هل يكون نهر السين مناسباً للسباحة في أولمبياد باريس؟

مياه نهر السين تحت المجهر في منافسات أولمبياد باريس (رويترز)
مياه نهر السين تحت المجهر في منافسات أولمبياد باريس (رويترز)
TT

هل يكون نهر السين مناسباً للسباحة في أولمبياد باريس؟

مياه نهر السين تحت المجهر في منافسات أولمبياد باريس (رويترز)
مياه نهر السين تحت المجهر في منافسات أولمبياد باريس (رويترز)

أرغمت مستويات التلوث منظمي أولمبياد باريس 2024 على إلغاء حصة تدريبية للسباحة بنهر السين ضمن منافسات الثلاثي لليوم الثاني على التوالي، الاثنين، قبل يوم واحد من مسابقة الرجال.

وقال المنظمون إنهم واثقون من أن ارتفاع درجات الحرارة، الاثنين، سيساهم في القضاء على البيكتريا بالقدر الكافي لإقامة المنافسات.

وكشفت البيانات التي نشرت في نهاية الأسبوع الماضي أن مياه السين ستكون صالحة للسباحة في 6 أيام بين 17 و23 يوليو (تموز). لكن هطول الأمطار في يوم الافتتاح رفع مستوى التلوث.

ويقيس المختصون مستويات نوعين من البيكتريا: الإشريكية القولونية والمكورات المعوية البرازية.

وعادة ما توجد الإشريكية القولونية في الجزء السفلي من أمعاء ذوات الدم الحار، ورغم أن أغلب أنواعها غير مضرة، فإن بعضها قد يسبب المرض الشديد، ومن بين الأعراض تقلصات معوية والإسهال والحمى والقيء.

أما المكورات المعوية البرازية فعادة ما تستخدم كمؤشر على جودة المياه في أحواض السباحة والشواطئ العامة.

وتنص المعايير الأوروبية على أن الحد الآمن للبكتريا الإشريكية القولونية 900 وحدة تشكيل مستعمرة لكل 100 ملليلتر، و330 وحدة تشكيل مستعمرة لكل 100 مللي في حالة المكورات المعوية.

ويقول بنجامين رينيو مسؤول جودة المياه في بلدية باريس إن هناك أربعة عوامل رئيسية تؤثر على تلوث المياه، وهي: هطول الأمطار، حيث يعني هطول مزيد من الأمطار مزيداً من الجريان السطحي للتلوث.

ثانيها: مؤشر الأشعة فوق البنفسجية، وقال عنها رينيو: «كلما ارتفع مؤشر الأشعة فوق البنفسجية، هلكت البكتيريا بشكل أسرع»، ثالثها: درجة الحرارة، حيث كلما ارتفعت درجة الحرارة، هلكت البكتيريا بشكل أسرع. وقال رينيو: «سواء كانت درجة حرارة الماء 16 درجة مئوية (60 فهرنهايت)، أو أعلى من 22 درجة مئوية (71 فهرنهايت) كما هو الحال عادة في الصيف، فإن ذلك يُحدث فرقاً كبيراً، وأخيراً تدفق النهر، فكلما كان التدفق أسرع زاد التلوث.

وبعد ظهر كل يوم قبل نزول الرياضيين للاعتياد على الأجواء وقبل كل مسابقة، تجتمع لجنة فنية تضم جميع المعنيين بمسألة جودة المياه في نهر السين: مدينة باريس ومنظمي باريس 2024 والاتحاد الدولي للسباحة والسلطات الإقليمية وهيئة الأرصاد الجوية الفرنسية.

وفي نهاية اجتماع اللجنة الفنية، يتم إجراء تحليل أولي للأحوال الجوية.

في الساعة 3.30 صباحاً في يوم المسابقة، يعقد جميع الأطراف المعنية اجتماعاً نهائياً.

وقد أبلغ المنظمون «رويترز»: «هناك أيام طوارئ معدة لأولمبياد باريس للرياضتين، وهو ما يمنحنا مجالاً للمناورة. علاوة على ذلك، ستكون عملية اتخاذ القرار أكثر دقة من ذي قبل، وسيقوم معمل مياه باريس بتحليل المياه مرتين يومياً».

وإذا لم يتسن إقامة المسابقة، رغم التأجيل، فسيقام ماراثون السباحة في محمية فير سور مارن، حيث تقام منافسات التجديف والكانوي، بينما ستلغى منافسات السباحة من الثلاثي.


مقالات ذات صلة

«ألعاب باريس - يد»: ألمانيا تهزم سلوفينيا... وتحقق فوزها الأول

رياضة عالمية منتخب ألمانيا حقق فوزاً كبيراً على نظيره السلوفيني بنتيجة 41 - 22 (أ.ف.ب)

«ألعاب باريس - يد»: ألمانيا تهزم سلوفينيا... وتحقق فوزها الأول

تعافى المنتخب الألماني من بدايته الهزيلة في المجموعة الأولى من مرحلة المجموعات لمنافسات كرة اليد للسيدات بأولمبياد باريس 2024، بعدما حقق انتصاره الأول في الدورة

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية دايكي هاشيموتو (رويترز)

هاشيموتو بعد قيادة اليابان لذهبية الفرق في الجمباز: كدت أفقد الثقة

يعيش بطل الجمباز الياباني دايكي هاشيموتو، حامل لقب الأولمبياد في منافسات كل الأجهزة، حالة صعبة منذ شهور.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية كانت ليلة فرنسية بامتياز في منافسات المبارزة في دورة الألعاب الأولمبية (أ.ف.ب)

أبيتي - برونيه ملكة المبارزة الفرنسية تتوج بالذهبية في غران باليه

كانت ليلة فرنسية بامتياز في منافسات المبارزة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس للمبارزين المحليين حيث حصلت جماهير قاعة غران باليه أخيراً على ذهبية أولمبية.

