محمد صلاح... اللاعب الأكثر قيمة تجارية في «بريمرليغ»

النجم المصري ليس بحاجة للترويج إذ إنه «وجه لألف لوحة إعلانية»

محمد صلاح وعائلته بعد مباراة لليفربول (غيتي)
محمد صلاح وعائلته بعد مباراة لليفربول (غيتي)
TT

محمد صلاح... اللاعب الأكثر قيمة تجارية في «بريمرليغ»

محمد صلاح وعائلته بعد مباراة لليفربول (غيتي)
محمد صلاح وعائلته بعد مباراة لليفربول (غيتي)

ليست الأرقام المهمة هي التي ستحدد إرث ليفربول، ولكنَّ الأرقام التي جرى تقديمها بهدوء في مارس (آذار) هي التي ساعدت على توضيح قيمة محمد صلاح في ضوء مختلف.

قدمت الحسابات السنوية لشركة صلاح التجارية البريطانية المحدودة، وهي الشركة المسؤولة عن التعامل مع شريحة من دخل المهاجم خارج الملعب في البلد الذي يعده موطنه منذ عام 2017، لقطة من الثروة المتضخمة.

يوجد الآن ما يزيد قليلاً على 25 مليون جنيه إسترليني (32 مليون دولار) في الميزانية العمومية لشركة خاصة مسجلة في المملكة المتحدة، حيث صلاح هو المدير الوحيد المدرج في القائمة، مقارنةً بمبلغ 19.8 مليون جنيه إسترليني قبل 12 شهراً -وهو ما يمثل زيادة سنوية تزيد على 5 ملايين جنيه إسترليني بعد خصم الضرائب.

إنه جزء بسيط من الأجور التي يتقاضاها صلاح في ليفربول -التي تُقدَّر بما يتراوح بين 18 مليون جنيه إسترليني و21 مليون جنيه إسترليني سنوياً منذ إعادة التفاوض على عقد جعله اللاعب الأعلى أجراً في النادي في عام 2022- ولكنَّ هذه العائدات تكشف عن لمحة من الجاذبية التجارية الدائمة للاعب المصري، ولا شكَّ أن العلامة التجارية لصلاح هي تجارة كبيرة.

أشار رامي عباس عيسى، مستشار اللاعب ومحاميه منذ فترة طويلة، العام الماضي، إلى أن حقوق الصورة والأنشطة التجارية تزيد من أرباح صلاح مجتمعةً إلى ما يقرب من مليون جنيه إسترليني في الأسبوع. هذا التقييم، الذي ورد في دراسة أجرتها كلية «هارفارد للأعمال»، من شأنه أن يدعم نظرية أن اللاعب المصري قد وصل إلى تلك المرحلة في مسيرته حيث يمكن جني أموال أكثر خارج الملعب مقارنةً بما يفعله داخله.

محمد صلاح (رويترز)

إن أرباح صلاح التجارية في المملكة المتحدة هي غيض من فيض بالنسبة إلى الرياضي الأكثر شهرة في العالم العربي.

تتصدر صفقة طويلة الأمد مع شركة «أديداس» المورِّدة للأحذية قائمةً من الشراكات التي شملت «بيبسي» و«فودافون» و«دي إتش إل» و«أوبر» و«أوبو» و«بنك الإسكندرية» وشركة «ماونتن فيو» العقارية.

وقد تهافتت العلامات التجارية الكبرى على صلاح في السنوات الأخيرة، وكذلك العوائد.

يقول عباس إن كل صفقة تجارية تبلغ قيمتها عادةً ما بين 3.5 مليون جنيه إسترليني و6 ملايين جنيه إسترليني في السنة لموكله. ربما يكون هذا تفاؤلاً، ولكن لا أحد في هذه الصناعة يتحدى الحد الأدنى من هذه الشريحة.

تشير جميع المؤشرات إلى أن صلاح هو اللاعب الأكثر قيمة تجارية في الدوري الإنجليزي الممتاز؛ فهو الاسم والوجه الذي يتمتع بأكبر جاذبية دولية.

