ليفربول للنهوض من كبوته على حساب بورنموث... ويونايتد للثأر من كريستال بالاس

مانشستر سيتي وآرسنال في صدام ساخن مبكر بالجولة الخامسة وبروفة المنافسة على اللقب الإنجليزي

لاعبو ليفربول استفاقوا من خسارتهم المحلية بأنتصار على ميلان وينتظرون نتيجة إيجابية أمام بورنموث (رويترز)
لاعبو ليفربول استفاقوا من خسارتهم المحلية بأنتصار على ميلان وينتظرون نتيجة إيجابية أمام بورنموث (رويترز)
TT

ليفربول للنهوض من كبوته على حساب بورنموث... ويونايتد للثأر من كريستال بالاس

لاعبو ليفربول استفاقوا من خسارتهم المحلية بأنتصار على ميلان وينتظرون نتيجة إيجابية أمام بورنموث (رويترز)
لاعبو ليفربول استفاقوا من خسارتهم المحلية بأنتصار على ميلان وينتظرون نتيجة إيجابية أمام بورنموث (رويترز)

يتطلع ليفربول إلى النهوض من كبوته المفاجئة أمام نوتنغهام فورست بالمرحلة السابقة، عندما يستضيف بورنموث في ملعب «آنفيلد»، في حين يريد مانشستر يونايتد الثأر من خسارة الموسم الماضي المذلة أمام كريستال بالاس، اليوم بالمرحلة الخامسة للدوري الإنجليزي الممتاز التي ستكون على موعد مع مباراة قمة غداً (الأحد) بين مانشستر سيتي المتصدر، ومطارده ووصيفه في الموسمين الأخيرين آرسنال.

عقب خسارته المباغتة صفر - 1 على ملعبه وأمام جماهيره على يد فورست في المرحلة الماضية للمسابقة، يتطلع ليفربول للرد والعودة إلى نغمة الانتصارات على حساب ضيفه بورنموث.

واستعاد ليفربول، الذي يوجد في المركز الرابع حالياً برصيد 9 نقاط، اتزانه سريعاً بعد خسارته المحلية الأولى، وحقق انتصاراً كبيراً 3 - 1 على مستضيفه ميلان الإيطالي (الثلاثاء) في الجولة الافتتاحية لدوري أبطال أوروبا. ويطمع ليفربول في مواصلة تفوقه في لقاءاته المباشرة مع بورنموث بالمواسم الأخيرة، حيث حقق 10 انتصارات مقابل خسارة وحيدة بجميع البطولات.

وأحرز نجوم ليفربول خلال تلك السلسلة 37 هدفاً، مقابل 4 أهداف أحرزها بورنموث فقط. وبعدما غاب عن هزّ الشباك أمام فورست وميلان، يطمح النجم الدولي المصري محمد صلاح للعودة لهز الشباك، حيث كان هدفه الذي أحرزه في فوز ليفربول 3 - صفر على مستضيفه مانشستر يونايتد قبل فترة التوقف الدولي هذا الشهر، هو الأخير له مع فريقه. وسجّل صلاح 3 أهداف، وصنع مثلها، خلال المباريات الأربع الأولى لليفربول بالدوري هذا الموسم، وهو يملك سجلاً جيداً للغاية أمام بورنموث، حيث أحرز 9 أهداف خلال 10 مباريات له أمام هذا الفريق، خرج فيها ليفربول فائزاً في 9 مناسبات مقابل خسارة واحدة.

ولن يكون بورنموث بالمنافس السهل لليفربول، حيث حصد 5 نقاط في مسيرته بالبطولة هذا الموسم حتى الآن من فوز وحيد وتعادلين، في حين تلقّى خسارة وحيدة بصعوبة بالغة كانت في لقائه الأخير بالبطولة أمام تشيلسي.

