«كوبا أميركا 2024»: الأوروغواي تقصي الولايات المتحدة... وبنما ترافقها

أنهت الأوروغواي دور المجموعات في الصدارة (أ.ب)
أنهت الأوروغواي دور المجموعات في الصدارة (أ.ب)
TT

«كوبا أميركا 2024»: الأوروغواي تقصي الولايات المتحدة... وبنما ترافقها

أنهت الأوروغواي دور المجموعات في الصدارة (أ.ب)
أنهت الأوروغواي دور المجموعات في الصدارة (أ.ب)

بلغت الأوروغواي، الباحثة عن لقبها الأول منذ 2011، الدور ربع النهائي من النسخة الثامنة والأربعين لبطولة كوبا أميركا في كرة القدم بصحبة بنما، وذلك بفوزها على الولايات المتحدة المضيفة 1 – 0، الاثنين، في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة.

وأنهت الأوروغواي التي تتشارك الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب مع الأرجنتين بطلة النسخة الماضية (15 لكل منهما)، دور المجموعات في الصدارة بعدما حققت الاثنين في كانساس سيتي (ميزوري) انتصارها الثالث توالياً، فيما دفعت الولايات المتحدة ثمن خسارتها في الجولة الماضية أمام بنما 1 - 2 بعدما كانت متقدمة على الأخيرة، لتودع البطولة القارية من الباب الصغير.

وكان يتوجب على البلد المضيف تحقيق نتيجة مماثلة لبنما أو أفضل منها كي يبلغ ربع النهائي، لكن الأخيرة خرجت منتصرة من مباراتها في أورلاندو مع بوليفيا 3 - 1، لتنهي المجموعة ثانية بست نقاط وبفارق ثلاث أمام الولايات المتحدة التي تخرج من دور المجموعات لأول مرة على أرضها في بطولة كبرى، علماً بأنها تستضيف كوبا أميركا للمرة الثانية، بعد أول عام 2016 حين وصلت إلى نصف النهائي.

وعلق المدرب الأميركي غريغ بيرهالتر على خروج فريقه، قائلاً: «بإمكانكم أن تروا الخيبة المريرة التي نشعر بها من خلال النظر إلى وجوه الطاقم (الفني) واللاعبين»، مضيفاً: «نعلم أنه بإمكاننا تقديم أفضل من ذلك وفي هذه البطولة لم نظهر ذلك. الأمور بهذه البساطة. كان يتوجب علينا أن نحقق أفضل من ذلك».

وتابع: «سنراجع ما حصل لمعرفة أين ساءت الأمور، لماذا ساءت الأمور. ما نشعر به حالياً من دون شك هو الفراغ».

وتدين الأوروغواي بفوزها الثالث توالياً إلى ماتياس أوليفيرا الذي سجل هدف المباراة الوحيد أمام البلد المضيف في الدقيقة 66.

وأثار احتساب الهدف بعد التدقيق بصحته طويلاً من قبل حكم الفيديو المساعد «في إيه آر» جدلاً كبيراً نتيجة الشك بأن أوليفيرا كان متسللاً حين وصلت الركلة الحرة التي نفذها نيكولاس دي لا كروس إلى رأس رونالد أراوخو الذي حول الكرة باتجاه المرمى لتجد في طريقها الحارس مات تورنر، لكنها سقطت أمام أوليفيرا فتابعها في الشباك.

ورغم الاعتراض الأميركي، احتسب الحكم البيروفي كيفن أورتيغا الهدف الذي كان في النهاية حاسماً في تحديد هوية الفائز.

وعلق بيرهالتر على احتساب الهدف، قائلاً: «إنه أمر جنوني. لا أفهم ذلك. أعرف تماماً قواعد التسلل. يا لها من خيبة حقاً. لكن كما يعلم الجميع، هذه الأمور تحصل في كرة القدم وعلينا التعايش معها».