يقول إحسان شاه، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «بي إنغيغد»، المتخصصة في التسويق الرياضي: «على الصعيد العالمي، يمكنني القول إنه أكبر من أي شخص آخر بعد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ونيمار. لقد كان في القمة لبضع سنوات وأثبت ذلك في أحد الأندية الكبرى. لم يحقق نفس النجاح مع المنتخب المصري، لكنه فاز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز. لديك جود بيلينغهام الصاعد، لكنَّ صلاح سيكون الرابع في القائمة في الوقت الحالي».

يقول دان حداد، رئيس الاستراتيجية التجارية في وكالة «أوكتاغون» للرياضة والموسيقى والترفيه: «على الأرجح هو كذلك، نعم. من المحتمل أن يكون ذلك من أعراض عدم ثبات أداء مانشستر يونايتد وعدم وجود أي لاعب له أهمية عالمية خاصة. يمكنك القول فقط إن إرلينغ هالاند لديه القدرة على منافسة صلاح. ربما سيفعل ذلك لأنه يتمتع بخصائص متشابهة. إنه مميز للغاية، ويشارك في اللحظات الكبيرة. إنه في مسار تصاعدي، يتوافق مع نجاح مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. فيرجيل فان ديك هو لاعب آخر بدأت ألاحظه حقاً في السنوات الأخيرة، حيث أصبح في مقدمة الحملات الإعلانية المختلفة للعلامات التجارية، لكنَّ صلاح ربما لا يزال اللاعب الأول من حيث التسويق في الدوري الإنجليزي الممتاز».

صلاح هو بلا شك أيقونة ليفربول الحديثة. الموسم الماضي تخللته بطولة كأس الأمم الأفريقية وإصابات طفيفة، ولن يسجل أحدَ أفضل مواسمه في أنفيلد، لكنَّ رأسيته في فوز ليفربول 4 - 2 على أرضه أمام توتنهام هوتسبير كانت الهدف رقم 211 في جميع المسابقات منذ انضمامه من روما مقابل 36 مليون جنيه إسترليني.

سبعة مواسم مثمرة مع ليفربول جعلت صلاح من بين النخبة وجعلت منه على نحو متزايد تذكرة ذهبية لمسؤولي التسويق. إنه الموهبة الفذة صاحب الوجه البشوش، رب الأسرة الذي بدأ بلا شيء في مسقط رأسه نجريج في مصر، ثم أصبح لديه كل شيء.

لا تحتاج قصته إلى الكثير من الترويج، حيث يصطف الكثيرون للاستثمار في صلاح. في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هو وجه لألف لوحة إعلانية.

في عام 2022، كان نجم غلاف مجلة «جي كيو» للأزياء. وهناك ظهوره المنتظم في الإعلانات التلفزيونية، وكان صلاح يصور إعلاناً آخر، هذه المرة لصالح شركة «بيبسي» في ليفربول قبل ثلاثة أشهر.

يقول شاه: «إذا نظرت إلى المناطق التي يمكنه الاستفادة منها من خلال اللغة والثقافة، فهي سوق لا يمكن لأحد آخر أن ينافسه فيها حقاً. إنه يحتكرها تقريباً. فهو لا يمتلك شمال أفريقيا فحسب، بل يمتلك الشرق الأوسط بأكمله. ولهذا السبب دفع السعوديون بقوة للحصول عليه (للانتقال إلى الدوري السعودي للمحترفين الصيف الماضي). إنه ذلك الشخص الذي يملك ذلك النفوذ في السوق. أيٌّ من هذه العلامات التجارية الكبيرة التي تحتاج إلى مصداقية أو نفوذ في التسويق، تضعه واجهةً».

إنه الشخص الذي يجذب الانتباه، وتوقف التمرير (على وسائل التواصل الاجتماعي). ترى الوجه الذي تتعرف عليه وتسأل: «ماذا يفعل؟ إنها قدرة على إيقاف شخص ما لثانية أطول مما لو كنت تستخدم شخصاً قد لا تتعرف عليه. يمنحك صلاح هذا الضمان في هذا الجزء من العالم».

