رغم مشاكله المالية… برشلونة قريب من داني أولمو

داني أولمو (رويترز)
داني أولمو (رويترز)
TT

رغم مشاكله المالية… برشلونة قريب من داني أولمو

داني أولمو (رويترز)
داني أولمو (رويترز)

يوم الأحد، قرر المدير الرياضي لبرشلونة ديكو أن الوقت قد حان للإدلاء بتصريح وسافر إلى ألمانيا في إطار سعيه للتوصل إلى صفقة لاعب الوسط المهاجم داني أولمو لاعب وسط آر بي لايبزيغ.وفقاً لشبكة The Athletic، كانت المفاوضات جارية منذ أسابيع مع معسكر اللاعب، لكنها تكثفت مع تلاشي احتمالية وصول نيكو ويليامز جناح أتلتيك بلباو.

ذكرت تقارير يوم الثلاثاء أن برشلونة توصل إلى اتفاق مبدئي مع لايبزيغ للتعاقد مع أولمو مقابل 60 مليون يورو (66 مليون دولار؛ 52 مليون جنيه إسترليني)، بما في ذلك الإضافات.سيكون التعاقد مع أحد نجوم حملة إسبانيا الناجحة في بطولة أمم أوروبا أكبر صفقة في هذا الدور. لكنها ليست المهمة الأصعب التي يواجهها هذا الصيف: فالبارسا لديه عمل حقيقي يتعين عليه القيام به عندما يتعلق الأمر ببيع اللاعبين وتحقيق التوازن في دفاتره.يمكن للبارسا التعاقد مع لاعبين ولكن لا يمكن تسجيل أي وافد جديد في الدوري الإسباني لأنه يخرق الحد الأقصى للرواتب الذي تفرضه المسابقة، والذي يتم احتسابه وفقًا لإيرادات النادي. يعاني البارسا من فجوة قدرها 100 مليون يورو في حساباته للفترة 2023-24، ويرجع ذلك جزئيًا إلى فشل مخطط «استوديوهات برشلونة» حيث كان يأمل في جمع الأموال من خلال بيع حصة في ذراعه الإعلامي.

وقالت مصادر النادي - التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لحماية أدوارها مثل جميع من تم ذكرهم في هذا المقال - إنهم يتوقعون تحركًا إيجابيًا هذا الأسبوع.سيكون تحرير مساحة في فاتورة أجورهم بمثابة مساعدة كبيرة، لكن يبدو أن أي تخارج سيبقى عالقاً.

لا أحد من كبار اللاعبين في الفريق في عجلة من أمره للرحيل.إذن ما هو الوضع مع تلك الأسماء التي قد يفكرون في بيعها؟لعب غوندوغان 51 مباراة مع برشلونة خلال موسم 2023-24، وسجل خمسة أهداف وصنع 14 تمريرة حاسمة، وهو رقم قياسي في مسيرة لاعب الوسط الذي انضم في صفقة انتقال حر من مانشستر سيتي الصيف الماضي. يمكن القول إنه كان أكثر لاعبي الفريق صلابة في موسم مخيب للآمال، ولكن هناك شكوك متزايدة حول مستقبله.سيكون برشلونة على استعداد للتحدث مع غوندوغان، 33 عامًا، ومعرفة ما إذا كان يميل إلى الاستماع إلى عروض من أماكن أخرى.كان غوندوغان واحدًا من اللاعبين القلائل الذين لم يتم وضعهم في هذا المركز في وقت سابق من هذا الصيف، لكنه مصمم على البقاء.

