«أولمبياد باريس»: شوبرا من ابن مزارع إلى بطل قومي في الهند

نيراج شوبرا (رويترز)
نيراج شوبرا (رويترز)
TT

«أولمبياد باريس»: شوبرا من ابن مزارع إلى بطل قومي في الهند

نيراج شوبرا (رويترز)
نيراج شوبرا (رويترز)

رغم أنه بات من أبرز نجوم بلاده الهند بعد عودته صيف 2021 من أولمبياد طوكيو بذهبية رمي الرمح التي جعلته بطلاً قومياً، لم ينس نيراج شوبرا ابن المزارع جذوره المتواضعة أبداً.

وسيدافع ابن 26 عاماً عن لقبه في أولمبياد باريس 2024، بعدما صنع التاريخ في طوكيو قبل ثلاثة أعوام بمنحه الهند أوّل ذهبية أولمبية على الإطلاق في مسابقات المضمار والميدان.

في دولة عادة ما تضع لاعبي الكريكيت في مصاف الأبطال، شوهد الأولاد والبنات في ريف الهند وهم يلقون العصي الخشبية كالرماح بعد الذي حققه شوبرا من إنجاز في أولمبياد طوكيو والذي أتبعه باللقب العالمي، إضافة إلى لقبيه في دورة الألعاب الآسيوية وذهبيته في ألعاب الكومنولث.

بالنسبة لشوبرا «كل لحظة تتدرّب فيها هي فرصة لتجاوز أعظم ما كنت عليه»، وفق ما كتب هذا العام على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحاً تفاصيل جدول إعداده الشاق لألعاب باريس التي تنطلق في 26 الحالي.

وقال شوبرا بعد فوزه بالميدالية الذهبية في بطولة العالم عام 2023: «هناك مقولة مفادها أن الرماة ليس لديهم خط نهاية. أفضل شيء هو أنه لدينا رمحنا. يمكننا دائماً أن ندفع أنفسنا إلى الأمام. صحيح أني فزت بالكثير من الميداليات لكن الدافع هو الرمي أبعد وأبعد. أنا متعطّش للمزيد».

أفضل رقم شخصي لشوبرا هو 89.94 متر حقّقه في عام 2022، لكنه كان يتطلّع إلى رمية تزيد على 90 م.

وقد يحتاج إلى الوصول لهذه المسافة إذا ما أراد الاحتفاظ بلقبه الأولمبي، لا سيما أن أبرز منافسيه الألماني ماكس دهنينغ رمى لمسافة 90.20 م في فبراير (شباط).

ويبقى ذلك بعيداً جداً عن الرقم القياسي العالمي وقدره 98.48 م الذي سجله التشيكي الأسطوري يان جيليزني في عام 1996.

تعقد الهند الكثير من الآمال على شوبرا الذي انهالت عليه صفقات الرعاية البالغة قيمتها ملايين الدولارات بعد حصوله على الميدالية الذهبية في طوكيو صيف 2021، وتدفقت صوبه الإعلانات التلفزيونية التي سعت إلى الاستفادة من نجاحه.

وقبل إنجازه في أولمبياد طوكيو، كانت أفضل نتيجة للهند على المضمار والميدان نيلها فضيتين في سباقي 200 متر و200 م حواجز الملغاة الآن، وذلك في أولمبياد باريس 1900 بفضل البريطاني-الهندي نورمان بريتشارد.

ورغم المكانة التي كسبها، يبقى ابن القرية متواضعاً بحسب الأشخاص الذين يعرفونه جيداً.

وقال نوريس بريتام، كاتب سيرة شوبرا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «كونه بطلاً أولمبياً لم يتسبّب في تغييره. إنه متواضع رغم أنه أحد النجوم البارزين في عالم الرياضة الهندية. إنه رجل من الشعب».

مارس شوبرا الكريكيت والكرة الطائرة في سنوات ما قبل المراهقة قبل أن يحمل الرمح.

اشترى له والده وأعمامه أوّل رمح فولاذي، وفق بريتام الذي قال: «لقد بدأ رمي الرمح لأنه كان يعتقد أنه يطير مثل الطائرة»، مضيفاً أنه لم يتغيّر في قلبه عن ذلك الصبي الذي كان يرمي رمحه عبر الحقول الزراعية في قريته.