كانت الدراسة التي أجرتها كلية «هارفارد للأعمال»، والتي أيَّدها صلاح وعباس قبل نشرها في سبتمبر (أيلول) الماضي، نافذة نادرة على آليات تجديد العقد على أعلى مستوى.

كان هناك قبول بأن صلاح كان قريباً من رفض ليفربول في صيف 2022، حيث قيل إن المناقشات «انهارت تماماً» قبل أن يتم التوصل في النهاية إلى اتفاق على صفقة جديدة مدتها ثلاث سنوات تنتهي الصيف المقبل.

النجم المصري هو العلامة التجارية الأولى في إنجلترا (رويترز)

قدم عباس أرقاماً علنية أيضاً. وهي أرقام كبيرة. وقال إن التوقعات كانت تشير إلى أن صلاح سيجني «ما بين 54 مليون يورو (46.3 مليون جنيه إسترليني أو 58.8 مليون دولار) و62 مليون يورو سنوياً» من الأجور وحقوق الصورة خلال فترة تعاقده مع ليفربول.

أحدث الأرقام المودعة في «كامابنيز هاوس Companies House»، وهو السجل العام للشركات التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، لا يمثل سوى أنشطة صلاح التجارية في موطنه الأصلي.

وقد أصبح ممارسةً معتادة بالنسبة إلى نخبة الرياضيين، أن تذهب مدفوعات حقوق الصورة إلى شركة بدلاً من الفرد، وبالتالي الاستفادة من ضرائب أقل من الـ45 في المائة التي يتم تحصيلها على الأرباح.

ولا بد من تأكيد أن شركة صلاح التجارية البريطانية المحدودة دفعت 2.3 مليون جنيه إسترليني ضريبةً على الشركات خلال الفترة المحاسبية الأخيرة.

من الآمن أن نفترض أن الحسابات التي قُدمت في شهر مارس تروي جزءاً فقط من قصة صلاح بوصفه عملاقاً تجارياً.

هناك مقياس غير علمي ولكنه معبّر عن مكانته من خلال عدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يقترب من 100 مليون شخص.

فبالإضافة إلى أكثر من 35 مليون متابع على منصتَي «إكس» و«فيسبوك»، يمكنه أن يتباهى بأكثر من 63 مليون متابع على «إنستغرام».

هذا جزء بسيط من الـ628 مليون متابع الذين جمعهم رونالدو، أكثر الأفراد شعبية على هذه المنصة، لكنَّ صلاح يفتخر بأكبر عدد من المتابعين مقارنةً بأي لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويأتي بعده هالاند بـ39 مليون متابع.

لا يوضح ذلك جاذبية صلاح العالمية فحسب، بل يؤكد أيضاً سبب انجذاب العلامات التجارية إليه. فهو يمنحهم الشهرة والمصداقية. وقد حظي أحدث إعلان لصلاح على حساب «فودافون» الذي نُشر على حسابه على «إنستغرام» في يناير (كانون الثاني) بأكثر من 510 آلاف إعجاب.

تقف شركة «فودافون مصر»، عملاق الاتصالات، إلى جانب صلاح منذ عام 2017. وقد نفَّذت الشركة إعلانات تلفزيونية لا حصر لها معه، وفي أحد الإعلانات الدعائية، عرضت على عملائها 11 دقيقة من المكالمات المحلية المجانية في مصر مقابل كل هدف يسجله صلاح في الأسابيع الأخيرة من موسم 2017 - 2018.

وقد تسببت الشراكة القوية مع «فودافون» في خلاف دبلوماسي عندما اكتشفت الشركة أن صورته قد تم لصقها على جانب الطائرة التي كان من المقرر أن تُقلّ المنتخب المصري إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.