والخروج من الباب الصغير يثير التساؤلات بشأن مستقبل بيرهالتر مع منتخب يستضيف النسخة المقبلة من كأس العالم عام 2026 بصحبة المكسيك وكندا.

لكن ابن الـ50 عاماً بدا واثقاً حيال مواصلته المشوار مع المنتخب، إذ أجاب بـ«نعم» عندما سئل إذا كان سيقوده في نهائيات مونديال 2026، مضيفاً: «سنقوم بمراجعة شاملة (لما حصل) للبطولة لنرى أين كان مكمن الخلل. من الواضح أن مباراة بنما أضرت بنا كثيراً».

وتابع: «أعتقد أن هناك ضرورة لإجراء مراجعة جماعية، بدءاً من الطاقم الفني، واللاعبين، والقسم الرياضي. علينا أن نرى أين بإمكاننا التحسن. كيف يمكننا أن نكون أفضل».

وفي أورلاندو، بولاية فلوريدا، بلغت بنما ربع النهائي في مشاركتها الثانية في البطولة بصفتها أحد المنتخبات الستة الممثلة في هذه النسخة لمنطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، وذلك بفوزها المستحق على بوليفيا بثلاثة أهداف لخوسيه فاخاردو (22) وإدواردو غيريرو (79) وسيسار يانيس (1+90)، مقابل هدف لبرونو ميراندا (69).

ويلتقي منتخب الأوروغواي في ربع النهائي مع وصيف المجموعة الرابعة (البرازيل حالياً بأربع نقاط قبل الجولة الثالثة الأخيرة)، فيما يلعب منتخب بنما مع بطل المجموعة ذاتها (كولومبيا حالياً بست نقاط قبل مواجهتها البرازيل في الجولة الأخيرة مساء الثلاثاء).


مقالات ذات صلة

إنجلترا تنهي مغامرة سويسرا وتتأهل للمربع الذهبي

رياضة عالمية إنجلترا تنهي مغامرة سويسرا وتتأهل للمربع الذهبي

إنجلترا تنهي مغامرة سويسرا وتتأهل للمربع الذهبي

كرَّست إنجلترا، وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، عقدة سويسرا في الدور ربع النهائي للبطولات الكبرى عندما تغلبت عليها 5 - 3 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي

«الشرق الأوسط» ( لندن)
رياضة عالمية لاعبو المنتخب الألماني وأحزان توديع البطولة الأوروبية (د.ب.أ)

ألمانيا بين الأمل في مستقبل أفضل وخيبة الخروج من دور الثمانية

يمكن القول من دون تردد إن المدرب يوليان ناغلسمان أعاد للمنتخب الألماني شيئاً من بريق الماضي أن يخرج منتخب بالحجم التاريخي لـ«الماكينات الألمانية»، الفائز بكأس

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية رونالدو يغادر الملعب بعد الهزيمة (أ.ف.ب)

هل ما زالت البرتغال بحاجة إلى رونالدو؟

بعد خروج البرتغال من بطولة أوروبا لكرة القدم 2024 من دور الثمانية، بات المنتخب يواجه السؤال الصعب حول ما إذا كان لا يزال بحاجة إلى كريستيانو رونالدو، أم لا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية  جاكبو محتفلا بالفوز على تركيا (رويترز)

جاكبو... طوق نجاة هولندا ومفتاح الأبواب المغلقة

كانت هولندا في حاجة ماسة للقدرات الهجومية التي يتمتع بها كودي جاكبو لتهزم تركيا في ربع نهائي كأس أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية ساوثغيت محتفلا مع لاعبيه عقب نهاية المباراة أمام سويسرا (أ.ب)

ساوثغيت... عانى من عقدة «الترجيح» لاعباً وحطمها كمدرب

 لطالما انفطر قلب منتخب إنجلترا بسبب ركلات الترجيح، لكنه حافظ على رباطة جأشه ليحسم تأهله إلى الدور قبل النهائي ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف)

