«أولمبياد باريس-سباحة»: الصين تتحدى تهم التنشط بإحراز 12 ميدالية

«أولمبياد باريس-سباحة»: الصين تتحدى تهم التنشط بإحراز 12 ميدالية
TT

«أولمبياد باريس-سباحة»: الصين تتحدى تهم التنشط بإحراز 12 ميدالية

«أولمبياد باريس-سباحة»: الصين تتحدى تهم التنشط بإحراز 12 ميدالية

ردت الصين على تهم تنشط سباحيها من خلال الفوز بـ12 ميدالية في أحواض أولمبياد باريس 2024، وذلك بقيادة جانلي بان ويوفي جانغ التي كانت «قلقة» من أن يرى الشعب الفرنسي السباحين الصينيين رياضيين «لا يستحقون التواجد على منصة التتويج».

وأنهت الصين منافسات السباحة التي اختتمت الأحد بـ12 ميدالية، بينها ذهبيتان إضافة إلى ثلاث فضيات وسبع برونزيات، أي أكثر بثلاث ميداليات من مجموع ما حققته قبل ثلاثة أعوام في أحواض طوكيو.

لكنها تخلفت عن القوتين العظميين الولايات المتحدة وأستراليا، وهذه المرة بفارق كبير إذ أحرزت الأولى 28 ميدالية، بينها 8 ذهبيات، والثانية 18 ميدالية، بينها 7 ذهبيات.

وكانت الاحتفالات كبيرة في الصين حين منحهم جانلي بان ذهبية 100م حرة مع رقم قياسي عالمي جديد، مستنكرين الاتهامات الموجهة إليهم في الأشهر الأخيرة، لا سيما من الأميركيين، بتناول المنشطات.

وحطّم السباح الشاب الذي احتفل الأحد بعيد ميلاده العشرين، رقمه القياسي العالمي، متقدّماً بفارق أكثر من ثانية عن وصيفه الأسترالي كايل تشالمرز.

وأثار فوزه غضب وتشكيك المدرب الأسترالي بريت هوك الذي قال إن الأداء «غير ممكن إنسانياً».

وقال العداء الأسترالي السابق الذي أصبح الآن مواطناً أميركياً على «إنستغرام»: «هذا ليس حقيقياً، لا يمكنك التغلّب على هؤلاء السباحين - كايل تشالمرز، (الروماني) ديفيد بوبوفيتشي، (الأميركي) جاك أليكسي - بهذا الفارق الكبير. هذا ليس ممكناً من الناحية الإنسانية».

وجاء فوز بان بعد أشهر من الشكوك المحيطة بمنتخب السباحة الصيني. تأجّجت الاتهامات بشكل أساسي من قبل السلطات الأميركية التي اتهمت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) بالتهاون تجاه الصين بعد قضية الحالات الإيجابية للفحوص لمادة محظورة.

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية وقناة «إيه آر دي» الألمانية في أبريل (نيسان) الماضي بأن 23 سباحاً صينياً ثبت تناولهم في عام 2021 مادة تريميتازيدين، المحظورة منذ 2014، خلال مسابقة محلية قبل أشهر قليلة من أولمبياد طوكيو.

لكن لم تتم معاقبتهم، بعد أن قبلت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات فرضية السلطات الصينية التي تقول إنهم وقعوا ضحايا لتلوث غذائي عرضي في مطابخ الفندق الذي كانوا يقيمون فيه.

لم تستأنف «وادا» ولا حتى الاتحاد الدولي للسباحة هذا القرار. وبعد تعرضها للضغوطات منذ أبريل، أوضحت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات أنه ليس لديها أدلة مقنعة لدحض نظرية التلوث.

وشددت «وادا» على أن المستويات المنخفضة جداً من هذه المادة الموجودة في عينات البول والتي كانت إيجابية ثم سلبية في عينات متتالية، يمكن أن تكون متوافقة مع تناولها عن طريق الخطأ.

ولكن في أعقاب ما كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» وقناة «إيه آر دي»، تحدثت الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات عن «تغيير على أعلى مستوى في الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات».

