السبّاحة الذهبية ماكنتوش تساعد كندا على تجاوز فضيحة «التجسس»

سمر ماكنتوش تتوشح بالذهب (د.ب.أ)
سمر ماكنتوش تتوشح بالذهب (د.ب.أ)
TT

السبّاحة الذهبية ماكنتوش تساعد كندا على تجاوز فضيحة «التجسس»

سمر ماكنتوش تتوشح بالذهب (د.ب.أ)
سمر ماكنتوش تتوشح بالذهب (د.ب.أ)

لم يكن الفوز الساحق الذي حققته سمر ماكنتوش في سباق 400 متر فردي متنوع للسيدات في أولمبياد باريس، يوم الاثنين، ليأتي في وقت أفضل بالنسبة للبعثة الكندية المُحاصَرة تحت وطأة فضيحة التجسس على تدريب منتخب نيوزيلندا لكرة القدم للسيدات.

وتركت حاملة الرقم القياسي العالمي ماكنتوش حشداً كبيراً من السباحات خلفها لتلمس الحائط أولاً بفارق ست ثوان تقريباً عن الملاحقتين الأميركيتين كاتي غرايمز وإيما ويانت، في عرض كاسح منها أدى لهتاف حشد غفير في مسبح «لا ديفينس»، ولا شك أنه ارتقى بمعنويات الكنديين في وطنهم.

العلم الكندي على عاتق السبّاحة سمر ماكنتوش (أ.ف.ب)

ويعد هذا من نوعية الأداء الذي يمكن تذكره باعتباره أحد أعظم اللحظات الأولمبية بالنسبة لكندا، وربما يتطلب الأمر أيضاً شيئاً مميزاً لتلميع الصورة الرياضية المشوهة للبلاد.

وكان الكنديون في أمس الحاجة إلى بطل أو بطلة رياضية ليخرجوا من السحابة المظلمة التي ألقتها فضيحة التجسس بطائرة مسيرة، والتي حاصرت فريق كرة القدم للسيدات، ما أدى لإيقاف مدربين والإضرار بآمال أبطال الألعاب الأولمبية في الحصول على ميدالية بعد خصم ست نقاط من رصيد الفريق.

وجاءت ماكنتوش (17 عاماً) لإنقاذ الموقف، يوم الاثنين، بأداء كانت تأمل أن يجعل فريقها فخوراً بها ويقدم بعض الإلهام للأطفال في وطنها.

وقالت ماكنتوش «من الواضح أن هذه اللحظات لا تأتي إلا كل أربع سنوات، لذا فأنا أحاول فقط أن أجعل فريق كندا فخوراً وأن أضع الأساس لنا الليلة. أتمنى فقط أن يتمكن أي شخص يشاهدني في الوطن من إلهام أكبر عدد ممكن من الأطفال الصغار».

نوعية أداء ماكنتوش يمكن اعتباره أحد أعظم اللحظات الأولمبية بالنسبة لكندا (أ.ف.ب)

وأضافت «آمل أن يعرفوا أنه إذا تمكنت من القيام بذلك، فإنهم قادرون على القيام بذلك أيضاً. كنت ذات يوم في مكانهم عندما شاهدت أولمبياد ريو، والآن أنا هنا بعد ثماني سنوات، لذا آمل أن ألهمهم بقدر الإمكان».

وبعد أيام من تعرض كندا لوابل من عناوين الأخبار التي وصفتهم بـ«الغشاشين»، فإن العمل الرائع الذي قامت به ماكنتوش في المسبح من شأنه أن يلفت بعض الانتباه بعيداً عن الفضيحة، وما زال بإمكان السبّاحة الشابة أن تفعل ما يكفي لتكون قصة الألعاب الأولمبية بالنسبة لكندا.

ماكنتوش ترفع راية النصر (أ.ف.ب)

ويأتي انتصارها بعد يومين من حصولها على الميدالية الفضية خلف الأسترالية القوية أريارن تيتموس في سباق 400 متر حرة في اليوم الافتتاحي لمنافسات السباحة.

