توافد المشجعون بأعداد كبيرة، وتوشّح بعضهم بالأعلام، وهتف معظمهم باسم ليون مارشان، حيث احتشدوا في كل جنبات وأروقة لا ديفونس أرينا، واهتز المكان بهدير أصواتهم، مرددة اسم السباح الفرنسي الشاب، حتى أحرز ميدالية ذهبية مذهلة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس.
وكان من بين الجماهير أسطورة السباحة الأميركي، مايكل فيلبس، ورئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال أيضاً، حيث بدا الملعب في بعض الأحيان وكأنه كنيسة في أول يوم أحد من الألعاب الأولمبية.
وفي فترات أخرى، كان يشبه مكاناً يُقام فيه حفل لموسيقى الروك.
وقبل ظهور مارشان، وبينما كان الملعب غارقاً في الظلام، أضاء مشجعون المدرجات بشاشات هواتفهم المحمولة، وهيّأوا الأجواء بأداء النشيد الوطني الفرنسي.
ولم يضطروا للانتظار طويلاً حتى بدء الحدث الرئيسي، وهو أولى مشاركات مارشان في سباق 400 متر فردي متنوع، وهو الأول في البرنامج.
وتسبَّب ظهوره بجانب حمام السباحة في هدير يصم الآذان قادم من المدرجات صاحَبَه حتى الوقوف على منصة انطلاق السباق.
وصمت الحشد أثناء استعداد السباح الفرنسي لبدء السباق، لكنه عاد إلى ما كان عليه عندما قفز من نقطة البداية، وشرع في سحق منافسيه.
وبعد أن تغلّب على صاحب المركز الثاني؛ الياباني تومويوكي ماتسوشيتا بنحو ست ثوان، أصبح حامل الرقم القياسي العالمي مارشان أول سباح فرنسي يفوز بلقب أولمبي في سباق متنوع.
ويتمتع مارشان، الملقب بمايكل فيلبس الفرنسي، بكثير من الأشياء التي تساعد على مقارنته بالأسطورة الأميركي؛ ليس منها عدد الميداليات حتى الآن.
فهو ينفّذ ضربات فيلبس أثناء السباحة، ويتدرب على يد بوب بومان، الذي سبق له تدريب السباح الأميركي أيضاً.
كما يحظى بفرص قوية للفوز بميداليات في كل من السباقات الثلاثة الأخرى التي يشارك فيها؛ وهي: 200 متر فردي متنوع، و200 متر فراشة، و200 متر صدراً.
ومن شأن الفوز بأربع ميداليات ذهبية فردية في دورة ألعاب واحدة أن يضعه بالقرب من موقع فيلبس.
وجاءت التهاني لمارشان من كل صوب، بما في ذلك لاعب كرة القدم الفرنسي الدولي أنطوان غريزمان، الذي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لنفسه مليئة بالسعادة في المكان.
حتى إن مارشان تلقّى مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال مارشان: «أنا بطل أولمبي، وليس من السهل تحقيق ذلك».
وتابع: «شعرت بالقشعريرة على منصة التتويج، وشعرت بالفخر حقاً بنفسي وبكوني فرنسياً أيضاً. كان وقتاً رائعاً لي. كنت أعيش هذه اللحظة حقاً».