راسل عن رحيل هاميلتون إلى فيراري: الجميع يريد التغيير

لويس هاميلتون يتطلع لفوز جديد في المجر (إ.ب.أ)
لويس هاميلتون يتطلع لفوز جديد في المجر (إ.ب.أ)
TT

راسل عن رحيل هاميلتون إلى فيراري: الجميع يريد التغيير

لويس هاميلتون يتطلع لفوز جديد في المجر (إ.ب.أ)
لويس هاميلتون يتطلع لفوز جديد في المجر (إ.ب.أ)

قال جورج راسل، سائق فريق مرسيدس، المنافس في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، الجمعة، إن توقيع زميله لويس هاميلتون مع فيراري كان طبيعياً؛ نظراً لرغبة الجميع في التغيير، لكنه مقتنع بأن ذلك لم يكن ليحدث لو علم مسبقاً بمستوى الفريق الحالي وتطلعاته للمستقبل.

وصعق هاميلتون، بطل العالم 7 مرات وأنجح سائق في تاريخ «فورمولا 1» الرياضية، عندما أعلن في فبراير (شباط) الماضي أنه سينتقل إلى الفريق الإيطالي الموسم المقبل.

ولم يفز مرسيدس بأي سباق في عام 2023، في أول موسم للفريق دون تحقيق أي انتصار منذ عام 2011، ولم يفز هاميلتون بأي سباق منذ عام 2021.

ويسعى مرسيدس الآن لتحقيق الانتصار الثالث على التوالي له في الموسم الحالي، الأحد، في سباق جائزة المجر الكبرى، بعدما فاز هاميلتون (39 عاماً) للمرة التاسعة في سباق بريطانيا، وانتصر راسل في النمسا.

وأبلغ راسل «رويترز»: «لا أعتقد أنه كان سيرحل إذا كان الفريق يقدم مثل هذا الأداء، لم يكن ليرحل بالتأكيد لا. بالنسبة لعام 2026، تبدو وحدة الطاقة قوية حقاً، وكل ما نفعله بالوقود يبدو رائعاً، ونشعر بكثير من التفاؤل فيما يخص العامين المقبلين. رغم صعوبة السنوات القليلة الماضية، نشعر بأننا نملك الزخم اللازم الآن».

وفاز فيراري أيضاً بسباقين هذا الموسم، لكن مستوى الفريق تراجع بشكل ملحوظ، وأصبح مهدداً بخسارة المركز الثاني لصالح مكلارين المستفيق.

وقال راسل عن هاميلتون: «أعتقد أن الجميع يريد التغيير في مرحلة ما. إنه هنا منذ 12 عاماً الآن، وحقق كثيراً من أجل الفريق. أظن أن ذلك التغيير مشوق بالنسبة له، لكن بالتأكيد إذا كان الفريق الذي تتسابق لصالحه الآن يفوز بالسباقات، وكل شيء يبدو عظيماً للغاية من أجل المستقبل، فإنك تريد أن تكون في أسرع سيارة ممكنة مهما كان لونها».


مقالات ذات صلة

«جائزة المجر الكبرى»: لاندو نوريس الأسرع في التجارب الحرة الثانية

رياضة عالمية لاندو نوريس سائق ماكلارين الأسرع في التجارب الحرة الثانية بالمجر (أ.ب)

«جائزة المجر الكبرى»: لاندو نوريس الأسرع في التجارب الحرة الثانية

حقق لاندو نوريس، سائق فريق ماكلارين، الزمن الأسرع في التجارب الحرة الثانية لسباق الجائزة الكبرى لسيارات «فورمولا 1» في المجر.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
رياضة عالمية الإثيوبي أبيبي بيكيلا ينهي سباق الماراثون في أولمبياد 1960 حافياً (أ.ف.ب)

روما 1960: بيكيلا المذهل يعلن إثيوبيا أرض العدّائين

عندما فاز بيكيلا بذهبية روما كان العداء الحافي القدمين مجهولاً، لكن وقته القياسي جعل منه أسطورة لكونه أول رياضي أفريقي أسود يتوج بطلاً أولمبياً.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية سيسك فابريغاس مدرباً لكومو الإيطالي (رويترز)

فابريغاس مدرباً لكومو بعد صعوده للدوري الإيطالي

أعلن نادي كومو المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة تعيين الإسباني سيسك فابريغاس مدرباً للفريق.

«الشرق الأوسط» (كومو)
رياضة عالمية «يويفا» يحقق في عبارات رددت أثناء احتفالات لاعبي إسبانيا بلقب اليورو (أ.ب)

«يويفا» يحقق في سلوكيات موراتا ورودري أثناء الاحتفال بلقب «اليورو»

يجري الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تحقيقاً مع ثنائي المنتخب الإسباني ألفارو موراتا ورودري، وذلك بسبب سلوكهما.