ومع وجود سباقين آخرين للفردي (200 متر فردي متنوع و200 متر فراشة) إضافة لسباقات التتابع، قد يمكّنها هذا من مغادرة باريس كواحدة من أكثر الرياضيين الكنديين تتويجاً بالميداليات في الأولمبياد.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس - كرة طائرة»: منتخب مصر يخسر أمام إيطاليا

رياضة عالمية المنتخب المصري لا يزال الأخير في المجموعة من دون أي نقطة (رويترز)

«أولمبياد باريس - كرة طائرة»: منتخب مصر يخسر أمام إيطاليا

تلقى منتخب مصر خسارته الثانية على التوالي في المجموعة الثانية بمرحلة المجموعات لمنافسات كرة الطائرة للرجال بأولمبياد باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية منتخب ألمانيا حقق فوزاً كبيراً على نظيره السلوفيني بنتيجة 41 - 22 (أ.ف.ب)

«ألعاب باريس - يد»: ألمانيا تهزم سلوفينيا... وتحقق فوزها الأول

تعافى المنتخب الألماني من بدايته الهزيلة في المجموعة الأولى من مرحلة المجموعات لمنافسات كرة اليد للسيدات بأولمبياد باريس 2024، بعدما حقق انتصاره الأول في الدورة

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية دايكي هاشيموتو (رويترز)

هاشيموتو بعد قيادة اليابان لذهبية الفرق في الجمباز: كدت أفقد الثقة

يعيش بطل الجمباز الياباني دايكي هاشيموتو، حامل لقب الأولمبياد في منافسات كل الأجهزة، حالة صعبة منذ شهور.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية كانت ليلة فرنسية بامتياز في منافسات المبارزة في دورة الألعاب الأولمبية (أ.ف.ب)

أبيتي - برونيه ملكة المبارزة الفرنسية تتوج بالذهبية في غران باليه

كانت ليلة فرنسية بامتياز في منافسات المبارزة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس للمبارزين المحليين حيث حصلت جماهير قاعة غران باليه أخيراً على ذهبية أولمبية.

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة عالمية رايان ميرفي (أ.ف.ب)

عائلة السباح الأميركي ميرفي تحتفل بميدالية وطفل جديد

ربما فاز رايان ميرفي بالميدالية البرونزية في سباق 100 متر ظهراً للرجال لكن السباح الأميركي السعيد ابتسم كثيراً في لا ديفينس أرينا الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هاشيموتو بعد قيادة اليابان لذهبية الفرق في الجمباز: كدت أفقد الثقة

دايكي هاشيموتو (رويترز)
دايكي هاشيموتو (رويترز)
TT

هاشيموتو بعد قيادة اليابان لذهبية الفرق في الجمباز: كدت أفقد الثقة

دايكي هاشيموتو (رويترز)
دايكي هاشيموتو (رويترز)

يعيش بطل الجمباز الياباني دايكي هاشيموتو، حامل لقب الأولمبياد في منافسات كل الأجهزة، حالة صعبة منذ شهور.

وفي شهر مايو (أيار) الماضي، أجبرته الإصابة على الانسحاب فجأة من بطولة «إن إتش كيه»، البطولة الأهم في هذه الرياضة باليابان، التي كان يأمل أن تكون فرصته للاستعداد قبل دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

وعلى الرغم من أنه لا يزال يعاني من إصابة في إصبعه لم تلتئم بعد، انضم إلى رياضيين آخرين في معسكر تدريبي قبل أولمبياد باريس، كما أنه تساءل عما إذا كان سيتمكن من قيادة الفريق المكون من خمسة لاعبين إلى الميدالية الذهبية التي كانت تتوقعها بلاده.

وقال هاشيموتو للصحافيين، الاثنين: «بصراحة، بدأت أفقد الثقة. عندما انتهى المعسكر التدريبي، لم أكن أستطيع أن أتخيل كيف سأفوز بالميدالية الذهبية».

ويبدو أن هذا الشعور بالشك قد اختفى قبل يومين عندما دخل هاشيموتو إلى ملعب «بيرسي أرينا» في باريس، مبتسماً ويلوح بيده للجماهير.

