ساوثغيت يرسخ إرثه مع إنجلترا عبر النهائي الثاني... ويرحل

غاريث ساوثغيت (أ.ف.ب)
غاريث ساوثغيت (أ.ف.ب)
TT

ساوثغيت يرسخ إرثه مع إنجلترا عبر النهائي الثاني... ويرحل

غاريث ساوثغيت (أ.ف.ب)
غاريث ساوثغيت (أ.ف.ب)

كانت المباراة النهائية لبطولة أوروبا لكرة القدم 2024، يوم الأحد الماضي، هي الأخيرة لغاريث ساوثغيت في تدريب منتخب إنجلترا، لكنه يمكنه أن يرحل فخوراً بإرثه القوي مع الفريق بعدما تألق في ركلات الترجيح وقدم أداءً رائعاً في الدور قبل النهائي، قبل أن يخسر الفريق 1 - 2 أمام إسبانيا في النهائي.

وأعلن ساوثغيت (الثلاثاء) استقالته من منصبه لينهي مشواراً استمر 8 سنوات في تدريب المنتخب الأول.

وأشاد الجميع بساوثغيت مجدداً خلال استعدادات إنجلترا لخوض نهائي بطولة أوروبا للمرة الثانية توالياً، لكن من المفارقات في رياضة النخبة أن ساوثغيت كان على بُعد دقيقة واحدة من نهاية مخزية لولايته.

وبعدما قدمت أداءً باهتاً في دور المجموعات، تأخرت إنجلترا 1 - صفر أمام سلوفاكيا حتى الوقت المحتسب بدل الضائع في مباراة دور الـ16، ودون أن تسدد أي كرة على المرمى.

رأسية هاري كين أنقذت ساوثغيت من الإحراج أمام سلوفاكيا (أ.ف.ب)

وأنقذت الركلة الخلفية الرائعة التي نفذها جود بيلينغهام، وضربة رأس هاري كين في الوقت الإضافي، ساوثغيت من الإحراج، على الرغم من تعرضه لسخرية واسعة النطاق؛ بسبب الدفع بالبديل إيفان توني قبل دقيقة واحدة فقط من نهاية المباراة.

وتأخرت إنجلترا مجدداً في المباراة رقم 100 لساوثغيت، أمام سويسرا، لكنها قدمت أداءً رائعاً مفعماً بالثقة غير المعتادة في ركلات الترجيح، وهو أمر يستحق المدرب الإشادة عليه.

لكن في الدور قبل النهائي أمام هولندا، ظهرت إنجلترا التي توقّع الجميع رؤيتها.

وعلى الرغم من التأخر في النتيجة للمباراة الثالثة توالياً، فإنها تجاوزت هذه الضربة لتقدم أفضل 45 دقيقة ليس فقط في البطولة، ولكن ربما على مدار العامين الماضيين.

وكانت النتيجة لا تزال 1 - 1 في الشوط الأول، واحتاجت إلى هدف أولي واتكينز في اللحظات الأخيرة لتفوز. لكن الهدف لم يكن بضربة حظ لأن إنجلترا كانت الفريق المتفوق بفارق كبير.

وبدا أن ساوثغيت، الذي اشتهر بالعناد في السابق، استمع للنصيحة واستفاد من التبديلات بما في ذلك تغيير القائد هاري كين، وهو أمر لم يكن ليفكر فيه أبداً في البطولات الماضية.

وأدى الفوز وطبيعة الأداء إلى تغيير المزاج العام للفريق وللجماهير في البلاد.

وقال ساوثغيت قبل المباراة إنه شعر بأن التوقعات كانت تثقل لاعبيه في الجولات الأولى، لكنهم لعبوا بحرية وثقة أكبر أمام أفضل منافس واجهوه على الإطلاق.

ساوثغيت خلع الميدالية الفضية فور نزوله من المنصة (رويترز)

هزيمة مؤلمة

رغم ذلك، فإن إسبانيا نالت المجد بفوزها 2 - 1 على إنجلترا في النهائي، ليتعرّض ساوثغيت لهزيمة مؤلمة أخرى.

وبعد أن ردّت إنجلترا بهدف بعد تأخرها للمباراة الرابعة على التوالي، وبدت في طريقها لتمديد المباراة إلى وقت إضافي، جاء هدف البديل ميكل أويارزابال في الدقيقة 86 ليحسم المباراة واللقب لصالح إسبانيا.