وتحوم الشكوك حول قدرة حارس المرمى أليسون بيكر على المشاركة في مباراة اليوم؛ بسبب شكواه من إصابة عضلية. وحول ذلك علق المدرب سلوت: «لا يزال هناك شك في قدرة أليسون على اللحاق بمباراة بورنموث، سنختبر قدرته في التدريب الأخير، وننتظر حتى اللحظات الأخيرة لنقرر. يعاني من مشكلة طفيفة في العضلات، ولن نتعجل الدفع به». ومن المتوقع أن يحل كيفن كيليهير، الذي خاض معظم المباريات في فترة الإعداد التي سبقت انطلاق الموسم مع ليفربول في ظل انشغال أليسون بالمشاركة في كأس «كوبا أميركا» مع البرازيل. واستقبل أليسون هدفين فقط في 5 مباريات بجميع المسابقات هذا الموسم. في المقابل، يهدف مانشستر يونايتد للبناء على فوزه الكبير 3 - صفر على مستضيفه ساوثهامبتون في المرحلة الماضية، حينما يخرج لملاقاة مستضيفه كريستال بالاس في لقاء ثأري اليوم. وتعافى يونايتد، صاحب المركز العاشر برصيد 6 نقاط، من خسارته أمام برايتون وليفربول في المرحلتين الثانية والثالثة للبطولة على الترتيب، بفوزه الكبير على ساوثهامبتون، ثم اكتساحه بارنزلي في الجولة الأولى لكأس الرابطة (الثلاثاء) بسبعة أهداف نظيفة، ليرفع المعنويات قبل الرحلة إلى أرض كريستال بالاس. وكانت خسارته الساحقة على أرض بالاس 0 - 4 في مايو (أيار) الماضي، أحد أدنى معالم موسم يونايتد السيئ. لكن المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ يعتقد بأن السيناريو سيكون مختلفاً اليوم، وهو يملك خيارات عدة بدلاً من محاربة الغيابات الناجمة عن الإصابات، وقال: «كانت الهزيمة برباعية مستحقة تماماً، لكن عندما نحل عليهم هذه المرة سيكون الأمر مختلفاً تماماً، تعين علينا إيجاد 11 لاعباً لبناء فريق، الآن نملك 18 لاعباً جاهزاً، وبمقدورنا الاختيار».

وبعد موسم عانى فيه من الإصابات التي حدّت من خيارات تن هاغ في الهجوم والدفاع، عزّز يونايتد تشكيلته بصفقات جديدة، بمَن في ذلك المدافع ماتيس دي ليخت، ولاعب الوسط مانويل أوغارتي، والمهاجم غوشوا زيركزي.

ويستمر غياب فيكتور ليندلوف وتايرل مالاسيا ولوك شو وليني يورو، لكن يونايتد تلقّى دفعة معنوية بعودة لاعب الوسط ماسون ماونت، والمهاجم راسموس هويلوند من الإصابة. وعلق المدرب الهولندي: «لدينا كثير من المباريات التي يتعين علينا خوضها بهذه المجموعة، لذا أنا سعيد للغاية بعودة ماونت وهويلوند. تدرَّبا وسنقرر ما إذا كانا جاهزَين بما يكفي للمشاركة أمام كريستال بالاس. عندما يكون لديك فريق في كامل جاهزيته فسيكون التعامل مع مجريات الأمور أسهل». غير أن كريستال بالاس لن يكون لقمة سائغة أمامه في ظل رغبته في استعادة اتزانه مرة أخرى، حيث توقف رصيد الفريق صاحب المركز السادس عشر عند نقطتين دون أي انتصار في المسابقة هذا الموسم، عقب خسارته في أول مباراتين أمام برنتفورد ووستهام، وتعادله في آخر لقاءين أمام تشيلسي وليستر سيتي.

راشفورد إستعاد شهيته التهديفية ليمنح يونايتد دفعه جديدة (ا ب ا)

لكن الفوز 2 - 1 على مستضيفه كوينز بارك رينجرز في كأس الرابطة (الثلاثاء) أعطى بالاس الدفعة المعنوية المطلوبة.