ولا تتأثر هذه العقلية بالتعاقد مع أولمو، الذي يمكنه اللعب في مراكز مشابهة للاعب الألماني. تقول مصادر مقربة من غوندوغان إنه يشعر بالراحة في برشلونة ولا يزال يرى نفسه يلعب دورًا مهمًا بعد أن منحه مجلس الإدارة الثقة في الصيف الماضي."هذا هو الوضع الذي وجد معظم اللاعبين الكبار في فريق برشلونة أنفسهم فيه"، قال مصدر مقرب من مجلس إدارة البارسا لشبكة The Athletic : فرينكي دي يونغ، ورافينها، وأندرياس كريستنسن، وحتى روبرت ليفاندوفسكي كانوا هناك."ليس من المستغرب أن نرى النادي يختبر المياه مع غوندوغان، لكن لا أحد من هؤلاء اللاعبين في عجلة من أمره للرحيل أو السعي للحصول على عقد جديد. إنهم بخير هنا".غوندوغان هو واحد من اللاعبين القلائل في برشلونة الذين يمكنهم القيام بأدوار مختلفة في خط الوسط، أو حتى في مركز الظهير الأيمن. وقد يؤدي هذا التنوع إلى منحه الكثير من الفرص في مشروع هانزي فليك الجديد. يبدو أن التفريط في راتب غوندوغان غير مرجح.كان أراوخو محط أنظار الكثير من الأندية في وقت سابق من هذا الصيف، حيث يأمل برشلونة في الحصول على عروض بقيمة 80 مليون يورو لضم المدافع البالغ من العمر 25 عامًا، والذي يبدو أن أفضل سنواته لا تزال أمامه.ينتهي عقد اللاعب الأوروغوياني في عام 2026، ومن المتوقع أن يدخل في مفاوضات لزيادة راتبه. كان بيعه سيجنبنا ذلك، لكن الإصابة التي تعرض لها في الركبة في كوبا أميركا مزقت هذه الفكرة إلى أشلاء.كان أراوخو عمليًا اللاعب الوحيد من اللاعبين الكبار الذي يستحق زيادة راتبه، مما يجعله واحدًا من القلائل الذين كانوا منفتحين على الاستماع إلى العروض من الخارج. ولكن الآن سيتعين على هذا النقاش الانتظار حتى يناير (كانون الثاني) على الأقل، عندما يأمل برشلونة أن يعود إلى الملاعب.

لم يكن تشافي وحده الذي فشل المهاجم البرازيلي فيتور روكي البالغ من العمر 19 عامًا في إقناعه الموسم الماضي. لم يكن فليك أيضًا معجبًا باللاعب الذي تم تقديم موعد التعاقد معه من أتليتكو باراناينسي بمبلغ 30 مليون يورو (مع إمكانية إضافة 31 مليون يورو أخرى) إلى يناير. شارك روكي من على مقاعد البدلاء في آخر مباراتين لبرشلونة في فترة الإعداد للموسم الجديد أمام ريال مدريد وميلان. وقد تفوق عليه ليفاندوفسكي وباو فيكتور (22 عامًا) في ترتيب اللاعبين الأساسيين، ويبدو روكي مفتقدًا للثقة كلما دخل الملعب.سيعمل برشلونة على إيجاد وجهة جديدة لروكي في الأسابيع المقبلة. لم يتم تسجيله حتى الآن - لم يتمكن من اللعب في الموسم الماضي فقط لأنه شغل مكان غافي المصاب في الميزانية - ولا يملك مكانًا في فريق فليك.في نهاية الموسم الماضي، قال وكيل أعماله أندريه كوري إن الطريقة الوحيدة التي سيغادر بها روكي برشلونة ستكون في صفقة انتقال دائم وليس على سبيل الإعارة. وتلقى روكي عروضًا من أندية في الدوري السعودي للمحترفين، لكن برشلونة يتوقع بقاءه في أوروبا إذا رحل.نحن نضع هذين الاسمين معًا لأنهما حالتان متشابهتان تمامًا. فهما ليسا ضمن خطط فليك ولديهما أجور كبيرة.

تشير التقارير إلى أن رواتب لينغليت (29 عامًا) وفاتي تبلغ قيمتها مجتمعة 30 مليون يورو خلال موسم 2024-25. يستحق لينغليت بعض الرواتب المؤجلة التي تم الاتفاق عليها خلال جائحة كوفيد-19، في حين أن تمديد عقد فاتي الذي وقعه في 2021 تم عندما كان نجمًا صاعدًا. يبدو الوضع مختلفًا للغاية بالنسبة لصاحب الـ21 عامًا بعد إعارة مخيبة للآمال في برايتون الموسم الماضي، وظهور لامين يامال والتعاقد مع أولمو.كان من الممكن أن يفكر برشلونة في الاحتفاظ بهم إذا كانت رواتبهم أقل، لكن لا يمكنهم تحمل ذلك في الوقت الحالي.

