتد».

وأضاف البيان: «سيتولى رود فان نيستلروي مسؤولية الفريق مدرباً مؤقتاً للفريق، بدعم من الجهاز الفني الحالي، في حين يجري تعيين مدرب دائم».

ووفق شبكة «The Athletic»، فقد أُبلغ المدرب الهولندي صباح الاثنين ليرحل عن «أولد ترافورد» بعد عامين ونصف من توليه المسؤولية، وكانت مباراته الأخيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام وست هام يونايتد يوم الأحد الماضي.

تلك النتيجة جعلت النادي يحتل المركز الرابع عشر في جدول الترتيب، بفارق 7 نقاط عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، بعد 3 انتصارات فقط في الدوري من 9 مباريات، و4 انتصارات فقط في 14 مباراة في جميع المسابقات.

يعمل النادي الآن على الخطوات التالية مع المهاجم السابق رود فان نيستلروي، الذي كان عُيّن للعمل إلى جانب تن هاغ، حيث طُلب منه تولي المسؤولية بشكل مؤقت مع بقاء بقية أعضاء الجهاز الإداري في مناصبهم خلال الوقت الحالي.

أُبقي على تن هاغ مديراً فنياً لليونايتد في الصيف عقب مراجعة نهاية الموسم بعد احتلال الفريق المركز الثامن في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أدنى مركز للنادي منذ عام 1990، وبعد الفوز في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على الغريم مانشستر سيتي.

أطلق يونايتد خيار التمديد لمدة عام واحد في عقد المدرب البالغ من العمر 54 عاماً في بداية يوليو (تموز) الماضي. كان من المقرر أن تنتهي صفقته السابقة، التي وقعها عندما عُيّن عام 2022، في عام 2025.

ومع ذلك، فإن سلسلة أخرى مخيبة للآمال بشكل كبير في بداية الموسم الجديد دفعت بصناع القرار الرئيسيين؛ بمن فيهم الرئيس التنفيذي عمر برادة، والمدير الرياضي دان أشوورث، والمدير الفني جيسون ويلكوكس، إلى التوصية بالتغيير.

وكشفت الصحيفة خلال فترة التوقف الدولي عن أنه كان من المقرر أن يجتمع التسلسل الهرمي لليونايتد في لندن، كما ذكرت أن أداء تن هاغ مدرباً، واحتمال رحيله، كان من المقرر مناقشتهما في الاجتماع.

في موسمه الأول مع اليونايتد، قاد تن هاغ الفريق إلى المركز الثالث، وأشرف على تتويجه بـ«كأس كاراباو»، منهياً بذلك مسيرة 6 سنوات دون أي لقب.

ومع ذلك، عانى يونايتد في العام الماضي محلياً وأوروبياً، حيث عانى من الخروج من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، ولم يتأهل إلى الدوري الأوروبي هذا الموسم إلا بعد الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي.

كان يونايتد قد بحث عن بدلاء محتملين، بينهم توماس توخيل المدير الفني الحالي لمنتخب إنجلترا، وماوريسيو بوكيتينو مدرب منتخب أميركا الشمالية المعين حديثاً، وروبرتو دي زربي مدرب برايتون آند هوف ألبيون السابق، وتوماس فرنك مدرب برينتفورد، وكيران ماكينا مدرب إبسويتش تاون.

ولكن في نهاية العملية التي قادها المالك المشارك السير جيم راتكليف، والمدير الرياضي السير ديف برايلسفورد، وقع الاختيار على المضي قدماً مع تن هاغ.

كان يونايتد نشطاً في فترة الانتقالات الصيفية، حيث تعاقد مع كل من ماتيس دي ليخت، وليني يورو، وجوشوا زركزي، ومانويل أوغارتي، ونصير مزراوي، بإنفاق إجمالي بلغ 205 ملايين جنيه إسترليني (274 مليون دولار)، بما في ذلك الإضافات.

وبعد انتهاء فترة الانتقالات وقبل ساعات فقط من هزيمة ليفربول، قال برادة إن تن هاغ يحظى بـ«الدعم الكامل» من الإدارة العليا للنادي.

سبق لتن هاغ تدريب آياكس لمدة 4 سنوات ونصف قبل أن يتولى تدريب اليونايتد في 2022.

سيخوض يونايتد مباراته المقبلة ضد ليستر سيتي في «كأس الرابطة» على ملعب «أولد ترافورد» يوم الأربعاء.

بالنسبة إلى صانعي القرار الرئيسيين في يونايتد فإن انفصالهم أخيراً عن تن هاغ بعد هزيمة ضئيلة في ظروف مثيرة للجدل للغاية، قد يكون مفاجئاً للبعض.

ولكن مع وجود فريقهم في المركز الرابع عشر بجدول الترتيب، بعد أن فاز في 4 مباريات فقط من أصل 14 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم، قد يتساءل البعض الآخر عن جدوى الانتظار أكثر من ذلك؟ على نحو متصاعد، بدا الإبقاء على تن هاغ في مكانه تأجيلاً للأمر المحتوم.

وعلى الرغم من التغييرات التي حدثت في الصيف فوقه وحوله، بالإضافة إلى إنفاق أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني على الفريق، فإنه لم تتحسن بشكل ملحوظ النتائج ولا الأداء منذ الموسم الماضي.

تشبث تن هاغ بالحجة القائلة إن الفوز بلقبين في موسمين يمثل تقدماً، لكن قليلين اقتنعوا بذلك مع ركود النتائج، ومع عدم حدوث تحسن ملحوظ، فقد كان من المرجح دائماً أن ينفد صبر رؤسائه أيضاً.

يمثل هذا القرار انقلاباً في التسلسل الهرمي الذي تقوده «مجموعة إينوس»، التي تتولى إدارة عمليات كرة القدم في النادي، والتي دعمت تن هاغ عندما مددت عقده لمدة عام واحد خلال الصيف بعد شهر من الفوز الرائع في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على مانشستر سيتي في «ويمبلي».

سيقع الآن على عاتق هيكل كرة القدم الجديد، بقيادة الرئيس التنفيذي عمر برادة والمدير الرياضي دان أشوورث، اختيار خليفة تن هاغ في محاولة لإنقاذ الموسم.