اليوناني تيتيباس يتطلع لتحقيق حلم طفولته في أولمبياد باريس

ستيفانوس تيتيباس (أ.ف.ب)
ستيفانوس تيتيباس (أ.ف.ب)
TT

اليوناني تيتيباس يتطلع لتحقيق حلم طفولته في أولمبياد باريس

ستيفانوس تيتيباس (أ.ف.ب)
ستيفانوس تيتيباس (أ.ف.ب)

قال اليوناني ستيفانوس تيتيباس إن الألعاب الأولمبية تمثل أهمية خاصة له بسبب أصوله اليونانية، مضيفا أنه يتطلع لتحقيق حلمه بالفوز بميدالية أولمبية في باريس يوليو (تموز) الجاري.

وفازت اليونان، مهد الألعاب الأولمبية، بثلاث ميداليات في التنس وكانت كلها عام 1896 في أول دورة ألعاب أولمبية حديثة أقيمت في أثينا.

وقال تيتيباس المصنف 12 عالميا في مقابلة مع موقع «ستاتس برفورم» على الإنترنت نشرت الأربعاء: «اليونان والألعاب الأولمبية مترابطان مثل الخبز والزبدة معا. إنه كان حلما بالنسبة لي منذ أن بدأت لعب التنس. منذ أن حصلت على أول مضرب تنس، أردت دائما أن أكون رياضيا يشارك في مثل هذه البطولات. وبالطبع فإن السعي للحصول على ميدالية أمر استثنائي. لذلك فإن حلمي مستمر في التطور ولا يزال قائما، وطريقي نحوه يتبلور ببطء. بالنسبة لي أفضل إنجاز هو الخروج من الأولمبياد بميدالية».

وتنطلق منافسات التنس في الأولمبياد في الفترة من 27 يوليو (تموز) إلى الرابع من أغسطس (آب) المقبل على ملعب رولان غاروس التي تقام عليها دورة فرنسا المفتوحة أيضا.

وحقق تيتيباس بعض النجاحات على الملاعب الرملية في رولان غاروس في الماضي، إذ وصل إلى نهائي دورة فرنسا المفتوحة عام 2021 ودور الثمانية في النسختين الماضيتين للدورات الكبرى.

وقال تيتيباس: «الاستعداد الجيد قبل بدء المباريات في أغسطس هو أمر أتطلع إليه حقا. لدي نجاحات كبيرة هناك قبل بضع سنوات على نفس الملعب بمشاركتي في نهائيات رولان غاروس. لذلك فإن العودة إلى هناك بهذه الثقة وخوض صراع داخلي في ذهني يسمح لي بالسعي والعمل لتحقيق هدفي النهائي بالوصول لهذه المسيرة الرائعة التي تحققت قبل بضع سنوات».

وسيخوض تيتيباس منافسات الفردي في أولمبياد باريس بالإضافة إلى زوجي الرجال إلى جانب شقيقه بيتروس.


مقالات ذات صلة

«أولمبياد 1948»: ربّة منزل وعازفة بيانو تشرقان في سماء لندن الملبّدة

رياضة عالمية فاني بلانكرز كون (أ.ف.ب)

«أولمبياد 1948»: ربّة منزل وعازفة بيانو تشرقان في سماء لندن الملبّدة

لمسات ناعمة لكن كلّها تصميم وجرأة وتألق أضافتها الهولندية فاني بلانكرز كون، والفرنسية ميشلين أوسترماير، على دورة لندن الأولمبية عام 1948، الأولى بعد الحرب.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
رياضة عالمية فاز المنتخبان الأرجنتيني والإسباني بكل مبارياتهما في البطولتين القاريتين (رويترز)

«تصنيف فيفا»: الأرجنتين تواصل الصدارة... وإسبانيا ثالثة الترتيب

حافظ المنتخب الأرجنتيني، المتوَّج ببطولة كوبا أميركا الأخيرة، على صدارة التصنيف الدولي العالمي، الصادر الخميس، من قبل «الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)».