وكانت الصورة قد ظهرت إلى جانب شعار شركة الاتصالات «وي We»، التي تربطها شراكة مع الاتحاد المصري لكرة القدم، وهي منافس مباشر لشركة «فودافون».

وقال صلاح: «للأسف، الطريقة التي تم التعامل بها مع هذا الأمر مهينة للغاية. كنت آمل أن يكون التعامل أرقى من ذلك». وفي نهاية المطاف، تراجع الاتحاد المصري لكرة القدم ورضخ لمطالب صلاح بعدم استخدام صورته مع «وي We».

صلاح فاز بكثير من الجوائز في الدوري الإنجليزي (أرشيفية)

كانت «بيبسي» شركة أخرى من الشركات الكبرى التي ارتبطت بصلاح. وقد تم تمديد اتفاق مبدئي لمدة 12 شهراً عندما كان لا يزال مع روما، وتم تصوير إعلانات بشكل روتيني إلى جانب ميسي وبول بوغبا ورحيم سترلينغ. وقد تم بث آخر هذه الإعلانات العام الماضي عندما تم تصوير صلاح وزميله السابق في ليفربول ديان لوفرين، في أثناء مطاردتهما في شوارع الإسكندرية.

ثم هناك صلاح ومورِّد أحذيته «أديداس». لطالما كان أحد الوجوه البارزة في قسم كرة القدم لديها، وفي العام الماضي، كان جزءاً من الشراكة بين الشركة الألمانية المصنِّعة للأحذية الرياضية والعلامة التجارية الفاخرة «غوتشي».

لاعبو كرة القدم والموضة... وكيف أصبحت صورة اللاعب الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى

يقول حداد: «الشيء الأساسي بالنسبة لصلاح هو أنه أيقونة في العالم العربي. لم يكن لديك أي شخص في نفس المستوى في العالم العربي الذي يضم عدداً كبيراً من السكان الذين لديهم اهتمام كبير بكرة القدم ويتابعون الدوريات الدولية مثل الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد كان لديك رياض محرز هناك لفترة من الوقت ولكن من الواضح أنه لم يكن بنفس القدر أو لنفس المدة الزمنية. مصر في حد ذاتها سوق ضخمة ذات اقتصاد نامٍ، وقد رأيت صلاح يقوم بكثير من الحملات التي تستهدف تلك المنطقة. إنه تقريباً النجم العالمي الوحيد والأيقوني الوحيد في العالم العربي. هذا شيء هائل».

لن يلحق صلاح أبداً برونالدو وميسي، اللذين ذكرت مجلة «فوربس» أن دخلهما السنوي سيتجاوز 100 مليون جنيه إسترليني في عام 2023، لكنَّ مسار اللاعب المصري التصاعدي كان رائعاً.

وسيشعر ليفربول أيضاً بفوائد ذلك. اسم صلاح هو الأكثر شيوعاً على ظَهْر القُمصان وقد حققا معاً زواجاً تسويقياً سعيداً.

هل تستمر قوة صلاح تجارياً؟ (رويترز)

السؤال، بالطبع، هو: إلى متى سيستمر كل هذا؟ لقد رُفض عرض بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني من نادي الاتحاد السعودي خلال الصيف الماضي، كما أن صلاح سيدخل قريباً في الأشهر الـ12 الأخيرة من صفقة ليفربول المربحة التي تم توقيعها في عام 2022. هناك غموض، متوقف في الوقت الحالي، حول مستقبله على المدى الطويل بعد صيف 2025.

