عيون عشاق التنس تتجه إلى باريس مع انطلاق «رولان غاروس»

منافسة شرسة على لقب الرجال... وشفيونتك الأبرز للتتويج بلقب السيدات

شفيونتيك المتوجة ببطولة روما على حساب سابالينكا (أ.ف.ب)
شفيونتيك المتوجة ببطولة روما على حساب سابالينكا (أ.ف.ب)
TT

عيون عشاق التنس تتجه إلى باريس مع انطلاق «رولان غاروس»

شفيونتيك المتوجة ببطولة روما على حساب سابالينكا (أ.ف.ب)
شفيونتيك المتوجة ببطولة روما على حساب سابالينكا (أ.ف.ب)

يتوافد عشاق رياضة التنس من جميع أنحاء أوروبا إلى فرنسا لمتابعة «بطولة فرنسا المفتوحة للتنس»، ثاني البطولات الأربع الكبرى (غراند سلام)، التي تنطلق منافساتها (الأحد) على ملاعب «رولان غاروس»، وذلك من أجل متابعة الأسطورة الإسباني رافاييل نادال الذي يخوض آخر نسخة له في البطولة التي توج بلقبها 14 مرة، قبل إعلان اعتزاله المتوقع للعبة بنهاية العام الحالي.

وسيكون من الصعب التكهن باسم الفائز بلقب منافسات فردي الرجال، خصوصاً وأن المنافسة على اللقب ستكون شرسة للغاية في ظل تقارب مستويات اللاعبين المشاركين في البطولة. ودائماً ما يكون الإسباني نادال (37 عاماً) هو المرشح الأبرز لنيل اللقب، خصوصاً وأن البطولة التي تقام على الملاعب الرملية هي المفضلة بالنسبة له بعدما تُوّج بلقبها 14 مرة سابقة. ولكن، نادال، الذي يزعم أنه يخوض موسمه الأخير في اللعبة، عانى من الإصابة منذ بداية العام الماضي، ولعب مباريات نادرة. وكانت أفضل نتائجه على الملاعب الرملية هذا العام هي وصوله لدور الـ16 في «بطولة مدريد»، وفي الأسبوع الماضي ودع منافسات «بطولة روما» من الدور الثاني.

ومع ذلك يتمسك نادال بآمال التتويج بلقبه الخامس عشر في البطولة، حيث كان قد أكد من قبل أنه لو كان يشعر بأنه لن يتمكن من الفوز باللقب رقم 15 في بطولة «رولان غاروس»، لكان اعتذر عن المشاركة في البطولة. وسيستهل نادال مشوراه في بطولته المفضلة بمواجهة الألماني ألكسندر زفيريف، المصنف الرابع على العالم. ويسعى زفيريف للفوز بهذه المباراة، حيث يهدف البطل الأولمبي للتتويج بأول ألقابه في البطولات الأربع الكبرى، حيث لم يتمكن من التتويج بأي لقب من بطولات «الغراند سلام». ويدخل زفيرف مباراته أمام نادال منتشياً بفوزه ببطولة «إيطاليا المفتوحة للتنس»، الأسبوع الماضي، وتقدمه في التصنيف العالمي للمركز الرابع. وستكون هذه هي ثاني مواجهة تجمع بين زفيرف ونادال، حيث التقيا في الدور قبل النهائي بـ«بطولة فرنسا المفتوحة» قبل عامين، لكنها انتهت في المجموعة الثانية عندما تعرض زفيريف لإصابة خطيرة في الكاحل، التي أبعدته عن المنافسات فيما تبقى من ذاك العام.

ويبدو أيضاً أن الصربي نوفاك ديوكوفيتش غير قادر على تقديم أفضل مستوياته، حيث تعرض لخروج مفاجئ مبكر في «بطولة روما»، بعد أن ألقى متفرج عن طريق الخطأ زجاجة على رأسه، كما أنه لم يفز بأي بطولة خلال هذا العام. لكن اللاعب الصربي استعاد القليل من مستواه في «بطولة جنيف الدولية» بعدما وصل للدور قبل النهائي بالبطولة. ويستهل ديوكوفيتيش حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة الفرنسي بيير هوغو هيربرت (الأحد). وتحمل هذه البطولة أهمية خاصة لديوكوفيتش، حيث يسعى للوصول لأبعد دور ممكن بها من أجل الحفاظ على صدارة التصنيف العالمي، حيث يواجه منافسة شرسة من الإيطالي يانيك سينر.