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة عالمية رايان ميرفي (أ.ف.ب)

عائلة السباح الأميركي ميرفي تحتفل بميدالية وطفل جديد

ربما فاز رايان ميرفي بالميدالية البرونزية في سباق 100 متر ظهراً للرجال لكن السباح الأميركي السعيد ابتسم كثيراً في لا ديفينس أرينا الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية المدرب الفرنسي ديني أوغان قال إن إعداد السباحين لم يكن جيداً قبل الأولمبياد (أ.ف.ب)

لماذا لم تسقط أرقام السباحين القياسية العالمية؟

لم تتحطم بعد الأرقام القياسية العالمية في المسبح الأولمبي في مركز «لا ديفانس أرينا» في باريس لكن السباحين والمدربين يتفقون على أن المركز المؤقت ليس سبباً في ذلك

«الشرق الأوسط» (باريس )

لماذا لم تسقط أرقام السباحين القياسية العالمية؟

المدرب الفرنسي ديني أوغان قال إن إعداد السباحين لم يكن جيداً قبل الأولمبياد (أ.ف.ب)
المدرب الفرنسي ديني أوغان قال إن إعداد السباحين لم يكن جيداً قبل الأولمبياد (أ.ف.ب)
TT

لماذا لم تسقط أرقام السباحين القياسية العالمية؟

المدرب الفرنسي ديني أوغان قال إن إعداد السباحين لم يكن جيداً قبل الأولمبياد (أ.ف.ب)
المدرب الفرنسي ديني أوغان قال إن إعداد السباحين لم يكن جيداً قبل الأولمبياد (أ.ف.ب)

لم تتحطم بعد الأرقام القياسية العالمية في المسبح الأولمبي في مركز «لا ديفانس أرينا» في باريس، لكن السباحين والمدربين يتفقون على أن المركز المؤقت الذي أنشئ داخل ملعب مغطى كان يستخدم للحفلات الموسيقية ومباريات الرغبي ليس سبباً في ذلك.

وتوخى منظمو باريس 2024 الحذر من بناء ملعب جديد كان من الممكن أن يصبح بلا فائدة بعد انتهاء الأولمبياد، مما أدى إلى تحويل المبنى الذي يسع لنحو 15 ألف متفرج إلى مقر للمنافسات.

ورغم تحطيم ثمانية أرقام قياسية عالمية في ريو 2016 وستة أرقام أخرى في طوكيو عام 2021؛ فإنها تظل حلماً صعب المنال بعد انتهاء ثلث المنافسات في باريس.

ولم يرق «سباق القرن» للسيدات في سباق 400 متر «حرة» إلى مستوى التوقعات، بينما كان نهائي سباق 100 متر «صدر»، الذي كانت المنافسة فيه متقاربة للغاية؛ إذ كان الفارق بين المتسابقات الثلاث الأوائل 0.02 ثانية فقط؛ لا يزال متأخراً بثانيتين عن الرقم القياسي العالمي.

وقال الأسترالي إليغاه وينينغتون الحاصل على فضية سباق 400 متر «حرة»: «في أغلب الأحيان لا تكون الألعاب الأولمبية هي الملعب الأفضل على الإطلاق لأفضل السباحين في العالم كما هو الحال دائماً في بطولات العالم واللقاءات المحلية».

وأضاف: «لا يوجد ضغط مثل الألعاب الأولمبية، ولكن البيئة لا تسمح بذلك حقاً. فأنت تمشي كثيراً في قرية الرياضيين، والطعام ليس كما اعتدت عليه عادة، ورحلات الحافلات أطول».

وقال المدرب الفرنسي ديني أوغان إن ثلاث بطولات عالمية أقيمت بين دورتي طوكيو وباريس، إلى جانب لقاءات أخرى، تسببت في جدول مضغوط لم يمنح السباحين الاستعداد المثالي.

وأضاف: «كان لدينا ثلاث سنوات للاستعداد لهذه الأولمبياد، بينما كان لدينا خمس سنوات للاستعداد إلى طوكيو».

وتابع: «خضنا العديد من المنافسات عالية المستوى بين طوكيو والآن، في السباقات الطويلة والقصيرة، والبطولات الأوروبية، إنها كثيرة جداً. لذلك لا يمكننا الاستعداد بالطريقة نفسها والوقت نفسه. هذا هو السبب الوحيد».

وقال بوب باومان، الذي درب مايكل فيلبس الحائز على 23 ذهبية أولمبية والآن يجرب البطل الفرنسي ليون مارشان، إن السباحين لاحظوا أن المسبح ذو مياه ضحلة.

وأضاف: «لقد لاحظوا أن المسبح أقل عمقاً، وهذا صحيح لأن العديد من السباحين الذين أتعامل معهم يسبحون تحت الماء. لذلك يبدو الأمر مختلفاً لأنهم أقرب للقاع».

لكن المدرب (59 عاماً) لا يزال يتوقع أن تتحطم الأرقام القياسية العالمية خلال المنافسات.