المنتقدون يشيرون إلى الحظ المذهل الذي يتمتع به ساوثغيت (أ.ف.ب)

حظ لا يصدق

يشير منتقدون، وما زال هناك كثير منهم، إلى الحظ المذهل الذي يتمتع به ساوثغيت. فعلى الرغم من التعثر في مجموعات سهلة، وفي مراحل خروج المغلوب مراراً وتكراراً، فإنه يتحلى بسجل استثنائي.

ويجب تذكر أنه تولى تدريب الفريق الذي حصد نقطة واحدة في دور المجموعات بكأس العالم 2014، وخسر أمام آيسلندا في بطولة أوروبا 2016.

وبعد 8 سنوات، فإن الفريق يظهر في نهائي بطولة أوروبا للمرة الثانية توالياً، وبلغ الدور قبل النهائي لكأس العالم عام 2018، ولأول مرة منذ عام 1990، كما خسر أمام فرنسا في دور الـ8 لكأس العالم 2022.

وبلغت إنجلترا الدور قبل النهائي 3 مرات في آخر 4 بطولات كبرى، وكانت المباراة النهائية، الأحد الماضي، هي الأولى لإنجلترا خارج ملعبها بعد الفوز بكأس العالم 1966 وخسارة نهائي بطولة أوروبا 2020 في «ويمبلي».

وبالإضافة إلى نجاحه الكبير في النهائيات، يمكن الإشارة أيضاً إلى أن ساوثغيت يحظى بسجل رائع بعدما خسر مرة واحدة في 35 مباراة بتصفيات كأس العالم وبطولة أوروبا.


مقالات ذات صلة

خليفة ساوثغيت... إنجليزي مضمون أم مغامرة أجنبية؟

رياضة عالمية غاريث ساوثغيت رحل عن تدريب إنجلترا وخليفته مجهول (إ.ب.أ)

خليفة ساوثغيت... إنجليزي مضمون أم مغامرة أجنبية؟

بدأ البحث عن مدرب إنجلترا المقبل، الثلاثاء، مع طرح كثير من الأسماء والتكهنات حول من قد يحل محل غاريث ساوثغيت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية من سيخلف غاريث ساوثغيت في تدريب إنجلترا؟ (إ.ب.أ)

بعد استقالة ساوثغيت... من سيخلفه لتدريب إنجلترا؟

هذا الصباح، انتشر الخبر: سيتنحّى ساوثغيت عن منصب المدير الفني لمنتخب إنجلترا.

ذا أتلتيك الرياضي (لندن)
رياضة عالمية السلطات البلجيكية وصفت المباراة بشديدة الخطورة (أ.ف.ب)

«دوري أمم أوروبا»: بلجيكا ترفض مواجهة إسرائيل على أراضيها

أعلن الاتحاد البلجيكي لكرة القدم، الثلاثاء، أن مباراة منتخب بلاده ضد إسرائيل ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية لن تقام على الأراضي البلجيكية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
رياضة عالمية هيروكي إيتو (د.ب.أ)

بايرن يقدم مدافعه الياباني إيتو... ويقترب من تاه وسيمونز

قدم نادي بايرن ميونيخ البطل القياسي لدوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) الثلاثاء مدافعه الجديد الياباني هيروكي إيتو، القادم من صفوف شتوتغارت.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ )
رياضة عالمية هاري كين محبط من الهزيمة في النهائي (أ.ب)

بايرن: كين سيتعافى من مرارة «يورو 2024» قريباً

أبدى نادي بايرن ميونيخ الألماني ثقته في قدرة هدافه هاري كين على تجاوز خيبة الأمل بعد خسارة المنتخب الإنجليزي في نهائي كأس أمم أوروبا (يورو 2024) على يد إسبانيا.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

خليفة ساوثغيت... إنجليزي مضمون أم مغامرة أجنبية؟

غاريث ساوثغيت رحل عن تدريب إنجلترا وخليفته مجهول (إ.ب.أ)
غاريث ساوثغيت رحل عن تدريب إنجلترا وخليفته مجهول (إ.ب.أ)
TT

خليفة ساوثغيت... إنجليزي مضمون أم مغامرة أجنبية؟

غاريث ساوثغيت رحل عن تدريب إنجلترا وخليفته مجهول (إ.ب.أ)
غاريث ساوثغيت رحل عن تدريب إنجلترا وخليفته مجهول (إ.ب.أ)

بدأ البحث عن مدرب إنجلترا المقبل، الثلاثاء، مع طرح كثير من الأسماء والتكهنات حول من قد يحل محل غاريث ساوثغيت في أحد أهم المناصب في كرة القدم.