وسيكون سينر على موعد مع مباراة قوية حينما يواجه كريستوفر إيوبانكس الأحد. فيما يسعى الإسباني كارلوس ألكاراز للوصول إلى أبعد دور ممكن من أجل الحفاظ على المركز الثالث في التصنيف العالمي، ويستهل مبارياته في «بطولة فرنسا المفتوحة» بمواجهة أحد المتأهلين من الأدوار التمهيدية. يذكر أن الثنائي ألكاراز، بطل «بطولة ويمبلدون»، وسينر، الفائز بـ«بطولة أستراليا المفتوحة»، تأثرا بالإصابات مؤخرًا، لكنهما يتطلعان للمضي قدماً في «رولان غاروس». ويلتقي البريطاني المحنك آندي موراي مع السويسري ستانيسلاس فافرينكا، بينما يواجه النرويجي كاسبر رود نظيره التشيكي ياكوب منشيك.

نادال يتمسك بآمال التتويج بلقبه الخامس عشر في البطولة (أ.ف.ب)

وفي منافسات فردي السيدات، سيكون من الصعب التغلب على البولندية إيغا شفيونتيك التي تقدم مستويات أكثر من رائعة مؤخراً، بالإضافة لاحتلالها صدارة التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات. واستطاعت شفيونتيك أن تتوج بلقبي بطولتي مدريد وروما الأخيرتين على حساب المصنفة الثانية على العالم أرينا سابالينكا، وهو الأمر الذي يجعل شفيونتيك المرشحة الأبرز لنيل لقب فردي السيدات. وفشلت مساعي ريباكينا، البطلة السابقة لـ«ويمبلدون»، في إيقاف شفيونتيك، بعد انسحابها من «بطولة روما» بسبب المرض، وانخفض مستوى كوكو جوف، فيما تغيب وصيفة نسخة العام الماضي كارولينا موتشوفا بسبب إصابة في الرسغ. ويبدو أن شفيونتيك هي المرشحة الأولى لنيل لقبها الرابع في آخر 6 نسخ. وتستهل شفيونتيك مبارياتها في البطولة بمواجهة إحدى المتأهلات من الأدوار التمهيدية، وربما تلتقي شفيونتيك في الدور الثاني، باليابانية نعومي أوساكا، المصنفة الأولى على العالم سابقاً، التي تواجه الإيطالية لوسيا برونزيتي في الدور الأول.

وتفتتح نجمة التنس التونسية أنس جابر مشاركتها بالبطولة بمواجهة الأمريكية ساشيا فيكري، المصنفة 124 عالمياً. وتسعى أنس جابر، المصنفة التاسعة عالمياً والثامنة في البطولة، للمضي قدماً في البطولة وتحقيق إنجاز يفوق دور الثمانية الذي صعدت إليه في النسخة الماضية للمسابقة. وتلعب البيلاروسية أرينا سابالينكا، بطلة «أستراليا المفتوحة» مرتين والمصنفة الثانية عالمياً مع الروسية إريكا أندريفا في الدور الأول أيضاً للبطولة. وتواجه الأمريكية كوكو جوف، المصنفة الثالثة وحاملة لقب بطولة «أمريكا المفتوحة»، إحدى الصاعدات من الأدوار التمهيدية، بينما تلتقي الكازاخية يلينا ريباكينا، المصنفة الرابعة، التي سبق لها الفوز ببطولة «إنجلترا المفتوحة» (ويمبلدون) مع البلجيكية غريت مينين.