ألمانيا بين الأمل في مستقبل أفضل وخيبة الخروج من دور الثمانية

لاعبو المنتخب الألماني وأحزان توديع البطولة الأوروبية (د.ب.أ)
لاعبو المنتخب الألماني وأحزان توديع البطولة الأوروبية (د.ب.أ)
TT

ألمانيا بين الأمل في مستقبل أفضل وخيبة الخروج من دور الثمانية

لاعبو المنتخب الألماني وأحزان توديع البطولة الأوروبية (د.ب.أ)
لاعبو المنتخب الألماني وأحزان توديع البطولة الأوروبية (د.ب.أ)

يمكن القول من دون تردد إن المدرب يوليان ناغلسمان أعاد للمنتخب الألماني شيئاً من بريق الماضي أن يخرج منتخب بالحجم التاريخي لـ«الماكينات الألمانية»، الفائز بكأس أوروبا لكرة القدم ثلاث مرات قياسية وباللقب العالمي 4 مرات، من دور الثمانية لبطولة مقامة على أرضه، فمن المتوقع أن تكون الأجواء سوداوية والمعنويات في الحضيض، لكن هناك الكثير من الإيجابيات التي يمكن الاعتماد عليها للمستقبل.

انتهى مشوار المنتخب الألماني، الجمعة، عند الدور ربع النهائي لكأس أوروبا بخسارته أمام إسبانيا 1 - 2 بعد التمديد، مختتماً البطولة الكبرى الأولى على أرضه منذ مونديال 2006 بشكل محبط. لكن يمكن القول من دون تردد إن المدرب يوليان ناغلسمان أعاد للمنتخب الألماني شيئاً من بريق الماضي، لا سيما إذا ما قورن مشواره في كأس أوروبا بمشاركتيه الأخيرتين في كأس العالم، حيث انتهى مشواره عند دور المجموعات في روسيا 2018 وقطر 2022 أو البطولة القارية الماضية حين ودع من دور الـ16 صيف 2021 على يد إنجلترا (0 - 2).

وكانت مباراة الجمعة في شتوتغارت ضد إسبانيا نهاية المشوار الكروي لنجم الوسط توني كروس، الذي كان يمني النفس بإحراز اللقب القاري ليضيفه إلى لقب مونديال البرازيل 2014 وجميع الألقاب الممكنة التي أحرزها على صعيد الأندية مع ريال مدريد الإسباني. وأظهر الألمان خلال هذه النهائيات القارية أنهم استعادوا هيبتهم رغم خيبة الخروج من ربع النهائي. وكتب الحارس المخضرم مانويل نوير على وسائل التواصل الاجتماعي: «لقد تحطم الحلم. وما يزيد من مرارة الأمر أن هذا الفريق كان يستحق المزيد».

وبعد دموع الخيبة، قرر ناغلسمان البحث عن الإيجابيات وتحويل الأنظار نحو الهدف المقبل للمنتخب في مؤتمره الصحافي بعد اللقاء، قائلاً: «من المحزن أنني ربما لن أكون جزءاً من كأس أوروبا أخرى (مدرب المنتخب) على أرضنا في مسيرتي». وتابع: «هذا مؤلم. والاضطرار إلى الانتظار لمدة عامين لنصبح (محاولة) أبطال عالم (في 2026)، هذا مؤلم أيضاً»، متوجهاً إلى الصحافيين: «أحببتم هذا التصريح (أن ألمانيا ستكون بطلة للعالم بعد عامين) أليس كذلك؟». وسأل المدرب الصحافيين: «هذا يجعل أعينكم تخرج من مكانها (من شدة الثقة والتفاؤل بالمستقبل)، إنه أمر جنوني»، قبل أن يستطرد: «ماذا يجب أن أقول بعد خروجنا؟ بالطبع نريد أن نصبح أبطال العالم».