وكلفت «وادا» مدعياً عاماً مستقلاً بفحص طريقة تعاملها مع القضية، وأشار إلى «عدم التدخل أو المخالفة».

وأوردت بعض التقارير أن نجمة سباحة الفراشة يوفي جانغ التي أحرزت 6 ميداليات في باريس 2024 بواقع فضية و5 برونزيات، رافعة رصيدها الأولمبي الإجمالي إلى 10 ميداليات بينها ذهبيتان حققتها في طوكيو قبل ثلاثة أعوام، من بين السباحين الـ23 المشكوك بتنشطهم.

وأثر هذا الأمر على وضعها النفسي وفق ما أفادت، قائلة «تسابقت بشكل جيد مع أصدقائي من دول مختلفة، والآن جئت للمشاركة في الألعاب الأولمبية وأنا قلقة بأن ينظر إلي أصدقائي بعيون (مشككة) ولا يريدون التنافس معي».

وتابعت «أنا قلقة من أن الفرنسيين يعتقدون أن الرياضيين الصينيين لا يستحقون الوقوف على منصة التتويج».

في الواقع، كان المشجعون في «لا ديفانس أرينا» محترمين حيث استقبلوا السباحين الصينيين بالتصفيق.

وحثت جانغ أي مشككين على النظر في تفاصيل القضية، قائلة «تم اختبار كل واحد منا من 20 إلى 30 مرة في شهرين، ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع كمعدل وسطي»، من دون أن تأتي أي نتيجة إيجابية.

وأظهرت بيانات الاتحاد الدولي للسباحة التي صدرت قبل أيام من الألعاب أن السباحين الصينيين في باريس، بينهم 11 من أصل الـ23 الذين وردت أسماؤهم في هذه القضية، خضعوا للاختبار 10 مرات على الأقل منذ بداية العام.

ومع ذلك، لم يكن ذلك كافياً لإسكات المنتقدين عندما حطم بان رقمه القياسي العالمي وذلك على الرغم أن اسمه ليس وارداً في لائحة المتهمين الـ23.

وعندما فاز الفريق الصيني بذهبية التتابع 4 مرات 100م متنوعة، خرج البطل الأولمبي ثلاث مرات البريطاني آدم بيتي للتشكيك بنزاهة السباق، قائلاً الأحد «لا جدوى من الفوز إذا لم تفز بطريقة عادلة».

لكن بيتي أراد من ذلك انتقاد سلطات مكافحة المنشطات أكثر من السباحين الصينيين، قائلاً «إلى الأشخاص الذين يحتاجون للقيام بعملهم استيقظوا وقوموا بعملكم».

بالنسبة لصحيفة «تشاينا دايلي» فإن «الفريق الصيني للسباحة تعرض للتشويه من قبل جزء من وسائل الإعلام الغربية، تحت ضغط من الولايات المتحدة. وقد أثر ذلك بشكل كبير على جلسات التدريب والسباقات التي خاضها الفريق».


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس - جمباز»: بايلز خارج منصة تتويج عارضة التوازن... والذهبية للإيطالية داماتو

رياضة عالمية سيمون بايلز (د.ب.أ)

«أولمبياد باريس - جمباز»: بايلز خارج منصة تتويج عارضة التوازن... والذهبية للإيطالية داماتو

خرجت الأسطورة الأميركية سيمون بايلز خالية الوفاض من مسابقة عارضة التوازن نتيجة سقوطها في الدور النهائي، في حين كان اللقب الأولمبي من نصيب أليتشي داماتو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ماريليدي باولينو (رويترز)

«أولمبياد 2024»: باولينو تتأهل لقبل نهائي سباق 400 م

بدأت ماريليدي باولينو، وهي من جمهورية الدومينيكان، سعيها لإحراز لقب سباق 400 متر عدوا للسيدات في أولمبياد باريس الصيفي بتسجيل أسرع وقت في الجولة التمهيدية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية تسو جين يان يحرز الميدالية الذهبية (د.ب.أ)

«ألعاب باريس»: الصيني تسو «ملك المتوازيين» في الجمباز يحتفظ بلقبه

أحرز الصيني تسو جين يان الميدالية الذهبية في جهاز المتوازيين بدورة الألعاب الأولمبية في باريس اليوم الاثنين بعدما تغلب على كافة منافسيه ليحتفظ باللقب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ليون مارشان (أ.ف.ب)

