لماذا يستثمر نجوم مثل بيكهام وجوتا في الرياضات الإلكترونية؟

ديوغو جوتا أحد اللاعبين الكبار المهتمين بالرياضات الإلكترونية (أ.ف.ب)
ديوغو جوتا أحد اللاعبين الكبار المهتمين بالرياضات الإلكترونية (أ.ف.ب)
TT

لماذا يستثمر نجوم مثل بيكهام وجوتا في الرياضات الإلكترونية؟

ديوغو جوتا أحد اللاعبين الكبار المهتمين بالرياضات الإلكترونية (أ.ف.ب)
ديوغو جوتا أحد اللاعبين الكبار المهتمين بالرياضات الإلكترونية (أ.ف.ب)

ديوغو جوتا هو أحد أفضل مهاجمي ليفربول، وهو أيضاً قريب من قمة السلسلة عندما يتعلق الأمر بالرياضات الإلكترونية.

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، سجل جوتا هدفين في فوز 4 - 0 على ساوثهامبتون، واحتفل بهدفه الأول بالتظاهر بلعب لعبة فيديو، حيث جلس على الأرض وحرك إبهاميه لتقليد حمل وحدة تحكم.

للوصول في الوقت المناسب لمباراة الدوري الإنجليزي الممتاز، قطع جوتا مباراة تأهيلية لبطولة «فيفا 22» للذهاب ولعب لعبة كرة قدم حقيقية.

بالنسبة لجوتا، فإن ألعاب الفيديو أكثر من مجرد هواية. لقد أمضى ساعات لا حصر لها في صقل حرفته بكرة القدم عند قدميه، بالإضافة إلى لوحة التحكم في يده.

في عام 2020، بينما كان لاعباً في فريق ولفرهامبتون، كان الفائز الأول في بطولة الرياضات الإلكترونية الودية، التي شهدت مواجهة لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز مع بعضهم البعض في «فيفا 20»، بعد هزيمة زميله المستقبلي ترينت ألكسندر أرنولد في المباراة النهائية.

الرياضات الإلكترونية، عالم ألعاب الفيديو التنافسية، صناعة مزدهرة. ومن المتوقع أن تحقق إيرادات بقيمة 4.3 مليار دولار (3.3 مليار جنيه إسترليني) في عام 2024. وبحلول عام 2029، من المتوقع أن تبلغ إيرادات الرياضات الإلكترونية العالمية 5.9 مليار دولار، مستفيدة بشكل كبير من أسماء النجوم؛ لاعبي كرة القدم على وجه الخصوص.

هناك طريقتان رئيسيتان ينخرط بهما لاعبو كرة القدم عادة في الرياضات الإلكترونية. يمكنهم تخصيص وقتهم لبناء متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي للأشخاص الذين يريدون مشاهدتهم وهم يلعبون لعبة فيديو، أو استثمار الأموال مباشرة في منظمة رياضية إلكترونية احترافية.

تُدار منظمات الرياضات الإلكترونية بشكل مشابه لبعض الأندية الرياضية الأوروبية، مع مجموعة من الفرق التي تلعب ألعاباً مختلفة لكسب المال في البطولات أو بناء جمهور كبير على منصات البث مثل «تويتش». بمجرد حصولهم على جمهور، يمكن للاعبين جني الأموال من «إيرادات الإعلانات والتبرعات والاشتراكات».

يعد مهاجم مانشستر سيتي السابق سيرجيو أغويرو، البالغ من العمر 36 عاماً، أحد أشهر لاعبي كرة القدم في عالم الرياضات الإلكترونية. يمتلك اللاعب البالغ من العمر 36 عاماً فريقه الخاص الآن ولكنه بدأ ببث نفسه أثناء اللعب، قبل إطلاق قناة «تويتش» في عام 2020، ولعب «فيفا» و«فالورانت»، وهي لعبة إطلاق نار من منظور الشخص الأول. كان أحد أسرع لاعبي البث نمواً على «تويتش» في عام 2020 بعد اكتساب أكثر من 800.000 متابع في شهر واحد.

بعد ثلاث سنوات، انضم ليونيل ميسي، زميله السابق في منتخب الأرجنتين، كشريك للمساعدة في زيادة ظهور العلامة التجارية في جميع أنحاء العالم. لدى أغويرو الآن 4.8 مليون متابع على «تويتش».

يقول فيليب آدم، المدير المالي في أحد أكبر فرق الرياضات الإلكترونية في أوروبا: «بالنسبة له (أغويرو)، كان الانتقال أمراً سهلاً لقاعدة جماهيره؛ لأنه بنى علاقة مع عالم الرياضات الإلكترونية».