وأعلن ساوثغيت، الذي تولى المسؤولية عام 2016، رحيله بعد أقل من 48 ساعة على خسارة تفطر القلب 2 - 1 أمام إسبانيا في برلين، يوم الأحد، لتخسر إنجلترا نهائي بطولة أوروبا للمرة الثانية توالياً.

ولم تكن هذه الأخبار بمثابة مفاجأة كبيرة، بل سلطت الضوء على الفور على المستقبل وما إذا كان يتعين على إنجلترا البحث عن بديل محلي آخر، أو البحث عن خليفة متميز من مكان أبعد.

وقال مارك بولينغهام الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في بيان: «عملية تعيين خليفة لغاريث جارية الآن، ونهدف إلى الإعلان عن مدربنا الجديد في أقرب وقت ممكن. ستبدأ حملتنا في دوري الأمم الأوروبية في سبتمبر (أيلول)، ولدينا حل مؤقت إذا لزم الأمر. نعلم أنه ستكون هناك تكهنات لا مفر منها، لكننا لن نعلق حتى يجري الإعلان عن المدرب».

وسيحتاج المدرب المقبل إلى التحلي بالمسؤولية لتحمل التوقعات والانتقادات؛ إذ تسعى إنجلترا للحصول على أول لقب كبير لها منذ فوزها بكأس العالم 1966 على أرضها.

ومن المحتمل أن تكون خبرة معرفة الدوري الإنجليزي الممتاز مطلوبة، وكذلك مهارات الإدارة البشرية المتمثلة في القدرة على تطوير والحفاظ على روح وثقافة الفريق مع تحمل الانتقادات التي ستوجه للمدرب.

وإذا اختار الاتحاد الإنجليزي، كما هو متوقع، مدرباً إنجليزياً آخر فإن إيدي هاو مدرب نيوكاسل يونايتد وغراهام بوتر مدرب تشيلسي السابق، بالإضافة إلى لي كارسلي مدرب فريق دون 21 عاماً هم المرشحون الأوفر حظاً.

وكان ساوثغيت أيضاً مدرباً لفريق تحت 21 عاماً، وبدأ مشواره مدرباً مؤقتاً قبل تولي تدريب إنجلترا بشكل دائم، ويمكن أن يناسب كارسلي هذا السيناريو.

وسيكون بوتر متاحاً على الفور، لعدم عمله منذ إقالته من قبل تشيلسي العام الماضي، في حين من المرجح أن يضطر هاو إلى خفض راتبه.

وقال غاري نيفيل مدافع منتخب إنجلترا السابق لشبكة «سكاي سبورتس» التلفزيونية: «على مر السنين كان لدينا مدربون من مختلف الأنواع. المدربون الدوليون المتميزون وأفضل المدربين الإنجليز. كان لدينا غاريث الذي تدرج عبر فرق الفئات السنية المختلفة. لا أعرف إلى أين ستتجه إنجلترا بعد ذلك. هناك بعض المرشحين الواضحين، وأعتقد أنه سيجري ذكر غراهام بوتر وإيدي هاو. أعتقد أنه سيكون بالتأكيد مدرباً إنجليزياً... تعيين مدرب أجنبي سيكون أمراً خاطئاً. نحن بحاجة إلى تطوير مدرب إنجليزي».

ويتمتع فرنك لامبارد وستيفن جيرارد، ثنائي وسط إنجلترا السابق، بمسيرة تدريبية أقل نجاحاً، ولا تعد أسهمهما مرتفعة في قائمة المرشحين.

وذهب المراهنون إلى اختيار مدربين أجانب في لمحات تبدو خيالية، مع وضع احتمالات على تولي ماوريسيو بوكيتينو مدرب ساوثامبتون وتوتنهام هوتسبير وباريس سان جيرمان وتشيلسي السابق، أو توماس توخيل مدرب تشيلسي وبايرن ميونيخ السابق، أيضاً يورغن كلوب، الذي ترك تدريب ليفربول مؤخراً، للمسؤولية.

ومن بين الأسماء الأخرى المتداولة جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي ومانشستر يونايتد وتوتنهام السابق، وبيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الذي ينتهي عقده مع النادي العام المقبل.