ناغلسمان ولاعبه كيميش... مَن يواسي مَن؟ (أ.ب) Cutout

تصريحات ناغلسمان المتفائلة بعيدة كل البعد عما أدلى به سلفه هانزي فليك بعد خروج ألمانيا من دور المجموعات لمونديال قطر 2022. وانتقد فليك الذي أصبح لاحقاً أول مدرب يُقال من منصبه في تاريخ المنتخب الألماني، بعد الخروج من المونديال القطري مشاكل بنيوية في الكرة الألمانية وفشل نظام الناشئين في البلاد في إنتاج لاعبين كبار. وبعد إقناع كروس بالعودة عن اعتزاله الدولي، عمل ناغلسمان على تنشيط المنتخب الألماني وأجرى 11 تغييراً مع الأخذ في الاعتبار المشاركة في كأس أوروبا.

استبعد أسماء كبيرة أمثال ليون غوريتسكا وسيرج غنابري وماتس هوملز، في حين استعان بعدد كبير من لاعبي باير ليفركوزن بطل الدوري وشتوتغارت. فازت ألمانيا بثلاث مباريات فقط من أصل 11 في 2023، لكن خسارة الجمعة أمام إسبانيا بهدف في الدقيقة 119 قبل الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، كانت الأولى لفريق ناغلسمان في 2024 مقابل 6 انتصارات وتعادلين.

طلب ناغلسمان من كروس الذي اعتزل اللعب الدولي في 2021، العودة قبل كأس أوروبا 2024 ووافق على ذلك لشعوره بأن ألمانيا لديها فرصة حقيقية للفوز بالبطولة. أسدل ابن الـ34 عاماً الستار على مسيرته الكروية الجمعة، وهو يعلم أن ألمانيا في أيدٍ أمينة لكن «الأمر مؤلم، لا سيما بهذه الطريقة. كنا بالتأكيد على نفس المستوى مع إسبانيا»، وفق ما أفاد بعد الخسارة، مضيفاً: «لكن عندما يختفي هذا الشعور الأولي بالحزن، سندرك أننا عدنا لنكون بين الأفضل مجدداً».

نهاية مشوار مولر ونوير وغوندوغان

كان هناك حديث عن إمكانية رحيل ناغلسمان عن المنتخب من أجل العودة لتدريب بايرن ميونيخ، لكن ابن الـ36 عاماً مدد قبل النهائيات القارية عقده مع الاتحاد المحلي حتى عام 2026. وبما أن عامين فقط يفصلانه عن مونديال 2026 المقرر في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، فإن التحدي الكبير التالي يلوح في الأفق. ورغم أن جمال موسيالا وفلوريان فيرتس لم يتجاوزا الحادية والعشرين من عمرهما وكاي هافيرتز في الخامسة والعشرين فقط، يحتاج ناغلسمان إلى عملية إعادة بناء جزئية، لا سيما أن فريقه كان الأكبر سناً بين المنتخبات الـ24 في كأس أوروبا.

وإلى جانب كروس، هناك عدد من اللاعبين المرشحين لمغادرة المنتخب نهائياً، مثل ابن الـ34 عاماً توماس مولر الذي قال للصحافيين بعد مباراة الجمعة، حيث دخل بديلاً في وقت متأخر: «من الناحية الواقعية، من الممكن أن تكون هذه آخر مباراة دولية لي». أما نوير، ابن الـ38 عاماً الذي فاز بكأس العالم 2014 إلى جانب كروس ومولر، فقال: «سأفكر في الأمر بعد البطولة». حتى إن القائد إيلكاي غوندوغان (33 عاماً) قال: «أنا بحاجة لبضعة أيام للتفكير في الأمر ثم سأتخذ القرار». وأقر ناغلسمان «لدينا فريق ليس شاباً»، مضيفاً: «سنغيّر بالتأكيد بعض الأشياء. سنفعل شيئاً في الفريق لتقديم بعض المباريات الجيدة ومن ثم تشكيل أفضل فريق ممكن لتصفيات كأس العالم».