يقول حداد: «هناك عدد قليل جداً من اللاعبين الذين يحركون الإبرة بشكل كبير للنادي. يمكن بناء حالات تجارية حول ميسي مع الأندية التي تشهد نمواً جماهيرياً كبيراً. لقد رأيت ذلك في باريس سان جيرمان ثم في إنتر ميامي. يجب على اللاعب أن يجلب جمهوره الخاص ليصنع الفارق، ولكن مع صلاح لم يجلب جمهوره، بل ازداد جمهوره في أثناء وجوده في النادي. كانت الرحلة مفيدة للطرفين بدلاً من أن يقدم صلاح لليفربول أكثر مما قدموه له. لقد كانت علاقة متكافئة، لذا لا أعتقد أن الأمر سيتسبب في تأثير كبير إذا رحل. لا يزال هناك الكثير من المواهب الأيقونية في النادي ولا يزال هناك كثير من المواهب المميزة في النادي. حجم القاعدة الجماهيرية لليفربول لن يتغير. لا أعتقد أن صلاح يقود حقاً مبيعات القمصان إلى الحد الذي سيؤدي إلى انخفاض إيرادات ليفربول التجارية».


مقالات ذات صلة

كانتي... عودة مدهشة لـ«الديوك» الفرنسية من بوابة «الملاعب السعودية»

رياضة سعودية مواجهة خاصة بين قائد الاتحاد وقائد النصر في مباراة فرنسا والبرتغال (إ.ب.أ)

كانتي... عودة مدهشة لـ«الديوك» الفرنسية من بوابة «الملاعب السعودية»

مع نهاية الشوط الإضافي الأول من مباراة البرتغال وفرنسا في ربع نهائي كأس أوروبا 2024 بألمانيا، غادر كيليان مبابي قائد «الديوك» الملعب ليرتدي نغولو كانتي لاعب

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية المفرج بات قريبا من الانتقال إلى التعاون (نادي الهلال)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: مفرج الهلال «تعاوني»

كشفت مصادر مطلعة لـ « الشرق الأوسط » أن نادي التعاون حسم المفاوضات مع متعب المفرج مدافع الهلال السابق والذي أنهى ارتباطه بالنادي العاصمي خلال الأيام الماضية.

رياضة سعودية الإنجليزي جيرارد وضع بصمته سريعا مع الكتيبة الاتفاقية (تصوير: عيسى الدبيسي)

الاتفاق... استراتيجية طموحة لموسم مختلف

يسعى نادي الاتفاق لتطبيق استراتيجية طموحة، بقيادة مدربه الإنجليزي ستيفن جيرارد، الذي يقضي موسمه الثاني مع الفريق الكروي.

رياضة سعودية الاستغناء عن فييتو أثار ردود فعل متباينه بين القدساويين (نادي القادسية)

رحيل فييتو «نجم مونديال الأندية» يثير تساؤلات القدساويين

أثار رحيل الأرجنتيني، لوسيانو فييتو، ردود فعل متباينة بين أنصار نادي القادسية، بعدما ساهم بقوة في رحلة الصعود، وكان أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في دوري الأولى،

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية المنشور الذي بثه نادي الخلود بمناسبة التوقيع مع الرشيدي (نادي الخلود)

الخلود يقوي دفاعه بالظهير الشاب «الرشيدي»

أعلنت إدارة نادي الخلود إنهاء إجراءات التوقيع مع اللاعب عبد الله الرشيدي صاحب الـ26 عاماً الذي يلعب في خانة الظهير الأيمن.

خالد العوني (بريدة)

ساوثغيت... عانى من عقدة «الترجيح» لاعباً وحطمها كمدرب

ساوثغيت محتفلا مع لاعبيه عقب نهاية المباراة أمام سويسرا (أ.ب)
ساوثغيت محتفلا مع لاعبيه عقب نهاية المباراة أمام سويسرا (أ.ب)
TT

ساوثغيت... عانى من عقدة «الترجيح» لاعباً وحطمها كمدرب

ساوثغيت محتفلا مع لاعبيه عقب نهاية المباراة أمام سويسرا (أ.ب)
ساوثغيت محتفلا مع لاعبيه عقب نهاية المباراة أمام سويسرا (أ.ب)

لطالما انفطر قلب منتخب إنجلترا بسبب ركلات الترجيح، لكنه حافظ على رباطة جأشه ليحسم تأهله إلى الدور قبل النهائي ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024 من علامة الجزاء على حساب سويسرا السبت ليؤكد أنه تحسن على هذا الصعيد بقيادة المدرب جاريث ساوثجيت.

