«أولمبياد 2016»: نيمار حقق ما عجز عنه أسلافه البرازيليون

نجح نيمار خلال اختباره الأولمبي الثاني بعد 2012 في تحقيق ما عجز عنه نجوم كبار آخرون (د.ب.أ)
نجح نيمار خلال اختباره الأولمبي الثاني بعد 2012 في تحقيق ما عجز عنه نجوم كبار آخرون (د.ب.أ)
TT

«أولمبياد 2016»: نيمار حقق ما عجز عنه أسلافه البرازيليون

نجح نيمار خلال اختباره الأولمبي الثاني بعد 2012 في تحقيق ما عجز عنه نجوم كبار آخرون (د.ب.أ)
نجح نيمار خلال اختباره الأولمبي الثاني بعد 2012 في تحقيق ما عجز عنه نجوم كبار آخرون (د.ب.أ)

نسيت البرازيل المضيفة قبل يوم من انتهاء ألعابها الأولمبية عام 2016 جميع مشكلاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية، وحتى الفشل الرياضي الذي اختبرته من ناحية النتائج والميداليات، وذلك بعدما توّجت باللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائنها؛ أي ذهبية مسابقة كرة القدم.

استعد البرازيليون حينها لاستضافة الألعاب بالمظاهرات والإضرابات والمشكلات السياسية التي آلت إلى إقصاء رئيسة البلاد ديلما روسيف والاستبدال بها، وإن لفترة انتقالية، غريمها ونائبها ميشال تامر، ثم ازداد غضبهم بسبب فشل رياضييهم في الارتقاء إلى مستوى الطموحات، خصوصاً أن البلد الذي يعاني اقتصادياً أنفق أموالاً طائلة من أجل استضافة الحدث.

لكن نهاية «الألعاب» حملت معها فرحة كبيرة لهذا البلد الذي احتضن «الألعاب الأولمبية» الأولى في أميركا الجنوبية؛ لأن نيمار قاده أخيراً إلى تحقيق الحلم الأولمبي وإحراز «الذهبية» التي كانت تفتقدها خزائن الـ«سيليساو».

ونجح نيمار في اختباره الأولمبي الثاني بعد 2012 في تحقيق ما عجز عنه نجوم كبار آخرون، مثل فافا ودونغا وبيبيتو وروماريو ورونالدو ورونالدينيو وريفالدو وألكسندر باتو، وقاد الـ«سيليساو» إلى المجد الأولمبي الذي طال انتظاره.

كان نيمار البطل في المباراة النهائية بتسجيله هدف التقدم أمام ألمانيا من ركلة حرّة رائعة، ثم الركلة الترجيحية الحاسمة التي أهدت بلاده «الذهبية».

جاء التتويج الأولمبي بنكهة خاصة؛ إذ إن المباراة أقيمت على ملعب «ماراكانا» الأسطوري الذي عاد بالزمن إلى عام 1950 عندما اعتقد البرازيليون أن لقبهم العالمي الأول في «الجيب»، لكن الجمهور، الذي بلغ عدده حينها 199854 متفرجاً، مني بخيبة كبيرة بعدما خسر الـ«سيليساو» مباراة لقب «موندياله» أمام جاره اللدود المنتخب الأوروغوياني 1 - 2 في مباراة كان خلالها صاحب الأرض البادئ بالتسجيل.

وما زال البرازيليون يتحسّرون على تلك المباراة الحاسمة حتى الآن، رغم أنهم عوضوا تلك الخيبة بإحرازهم الكأس الغالية 5 مرات منذ حينها.

سنحت أمام البرازيل فرصة تعويض جمهورها عندما استضافت «مونديال 2014» على أرضها لثاني مرة، إلا إن الخيبة تجدّدت بالخسارة التاريخية المذلّة أمام الغريم التقليدي المنتخب الألماني 1 - 7 في نصف النهائي، ثم اكتملت المذلة بخسارة مباراة المركز الثالث أمام هولندا بثلاثية نظيفة.

لكن نيمار ورفاقه في فريق المدرب روجيريو ميكالي عوضوا أبناء بلدهم الذين يتنفسون كرة القدم وكانوا ينتظرون تلك اللحظة طويلاً حتى وإن لم تكن كرة القدم من المسابقات «المهمة» في العالم الأولمبي.