ذكرت تقارير قبل جولة برشلونة التحضيرية للموسم الجديد في الولايات المتحدة أن مفاوضات جرت مع بورتو بشأن انتقال الظهير السنغالي فايي البالغ من العمر 20 عامًا، لكنهما فشلا في الاتفاق على الأرقام.ولا يزال البارسا منفتحًا على العروض المقدمة لضم فايي بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع فريقه الثاني برشلونة أتليتك بلباو والذي لعب فيه 35 مباراة وسجل أربعة أهداف. تعاقد معه البارسا من فريق إن كيه كوستوسيجا الكرواتي العام الماضي مقابل 1.5 مليون يورو، لذا يُنظر إليه كلاعب يمكن أن يحقق أرباحًا جيدة.يمتلك الفريق الأول للبارسا عددًا كبيرًا من اللاعبين في مركز قلب الدفاع، ومن الصعب أن نرى فايي يشق طريقه في خطط فليكس، لذا فإن الأمر يستحق أن نراقبه.

الظهير الأيمن المولود في الولايات المتحدة الأميركية والذي لعب للمكسيك وقضى الموسم الماضي معارًا في لاس بالماس، ومن غير المتوقع أن يبقى أراوخو في برشلونة. لم يتمكن من إقناع فليك هذا الصيف، وقد فضّل المدرب الألماني خريجي لاماسيا هيكتور فورت وأليكس فالي في مركزه.ويستعد برشلونة لإيجاد وجهة جديدة لصاحب الـ22 عامًا، حيث تشير التقارير إلى أن إشبيلية خيارًا مطروحًا بعد أن عين مدربه في الموسم الماضي فرانسيسكو خافيير غارسيا بيمينيكا.


مقالات ذات صلة

غوندوغان مستمر في برشلونة «رغم انهيال العروض»

رياضة عالمية وكيل غوندوغان أكد استمراره في برشلونة (رويترز)

غوندوغان مستمر في برشلونة «رغم انهيال العروض»

نقلت وسائل إعلام إسبانية عن وكيل أعمال قائد المنتخب الألماني المخضرم لكرة القدم إيلكاي غوندوغان قوله إن اللاعب سيستمر في صفوف ناديه الحالي.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الريال بالفوز على تشيلسي (أ.ف.ب)

«الجولة التحضيرية»: ريال مدريد يتفوّق على تشيلسي... وميلان يهزم برشلونة بالترجيح

أنهى ريال مدريد حامل لقب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم جولته التحضيرية في الولايات المتحدة الثلاثاء بفوزٍ على تشيلسي الإنجليزي 2-1.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية فيكتور فونت (برشلونة)

فيكتور فونت... هل هو قادر على إصلاح برشلونة؟

يتفق فيكتور فونت مع رئيس برشلونة خوان لابورتا على شيء واحد على الأقل.

ذا أتلتيك الرياضي (برشلونة)
رياضة عالمية هانزي فليك وبيب غوارديولا بعد نهاية المواجهة التحضيرية (أ.ف.ب)

فليك يفتتح حقبته مع برشلونة بفوز على مانشستر سيتي

حقّق الألماني هانزي فليك، مدرب برشلونة الإسباني الجديد، بداية جيّدة لحقبته، الثلاثاء، بتغلّب العملاق الإسباني على مانشستر سيتي الإنجليزي بركلات الترجيح.

«الشرق الأوسط» (ميامي (الولايات المتحدة))
رياضة سعودية رافينيا مرشح للدوري السعودي مقابل مبلغ فلكي (أ.ف.ب)

100 مليون من النصر لضم رافينيا

يرغب نادي النصر السعودي في ضم لاعب برشلونة، البرازيلي رافينيا، إلى كل من كريستيانو رونالدو وساديو ماني في خط الهجوم. وقالت صحيفة «سبورت» الكتالونية إن المهاجم…

مهند علي (الرياض)

هل كانت «صِفرية» المشارَكة السعودية في الأولمبياد مفاجئة؟

الواثب حسين آل حزام ودع التصفيات مبكرا (أ.ب)
الواثب حسين آل حزام ودع التصفيات مبكرا (أ.ب)
TT

هل كانت «صِفرية» المشارَكة السعودية في الأولمبياد مفاجئة؟

الواثب حسين آل حزام ودع التصفيات مبكرا (أ.ب)
الواثب حسين آل حزام ودع التصفيات مبكرا (أ.ب)

صناعة البطل الأولمبي أمر لا يبدأ بمحض الصدفة، وإن حدثت فإنها لا تستمر طويلاً، فالخطوة الأصح تبدأ من عمر التأسيس؛ لتراعي كثيراً من السلوكيات الخاصة بالرياضي، وتصقل موهبته بصورة سليمة، وتمنحه الخبرة الكافية، كي يصبح لاعباً منافساً لا يخشى الأحداث الكبيرة.