ولم يكن هناك الكثير من اللحظات المثيرة في تعادل الفريقين 1-1 في نهاية الوقتين الأصلي والإضافي في دوسلدورف. وربما حامت في أذهان لاعبي إنجلترا قبل ركلات الترجيح ومضات من نهائي 2020 في ويمبلي عندما خسروا في سيناريو مشابه أمام إيطاليا.

لكن ساوثغيت، مدفوعا بإخفاقاته الشخصية، عمل على تطوير عقلية لاعبيه من علامة الجزاء ونجح المنتخب في تسجيل خمس ركلات في مرمى سويسرا بثقة.

وبهذا تقطع إنجلترا خطوة أخرى نحو طرد شبح طاردها على مدار 34 عاما منذ الدور قبل النهائي بكأس العالم 1990 عندما خسرت بركلات الترجيح أمام ألمانيا الغربية.

وكانت هذه المرة الثالثة التي تفوز فيها إنجلترا في عشر مواجهات احتكمت لركلات الترجيح سواء في كأس العالم أو بطولة أوروبا. وتملكت بعض هذه الهزائم من معنويات المنتخب الإنجليزي.

وبعد الخسارة المؤلمة في كأس العالم 1990، عمق الألمان جراح إنجلترا في ركلات الترجيح ببطولة أوروبا 1996 عندما أهدر ساوثغيت الركلة السادسة ليخسر فريقه على ملعب ويمبلي.

وتكررت معاناته الشخصية مجددا عندما خسرت إنجلترا بركلات الترجيح خمس مرات على التوالي في البطولات الكبرى وعندما أصبح مدرب المنتخب في 2016، سعى ساوثغيت لتغيير الوضع.

وأدرك أن الخسائر المتتالية في ركلات الترجيح ليست نتاج غياب القدرة على التسديد، وإنما معركة ذهنية يمكن قلب موازينها عن طريق تغيير طريقة تدريب الفريق.

وفي اللحظة التي يرزخ فيها اللاعبون تحت الضغط والإرهاق عند التسديد من علامة الجزاء، تصبح طريقة التعامل مع الوضع بأهمية المهارة في التسديد.

وقال ساوثغيت عن تجربته في 1996 "كل ما أردته هو الكرة: ضعها على علامة الجزاء ولننته من ذلك".

وكان يعرف أنه يحتاج أن يكون لاعبوه أكثر تركيزا وأنهت إنجلترا أخيرا نتائجها المخيبة في ركلات الترجيح عندما تغلبت 4-3 على كولومبيا في دور الستة عشر بكأس العالم 2018.

وطلب ساوثغيت من لاعبيه التدرب مرهقين على ركلات الترجيح مرة تلو الأخرى في نهاية الحصص التدريبية، في محاولة لمحاكاة الوضع البدني بعد 120 دقيقة من اللعب.

وحاول تحسين طريقة التسديد وتعزيز ثقة اللاعبين في قدرتهم على اختيار الزاوية المناسبة دون الاهتمام بالاتجاه الذي سيرتمي فيه الحارس.

وكان الشعار: سدد الكرة حيث لا يمكن للحارس التصدي لها حتى لو أصاب في تخمينه.

وطلب من اللاعبين عدم التسرع في التسديد بمجرد أن يطلق الحكم صفارته.

ومنذ الفوز على كولومبيا، خسرت إنجلترا بركلات أمام إيطاليا قبل ثلاث سنوات، لكنها حققت أمام سويسرا ثاني انتصار في ثلاث مباريات احتكمت لركلات ترجيح في البطولات الكبرى بقيادة ساوثجيت.

وباحتساب الفوز بركلات الترجيح على سويسرا في دوري الأمم، فإن نسبة النجاح تصبح 75 في المئة.

وقال ساوثغيت "في أربع مناسبات احتكمنا لركلات الترجيح، وفزنا ثلاث مرات. تعرضنا لانتقادات شديدة بعد الخسارة".