وأصبحت البرازيل أول بلد مضيف يتوج باللقب الأولمبي منذ 1992 حين فازت إسبانيا في «أولمبياد برشلونة»، كما أصبحت ثالث بلد يضم اللقب الأولمبي إلى ألقاب كأس العالم وكأس القارات والبطولة القارية («كوبا أميركا» أو كأس أميركا) بعد الأرجنتين وفرنسا.

«إنه من أفضل الأمور التي حدثت في حياتي. على كل من انتقدني أن يبتلع لسانه»، هذا ما قاله نيمار الذي تعرّض لكثير من الانتقادات بعد المباراتين الأوليين من «الألعاب» ضد جنوب أفريقيا والعراق (0 - 0) لأنه لم يقدّم شيئاً يُذكر، مما دفع بالجمهور إلى الغناء في الملعب خلال المباراتين: «(مارتا) أفضل من نيمار» في إشارة إلى قائدة منتخب السيدات الذي خرج من نصف النهائي وفشل حتى في الحصول على البرونزية.

وانتظر نيمار حتى الدور ربع النهائي ليقول كلمته ضد كولومبيا (2 - 0)؛ المنتخب الذي حرمه من مواصلة المشوار مع بلاده في «مونديال 2014» بسبب إصابته في ظهره خلال مباراة الطرفين في ربع النهائي، ثم تسبّب في حرمانه من إكمال المشوار في «كوبا أميركا 2015» بعد طرده أمامه في الدور الأول.

واكتملت استفاقة نيمار في نصف النهائي بتسجيله ثنائية ضد هندوراس (6 - 0)، قبل أن يحسم نهائي التتويج ضد الألمان الذين أذلوا بلاده قبل عامين في «مونديالها».

يؤكد ميكالي: «إنه زمن مختلف مع لاعبين مختلفين وأعمار مختلفة. الجمهور يلعب دوره، ونحن بحاجة إلى الجمهور؛ لأننا نواجه منتخباً ألمانياً قوياً جداً. الجمهور يريد ما يريده، لكن ليس هناك أي رابط بين تلك المباراة وهذه المباراة».

وقال ميكالي: «قلت لنيمار إن الربّ أعطاه فرصة ثانية. الربّ يحبّ نيمار كما يحبّ كل هذا الفريق»، وهذا ما قاله الحارس ويفرتون الذي لعب دوراً أساسياً في هذا التتويج بصده الركلة الترجيحية الخامسة للألمان، مضيفاً بإيمان كبير: «اللعب باركني».

ومن المؤكد أن «القدرة الإلهية» أرادت تجنيب نيمار اختبار خيبة أخرى يضيفها إلى الخيبات الكثيرة التي اختبرها بقميص المنتخب الوطني؛ إن كان على الصعيد العالمي أو القاري أو حتى الأولمبي؛ لأنه كان الركن الأساسي في التشكيلة التي خسرت «نهائي 2012» أمام المكسيك.

وتجنب نيمار أن يعيش خيبة أولمبية ثانية على التوالي وأن ينضم إلى نجوم كبار آخرين سقطوا في النهائي؛ إنْ كان في «لوس أنجليس 1984» أمام فرنسا أو «سيول 1988» أمام الاتحاد السوفياتي حين كان المنتخب يضم في صفوفه تشكيلة مرعبة جمعت روماريو وبيبيتو وكاريكا وفالدو ومازينيو.

«قد حققت حلمي»؛ أكد نيمار بعد المباراة، مضيفاً: «وأن أحقق حلمي في موطني؛ فهذا الأمر يجعلني فخوراً جداً»، متطرّقاً إلى الركلة الترجيحية الأخيرة التي نفذها بالقول: «كل ما فكرت فيه هو أنه علي فعل ذلك (التسجيل)».


مقالات ذات صلة

البطلة الأولمبية الألمانية ميهامبو: التأمل ساعدني على التميز

رياضة عالمية ماليكا ميهامبو (د.ب.أ)

البطلة الأولمبية الألمانية ميهامبو: التأمل ساعدني على التميز

قالت بطلة الوثب الطويل الأولمبية الألمانية ماليكا ميهامبو إن التأمل ساعدها على أن تصبح رياضية أفضل.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عربية شيخة المري المسؤولة في وزارة الرياضة القطرية (الشرق الأوسط)

شيخة المري: الإرث الثقافي الثري للسعودية سيقودها للإبداع في «مونديال 2034»

عبّرت شيخة المري، المستشارة الشبابية السابقة لمكتب وزير الرياضة والشباب القطري عن سعادتها باستضافة الكويت بطولة كأس الخليج، وبوجودها هناك.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة عربية عبد العزيز العثمان (المنتخب السعودي)

عبد العزيز العثمان: ثلاثية البحرين ستوقظنا

أكد عبد العزيز العثمان، لاعب المنتخب السعودي، الثلاثاء، أهمية مواجهة اليمن، في الجولة الثانية من كأس الخليج، مبيناً في الوقت ذاته جاهزية اللاعبين للمواجهة.

