ماكرون: دورة الألعاب ستكون بمثابة «هدنة أولمبية وسياسية»

ماكرون وتوماس باخ خلال لقاء اليوم (أ.ب)
ماكرون وتوماس باخ خلال لقاء اليوم (أ.ب)
TT

ماكرون: دورة الألعاب ستكون بمثابة «هدنة أولمبية وسياسية»

ماكرون وتوماس باخ خلال لقاء اليوم (أ.ب)
ماكرون وتوماس باخ خلال لقاء اليوم (أ.ب)

أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، أن كل شيء «جاهز» لاستضافة باريس الألعاب الأولمبية الصيفية بدءاً من يوم الجمعة، خلال زيارته قرية اللاعبين في سان دوني، شمال العاصمة.

وقال ماكرون، على هامش افتتاحه مركزَي الشرطة والإطفاء في القرية الأولمبية: «نحن جاهزون، وسنكون جاهزين طوال فترة الألعاب».

وأضاف: «إذا كان بوسعنا أن نفخر جماعياً بهذا البلد، فذلك لأنكم تقومون بهذه التضحية».

وشارك ماكرون، صباح الاثنين، قبل هذه الزيارة باجتماع مع وزير الداخلية جيرالد دارمانان، «لتقييم النقاط الأمنية الأكثر سرّية لحفل الافتتاح»، المقرّر الجمعة على نهر السين.

وتابع الرئيس الفرنسي: «نعمل منذ سنوات على هذه الألعاب، ونحن في بداية أسبوع حاسم، سيشهد حفل الافتتاح، ثم الأولمبياد في باريس، بعد 100 عام» من استضافة العاصمة الفرنسية نسخة 1924.

وأردف: «هذا ثمرة عمل ضخم أحدث تغييراً في البلاد، خصوصاً في منطقة سين سان دوني، في الضاحية الشمالية من العاصمة».

وتُعدّ منطقة سين سان دوني، حيث يقع الملعب الرئيسي لألعاب القوى للألعاب الأولمبية، أفقر منطقة في فرنسا، وتأمل في جني الفوائد من هذه الأحداث الرياضية الرائعة.

وشدّد على «إرث» الألعاب لهذه المناطق المحرومة، بفضل بنى تحتية عديدة ستبقى بعد الألعاب التي تختتم في 11 أغسطس (آب) المقبل، «سأعود بعد الألعاب لأرى الإرث بجانبكم، وأرى الحياة التي ستتغيّر».

وقبل تناول الغداء مع الرياضيين الفرنسيين حيّا رئيس الدولة المتطوّعين «في قلب مرجل هذه القرية الأولمبية»، وختم: «فرنسا فخورة جداً باستقبال هذه الألعاب، شكراً من أعماق القلب للسماح لنا باستضافة العالم».

ماكرون أكّد أن الألعاب الأولمبية ستكون لحظة هدنة سياسية (أ.ف.ب)

هدنة سياسية

من جهة أخرى، قال ماكرون إن الألعاب الأولمبية ستكون لحظة «هدنة سياسية»، فيما لا تزال البلاد تبحث عن حكومة بعد الانتخابات التشريعية المبكّرة.

وتحدّث رئيس الدولة عن «مهرجان رياضي» مقرون بـ«هدنة أولمبية وسياسية»، وقال: «إنها الألعاب التي ستكون في قلب حياة البلاد، والعالم سيكون في فرنسا بفضلها»، دون أن يوضّح ما إذا كان ذلك يعني أنه لن يعيّن رئيساً للوزراء قبل الأولمبياد.

كما أكّد أن الألعاب «لم تفسد على الإطلاق» بحلّه للجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) الماضي، الأمر الذي أدخل فرنسا في أزمة سياسية، مصرّاً على أن هناك «شكلاً من أشكال الهدنة».

وأوضح مقرّبون من ماكرون أن تعيين رئيس للوزراء خلفاً لغابريال أتال المستقيل، أمر غير مرجّح قبل الألعاب الأولمبية، «ما لم يكن هناك تسارع هائل» في المفاوضات.