الواعدة مشاعل العايد لا يزال المستقبل أمامها (الأولمبية السعودية)

ودّعت دنيا أبو طالب، لاعبة المنتخب السعودي للتايكوندو، الأربعاء، منافسات «دورة الألعاب الأولمبية» في باريس، لتودع معها البعثة السعودية الدورة الأولمبية دون أي ميدالية أو مُنجز، رغم الآمال التي عُقدت قبل بدئها على فرسان قفز الحواجز على وجهٍ أخص.

لكن السؤال الذي بات علينا طرحه بعد الوداع السعودي خالي الوفاض هو: هل كان هذا الوداع «الصفري» مفاجأة بالنسبة إلى السعوديين، أم هو أمر متوقع بالنظر إلى معطيات سبقت المحفل الأولمبي الكبير؟

في آخر 3 سنوات، ومنذ نهائيات «أولمبياد طوكيو 2020»، التي أقيمت في اليابان، شاركت الرياضة السعودية في 4 محافل قبل الدورة الأولمبية الحالية؛ إذ شاركت في «دورة ألعاب دول التضامن الإسلامي 2021» التي أقيمت في تركيا، و«دورة الألعاب الخليجية» بالكويت في مايو (أيار) 2022، وكذلك «دورة الألعاب الآسيوية (آسياد -هانغتشو بالصين 2022)»، و«كذلك دورة الألعاب العربية - الجزائر 2023».

الأولمبية السعودية بحاجة لمراجعة خططها قبل الدورات الأولمبية الآسيوية والدولية المقبلة (الأولمبية السعودية)

بدءاً بـ«ألعاب التضامن الإسلامي»، التي استضافتها مدينة قونية التركية خلال أغسطس (آب) 2022؛ فقد حققت البعثة السعودية 24 ميدالية: ذهبيتان، و12 ميدالية فضية، و10 ميداليات برونزية، لكن السعودية احتلت في الترتيب النهائي المركز الرابع عشر للدول المشاركة.

تصدرت الترتيب العام لـ«دورة الألعاب الإسلامية» تركيا بـ234 ميدالية؛ من بينها 90 ذهبية، وخلفها جاءت أوزبكستان بـ112 ميدالية؛ منها 40 ذهبية، ثم إيران بـ113 ميدالية؛ منها 37 ذهبية، ثم أذربيجان في المركز الرابع بعدد 67 ميدالية؛ منها 20 ذهبية، وخامسة جاءت كازاخستان بعدد 68 ميدالية؛ منها 19 ذهبية، ثم في المركز السادس إندونيسيا برصيد 39 ميدالية؛ منها 12 ذهبية، وسابعاً جاء المغرب بـ37 ميدالية؛ منها 9 ذهبيات، وفي المركز الثامن حلت البحرين بـ22 ميدالية؛ منها 9 ذهبيات،

دنيا أبو طالب كانت على بعد خطوة للفوز بالبرونزية (رويترز)

ثم الجزائر تاسعة برصيد 22 ميدالية؛ منها 7 ذهبيات، وعاشرة حلت قرغيزستان برصيد 25 ميدالية؛ منها 7 ذهبيات، ثم قطر في المركز الحادي عشر بـ10 ميداليات؛ منها 4 ذهبيات، ثم الكويت في المركز الثاني عشر بـ9 ميداليات؛ منها 4 ذهبيات، وجاءت تركمانستان في المركز الثالث عشر بـ17 ميدالية؛ منها 3 ذهبيات، ثم السعودية في المركز الرابع عشر بـ24 ميدالية؛ منها ذهبيتان.

وفي تفاصيل ميداليات البعثة السعودية خلال «دورة ألعاب التضامن الإسلامي»؛ فقد حقق الرباع منصور آل سليم أول ميدالية ذهبية في «الخطف»، في حين كانت الذهبية الثانية للاعب الكاراتيه طارق حامدي، أما الميداليات الفضية فكانت اثنتان من نصيب منصور آل سليم وذلك في فئتي «النتر» و«المجموع»، وكان من نصيب سراج آل سليم 3 فضيات في «الخطف» و«النتر» و«المجموع»، وحقق الرباع علي العثمان فضية في «النتر»، كما حقق الأخضر السعودي فضية منافسات كرة القدم، وحقق محمد تولو فضية «دفع الغلة»، ونجح العداء يوسف مسرحي في تحقيق فضية 400 متر، وعبد الله أبكر فضية 100 متر، وحقق حسين آل حزام فضية القفز بالزانة.

