قبل تحليل ما يعنيه تعاقد مانشستر يونايتد مع ليني يورو بالنسبة لريال مدريد، يجب أن نؤكد على شيء ما: هذا النوع من القرارات ليس عادياً، بل على العكس تماماً.
في السنوات الأخيرة، اشتهر ريال مدريد في السنوات الأخيرة بالتعاقد مع أفضل اللاعبين الشباب في العالم، حيث جلب إدواردو كامافينغا، وأوريلين تشواميني، وجود بيلينغهام، وإندريك.
ووفقاً لمصادر رفيعة المستوى في النادي، تحدثت دون الكشف عن هويتها لحماية العلاقات، فإن هؤلاء اللاعبين، وآخرهم كيليان مبابي الذي تعاقد معه النادي الملكي مؤخراً، يشتركون في شيء واحد: لقد قدموا تضحيات من أجل اللعب لريال مدريد.
عادة ما يبدأ النادي بإقناع اللاعب بالمشروع الرياضي والشروط الاقتصادية. في هذه المرحلة، من المهم أن تشرح للاعب أنه من المحتمل أن يحصل على عروض أعلى من عروض أخرى، ولكن الأهمية الرياضية وتأثير العلامة التجارية الشخصية للعب لريال مدريد لا مثيل لها. ويساعد في ذلك شرح أمثلة من التطورات الكروية والتجارية التي استفاد منها اللاعبون.
الخطوة الثانية هي أن يطلب من اللاعب المقصود أن يوضح لناديه الحالي أنه لا يريد الذهاب إلى أي نادٍ آخر غير ريال مدريد، ويرفض الدخول في محادثات مع الأندية الأخرى التي تقدم عروضاً لضمه، ناهيك عن أن يتلقى عروضاً منها.
كل هذا يؤدي بالنادي البائع إلى طريق مسدود، حيث يتعيّن عليه منطقياً أن يكون أكثر منطقية في سعر اللاعب.
وباختصار، يعتبر ريال مدريد أن هذا الأمر يمنح اللاعب فرصة الانضمام إلى النادي بشروط عادلة، والباقي متروك لهم.
ولكن إذا كانت هذه صيغة مثبتة للنجاح، فما الخطأ الذي حدث هذه المرة؟
حسناً، يجب أن نضع في الاعتبار أن ريال مدريد قد تعاقد للتو مع مبابي، الذي يقاتل من أجله منذ سنوات كثيرة، وسيكشف قريباً عن إندريك، الذي قد يكون اللاعب البرازيلي العظيم المقبل.
مع تأمين مستقبل خط الهجوم، أدرك النادي أن الخطوة التالية هي جلب قلب دفاع، وكان الخيار الحقيقي الوحيد المطروح على الطاولة هو يورو.
كانت الخطة الأولية للنادي هي إبرام صفقة في عام 2025، لكن الإصابات الخطيرة في الركبة التي تعرض لها إيدير ميليتاو في أغسطس (آب) 2023 وديفيد ألابا في ديسمبر (كانون الأول) 2023، بالإضافة إلى رحيل ناتشو فرنانديز بعد رفضه تجديد عقده، يعني أن العملية تم تقديمها.
كان ريال مدريد قد بدأ في تحريك جميع آلياته الخاصة بالانتقالات، وحتى بداية هذا الأسبوع، كان هناك تفاؤل داخل النادي بشأن التعاقد مع يورو. ويرجع ذلك إلى أن قلب الدفاع البالغ من العمر 18 عاماً كان واضحاً منذ البداية أن ريال مدريد هو المكان الذي يريده وقد أوضح ذلك لجميع الأطراف، بما في ذلك الأندية الأخرى المهتمة بضمه.
ووفقاً لمصادر قريبة من الصفقة، فإن الأمر كله كان يعتمد على اللاعب، الذي كان حريصاً على الانتظار حتى نهاية عقده مع ليل والرحيل في 2025 بوصفه لاعباً حراً.
كان ذلك أحد الخيارات التي أُثيرت خلال الاجتماعات مع معسكر اللاعب، على الرغم من أن ريال مدريد تحرك بالفعل لمحاولة التعاقد معه في 2024. ولهذه الغاية، قدموا عرضاً مبدئياً بنحو 25 مليون يورو، مع مكافآت تصل إلى أكثر من 30 مليون يورو لليل.