ومع ذلك، قدَّر مقرّب من رئيس الدولة أن عمل «القوى الجمهورية» بهدف تشكيل ائتلاف، يجب أن يستمر خلال الألعاب الأولمبية، مع قيام الرئيس «بدور الحكم ووحدة الأمة، ودعمها في هذا الحدث الرياضي الكبير».

ماكرون أكّد جاهزية فرنسا لاستضافة باريس الألعاب الأولمبية الصيفية (أ.ب)

ترحيب بالإسرائيليين

في المقابل، أكّد وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه، الاثنين، أن الوفد الإسرائيلي «مرحَّب به» في الدورة، وذلك بعد تصريحات للنائب الفرنسي اليساري توما بورت أثارت جدلاً في البلاد.

وأوضح سيجورنيه من بروكسل: «أودّ أن أقول: إن الوفد الإسرائيلي مرحَّب به في فرنسا؛ للمشاركة في الألعاب الأولمبية»، واصفاً تصريحات بورت بشأن عدم الترحيب بهم بأنها «غير مسؤولة وخطرة».

وشدّد على أنه سيكرّر نقل الموقف الرسمي «إلى الحكومة الإسرائيلية»، مشيراً إلى أنه سيتحدث إلى نظيره يسرائيل كاتس خلال الساعات المقبلة.

وأضاف سيجورنيه: «سنضمن سلامة الوفد» خلال الألعاب التي تُفتتح رسمياً الجمعة.

وكان بورت قال، خلال تجمّع حاشد لدعم الفلسطينيين، إن «الوفد الإسرائيلي غير مرحَّب به في باريس، والرياضيون الإسرائيليون غير مرحَّب بهم في الألعاب الأولمبية في باريس»، داعياً إلى «التعبئة» حول هذا الحدث.

وصرّح لصحيفة «لو باريزيان» لاحقاً: «يجب على الدبلوماسيين الفرنسيين الضغط على اللجنة الأولمبية الدولية لمنع رفع العلم الإسرائيلي وعزف النشيد، كما هو الحال بالنسبة لروسيا»، على خلفية حرب أوكرانيا، مضيفاً: «حان الوقت لإنهاء المعايير المزدوجة».

وقُوبلت هذه التصريحات بانتقادات.

وكتب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية يوناتان عرفي على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، إن بورت «كان يُصوّب صوب الرياضيين الإسرائيليين».

وأضاف أن هؤلاء «هم الأكثر تعرّضاً للخطر أساساً في الألعاب الأولمبية»، مذكّراً بـ11 رياضياً «قتلهم إرهابيون فلسطينيون» في الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972.

وعدّ وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن تصريحات بورت «تجعل من الرياضيين الإسرائيليين هدفاً»، بينما لقي النائب اليساري انتقادات حادّة من حلفاء برلمانيين من أطراف مختلفة.

وقالت اللجنة الأولمبية الإسرائيلية إن وفد بلادها المشارك في الألعاب توجّه إلى العاصمة الفرنسية الاثنين، حيث سيمثّلها 88 رياضياً.

وأعلنت رئيسة اللجنة الأولمبية الإسرائيلية يائيل أراد، خلال مؤتمر صحافي في مطار بن غوريون بتل أبيب، «ليس سراً أن هذه الألعاب الأولمبية أصعب بعض الشيء بالنسبة لنا جميعاً، ولكن لدينا ثقة كاملة في تنظيم الأمن».

ولاحظت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن الوفد الإسرائيلي توجّه بعد ذلك إلى باريس.

وسيُحاط الوفد الإسرائيلي ببروتوكولات أمنية مهمة في أولمبياد باريس، بسبب التوترات في أنحاء العالم جميعها، الناجمة عن الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، والتي اندلعت منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» في ذلك اليوم على الأراضي الإسرائيلية.