وتابع: «إنه ينحدر من عائلة قروية متواضعة، حيث لم يكن لديه إمكانية الوصول للسيارات الفاخرة»، لكن «الآن لديه سيارات ومنزل فخم، لكن هذا التواضع متأصّل في دمه. إنه نجم بالفعل، لكن إذا فاز مرة أخرى فسيصبح نجماً هائلاً جداً، وهو يدرك ذلك. لهذا السبب يواصل التدريب».

اعتمد شوبرا على نجاحه المذهل في طوكيو للفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم.

بدأ هذا العام بحصوله على المركز الثاني خلال لقاء الدوحة للدوري الماسي بعدما رمى الرمح لمسافة 88.36 م، بفارق سنتيمترين فقط عن الفائز التشيكي ياكوب فادليخ الذي حل خلف منافسه الهندي في أولمبياد طوكيو والمرشح ليكون أحد منافسيه الرئيسيين مرّة أخرى في العاصمة الفرنسية.

ومؤخراً، خرج شوبرا منتصراً من لقاء توركو الفنلندي، لكن بغياب فادليخ.

ويعد دهنينغ ومواطنه يوليان ويبر والباكستاني أرشد نديم من المنافسين الأقوياء أيضاً في أولمبياد باريس، حيث يأمل شوبرا في تخطي إصابة تعرّض لها في العضلات المقرّبة.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية كافنديش قال إن الوقت حان الآن للتوقف (أ.ب)

البريطاني كافنديش: سباق فرنسا للدراجات الأخير لي

أكد المتسابق البريطاني مارك كافنديش أنه شارك في آخر نسخة له من سباق فرنسا للدراجات.

«الشرق الأوسط» (نيس)
رياضة عالمية ماكرون وتوماس باخ خلال لقاء اليوم (أ.ب)

ماكرون: دورة الألعاب ستكون بمثابة «هدنة أولمبية وسياسية»

أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن كل شيء «جاهز» لاستضافة باريس الألعاب الأولمبية الصيفية بدءاً من يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ميسي (أ.ف.ب)

غياب ميسي عن مباراة كل النجوم في الدوري الأميركي

أعلنت رابطة دوري المحترفين الأميركي لكرة القدم اليوم الاثنين غياب ليونيل ميسي لاعب إنتر ميامي عن المشاركة في مباراة كل النجوم.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية العداء الكندي جلس في حمام ثلجي محاولاً تخفيض درجة حرارة جسده (رويترز)

«أولمبياد باريس»: كندي يتحايل على درجة الحرارة بحمام ثلجي

استعد معظم منافسي إيفان دونفي لسباق المشي لمسافة 50 كيلومتراً في بطولة العالم بالدوحة 2019 من خلال الإحماء بملابس السباق الكاملة في درجة حرارة تبلغ 32 درجة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

البريطاني كو مرشح لخلافة باخ في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية

البريطاني كو رئيس الاتحاد الدولي للقوى (ا ف ب)
البريطاني كو رئيس الاتحاد الدولي للقوى (ا ف ب)
TT

البريطاني كو مرشح لخلافة باخ في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية

البريطاني كو رئيس الاتحاد الدولي للقوى (ا ف ب)
البريطاني كو رئيس الاتحاد الدولي للقوى (ا ف ب)

بدأ طرح اسم البريطاني سيباستيان كو ليكون خليفة محتملاً لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ بعد أن تنتهي ولاية الألماني الذي من المُقرّر أن يتنحّى عن منصبه العام المقبل بعد قضائه ولايتين، وهو الحدّ الأقصى المسموح به، منذ انتخابه عام 2013.

وما زالت هناك دعوات من بعض أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية تطالب باخ بالترشّح لولاية ثالثة، ولو أن ذلك يتطلّب تعديلاً في الميثاق الأولمبي.