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت )
رياضة عالمية إنفانتينو يواجه ضغوطاً لإيقاف إسرائيل (رويترز)

محامون في مجال حقوق الإنسان يطالبون «فيفا» بإيقاف إسرائيل

أكد تحليل قانوني مستقل أجراه محامون متخصصون في القانون الدولي وحقوق الإنسان أنه يجب منع إسرائيل من ممارسة أي أنشطة تتعلق بكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية فاني بلانكرز (أ.ف.ب)

أولمبياد لندن 1948: القيامة من بين الأنقاض... والتحية للأم بلانكرز

اُختيرت لندن لتنظيم النسخة الرابعة عشرة للأولمبياد عام 1948 وكانت تمثّل الأمل والمقاومة في الوقت عينه خلال الحرب العالمية الثانية قبل نحو ثلاثة أعوام.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
رياضة عالمية كيفن ماغنوسن (أ.ف.ب)

ماغنوسن سيترك مقعده في هاس نهاية الموسم الحالي

قال فريق هاس المنافس في بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات الخميس إن السائق الدنماركي كيفن ماغنوسن سيترك مقعده في الفريق بنهاية الموسم.

«الشرق الأوسط» (بودابست )

«أولمبياد 1948»: ربّة منزل وعازفة بيانو تشرقان في سماء لندن الملبّدة

فاني بلانكرز كون (أ.ف.ب)
فاني بلانكرز كون (أ.ف.ب)
TT

«أولمبياد 1948»: ربّة منزل وعازفة بيانو تشرقان في سماء لندن الملبّدة

فاني بلانكرز كون (أ.ف.ب)
فاني بلانكرز كون (أ.ف.ب)

لمسات ناعمة لكن كلّها تصميم وجرأة وتألق أضافتها الهولندية فاني بلانكرز كون، والفرنسية ميشلين أوسترماير، على دورة لندن الأولمبية عام 1948، الأولى بعد الحرب العالمية الثانية.

حقّقت بلانكرز 4 ذهبيات، على طريقة الأميركي جيسّي أوينز عام 1936، فكان احتفالاً لا سابق له لإنجاز غير مسبوق، حققته أم وبطلة مثالية.

من ناحيتها، حملت العازفة أوسترماير على منكبيها مسؤولية كبيرة، فكتب أحد المراسلين معلقاً على أدائها: «شابة أنيقة في الرمي والأسلوب، متمكّنة وبارعة، ابتسامتها مفعمة بالحياة وحيوية، جد مرتاحة تدخل المسابقة واثقة من نفسها».

كانت فاني بلانكرز كون امرأة من ذهب. على الرغم من سنواتها الثلاثين، فإنها هيمنت على سباقات السرعة، فحققت 11.9 ثانية في 100 متر، و24.4 ثانية في 200 متر، وأسهمت في فوز بلادها في التتابع 4 مرات 100 متر (47.5 ثانية) أمام أستراليا وكندا، وسجّلت 11.2 ثانية في الـ80 م حواجز. وبين التصفيات والنهائيات، فازت فاني في 11 سباقاً على مضمار موحل في غضون 8 أيام.

وشاركت فاني في دورة برلين قبل 12 عاماً، أي عندما كانت في سن الـ18، حيث حلّت سادسة في الوثب العالي، وخامسة في التتابع 4 مرات 100 متر. ولعلّ أبرز انتصاراتها في ذلك العام، حصولها على توقيع الأسطورة جيسّي أوينز.

نشأت فاني في عائلة مزارعين، وفي المدرسة تلقت علوماً في التدبير المنزلي والخياطة والعناية بالحديقة وركوب الدراجة الهوائية، وزاولتها في أوقات الفراغ القليلة. تربية عامة لربة منزل بعيداً عن طرق التدريب والتحفيز الرياضي.

انجذبت فاني إلى الرياضة في سن الرابعة عشرة، وأفصحت عن «مكنوناتها الأولمبية» أمام أستاذ للتربية البدنية فأخذ بيدها، وبعد عامين نصحها بمزاولة ألعاب القوى ما دامت هناك سبّاحات جيدات كثيرات.

بدأت فاني التدريب تحت إشراف يان بلانكرز البطل السابق في الوثبة الثلاثية، فسجّلت مشاركة نوعية في برلين عام 1936. وكانت برزت في سباق الـ800 متر، الذي حُذف من البرنامج الأولمبي بعد دورة 1928.

وأوّل غيث أرقامها العالمية كان معادلتها رقم الـ100 ياردة (11 ثانية، رقم أوروبي)، ثم خاضت بطولة أوروبا في باريس عام 1938، وتزوجت مدربها عام 1940.

وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وها هي السيدة بلانكرز كون تحرز ذهبيتين في بطولة أوروبا عام 1946 في أوسلو، بعدما نجحت خلال سنوات الحرب في المحافظة على لياقتها وقوامها على الرغم من الصعوبات الكثيرة، واستطاعت تحطيم الرقمين العالميَّين للوثب العالي والطويل عام 1943، ثم كان الحصاد في لندن وفيراً.