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عالمية سامر ماكنتوش وترقب كبير لتألقها في «أولمبياد باريس» (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس»: الكندية ماكنتوش معجزة السباحة الصغيرة

لم يكن صعود المعجزة الكندية سامر ماكنتوش، المتوقع أن تكون من بين أبرز نجوم الأحواض في «أولمبياد باريس 2024»، إلى المكانة التي وصلت إليها؛ مفاجئاً بتاتاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)

روما 1960: بيكيلا المذهل يعلن إثيوبيا أرض العدّائين

الإثيوبي أبيبي بيكيلا ينهي سباق الماراثون في أولمبياد 1960 حافياً (أ.ف.ب)
الإثيوبي أبيبي بيكيلا ينهي سباق الماراثون في أولمبياد 1960 حافياً (أ.ف.ب)
TT

روما 1960: بيكيلا المذهل يعلن إثيوبيا أرض العدّائين

الإثيوبي أبيبي بيكيلا ينهي سباق الماراثون في أولمبياد 1960 حافياً (أ.ف.ب)
الإثيوبي أبيبي بيكيلا ينهي سباق الماراثون في أولمبياد 1960 حافياً (أ.ف.ب)

الإثيوبي أبيبي بيكيلا عداء مذهل يجري حافي القدمين، وكأنه في سهوب بلاده يركض خلف الخرفان.

فاز في ماراثون دورة روما 1960 في الأمسية الأخيرة من الألعاب، واجتاز خط النهاية نَضِراً غير متأثر بالمسافة والجهد، فأدهشت لياقته البدنية وحيويته الأطباء بعد عناء 42.195 كم.

اخترق «السائح الإثيوبي» شوارع العاصمة الإيطالية مكتشفاً روما القديمة، وحاصداً الانتصار، ومحطّماً الرقم القياسي الذي حققه التشيكوسلوفاكي إميل زاتوبيك في دورة هلسنكي 1952 (2:23:03.2 ساعة).

خرج بيكيلا (28 عاماً)، الجندي في الحرس الإمبراطوري الإثيوبي من بين الصفوف، واخترق الطليعة ليبلغ خط النهاية حافي القدمين، فالأحذية الرياضية لا تريحه، والجري من دونها أسهل. سجّل 2:15:16.2 ساعة مقابل 2:15:41.6 ساعة للمغربي عبد السلام الراضي.

وكان بيكيلا (58 كلغ، 1.76 م) نموذجاً لجيل من العدائين الأفارقة الذين طبعوا المسافات الطويلة بطابعهم الخاص، والحصاد المثمر لمدرّب اللياقة البدنية في كتيبة حرس الإمبراطور هايلي سيلاسي، السويدي أومني نيسكانن المولود في هلسنكي.

قبل أربع سنوات من موعد الألعاب، اكتشف المدرّب الخبير جندياً شاباً انخرط في صفوف الحرس الإمبراطوري منذ سن المراهقة، بهره بقدرة تحمله. شاب قادم من الريف البعيد ومولود في 7 أغسطس (آب) 1932، وهو اليوم الذي نظّم فيه سباق الماراثون في دورة لوس أنجليس الأولمبية.

عندما فاز بيكيلا بذهبية روما كان العداء الحافي القدمين مجهولاً، لكن وقته القياسي جعل منه أسطورة؛ لكونه أول رياضي أفريقي أسود يتوج بطلاً أولمبياً. ومن المفارقات أنه أحرز لقبه في روما عاصمة الدولة التي استعمرت بلاده إثيوبيا، واجتاز خط الوصول (تحت قوس قسطنطين على بعد خطوات من الكوليزيه)، من حيث أرسل موسوليني قبل ربع قرن قواته لتغزو بلاد الحبشة.

بيكيلا ابن مزارع فقير من قبيلة أمهارا في جنوب إثيوبيا، شديد السمرة، أشعث الشعر، حاد الأنف، بدأت مواهبه الرياضية تبرز في دورات عسكرية محلية. تولّى شؤونه نيسكانن وقاده إلى ذلك النصر التاريخي الكبير.

وعندما عاد إلى بلاده كان طبيعياً أن يُستقبل استقبال الأبطال. وقد أهداه النجاشي (الإمبراطور) شقّة وسيارة. ولكن بعد فترة وجيزة حصل تمرّد في القصر الإمبراطوري (13 ديسمبر «كانون الأول») تم على إثره اعتقال جميع أفراد الحرس وإعدامهم رمياً بالرصاص، باستثناء بيكيلا الذي تدخل الإمبراطور شخصياً لإنقاذه، وقيل يومها إن ذهبيته الأولمبية أنقذته.

