أصدر نادي ريال مدريد، الجمعة، بياناً رسمياً عدّ فيه التصريحات العلنية التي أدلى بها الحكام المعيّنون لإدارة نهائي كأس ملك إسبانيا غير مقبولة على الإطلاق.
وكان الحكم ريكاردو دي بورغوس، حكم نهائي كأس ملك إسبانيا، قد ندّد باكياً بالضغوط التي يواجهها من تلفزيون ريال مدريد هذا الموسم وعواقبها على عائلاته.
وأوضح النادي أن هذه التصريحات، التي هاجمت بشكل مفاجئ محتوى الفيديوهات التي تبثها قناة «ريال مدريد تي في»، والتي تُعد وسيلة إعلامية ضمن إطار حرية التعبير، جاءت بشكل متعمد قبل 24 ساعة فقط من إقامة النهائي، وهو ما عدّه النادي دليلاً جديداً على التحامل والعداء الواضحين من قبل هؤلاء الحكام تجاه ريال مدريد.
وأكّد البيان أن التصريحات حملت نبرة تهديدية، وأشارت إلى وحدة صفّ الحكام، متوعدةً باتخاذ إجراءات أو قرارات تفتقر إلى مبادئ العدالة والموضوعية والحياد، التي يُفترض أن تسود في مثل هذه المناسبات الكروية الكبرى، خصوصاً مع اقتراب مباراة تحظى باهتمام مئات الملايين حول العالم.
واختتم ريال مدريد بيانه بالتأكيد على خطورة ما جرى، مطالباً الجهات المسؤولة في الاتحاد الإسباني لكرة القدم واللجنة التحكيمية باتخاذ ما يلزم من إجراءات فورية، تحفظ هيبة المؤسسات التي يمثلونها، وتدافع عن سمعتها وحيادها.
وبلغ التوتر بين الريال والاتحاد الإسباني لكرة القدم ذروته، وذلك عشية نهائي كأس الملك أمام برشلونة، في ظل أزمة حادة تتعلق بطاقم التحكيم المكلف بإدارة اللقاء، حسب ما أفادت صحيفة «ماركا» الإسبانية.
وذكرت الصحيفة أن الاتحاد الإسباني رفض تغيير الحكام رغم الاعتراضات القوية من جانب ريال مدريد، ما دفع إدارة النادي الملكي إلى دراسة جدية لعدم خوض المباراة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغضب في أروقة النادي ازداد مع مرور الوقت، حيث لم تكن هناك في البداية أي نية لتقديم شكوى، لكن تحت ضغط الجماهير وتصاعد السخط على مواقع التواصل الاجتماعي، قرّر ريال مدريد اتخاذ خطوة رسمية، موجهاً انتقاداته تحديداً إلى حكم تقنية الفيديو، غونزاليس فويرتيس.
وأضافت «ماركا» أن الجماهير احتشدت أمام فندق إقامة الفريق، مطالبة اللاعبين والإدارة بخوض المباراة «احتراماً للجماهير»، إلا أن حالة الشد والجذب لا تزال مستمرة، خاصة مع تمسك الاتحاد الإسباني بموقفه ورفضه إدخال أي تعديل على الطاقم التحكيمي، ما أدّى إلى تصعيد الأزمة.
وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة أن رئيس الاتحاد الإسباني رافاييل لوزان حاول التواصل مع إدارة ريال مدريد بهدف تهدئة الأمور ومنع المقاطعة المحتملة. لكن رغم هذه المحاولات، لا تزال التهديدات قائمة، حيث إن رئيس النادي فلورنتينو بيريز لن يصل إلى إشبيلية إلا يوم السبت، فيما تبقى مسألة مشاركته في الفعاليات الرسمية حتى حضوره المباراة النهائية موضع شك، مع تصاعد الحديث داخل النادي عن إمكانية مقاطعة بعض أو كل الأحداث المرتبطة بالنهائي.
وختمت «ماركا» تقريرها بالإشارة إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير النهائي، الذي بات مهدداً بأن يُقام في أجواء من الغليان غير المسبوق بين ريال مدريد والاتحاد الإسباني لكرة القدم.