تستهل البرازيل مشوارها في كأس كوبا أميركا لكرة القدم 2024 بمواجهة كوستاريكا، فجر الثلاثاء، في لوس أنجليس بشكل جديد تماماً تقريباً من الدفاع إلى الهجوم، حيث يتصدر نجم ريال مدريد الصاعد فينيسيوس جونيور المجموعة التي كانت تنتظر فرصة لتحقيق بداية جديدة.
وبعد الهزيمة المؤلمة بركلات الترجيح أمام كرواتيا في دور الثمانية بكأس العالم في قطر 2022. مرت البرازيل بمدربين مؤقتين، بينما انتظرت لمدة عام تقريباً في محاولة للتعاقد مع المدرب كارلو أنشيلوتي من ريال مدريد.
ولكن بعد أن مدَّد الإيطالي عقده مع العملاق الإسباني، استقرت البرازيل على المدرب الرحالة دوريفال جونيور.
واستندت سمعة دوريفال على أنه مدرب متعدد المواهب متخصص في فرض بصمته الساحرة من خلال تولي مسؤولية الفرق المتعثرة في منتصف الموسم بنجاح ملحوظ.
وفاز دوريفال بكأس ليبرتادوريس وكأس البرازيل مع فلامنغو بعد أشهر قليلة من توليه المسؤولية، وعندما لم يتم تجديد عقده لمدة ستة أشهر، انضم إلى ساو باولو وقاده إلى نيل لقب كأس البرازيل قبل قبول تدريب المنتخب الوطني في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وكان أمام دوريفال كثير من المشكلات عند توليه تدريب المنتخب الوطني، الذي مر بفترة من الضياع حقق خلالها نتائج سلبية تاريخية، بينما كانت البرازيل تنتظر قرار أنشيلوتي.
وتعرض الفريق للهزيمة في 3 مباريات متتالية في تصفيات كأس العالم للمرة الأولى، من بينها أول خسارة لهم أمام أوروغواي منذ 22 عاماً، وشهدت نهاية سلسلة مؤلفة من 58 مباراة دون هزيمة على أرضه في التصفيات، مما قاد إلى أسوأ مسيرة على الإطلاق برصيد 7 نقاط من أصل 18 نقطة بعد 6 جولات.
أضف إلى ذلك خسارة جهود النجم نيمار، الذي أُصيب بقطع في الرباط الصليبي الأمامي والغضروف المفصلي في ركبته اليسرى أثناء مشاركته مع منتخب بلاده في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لتحقق البرازيل تراجعاً كبيراً.
ومع عدم التعاقد مع أنشيلوتي ووجود فريق في حالة اضطراب، حول دوريفال انتباهه لاستعادة الثقة واحترام الذات لدى فريق شاب ومتجدد؛ إذ تولى فينيسيوس جونيور مسؤولية تحمل العبء الأكبر كلاعب محوري في البرازيل.
ومع خوض الفريق شهرين للتحضير لمباراتين ضد إنجلترا وإسبانيا، عول دوريفال على عزيمة لاعبيه وكبريائهم، وأصلح فريقاً كان مضطرباً أكثر من كونه متعدد المواهب.
وفاز الفريق 1 - صفر على إنجلترا في ويمبلي وقاتل ليتعادل 3 - 3 مع إسبانيا في برنابيو بوقت سابق من هذا العام.
وفي المباراتين، كان البطل هو الشاب الصاعد إندريك، الذي أصبح أصغر لاعب يسجل في ويمبلي بعمر 17 عاماً. وبعد أيام قليلة، سجل اللاعب هدف التعادل أمام إسبانيا، مما أدخل الفرحة على مشجعي ريال مدريد، لأنه سينضم قريباً إلى أبطال أوروبا.
وستكون «كوبا أميركا» المرة الأولى التي يُتاح فيها لدوريفال الوقت للعمل بشكل مكثف مع لاعبيه الذين سيواجهون كوستاريكا بعد معسكر تدريبي لمدة 3 أسابيع في فلوريدا قبل مواجهة باراغواي وكولومبيا ضمن المجموعة الرابعة.
ومع تركيز معظم الاهتمام على الأرجنتيني ليونيل ميسي الفائز بكأس العالم، الذي يلعب الآن في الدوري الأميركي للمحترفين، ستبدأ البرازيل مشوارها في «كوبا أميركا» دون توقعات كبيرة، وهو ما سيكون دوريفال على دراية به من خلال تجربته على مستوى الأندية.