ومع حلول موعد أولمبياد طوكيو 1964، تردّد مدرب المنتخب الإثيوبي في ضمّ بيكيلا إلى الفريق لأنه كان قد خضع قبل خمسة أسابيع لعملية إزالة الزائدة الدودية. وفي أي حال خاض العداء السباق منتعلاً حذاء رياضياً هذه المرّة وفاز به مسجّلاً 2:12:11 ساعة، فبات أوّل من يحتفظ بلقب هذا السباق الصعب. واستقبل في بلاده استقبال الفاتحين وكوفئ بترفيعه إلى رتبة ملازم.

وفي أولمبياد مكسيكو 1968، اضطر بيكيلا للانسحاب بعد 17 كلم من الماراثون بسبب إصابة في قدمه.

وكان هذا الأمر بسيطاً بالمقارنة مع ما تعرّض له لاحقاً هذا البطل الأولمبي المتزوّج (له أربعة أولاد) عندما أصيب بالشلل نتيجة حادث سيارة عام 1969. غير أن عزمه الذي لا يلين دفعه إلى المشاركة في مسابقة لرمي السهام وهو على مقعد متحرّك في إنجلترا. وفي 25 أكتوبر (تشرين الأول) 1973، تُوفي عن 41 عاماً إثر نزيف في الدماغ، وأقيم له في بلاده مأتم مهيب في يوم أعلنه الإمبراطور يوم حداد وطني.

لطالما فضّل بيكيلا أن يعدو حافي القدمين لشعوره براحة أكبر وتلقائية. كان فقط ينتعل الحذاء عندما يشعر أن المسار سيعرّضه لإصابة أو جرح. ونتيجة ذلك، قسا الجلد في أسفل قدميه وباتت سماكته ميلليمترات، فبدا وكأنه نعل «طبيعي»، ولم يعد ينزعج أو يشعر بوخز أو ألم.

كان بيكيلا يتدرّب مرّتين يومياً، في الصباح الباكر وقبل المغيب. يقوم بإحماء لمسافة طويلة ثم يجري سلسلة 1500 م لتنمية السرعة، فضلاً عن حصص جري طويل في الريف. وهذا التنويع مفيد لا سيما أن المنطقة جبلية والأمكنة المطلوبة متوافرة.

كما طلب نيسكانن من تلميذه الهرولة صعوداً نحو المرتفعات والهضاب بسرعة كبيرة، فضلاً عن قيامه بتمارين جمباز لليونة، ويرفع أثقالاً خفيفة. وتجاوب قلب بيكيلا كان ممتازاً، ونبضه يسجّل 45 دقة في الدقيقة في أوقات الراحة.

كشف بيكيلا عن أنه قبل سباق روما قال له نيسكانن إن حظوظه كبيرة بالفوز، وطلب منه مراقبة العدائين السوفيات والمغربي الراضي، وأن يكون حذراً ومتيقظاً، وألا يتقدّم ويتصدّر قبل الكيلومتر 30، ويمكنه فقط أن يأخذ زمام الأمور في البداية إذا كان السباق بطيئاً.

وأضاف: «انطلقت أخيراً عندما حان الوقت، ولا أزال أملك خزاناً من اللياقة. أنا سعيد لبلدي وللإمبراطور وزوجتي التي تنتظرني في بيتنا الصغير في أديس أبابا».

في السباق التأهيلي للألعاب، اجتاز بيكيلا المسافة بزمن مقداره 2:21:30 ساعة، علماً بأن المسار كان أصعب بكثير، وطول المسافة صعوداً 10 كلم، والانحدار العام 250 م في مقابل 90 م في روما. كما أن العاصمة الإثيوبية تقع على ارتفاع يتراوح بين 2000 م و3 آلاف م عن سطح البحر.

في روما، خاض بيكيلا ماراثونه الثالث، وسبق أن برع على مسافة 25 كلم، ورقمه في 5 آلاف 14:36 دقيقة، علماً بأن لا أرقام مسجّلة له رسمياً في 10 آلاف م. لكن مؤشرات أدائه تؤكّد مقدرته على اجتياز هذه المسافة (25 لفّة مضمار 400 م) بزمن دون 29 دقيقة. ومتى توافرت ظروف مثالية لخوض سباقات على الساحل، يمكنه تحطيم رقم زاتوبيك ضد الساعة.

كان نيسكانن يأمل بالكثير من كوكبة عدائين إثيوبيين شبان يعدهم للبطولات المقبلة. وبيكيلا أوّل غيث تلك القافلة التي انطلقت، فبعد احتفاظه باللقب في طوكيو، فاز مواطنه مامو والدي في دورة مكسيكو عام 1968.