وتُفتتح مباريات المرحلة، ظهر اليوم، بديربي ساخن بين وستهام وضيفه تشيلسي على الملعب الأولمبي بالعاصمة لندن. ولم يحقق كلا الناديين الانطلاقة المأمولة منه هذا الموسم، حيث يحتل تشيلسي المركز الثامن برصيد 7 نقاط، بفارق 3 نقاط أمام وستهام الرابع عشر.

وفي حين تعرّض توتنهام لخسارة ثالثة توالياً على أرضه في ديربي شمال لندن، أمام آرسنال، يرزح مدربه الأسترالي أنغ بوستيكوغلو تحت الضغط، وستكون عليه مواجهة خصم لندني آخر صعب هو برنتفورد اليوم. وحصد «سبيرز» 4 نقاط فقط في مبارياته الأربع الأولى في الدوري، وتراجع أداؤه تدريجياً منذ فترة.

فبعد بداية قوية مع مدرب منتخب أستراليا السابق، فاز فريق شمال لندن بـ13 مباراة فقط في 32 مباراة في البريميرليغ، تضمّنت خسارته 7 مرات في آخر 11 مواجهة. وأصر بوستيكوغلو على أنه سيمنح توتنهام لقباً في موسمه الثاني معه، لكنه تفادى إحراج الخروج في كأس الرابطة منتصف الأسبوع أمام كوفنتري من المستوى الثاني عندما قلب تخلفه بهدف إلى فوز بهدفين سجلهما في الدقيقتين 88 و90+2.

مع اقتراب رحلاته إلى أرض مانشستر يونايتد وبرايتون، يقف توتنهام مضطراً لعلاج الاعوجاج في مساره، أمام برنتفورد الذي أرهق مانشستر سيتي الأسبوع الماضي، وخسر بصعوبة 1 - 2. من جانبه، يرغب نيوكاسل، صاحب المركز الثالث برصيد 10 نقاط، في البقاء بمراكز المقدمة، حينما يحل ضيفاً على فولهام، الثاني عشر بخمس نقاط اليوم أيضاً. كما يلعب اليوم أيضاً ساوثهامبتون، صاحب المركز قبل الأخير دون نقاط، مع ضيفه أيبسويتش تاون السابع عشر برصيد نقطتين.

ويلعب ليستر سيتي، صاحب المركز الخامس عشر بنقطتين، مع ضيفه إيفرتون، القابع في مؤخرة الترتيب دون نقاط.

وتُستكمَل المرحلة الأحد بلقاء القمة بين مانشستر سيتي المتصدر، ومطارده آرسنال، في صراع جديد على الصدارة. وسيتجدد الموعد مرة أخرى بين الإسبانيَّين جوسيب غوارديولا المدير الفني لسيتي، ومكيل أرتيتا، نظيره في آرسنال للمرة العاشرة بينهما في بطولة الدوري. وشهدت اللقاءات التسعة الماضية بين الطرفين في البطولة، تفوقاً كاسحاً لغوارديولا على أرتيتا، بعدما حقق سيتي 7 انتصارات، مقابل فوز وحيد لآرسنال، فيما فرض التعادل نفسه على لقاء واحد.

كما ينتظر أن تدور معركة مرتقبة بين المهاجم الفتاك لسيتي إرلينغ هالاند، والدفاع الحديدي لآرسنال. يحقق النرويجي الفارع الطول أرقاماً هائلة مطلع الموسم، إذ هزّ الشباك 9 مرات في 4 مباريات، بفارق شاسع عن منافسيه. لكن شباك آرسنال تلقت هدفاً يتيماً، عندما كان بعشرة لاعبين ضد برايتون (1 - 1)، وهي المباراة الوحيدة لم يحقق فيها الفوز هذا الموسم، فتخلف بفارق نقطتين عن السيتي. واحتفظ فريق المدرب أرتيتا بنظافة شباكه مرتين خارج قواعده، ضد أستون فيلا وتوتنهام.