جاء ردّ ابنة الثلاثين في الميدان على منظّمي الدورة الذين وصفوها بـ«العجوز»، التي يستحيل اختراقها الصفوف الأولى. فتفوقت في سباق الـ100 متر على حساب البريطانية دوروثي فانلي بفارق 3 أمتار، وبنحو 6 أمتار على البريطانية الأخرى أودري وليامسون في 200 متر. وزمنها في 80 م حواجز هو الرقم العالمي الوحيد خلال الألعاب على الرغم من انطلاقتها السيئة.

كانت «الأم فاني» تستغرب الاهتمام بها وترفض الإطراء قائلةً: «ما أقوم به عادي جداً، فأنا لست سوى عدّاءة سريعة». لكن «الهولندية الطائرة» كانت ماهرة على المضمار مثل مهارتها في الطهو وتحضير الأطباق الشهية.

وفي دورة هلسنكي 1952، تعثرت فاني في سباق 80 م حواجز وغادرت باكيةً، لكنها ظلت شاهدة على العصر الرياضي الجديد وتطوراته المتسارعة حتى وفاتها في 25 يناير (كانون الثاني) 2004 في هوفدورب عن 85 عاماً.

الرامية والبيانو

أما الفرنسية أوسترماير، فكانت تنافس بفن وموسيقى، عازفة البيانو بطلة رمي القرص والكرة الحديدية، وثالثة الوثب العالي. وعموماً يخاف الموسيقيون على أيديهم، إلاّ أنّ أوسترماير كانت تجد في الرياضة راحة لهما. وقد ساعدها العزف على احترام الإيقاع في خطوات الرمي وحركة الدوران. كما منحتها الموسيقى لاحقاً فسحة أمل لمجابهة الصعوبات في حياتها، ومنها مأساتا فقدانها زوجها رينيه غازاريان وولديها جوال وألن.

احتفت أوسترماير بإنجازها، وعزفت في مكان إقامة البعثة الفرنسية على بيانو متهالك. وفي اليوم الأخير من الدورة دعاها رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية إلى حضور أمسية لموزارت.

أعلنت بعد الألعاب أنها تعود إلى الموسيقى لأنها مستقبلها ومهنتها و«الميداليات جزء من الماضي».

تميّزت أوسترماير بمواصفات جسدية قياسية (1.78 متر، طول الساقين 83 سنتيمتراً، 72 كيلوغراماً). وكانت عريضة المنكبين، تبدو دائماً واثقة من نفسها، مستغرقة في التركيز، لكن تفكيرها تشتّت خلال مسابقة الوثب العالي (حلّت ثالثة، مسجلة 1.61 متر)، إذ صادف موعدها مع النهاية الدراماتيكية للماراثون، وتشجيعها وباقي أفراد البعثة الفرنسية، فريق التتابع 4 مرّات 400 متر رجالاً الذي حلّ ثانياً.

نشأت أوسترماير في تونس حتى سن المراهقة مع والدتها الرياضية والعازفة. وكانت موهوبة رياضياً منذ صغرها ومجتهدة، إذ حفظت حروف الأبجدية في عمر السنتين ونصف السنة. تفوّقت في سن الـ17 على أقرانها الفتيان في الجري. وقدّمت حفلتها الموسيقية الأولى في سن الـ12. حتى إنها أحرزت الجائزة الأولى للكونسرفتوار الفرنسي (المعهد الموسيقي) عام 1946 في باريس، وفي اليوم التالي تُوّجت بطلة لفرنسا في دفع الجلة في بوردو!

وقبل 3 أسابيع من «ألعاب لندن»، لم تكن أوسترماير قد زاولت رمي القرص فتعلّمت مبادئه سريعاً، وتأهلت للمسابقة وراحت تحسّن رقمها في المحاولات تباعاً. وتفوّقت في المحاولة الأخيرة بفارق 75 سنتيمتراً على الإيطالية إيديرا كورديالي جنتيلي (41.92 متر في مقابل 41.17 متر).

واعترفت أوسترماير التي توفيت في عام 2001 (عن 78 عاماً)، بأن أعصابها كانت مشدودة في مسابقة الجلة «لأنها اختصاصي، والأنظار مصوّبة عليّ، فأضعت بذلك فرصة تحطيم الرقم العالمي، مكتفية برمية بلغت مسافتها 13.75 متر، علماً بأن تخطي الـ14 متراً كان في متناولي»، وأسفت لإخفاقها في تحقيق هذا الهدف «فلم أستفد من الطقس المشرق بعد أسبوع ماطر».