«أولمبياد باريس»: «لو غران باليه» يستضيف المبارزة والتايكوندو

لو غران باليه سيستضيف مسابقات المبارزة والتايكوندو خلال الألعاب الأولمبية (أ.ف.ب)
لو غران باليه سيستضيف مسابقات المبارزة والتايكوندو خلال الألعاب الأولمبية (أ.ف.ب)
TT

«أولمبياد باريس»: «لو غران باليه» يستضيف المبارزة والتايكوندو

لو غران باليه سيستضيف مسابقات المبارزة والتايكوندو خلال الألعاب الأولمبية (أ.ف.ب)
لو غران باليه سيستضيف مسابقات المبارزة والتايكوندو خلال الألعاب الأولمبية (أ.ف.ب)

يستضيف القصر الكبير «لو غران باليه»، مسرح مسابقات المبارزة والتايكوندو خلال الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس، بانتظامٍ منافسات الفروسية تحت سقفه الزجاجي الضخم.

بُنيَ القصر من الحجر والزجاج والفولاذ على مقربة من جادة الشانزليزيه وعلى بعد خطوات من نهر السين من أجل المعرض العالمي لعام 1900. يُشتهر المبنى أيضاً بمعارضه الفنية، والحفلات، وعروض الأزياء، وفعاليات الطهي، ويستفيد نحو مليوني زائر سنوياً من برنامجه الثقافي الغني، وقد استضاف بطولة العالم للمبارزة في عام 2010.

قصر لو غران باليه (أ.ف.ب)

مسابقات الفروسية

تطلّب بناء القاعة الواسعة، الخالية من الأعمدة الوسطى والمغطاة بسقف زجاجي بإطارات أنيقة من اللون الأخضر، أكثر من 6 آلاف طن من الفولاذ.

بدأ تنظيم مسابقات الفروسية فيها منذ عام 1901 وحتى 1957. واستأنف المبنى تقليده في عام 2010 مع مسابقات القفز على الحواجز، والتي نُظمت بشكل استثنائي منذ عام 2022 في ساحة مؤقتة بالقرب من برج إيفل، بسبب أعمال الترميم في قصر «لو غران باليه».

استضاف المبنى أيضاً العديد من المعارض، مثل معرض السيارات حتى عام 1961.

المعارض الفنية

أحدثت المعارض الفنية ضجّةً كبيرة، كما حصل في فضيحة صالون الخريف عام 1905. انتقد نقاد الفن بشدّة اللوحات الملوّنة لفنانين مثل أندريه دوران، وهنري ماتيس أو موريس دو فلامينك، حيث وصفهم الناقد الفني البارز لوي فوسيل بـ«الوحوش». وقد التصقت التسمية وأطلق على القاعة التي عرُضت فيها هذه الأعمال اسم «قفص الوحوش»، وأصبح الفنانون قادة لحركة «الوحشية».

قصر لو غران باليه استخدم في الحرب العالمية الأولى ثكنةً تتجمّع فيها القوات (أ.ف.ب)

مستشفى عسكري

خلال الحرب العالمية الأولى، استُخدم قصر «لو غران باليه» ثكنةً تتجمّع فيها القوات قبل التوجّه إلى الجبهة، ثم مستشفى عسكرياً ومركز إعادة تأهيل.

احتلّ الألمان المبنى خلال الحرب العالمية الثانية لتخزين المركبات العسكرية ثم لتنظيم معرضين دعائيين نازيين.

خلال تحرير باريس في أغسطس (آب) 1944، اندلعت اشتباكات بالأسلحة النارية بين الشرطة المتحصّنة في المبنى والجنود الألمان، مما أدى إلى نشوب حريقٍ كبير.

تهديد لو كوربوزييه

نجا المبنى من الحربين العالميتين، لكنه تعرّض للتهديد بالهدم في الستينات من قبل لو كوربوزييه. أراد المهندس المعماري الشهير الداعي إلى الحداثة، إقامة متحف للفن في القرن العشرين مكانه، لكنه لم يتمكّن من إقناع وزير الثقافة آنذاك، أندريه مالرو.

صُنّفت قاعة قصر «لو غران باليه» بوصفها معلماً تاريخياً في عام 1975، ثم صدر مرسوم جديد في عام 2000 لحماية المبنى بالكامل.