وفي الميداليات البرونزية؛ حقق سعود البشير وسلطان الزهراني ميداليتين في الكاراتيه، و3 ميداليات حققها الرباع عبد الرحمن البلادي في «الخطف» و«النتر» و«المجموع»، وحقق علي العثمان برونزية في «المجموع»، ومازن الياسين برونزية في سباق 400 متر، كما حقق السباح إبراهيم المرزوقي برونزية «50 متر فراشة»، وحقق علي المبروك برونزية التايكوندو في وزن تحت 80 كيلوغراما (كلغم)، وأخيراً جاءت برونزية علي الخضراوي في فردي كرة الطاولة.

أما في الكويت حيث «دورة الألعاب الخليجية»، فكانت المشاركة السعودية متواضعة إلى حد كبير؛ إذ إنها احتلت المرتبة الرابعة بين 6 دول، ولم تحقق سوى 16 ميدالية ذهبية، وهو العدد نفسه لقطر، فيما نالت الإمارات 18 ذهبية، وحصلت البحرين على 20 ميدالية ذهبية، لتتصدر الكويت الترتيب بـ36 ذهبية.

وأدت المساهمة الكبيرة لرياضة الكاراتيه السعودية إلى نقل مشاركة المملكة إلى المرتبة الرابعة بدلاً من مؤخرة الترتيب التي لازمت منتخباتها طوال منافسات «دورة الألعاب الخليجية».

أما في «آسيا - هانغتشو» فقد كانت حصيلة السعودية 10 ميداليات، بواقع 4 ميداليات ذهبية، وفضيتين، و4 ميداليات برونزية، لتحتل بها السعودية المركز التاسع عشر في الترتيب العام للدورة الآسيوية.

وتصدرت الصين الترتيب العام بمجموع 383 ميدالية؛ منها 201 ذهبية، ثم اليابان ثانية بـ188 ميدالية؛ منها 52 ذهبية، وثالثة كوريا الجنوبية بـ190 ميدالية؛ منها 42 ذهبية، وعلى صعيد الدول العربية المشاركة في الدورة الآسيوية، فقد جاءت البحرين في المركز التاسع بـ20 ميدالية؛ منها 12 ذهبية، وقطر في المركز الخامس عشر بـ14 ميدالية؛ منها 5 ذهبيات، والإمارات في المركز السادس عشر بـ20 ميدالية؛ منها 5 ذهبيات.

ليس الأمر متعلقاً فقط بـ«دورة الألعاب الآسيوية» التي جرت في الصين؛ بل بجميع النسخ العشر التي شاركت فيها الرياضة السعودية، فالأرقام فيها تقول إن الترتيب متدنٍّ جداً قياساً بإمكانات الرياضة السعودية المالية والبشرية، فالمنتخبات السعودية منذ عام 1982 وحتى نسخة «هانغتشو 2022» لم تحقق سوى 29 ميدالية ذهبية، و15 فضية، و27 برونزية، بمجموع 71 ميدالية متنوعة، لتحتل المرتبة الـ20 آسيوياً، مقابل احتلال الكويت المرتبة الـ19، وقطر الـ15، والبحرين الـ13، فيما تتصدر الصين بفارق هائل بمجموع 3570 ميدالية؛ بينها 1674 ذهبية، ثم اليابان بـ3242 ميدالية متنوعة؛ بينها 1084 ذهبية، فكوريا الجنوبية الحائزة 2425 ميدالية متنوعة؛ منها 787 ذهبية.

أما في «دورة الألعاب العربية» في الجزائر، فقد حلت السعودية في المركز التاسع بعدد 47 ميدالية، إذ جاءت في الصدارة الجزائر بعدد 253 ميدالية؛ من بينها 105 ذهبيات، وثانية جاءت تونس، ثم المغرب، وبعده البحرين، ثم الأردن في المركز الخامس، وسوريا سادسة، ومصر في المركز السابع، ثم قطر ثامنة، وبعدها السعودية تاسعة، ثم العراق جاء عاشراً.