​السباح الفرنسي مارشان يرتقي إلى مستوى التوقعات

كانت هناك أرقام قياسية وشكوك حول تعاطي المنشطات والكثير من الميداليات الذهبية للسباحة الأميركية كاتي ليديكي ولكن المنافسات بأولمبياد باريس ستظل في الأذهان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ماريت باومستر (رويترز)

الهولندية باومستر تتجه نحو ذهبية القوارب الشراعية في أولمبياد باريس

تسعى الهولندية ماريت باومستر إلى أن تصبح المرأة الأكثر نجاحاً في رياضة الشراع في الألعاب الأولمبية هذا الأسبوع من خلال الفوز بالميدالية الذهبية في سباق القارب.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أولمبياد باريس - جمباز»: بايلز خارج منصة تتويج عارضة التوازن... والذهبية للإيطالية داماتو

سيمون بايلز (د.ب.أ)
سيمون بايلز (د.ب.أ)
TT

«أولمبياد باريس - جمباز»: بايلز خارج منصة تتويج عارضة التوازن... والذهبية للإيطالية داماتو

سيمون بايلز (د.ب.أ)
سيمون بايلز (د.ب.أ)

خرجت الأسطورة الأميركية سيمون بايلز خالية الوفاض من مسابقة عارضة التوازن نتيجة سقوطها في الدور النهائي، في حين كان اللقب الأولمبي من نصيب أليتشي داماتو مانحة إيطاليا ذهبيتها الأولى في فئة السيدات في الجمباز الاثنين في أولمبياد باريس 2024.

كانت بايلز مرشحة فوق العادة لذهبيتها الرابعة في باريس والثامنة في مسيرتها الأسطورية، لكنها دفعت ثمن سقوطها عن العارضة واكتفت في النهاية بالمركز الخامس، في حين تصدرت داماتو الترتيب العام برصيد 14.366 نقطة، متقدمة على الصينية ياكين جو (14.100) ومواطنتها مانيلا إسبوزيتو (14.000) اللتين نالتا الفضية والبرونزية توالياً.

بعد مشاركة مخيبة في طوكيو قبل ثلاثة أعوام حيث عانت من اختلال توازنها خلال التحليق بما عُرف بالالتواءات (تويستيز) خلال قفزاتها وانسحابها من نهائي مسابقة الفرق واكتفائها ببرونزية عارضة التوازن، استعادت بايلز في باريس تألقها وأحرزت 3 ذهبيات في المسابقة الكاملة للفرق ثم للفردي وحصان القفز، رافعة رصيدها الأولمبي إلى 7 ذهبيات.

وبدأ الحديث عن توجهها لمعادلة رقم الأسطورة السوفياتية السابقة لاريسا لاتينينا (9)، أكثر رياضية تتويجاً ليس فقط بالجمباز، بل على صعيد كافة الرياضات الأولمبية للسيدات، قبل أن تعادلها في باريس الأميركية الأخرى نجمة السباحة كايتي ليديكي. لكن سقوط بايلز عن العارضة، في حادثة اختبرتها أيضاً مواطنتها سونسيا لي التي حلت سادسة، أوقف هذا الطموح، أقله في باريس، لكنها قادرة على تعزيز رصيدها بالذهبية الثامنة في وقت لاحق الاثنين من خلال مسابقة الحركات الأرضية.

بالنسبة للفائزة داماتو البالغة من العمر 21 عاماً، فهي نالت ميداليتها الأولمبية الثانية بعدما سبق لها التتويج مع منتخب بلادها بفضية المسابقة الكاملة في باريس.

ويشكل تتويج داماتو مفاجأة، ليس فقط في ظل وجود بايلز، بل لوجود البرازيلية ريبيكا أندراندي، بطلة طوكيو في حصان القفز والحائزة في باريس 2024 فضيتي المسابقة الكاملة للفردي وحصان القفز وبرونزية المسابقة الكاملة للفرق، لكنها اكتفت بدورها بالمركز الرابع بعدما جمعت 13.933 نقطة.