ولكن الثقة لم تدم طويلاً.

وفي العقلة، أخطأ هاشيموتو في نزوله بالهبوط على يديه وقدميه؛ ما أدى إلى تلاشي فرصته في الوصول للنهائي؛ للدفاع عن اللقب في الجهاز.

وقال «لقد أصبحت عبئاً على الفريق، وشعرت أن هذا الأمر كان ثقيلاً للغاية مرة أخرى».

وكانت اليابان تأمل في تصدّر ترتيب التصفيات لتعزيز فرصها في الفوز باللقب، لكنها اضطرت إلى الاكتفاء بالمركز الثاني خلف الصين.

وقال هاشيموتو إن إصرار زملائه في الفريق وتشجيعهم المستمر له كانا السبب في تجاوز هذه اللحظات الصعبة.

وأضاف: «في كل مرة كنت أفتح فيها أبواب ملعب التدريب، كان الجميع يتحدثون عن رغبتهم في الفوز بالميدالية الذهبية. وعندما رأيت ذلك، شعرت من أعماق قلبي أنني أريد القتال من أجل هذا الفريق».

الاثنين، ومع وجود الميدالية على المحك، كان هاشيموتو في حاجة إلى دفعة معنوية إضافية من زملائه في الفريق.

وفي خطأ أثار استنكار الجميع في الملعب، سقط هاشيموتو من على حصان الحلق، ما أدّى إلى تراجع اليابان أمام فريق صيني قوي.

والواقع أن النتيجة المتواضعة، التي سجلها هاشيموتو 13.100، جعلت بلاده تتخلّف عن بقية المنتخبات في المركز الخامس عند منتصف مشوار النهائي.

وقال هاشيموتو، الذي كان جزءاً من الفريق الياباني الذي احتل المركز الثاني خلف روسيا في «ألعاب طوكيو»: «في اللحظة التي سقطت فيها، فكرت في نفسي. (أوه لا، سنخسر الميدالية الذهبية مرة أخرى بسببي). لكن عندما أنهيت المهمة، قال لي زملائي في الفريق تاكاكي سوغينو وكازوما كايا (لا تستسلم، لا يزال بوسعنا أن نفعل ذلك)».

ومع بقاء جهاز واحد فقط من بين الأجهزة الستة، بدا فوز الصين بالميدالية الذهبية شبه مؤكد، إذ كانت اليابان متأخرة بأكثر من ثلاث نقاط، وهو فارق ضخم لا يمكن تعويضه إلا إذا نفّذ اليابانيون سلسلة من الحركات الخالية من العيوب تقريباً، كما تطلّب الأمر من لاعبي الصين ارتكاب بعض الأخطاء الكبرى.

ولحسن الحظ بالنسبة إلى اليابان، هذا هو بالضبط ما حدث على العقلة.

وأخطأ شياو روتينغ بنزوله على ركبتيه، ليحصل على أدنى نتيجة له في اليوم، وهي 13.433.

وبعد دقائق قليلة، تعرّض زميله الصيني سو ويدي لسقوطين عنيفين من العارضة، ليمنح هاشيموتو فرصة للتعويض وفريقه للفوز بالميدالية الذهبية.

وكان هاشيموتو آخر المشاركين في الفريق الياباني؛ إذ قدّم أداء قوياً بتسجيله 14.566 نقطة، ليحصل فريقه على إجمالي 259.594 نقطة. وقد ترك هذا المنافس الصيني الأخير في حاجة إلى تسجيل 15.265 نقطة فقط للتعادل مع اليابان. وقد فشل تشانج بوهينغ في تحقيق هذا الهدف.

وقال هاشيموتو: «سعيد للغاية. الأمر مختلف عن الميدالية الفردية. الجميع يعانقون بعضهم بجنون، ثم يعانقون بعضهم مرة أخرى، رغم أننا احتضنا بعضنا للتو. أشعر أن هذه الميدالية عمّقت روابطنا القوية أكثر».