في حين صنع لاعبون، مثل جوتا وأغويرو، أسماءهم في الرياضات الإلكترونية من خلال لعب الألعاب بأنفسهم، دخل لاعبو كرة قدم آخرون الصناعة لأسباب ترويجية. كاسيميرو، وديفيد دي خيا، وبرونو فرنانديز وخوان ماتا، من بين أولئك الذين شاركوا في فرق الرياضات الإلكترونية دون بث أنفسهم بوحدة تحكم في أيديهم.

ساعد لاعب وسط مانشستر يونايتد والبرازيل كاسيميرو، البالغ من العمر 32 عاماً، في إطلاق فريق في عام 2020. وحقق فريق كاسيميرو أكثر من 111000 دولار من 39 بطولة.

قبل ثلاث سنوات، أطلق دي خيا، البالغ من العمر 33 عاماً، سابقاً في مانشستر يونايتد ولكنه الآن في دفاتر نادي فيورنتينا الإيطالي، شركة تلعب بشكل أساسي لعبة «ليغ أوف ليجندز»،

وهي لعبة فيديو ساحة معركة. انضم اثنان من زملائه السابقين في مانشستر يونايتد، فرنانديز وماتا، كمستثمرين في عام 2022. لدى الفريق نحو 75000 متابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحققوا 77000 دولار من 27 بطولة.

فريق جوتا للرياضات الإلكترونية، لونا جالاكسي، المعروف سابقاً باسم ديوغو جوتا للرياضات الإلكترونية، لديه أكثر من 90 ألف متابع على وسائل التواصل الاجتماعي وحقق أكثر من 450 ألف دولار من أرباح البطولات من 20 بطولة. كما يمتلك مهاجم ليفربول 2.4 مليون متابع على «إنستغرام»، حيث يدرج نفسه كـ«لاعب»، وغالباً ما ينشر صوراً تتعلق بفريق لونا جالاكسي.البث المباشر رخيص نسبياً، لكن بناء منظمة للرياضات الإلكترونية قادرة على المنافسة على أعلى مستوى، أكثر تكلفة بكثير، «إنها باهظة الثمن».

«يمكنك أن تسلك طريق ريكسهام وتحاول بناء نادٍ من الصفر، أو أن تسلك طريق ريال مدريد»، كما يقول ألبان ديشيلوت، الرئيس التنفيذي لشركة «جي تو» للألعاب الإلكترونية.

«إذا اخترت طريق ريال مدريد (الانضمام إلى اسم راسخ في عالم الرياضات الإلكترونية)، فستكون هناك فرصة أكبر لنجاح المشروع بمفرده، وكل ما عليك فعله هو التركيز على القيمة المضافة التي تعتقد أنك تستطيع تقديمها. مشروع صغير قد يكلفك فريق مكون من فريق واحد في بلد واحد أقل من مليون جنيه إسترليني، ولكنك لن ترى عائداً من أموالك خلال السنوات الخمس المقبلة؛ لأنها لن تكون رحلة مربحة للغاية».

بالإضافة إلى دفع رواتب للاعبين، من الشائع أن تقوم هذه الفرق بتوظيف أعداد كبيرة من موظفي الدعم، بما في ذلك الطهاة وخبراء التغذية وعلماء النفس والمدربون. عندما تضرب ذلك عبر فرق اللاعبين، فإن إنشاء فريق رفيع المستوى من أفضل اللاعبين قد يصبح مكلفاً. ثم هناك تكاليف التسويق.

وفقاً لـ«فوربس»، فإن ديفيد بيكهام هو الذي كسب أكثر من 15 مليون جنيه إسترليني على مدار خمس سنوات عندما وقع عقداً مع شركة «جيلد» للألعاب الإلكترونية في عام 2020.

تأتي القيمة التي يضيفها بيكهام، لاعب خط الوسط السابق لمانشستر يونايتد وريال مدريد، إلى الشركة من تقديره كواحد من أكثر الوجوه شهرة في العالم. وقع فيرجيل فان ديك مع شركة «توندرا» للألعاب الإلكترونية في عام 2022، وهي منظمة مقرها لندن، وانضم إلى الشركة بصفته سفيراً للعلامة التجارية ومساهماً.

مثل بيكهام، اختار فان ديك «طريق ريال مدريد» وانضم إلى منظمة راسخة. من الناحية النظرية، فإن ربط اسم ضخم بعلامة تجارية يسمح لهذه الشركة بتأمين المزيد صفقات الرعاية وتنمية مكانتها، وهو أمر بالغ الأهمية، فمن غير المرجح أن يكون الاعتماد على أموال الجوائز من البطولات مستداماً بالنسبة لمعظم منافذ الرياضات الإلكترونية.