ومع ذلك، لم يرغب المسؤولون التنفيذيون في الريال في زيادة المبلغ عن هذا العرض. أرادوا الانتظار لأنهم أدركوا أن مسؤولي ليل لن يقبلوا أي شيء ضد رغبة المدافع. ومع ذلك، كان مانشستر يونايتد لا يزال في السباق، ويتحرك في الظل مع العلم أن النادي الفرنسي سيفضل عرضهم الأعلى.
ومع ذلك، كان ريال مدريد يؤمن بتوقيت العملية وبرغبة اللاعب في الانتقال إلى العاصمة الإسبانية.
لهذا السبب لم يكن التحول في الأحداث هذا الأسبوع غير متوقع فحسب، بل كان أيضاً ضربة قوية.
وكما ذكرت شبكة «The Athletic»، في تقرير سابق لها، فإن يورو كان يعتبر «موهبة من أجيال» النادي وكان بحاجة إلى استكمال الفريق.
أنطونيو روديغر، 31 عاماً، وخيسوس فاييخو، 27 عاماً، هما لاعبا قلب الدفاع الوحيدان اللذان يتمتعان بصحة جيدة في النادي. لم يعد ميليتاو (26 عاماً) إلا في نهاية الموسم الماضي بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي الأمامي، ولا يزال ألابا يتعافى من إصابة مماثلة ولكنها أكثر تعقيداً لن يعود حتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) على الأقل.
يأتي هذا الموقف بالإضافة إلى رحيل ناتشو إلى القادسية وبيع رافا مارين، الذي كان من الممكن أن يبقى مع النادي ولكن تم بيعه إلى نابولي مع خيار إعادة شرائه اعتباراً من عام 2026.
وبالمثل، فإن الأخبار التي أوردتها شبكة «The Athletic» عن انضمام يورو إلى اليونايتد قد أزعجت جماهير ريال مدريد التي لم تكن تتحدث عن أي أسماء أخرى.
وعلى الرغم من أن قلب الدفاع الفرنسي هو المدافع الوحيد الذي كان ريال مدريد قد تحرك لضمه، إلا أن النادي لديه بدائل أخرى.
وتتحدث الأصوات المطلعة على كشافي ريال مدريد عن الدوري الإيطالي كمصدر محتمل لجلب قلب دفاع.
ومع ذلك، لم يتضح حتى الآن ما إذا كان ريال مدريد سيتعاقد مع لاعب في الوقت الحالي، بل إن أصواتاً بارزة في النادي استشارتها الشبكة تقول إن النادي يفكر أيضاً في عدم التعاقد مع أي لاعب بعد الفشل في إقناع يورو.
إذا كان الأمر متروكاً لكارلو أنشيلوتي، فسيتم التعاقد مع قلب دفاع، وقد طلب المدرب بالفعل التعاقد مع لاعب في يناير (كانون الثاني). كان أحد الأسباب التي أُعطيت لأنشيلوتي لعدم جلب لاعب قبل ستة أشهر هو أن السوق الصيفية ستحتوي على خيارات أفضل بكثير لتعزيز الفريق.
من ناحية أخرى، يبقى أن نرى ما إذا كان ستتم إعادة استثمار الأموال التي لم تُستخدم للتعاقد مع يورو في هدف آخر، مثل ألفونسو ديفيز. ولكن، بالنظر إلى أن اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً يلعب في مركز مختلف (ظهير أيسر أو جناح أيسر) وأن بايرن ميونيخ متردد في بيعه في الوقت الحالي، فليس من الواضح أن هذا سيكون هو الحال.
هناك خيار آخر تم وضعه في الاعتبار منذ البداية في تخطيط الفريق وهو استخدام تشواميني، الذي يلعب عادة في خط الوسط، في مركز قلب الدفاع، وهو المركز الذي شغله مرات عدة في الموسم الماضي.
في كلتا الحالتين، أظهرت صفقة يورو أنه مع وصول إينيوس إلى مانشستر يونايتد، هناك عامل فعال جديد في سوق الانتقالات. سيحتاج ريال مدريد، الذي حقق نجاحاً في السوق من خلال التخطيط الذكي والدقيق، إلى مضاعفة تلك الجهود لمنافسة القوة المالية الجاذبة للدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك مانشستر يونايتد.