وبعد أن احتلا المركزين الأول والثاني في آخر موسمين، يقف سيتي وآرسنال في الموقع نفسه في فترة مبكرة، ما ينذر بمنافسة جديدة بينهما على اللقب.

وقال غوارديولا عن منافسه: «آرسنال فريق رائع، يدافع جيداً. لا يمنحون الفرص ولا الأهداف. يسيطرون على كل شيء في عديد من الجوانب».

ويغيب مرة جديدة عن آرسنال صانع اللعب الموهوب، النرويجي مارتن أوديغارد؛ بسبب الإصابة، فيما يعود إلى صفوفه ديكلان رايس بعد انتهاء إيقافه، علماً بأنه شارك معه الخميس خلال التعادل السلبي على أرض أتالانتا الإيطالي في الجولة الأولى من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

في المقابل، يفتقد سيتي، حامل اللقب في آخر 4 مواسم (رقم قياسي)، صانع اللعب البلجيكي المخضرم كيفن دي بروين الذي أُصيب خلال التعادل السلبي مع ضيفه إنتر الإيطالي، الأربعاء، في الجولة الأولى من المسابقة القارية العريقة.

ويلعب (الأحد) أيضاً برايتون السادس بثماني نقاط، والمحافظ على سجله خالياً من الهزائم حتى الآن، ضد ضيفه نوتنغهام فورست السابع بالرصيد نفسه من النقاط.


مقالات ذات صلة

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)

فيرستابن... شاب متهور وطموح يحكم قبضته على «الفورمولا 1»

فيرستابن يحتفل مع فريقه باللقب الرابع على التوالي (أ.ف.ب)
فيرستابن يحتفل مع فريقه باللقب الرابع على التوالي (أ.ف.ب)
TT

فيرستابن... شاب متهور وطموح يحكم قبضته على «الفورمولا 1»

فيرستابن يحتفل مع فريقه باللقب الرابع على التوالي (أ.ف.ب)
فيرستابن يحتفل مع فريقه باللقب الرابع على التوالي (أ.ف.ب)

في سن الـ27 عاماً، يُعدّ سائق ريد بول الهولندي، ماكس فيرستابن، الذي حسم لقب السائقين للمرة الرابعة توالياً بعد حلوله خامساً في جائزة لاس فيغاس الكبرى، السبت، من المخضرمين بعدما أمضى 12 عاماً على حلبات «الفورمولا 1»، حيث فرض معادلة صعبة على المسؤولين والجماهير تعتمد على تمضية وقت طويل في مراجعة القوانين.

انبعث «المقاتل» من أعماق الهولندي جراء الصراع المحتدم بينه وبين سائق ماكلارين، البريطاني لاندو نوريس، هذا الموسم، لكن «ماد ماكس» أصبح مرة جديدة عرضة لانتقادات؛ بسبب استعداده لتخطي الحدود المنصوص عليها في القوانين خلال مواجهاته مع منافسيه.

تجاهل فيرستابن الإدانة بسبب الطريقة التي حاول بها إيقاف نوريس في سباق جائزة المكسيك الكبرى.

فيرستابن أصبح من المخضرمين في سباقات «الفورمولا 1» بسن الـ27 عاماً (رويترز)

برر ما يقوم به، قائلاً: «أعتقد أنني أعرف ما أفعله. بعض الناس متحيزون بعض الشيء، وأنا أفهم ذلك، ولا بأس بذلك. في نهاية المطاف، هذه ليست مشكلتي».

وينحدر فيرستابن من عائلة تعشق هدير المحركات، فوالده يوس كان موجوداً في «بادوك» حلبات «الفورمولا 1» خلال 8 مواسم، ووالدته صوفي كومبن، بطلة بلجيكية في سباقات الكارتينغ.