بالنسبة للاعبي كرة القدم الذين يرغبون في الانتقال بعد اعتزالهم، يساعدهم إظهار شغفهم بألعاب الفيديو التنافسية أثناء اللعب.

غالباً ما يلعب مجموعة من لاعبي البرازيل الدوليين، بما في ذلك كاسيميرو ومهاجم آرسنال غابرييل جيسوس، لعبة «كونتر سترايك» ويبنون قواعد جماهيرية في عالم الألعاب.

تم حظر جيسوس مؤقتاً من لعب «كونتر سترايك» في يناير (كانون الثاني) 2024 بعد اتهامه بتثبيت برنامج غش. في ذلك الوقت، أنفق جيسوس 30 ألف جنيه إسترليني على عناصر داخل اللعبة وبعد ثمانية أيام، تم إلغاء حظره.

وهناك أيضاً نيمار، الذي يلعب لعبة «كونتر سترايكبشكل ديني»، وفقاً لما قاله ميشال بليشارز، نائب رئيس تطوير المنتجات في أقدم شركة ألعاب رياضية إلكترونية في العالم.

شارك نيمار، الذي وقع مع الهلال السعودي في عام 2023، في سلسلة من المباريات الاستعراضية في كأس العالم للرياضات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية الصيف الماضي.

وإذا سعى إلى ممارسة مهنة في الرياضات الإلكترونية بعد انتهاء أيام لعبه، فإن لقب «لاعب حقيقي» سيكون مفيداً له، كما يقول بليشارز.

يقول بليشارز: «أفضل لاعبي (كونتر سترايك) البرازيليين هم أصدقاء لأفضل لاعبي كرة القدم البرازيليين، الذين هم من مشجعي (كونتر سترايك). يحب المشجعون اللعبة لأن التقدير الذي يمنحونه للعبة حقيقي».

ولكن هل يمكن للاعب كرة قدم محترف أن يصبح لاعباً بارزاً في الرياضات الإلكترونية، ويتنافس على أعلى مستوى ويهيمن على المسابقات كما قد يفعل على ملعب كرة القدم؟

يقول ديشيلوت من شركة «جي تو»: «نحن نتحدث عن ألعاب يلعبها مئات الملايين من اللاعبين على مستوى العالم. ونحن نتحدث عن أفضل اللاعبين على الإطلاق، الذين تلقوا منذ سن الخامسة عشرة الدعم من زملائهم في الفريق والمنافسين والموظفين والمدربين لمساعدتهم على أن يصبحوا أفضل نسخة من أنفسهم».


مقالات ذات صلة

أموريم: يونايتد سيتحسن في المستقبل

رياضة عالمية روبن أموريم المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: يونايتد سيتحسن في المستقبل

أبدى روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد، رضاه عن أداء فريقه رغم تعادله 1 / 1 مع مضيفه إبسويتش تاون.

«الشرق الأوسط» (إبسويتش)
رياضة عالمية كيليان مبابي سجل هدفا في فوز ريال مدريد على ليغانيس (أ.ف.ب)

«لا ليغا»: مبابي وبلينغهام يقودان ريال مدريد لفوز ثلاثي على ليغانيس

أنهى كيليان مبابي صيامه عن التهديف بتسديدة قوية وسجل لاعب الوسط جود بلينغهام هدفاً بضربة رأس ليفوز ريال مدريد 3-صفر على ليغانيس.

«الشرق الأوسط» (ليغانيس)
رياضة عالمية لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: نابولي ينفرد بالصدارة بهدف لوكاكو

فاز نابولي بهدف دون رد على ضيفه روما الأحد، سجله روميلو لوكاكو في الشوط الثاني ليمنح فريقه النقاط الثلاث وصدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
رياضة عالمية مانشستر يونايتد تعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون (د.ب.أ)

«البريميرليغ»: إبسويتش يفرض التعادل على يونايتد في مستهل حقبة أموريم

اكتفى مانشستر يونايتد بالتعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون في أول مباراة يخوضها الفريق الضيف بقيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم.

«الشرق الأوسط» (إبسويتش )
رياضة عربية يونس علي مدرب الريان القطري (نادي الريان)

مدرب الريان: طوينا صفحة الخسارة ونرغب في التقدم بنخبة آسيا

قال يونس علي، مدرب الريان القطري، إن فريقه طوى صفحة الخسارة أمام الشمال في دوري نجوم قطر.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».