الحدّ الأقصى لفترتين كان أحد إصلاحات مكافحة الفساد التي فُرضت في أعقاب فضيحة سولت ليك سيتي في التسعينات. ويُنسب لكو، البالغ من العمر 67 عاماً والأصغر من باخ بثلاثة أعوام، الفضل في تغيير صورة الرياضة منذ انتخابه رئيساً للاتحاد الدولي لألعاب القوى عام 2015.

وقال كو، في مقابلة أجراها الشهر الحالي مع الصحافة الفرنسية، عندما سُئل إن كان سيترشّح لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية: «أعتقد أن هناك قدراً كبيراً من عدم اليقين بشأن ما يحدث في لوزان (موقع مقرّ اللجنة الأولمبية الدولية)... أعتقد أنه من الأفضل توجيه هذا النوع من الأسئلة إلى أشخاص آخرين»، في إشارة إلى بعض أعضاء اللجنة الأولمبية الذين يريدون تمديد مدة الرئيس.

وتخلّى البريطاني الذي تنتهي ولايته الثالثة والأخيرة على رأس الاتحاد الدولي لألعاب القوى في 2027 عن مسؤولياته الوظيفية الأخرى عندما تولّى رئاسة الاتحاد. وكان سلفه السنغالي لامين دياك متورطاً في التستّر على قضايا المنشطات الروسية مقابل رشى، وحكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن أربعة أعوام، اثنان منها مع وقف التنفيذ، وغُرِّم 500 ألف يورو (544 ألف دولار).

وقال كو الذي كان نائباً عن حزب المحافظين بين عامي 1992 و1997 إن صديقه ويليام هيغ وزير الخارجية البريطانية الأسبق أخبره أن رئاسة الاتحاد الدولي لألعاب القوى الواقع في موناكو تُعتبر «أجواؤها أكثر هدوءاً» مقارنة بغيرها من الوظائف.

وأضاف: «ذكّرته، ليس منذ مدة طويلة على مائدة العشاء، بأن تلك الفترة الهادئة انتهت بي جالساً في مركز للشرطة في موناكو لمدة خمس ساعات؛ حيث ذهب أسلافي واعتُقلوا بعد ذلك».

وألحّ على أنه لم يترشّح لرئاسة اتحاد ألعاب القوى لأنه كان متأكداً من حصوله على المنصب. وأوضح: «لم أفعل أشياء قطّ لأنني متيقّنٌ من النتيجة. كنت أميل إلى القيام بأشياء كنت أجدها مثيرة أو هناك حاجة للقيام بها».

نال كو الذي فاز باللقب الأولمبي مرتين في سباق 1500 م في 1980 و1984 إشادة على اتخاذ موقف صارم بحظر الرياضيين الروس والبيلاروس ردّاً على غزو أوكرانيا عام 2022.

وبالمثل، فقد نال نصيبه من الانتقادات من طرف بعض زملائه رؤساء الاتحادات، لاتخاذه خطوة ثورية بالقول إن الفائزين بميداليات ذهبية أولمبية في منافسات ألعاب القوى سيُمنحون جائزة مالية قدرها 50 ألف دولار. ومع ذلك، يقول كو إن قرارات كهذه تستند إلى «بوصلته الأخلاقية»، إلا أنها لا تُتخذ بتفرُّد.

وتابع: «ليسوا أفراداً يركضون مسافات طويلة من أجل الأمل. كما تعلمون، لدي مجلس. هناك شيء واحد في رياضتنا هو أنها تُدار على نحوٍ لائقٍ. ربما تكون مُدارة بشكل أفضل من أي رياضة أخرى، القراران اللذان اتخذناهما حظيا بتأييد بالإجماع وشارك في صياغتهما جزئياً مجلسٌ نشطٌ جداً».

وأردف كو قائلاً إن أعضاء مجلسه، الفخور بتوزّعهم بالتساوي بين الجنسين بواقع 13 لكل منهما، مؤهّلون للغاية، سواء من حيث ألعاب القوى وكذلك في خدمة بلدانهم في مجالات أخرى.

وواصل: «جزء كبير من المجلس مؤلف من أبطال أولمبيين، أبطال عالم وحاملي أرقام قياسية عالمية. لذا، فهم ليسوا عبارة عن بذلات فارغة تجلس في قاعة المجلس. يفهمون حقاً طبيعة الرياضة».