استهل فيرستابن مسيرته في الكارتينغ عام 2005، وتوّج بعدة ألقاب بالتزامن مع تدرجه في الفئات العمرية، كما أحرز عام 2013 ثلاثة ألقاب في إنجاز تاريخي لم يسبقه إليه أي سائق (بطولتان أوروبيتان وبطولة للعالم).

باكراً أظهر خصاله بصفته سائقاً متهوراً لا يتقيّد بالقوانين، ففي العام ذاته ورغم حلوله ثالثاً، استبعد من نهائي بطولة العالم لسباقات الكارتينغ بعدما اصطدم بالسائق الدنماركي، نيكلاس نيلسن، الذي كان يحاول تجاوزه.

فيرستابن حسم اللقب للمرة الرابعة توالياً (أ.ف.ب)

لم تتغير عاداته مع انتقاله لخوض سباقات «فورمولا 3»، حيث أمضى موسم 2014 على أعلى عتبة بمنصات التتويج، وانضم إلى برنامج ريد بول لتطوير السائقين وخاض فترة تجارب رسمية مع فريق تورو روسو في جائزة اليابان الكبرى، بعد ثلاثة أيام من عيد ميلاده السابع عشر.

في سن الـ17 عاماً و166 يوماً، دوّن فيرستابن اسمه بوصفه أصغر سائق على الإطلاق يشارك في أحد سباقات الفئة الأولى، عندما جلس خلف مقود سيارة «تورو روسو» خلال جائزة أستراليا الكبرى في افتتاح موسم 2015.

ردّ الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) بإجراء تغيير القوانين الخاصة برخص القيادة الـ«سوبر لايسنس» تفرض على السائقين حيازة رخصة قيادة فعلية. وبحلول الوقت الذي استوفى فيه فيرستابن هذا الشرط، بعد عيد ميلاده الثامن عشر، في سبتمبر (أيلول) 2015، كان قد شارك في 14 جائزة كبرى.

فيرستابن في سن الـ17 عاماً و166 يوماً دوّن اسمه بوصفه أصغر سائق على الإطلاق يشارك في أحد سباقات الفئة الأولى (أ.ف.ب)

معبر المشاة

من الأمور المثيرة للضحك، كاد فيرستابن يفشل في اختبار الحصول على رخصة قيادة، بسبب تحديه لفاحص بشأن القوانين عندما اقترب من معبر للمشاة.

وقال: «لقد تشاجرت معه لأنني اعتقدت أنهم لم يكونوا عند المعبر. لم يصلوا بعدُ، فلماذا أتوقف إذن؟ ولكن نعم، توقفت لحسن الحظ للسماح لهم بالمرور. أعتقد أن الفاحص كان لطيفاً معي».

ومع بلوغه سن الرشد، غادر منزل والديه، وانتقل للعيش في موناكو، «ليس لأسباب ضريبية»، كما أكد.

بدأ فيرستابن عام 2016 بألوان فريق تورو روسو، ولكن بعد أربعة سباقات فقط تمت ترقيته إلى «ريد بول».

فاز بأول سباق له مع الحظيرة النمساوية على حلبة برشلونة الإسبانية، وبات في سن الـ18 عاماً و228 يوماً أصغر فائز على الإطلاق في الفئة الأولى، بفارق عامين و210 أيام عن الألماني سيباستيان فيتل في عام 2008.

فيرستابن كاد يفشل في اختبار الحصول على رخصة قيادة (أ.ف.ب)

واصل فيتل مسيرته ليصبح أصغر بطل للعالم عام 2010، في باكورة ألقابه ضمن سلسلة من أربعة، توالياً، مع «ريد بول» الذي قام بخطوة ترقية فيرستابن خلال فترة كانت تخضع الفئة الأولى لهيمنة مرسيدس وسائقه البريطاني لويس هاميلتون.