علي القطان (الكويت)
رياضة سعودية لعبة «كروسفاير» تمثل إحدى الألعاب الأكثر شعبية على مستوى العالم (الشرق الأوسط)

«كروسفاير» تنضم إلى منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025

أعلنت مؤسسة «كأس العالم للرياضات الإلكترونية» وشركة «سمايل جيت»، الرائدة عالمياً في تطوير الألعاب، الثلاثاء، توقيع شراكة استراتيجية تمتد لثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية تعرض مشجعو كرة القدم الإسرائيليون لهجوم بعد مباراة بين النادي الإسرائيلي وأياكس أمستردام (أ.ب)

أحكام بالسجن ضد المعتدين على مشجعي «مكابي تل أبيب» في أمستردام

أصدرت محكمة في أمستردام، اليوم الثلاثاء، أحكاماً بالسجن تصل إلى ستة أشهر على خمسة رجال أدينوا بالاعتداء على مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)

إنزاغي: لست قلقاً من صيام مارتينيز عن تسجيل الأهداف

سيموني إنزاغي (رويترز)
سيموني إنزاغي (رويترز)
TT

إنزاغي: لست قلقاً من صيام مارتينيز عن تسجيل الأهداف

سيموني إنزاغي (رويترز)
سيموني إنزاغي (رويترز)

أشاد مدرب إنتر ميلان، سيموني إنزاغي، بفوز فريقه 2 - صفر على ضيفه كومو في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، أمس الاثنين، وقال إنه لا يشعر بالقلق بشأن غياب القائد المجتهد لاوتارو مارتينيز عن تسجيل الأهداف.

ورغم أن حامل اللقب افتقر إلى القوة الهجومية التي تمتع بها خلال فوزه الساحق 6 - صفر على لاتسيو، الأسبوع الماضي، فإن إنزاغي أكد أن فريقه أثبت قدرته على مواجهة التحدي الذي فرضه عليه كومو.

وقال المدرب الإيطالي للصحافيين: «من الواضح أننا نحافظ على مستوى مرتفع للغاية. كل الفرق تتقدم للأمام ويوجد منافسون مثل كومو يأتون إلى ملعبنا لتقديم مباريات رائعة، لكننا قدّمنا مباراة مهمة بوصفنا فريقاً ناضجاً وواعياً».

وتابع: «كنت أخشى هذه المباراة كثيراً. كان لدينا بعض نقاط الضعف في الدفاع. لعبنا مباراة تعتمد على التركيز. في الشوط الأول لم نكن على الحدة المعتادة نفسها. ثم في الثاني رفعنا قوة الأداء وسجلنا في اللحظات المناسبة».

وأحرز كارلوس أوغوستو وماركوس تورام هدفين، ليمنحا إنتر الفوز الذي أبقاه في المركز الثالث برصيد 37 نقطة، ومباراة إضافية عن أتلانتا المتصدر الذي يملك 40 نقطة.

وواجه مارتينيز صعوبة في الوصول إلى المستوى الذي جعله هداف الدوري الموسم الماضي، وفشل في التسجيل لأكثر من شهر منذ فوز فريقه 1 - صفر على فينيتسيا في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ومع ذلك، لا يزال إنزاغي واثقاً بمهاجمه الأرجنتيني، قائلا إنه يلعب دوراً رئيساً في جدول فريقه المزدحم.

وقال: «كنت مهاجماً، وأعلم أن مثل هذه اللحظات تحدث. كان لاوتارو أحد اللاعبين المتميزين ضد لاتسيو. المهاجمون يعملون بجدية، ونحن نطلب منهم الكثير ونحاول إراحتهم قدر الإمكان في ظل هذه الظروف».

وأضاف: «أخبرت لاوتارو بالاسترخاء، لأنه سجل من قبل وسيظل يسجل الأهداف. الحظ سيتحول لصالحه، ويجب أن يشعر بالقلق فقط إذا لم يحصل على فرص للتسجيل».