أما الترتيب السعودي العام في «دورات الألعاب العربية» خلال 9 مشاركات، فيأتي في المركز الـ11 برصيد 55 ذهبية، و85 فضية، و115 برونزية، بمجموع 255 ميدالية متنوعة.

تلك المؤشرات كفيلة بالقول إن المشاركة السعودية لم يكن متوقعاً منها تحقيق التطلعات؛ وإن بدأت الآمال معلقة على منتخب قفز الحواجز، على سبيل المثال، أو محمد تولو رامي الغلة، أو حتى دنيا أبو طالب.

في تاريخ السعودية مع «الأولمبياد»، الذي بدأ منذ 1972، حققت السعودية خلال 13 نسخة 4 ميداليات؛ هي: فضية العداء هادي صوعان، وبرونزية الفارس خالد العيد في «أولمبياد سيدني 2000»، إضافة إلى برونزية قفز الحواجز في «لندن 2012»، ثم فضية طارق حامدي لاعب الكاراتيه في «طوكيو 2020».

هذا يعني أن الحضور الأولمبي السعودي كان غائباً عن الإنجاز في «أولمبياد أثينا 2004» و«بكين 2008» و«ريو دي جانيرو 2016»، وهي لا تزال حاضرة في الترتيب الـ120 عالمياً، وستتراجع أكثر بعد نهاية الأولمبياد الحالي؛ لأن هناك دولاً حققت الميداليات الذهبية لأول مرة في تاريخها، مثل سانت لوسيا وغيرها.

هذه الميداليات القليلة والنادرة جداً قياساً بشغف المجتمع السعودي بالرياضة، تعطي دليلاً ومؤشراً على أن استراتيجية بناء الرياضيين في الاتحادات الرياضية لا تزال بعيدة عن الطريق الصحيحة، وتؤكد أن المسؤولين في الاتحادات، وقبلها في «اللجنة الأولمبية السعودية»، بحاجة إلى الاستيقاظ وتطبيق النماذج العالمية الصحيحة التي نجحت في بناء منظومتها الرياضية بشكل علمي، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة وكندا وأستراليا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.

إعادة الرياضات إلى الأندية وفق استراتيجية الدعم التي تنفذها وزارة الرياضة، وإنشاء أو استحداث «دورة الألعاب السعودية»، من الخطوات المميزة لتوسيع دائرة المشاركة وتكثيف عدد الممارسين وإعادة الحياة لتلك الألعاب، لكن الخطوة المرتقبة هي التركيز على نوعية اللاعبين ونوعية مشاركاتهم قبل الأولمبياد.

كما أن استحداث «دورة الألعاب السعودية»، التي انطلقت قبل عامين، فرصة للبناء ونشر الرياضة، ولكن يتعين على المسؤولين وضع مستهدفات للوصول إليها في هذه الدورة. والمستهدفات ليست فقط نشر الرياضة وإبرازها... بل تحطيم الأرقام القياسية الشخصية محلياً وإقليمياً وقارياً، باعتبار أن عدم الحديث عن الأرقام القياسية الشخصية في معلومات هذه الدورة يعطي انطباعاً بأنها دورة ليست تنافسية بالدرجة الأولى.

«الوصول متأخراً خير من ألا تصل مطلقاً»، لكن حتى تصل إلى هناك حيث مصافّ الدول المُنجزة وليست المشاركة فقط، فإن ذلك يحتاج خطوات عملية حقيقية طويلة المدى، فالصين، على سبيل المثال، تركز على الأطفال منذ سن مبكرة، وتفحص الشخص بيولوجياً لمعرفة معدلات نموه وأوزانه حتى بلوغ العمر المحدد للمشاركة، عطفاً على أن عدد الرياضيين المشاركين تحت أنظار «اللجنة الأولمبية الصينية» يبدو هائلاً جداً.

ولأن الرياضة السعودية مقبلة على المشاركة في «دورة الألعاب الآسيوية» في ناغويا اليابانية عام 2026، وكذلك «دورة الألعاب الآسيوية» في قطر عام 2030، وقبلها بعامين «أولمبياد لوس أنجليس 2028»، وبعدها «أولمبياد بريزبين» الأسترالية عام 2032، وصولاً إلى استضافة السعودية نفسها «دورة الألعاب الآسيوية» عام 2034؛ فإن المشارَكات بحاجة إلى أن تكون نوعية ومختلفة ومنجزة عمّا سبق.