احتاج ريد بول وفيرستابن إلى خمسة أعوام، وتحديداً حتى عام 2021، للعودة إلى قمة «الفورمولا 1».

ومع حلول صانع المحركات هوندا بدلاً من رينو في عام 2019، وبعد التحديثات التي أجريت قبل موسم 2021، صمم المهندس الشهير البريطاني أدريان نيوي سيارة «ريد بول» التي كانت كفيلة بمقارعة «مرسيدس» و«السير» هاميلتون.

تبادل السائقان «الضربات»، غالباً حرفياً، في مبارزة تشبه في بعض الأحيان ديربي «مُدمّر» لكرة القدم، حيث قدّم فيرستابن أسوأ صورة له على حلبة سيلفرستون البريطانية معقل منافسه حين تسبب في حادث قوي أدى إلى خروجه وهاميلتون.

وعلى حلبة مونتسا الإيطالية أيضاً، خرج الثنائي من السباق بعد حادث جمعهما في اللفة 25، وفي جائزة السعودية تسبب فيرستابن في حادث تصادم متأخر لكن هاميلتون فاز رغم ذلك.

تعادل السائقان نقاطاً قبل السباق الأخير على حلبة مرسى ياس في أبوظبي، وظل هاميلتون ممسكاً بزمان الأمور في الصدارة لحين خروج سيارة الأمان. سمحت إدارة السباق للسيارات المتأخرة بتجاوز المتصدر، ما منح فيرستابن فرصة ذهبية للتجاوز عندما استؤنف السباق في اللفة الأخيرة.

تجاوز الهولندي الذي كان تزود بإطارات جديدة بسرعة منافسه البريطاني؛ لينتزع لقبه العالمي الأول، وسط جدل بسبب تطبيق قوانين لم تنتهِ حتى الآن.

فيرستابن عام 2008 بات أصغر فائز على الإطلاق في الفئة الأولى من سباقات «الفورمولا 1» (د.ب.أ)

«قدمان على الأرض»

تبيّن أن تلك اللحظة في أبوظبي كانت واحدة من نقاط التحول في «الفورمولا 1».

في عام 2022، فاز فيرستابن بـ15 سباقاً من أصل 22، ليتفوق على سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو، محتفظاً بلقبه العالمي بفارق 146 نقطة.

في عام 2023، قدّم الموسم الأكثر هيمنة في الفئة الأولى، ففاز بـ19 جائزة كبرى من أصل 22، واحتل المركز الثاني في سباقين آخرين، وحصد 575 نقطة. احتل زميله المكسيكي سيرخيو بيريز المركز الثاني برصيد 285 نقطة، وأسهم في احتفاظ «ريد بول» بلقب الصانعين للعام الثاني توالياً.

فيرستابن فاز بـ15 سباقاً من أصل 22 في عام 2022 (إ.ب.أ)

قال حينها البريطاني كريستيان هورنر مدير «ريد بول»: «هل سيتحقق ذلك مرة أخرى خلال مسيرتي؟ لا أعتقد أننا سنكون قادرين على تحسين ما فعلناه هذا العام».

تحقق توقعه بسرعة، حين دفع فريقا ماكلارين وفيراري السائق فيرستابن إلى أقصى حدوده، لكن رغم استعار المعركة اجترح الهولندي معجزة للفوز باللقب الرابع توالياً.

على الصعيد الشخصي، تأقلم فيرستابن مع مقومات حياة سائقي «الفورمولا 1»، فاشترى طائرة خاصة في عام 2021. ومنذ عام 2020، يرتبط بعلاقة مع عارضة الأزياء كيلي بيكيه، نجلة بطل العالم «للفورمولا 1» ثلاث مرات، نيلسون.

قال هورنر عام 2023: «بصفته الشخصية، لم يتغيّر. لا يزال ثابتاً على موقفه. كل الشهرة التي تأتي معه تجعله غير مرتاح لأنه مجرد سائق، وشخص صريح للغاية».