مقالات ذات صلة

براونلي بطل الأولمبياد مرتين يعتزل لعبة «الثلاثي»

رياضة عالمية أليستير براونلي (أ.ب)

براونلي بطل الأولمبياد مرتين يعتزل لعبة «الثلاثي»

أعلن أليستير براونلي، الفائز بذهبيتين أولمبيتين في الثلاثي وبطل العالم مرتين، اعتزاله في عمر الـ36 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آدم بيتي (رويترز)

بيتي: لست مستعداً لاتخاذ قرار المشاركة في «أولمبياد 2028»

قال السباح البريطاني آدم بيتي، بطل الأولمبياد 3 مرات، إنه غير مستعد الآن لاتخاذ قراره بشأن المشاركة في أولمبياد لوس أنجليس 2028، وذلك بعدما أصيب بالإحباط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الوكالة الدولية للاختبارات أن 10.3 في المائة من الرياضيين لم يتم اختبار تعاطيهم للمواد المنشطة في الأشهر الـ6 (أ.ف.ب)

67 فائزاً بميداليات لم يخضعوا لاختبارات المنشطات قبل «أولمبياد باريس»

ذكر تقرير صادر من الوكالة الدولية للاختبارات أن 3.‏10 في المائة من الرياضيين، بما في ذلك 67 رياضياً فازوا بميداليات.

«الشرق الأوسط» (لايبزغ)
رياضة عربية إيمان خليف وقعت ضحية جدل حول هويتها الجنسية منذ وصولها إلى باريس (رويترز)

الجزائرية إيمان خليف تتقدم بدعوى قضائية لمزاعم تسريب سجلات طبية

تقدمت الملاكمة الجزائرية ايمان خليف حاملة ذهبية وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس الصيف الماضي بدعوى قضائية، الأربعاء، بسبب تقارير إعلامية عن سجلات طبية مسربة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية نواه لايلز (رويترز)

لايلز خارج قائمة المرشحين للفوز بجائزة أفضل رياضي على المضمار

لن يكون البطل الأولمبي في سباق 100 متر، الأميركي نواه لايلز، أحد مرشحَين نهائيَّين للفوز بجائزة أفضل رياضي على مضمار ألعاب القوى لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (باريس)

فساد وتسهيل مراهنات يوقف 3 لاعبي تنس

الثلاثي النيجيري اتهم بالفساد على صعيد التلاعب بنتائج المباريات (الشرق الأوسط)
الثلاثي النيجيري اتهم بالفساد على صعيد التلاعب بنتائج المباريات (الشرق الأوسط)
TT

فساد وتسهيل مراهنات يوقف 3 لاعبي تنس

الثلاثي النيجيري اتهم بالفساد على صعيد التلاعب بنتائج المباريات (الشرق الأوسط)
الثلاثي النيجيري اتهم بالفساد على صعيد التلاعب بنتائج المباريات (الشرق الأوسط)

أعلنت وحدة نزاهة رياضة التنس اليوم (الجمعة)، إيقاف 3 لاعبين نيجيريين، يوجدون خارج المصنفين الألف الأوائل، الذين ارتبطوا بشبكة تلاعب بالمباريات في بلجيكا، وتغريم كل منهم مبلغ 10 آلاف دولار.

وذكرت وحدة نزاهة رياضة التنس أن هنري أتسي اعترف بارتكابه 6 مخالفات لقواعد مكافحة الفساد من عام 2017 إلى 2018، «بما في ذلك تسهيل المراهنات والتلاعب في نتائج 3 مباريات». وتم إيقافه لمدة عامين ونصف العام، بالإضافة إلى الغرامة المالية.

ولم يرد الثنائي سيلفيستر إيمانويل وكريستيان باول على التهم الموجهة إليهما، وذكرت وحدة النزاهة أن هذا يعني «قبولهما الفعلي للمسؤولية وامتثالهما للعقوبات».

وأضافت وحدة النزاهة أنه تم اكتشاف مسؤوليتهما عن 6 مخالفات خلال السنوات نفسها التي ارتكب فيها أتسي مخالفاته، بما في ذلك «تسهيل المراهنات، والتلاعب في نتائج المباريات، وتلقي الأموال، وعدم الإبلاغ عن الفساد».

وحصل كل من إيمانويل وباول على عقوبة الإيقاف لـ3 سنوات، بالإضافة للغرامة المالية.

وانضم الثلاثي إلى 20 لاعباً آخرين، على الأقل، تم إيقافهم بسبب ارتباطهم بشبكة يديرها جريجور سارجسيان، الذي تم الحكم عليه سابقاً بعقوبة السجن لمدة 5 أعوام.