بعد تعثر المفاوضات مع رانغنيك وإيمري... من سيدرب بايرن ميونيخ؟

رالف رانغينيك فضل الاستمرار في تدريب منتخب النمسا (أ.ف.ب)
رالف رانغينيك فضل الاستمرار في تدريب منتخب النمسا (أ.ف.ب)
TT

بعد تعثر المفاوضات مع رانغنيك وإيمري... من سيدرب بايرن ميونيخ؟

رالف رانغينيك فضل الاستمرار في تدريب منتخب النمسا (أ.ف.ب)
رالف رانغينيك فضل الاستمرار في تدريب منتخب النمسا (أ.ف.ب)

لا يزال بايرن ميونخ يبحث عن مدرب جديد، ومع رحيل توماس توخيل عن النادي في الصيف، كان من المتوقع أن يحل رالف رانغنيك مدرب منتخب النمسا محله.

كانت هناك احتمالية، يوم الخميس، للتوصل إلى اتفاق، ولكن صدم رانغنيك بايرن برفض تدريب الفريق، ليصبح المرشح الرابع في أقل من ستة أسابيع الذي يختار البقاء في وظيفته.

اختار جوليان ناغيلسمان تمديد عقده والبقاء مدرباً للمنتخب الألماني. تشابي ألونسو، الذي كان من الممكن أن يكون موضع اهتمام بايرن، لم يكن مستعداً لمغادرة باير ليفركوزن. اختار البقاء والدفاع عن لقب الدوري الألماني الموسم المقبل.

وكان أوناي إيمري مدرب أستون فيلا محل اهتمام أيضاً. وقد قامت إدارة أستون فيلا ببناء قسم كرة القدم الخاص بها حول إيمري. أحد أصدقائه المقربين، داميان فيداجاني، أصبح مؤخراً مديراً لكرة القدم بالنادي. ومونشي، الذي عمل معه إيمري بنجاح في إشبيلية، هو رئيس عمليات كرة القدم. ومما لا يثير الدهشة، كان إيمري المحاط بحلفائه وطاقم تدريب كبير يتحدث الإسبانية، سعيداً بالبقاء في إنجلترا مع تمديد فيلا عقده.

لكن قرار رانغنيك كان غير متوقع على الإطلاق. وبدا من غير المرجح أن يرفض فرصة تولي أعلى منصب في حياته المهنية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اعتقد بايرن أنه من المحتمل أن يتولى رانغنيك المهمة. على الرغم من بعض المخاوف الأولية، فإنه كلما زاد عدد المحادثات التي أجراها رانغنيك مع مسؤولي النادي، أصبح أكثر اقتناعاً بأنه حصل على فرصة نادرة وتفويض للتغيير في أحد أكبر الأندية في العالم.

بعد فترة غير مسبوقة من النجاح وحصوله على 11 لقباً متتالياً في الدوري الألماني، يدرك بايرن أن فريقه بحاجة إلى التجديد. يحتاج بعض اللاعبين إلى الرحيل لأسباب سياسية. ويضع آخرون ضغطاً كبيراً على فاتورة الأجور، ولا يقدمون ما يكفي على أرض الملعب.

كان من الممكن أن يحصل رانغنيك على الدعم الكامل من مجلس الإدارة لقيادة إعادة بناء الفريق على مدار عدة سنوات. بالإضافة إلى ذلك، كان سيعمل مع كريستوف فرويند، المدير الرياضي، الذي جاء إلى بايرن من نظام ريد بول الذي بناه رانغنيك، وماكس إيبرل، الذي يتمتع معه بكثير من الأرضية المشتركة الآيديولوجية. يوخن زاور، رئيس قسم تنمية الشباب في بايرن، كان سابقاً المدير الإداري لريد بول سالزبورغ. مثل فرويند، من المحتمل أن يكون زميلاً جديداً آخر قضى بعض الوقت داخل شبكة ريد بول. ويتعاون هو ورانغنيك بشكل جيد أيضاً.

من الناحية السياسية، فإن هذا التآزر ومستوى الدعم كان من شأنه أن يضع رانغنيك في موقف قوي بشكل لا يصدق، وربما لم يسبق له مثيل في بايرن في العصر الحديث. وكان سيحصل أيضاً على ما يقرب من 10 أضعاف راتبه في النمسا.

ومع ذلك قال رانغنيك لا... لماذا؟

في الأساس، كما عبر في بيان عام، كان هذا القرار لصالح النمسا وليس ضد بايرن - فهو لم يكن يريد ترك وظيفته. وهناك أسباب كثيرة لذلك. الأول هو أنه يستمتع بإيقاع كرة القدم الدولية. في عمر 65 عاماً، لم يعد رانغنيك يرغب في الوجود في ملعب التدريب كل يوم. أما في النمسا، فالأجواء في صالحه أكثر بكثير. بعد أن كانت نصف فارغة، امتلأت الملاعب بالمباريات، وأصبح المنتخب أقرب وأكثر سعادة مما كانوا عليه قبل وصوله قبل عامين. هناك تفاؤل بشأن بطولة أوروبا، التي تبدأ في يونيو (حزيران)، وهو ما خلقه أداء المنتخب وأيضاً أسلوب الضغط العالي والعدواني، والذي يتناقض مع النهج الأكثر تحفظاً لسلفه فرنكو فودا.

ويحظى رانغنيك بشعبية لدى الجمهور واللاعبين، الذين حثوه على البقاء عندما ظهرت أنباء عن محادثاته مع بايرن. وسواء قبل عرض بايرن أم لا، كان من المقرر دائما أن يقود رانغنيك النمسا إلى بطولة أوروبا، لكن كانت هناك مخاوف من أن قبوله لمنصب آخر من شأنه أن يعطل الاستعدادات لتلك البطولة. وكان من شأن رحيله أن يعرض خطط النمسا للخطر قبل كأس العالم 2026، وهي البطولة التي يخطط لها.

كان العمود الفقري لنهضة النمسا هو غرفة تبديل الملابس القوية والمقربة، فقد كانت جزءاً من ترشيح رانغنيك لبايرن ميونيخ. باستثناء فترة هانسي فليك، تعطلت كل فترة تدريب حديثة في بايرن بسبب مشاكل بين المدرب واللاعبين، مع تسرب الخلافات والاستياء إلى وسائل الإعلام.

يريد بايرن أن يتوقف ذلك، وكان يُعتقد أن رانغنيك قادر على تطوير ثقافة جديدة وتعزيز شعور أكبر بالتقارب. داخلياً، كان يُنظر إليه على أنه يتمتع بنهج أكثر استحساناً تجاه اللاعبين، مقارنة بالتأكيد بتوخيل. رانغنيك، على عكس مدرب بايرن المنتهية ولايته، يفضل تطوير اللاعبين، وتاريخياً، كان يميل إلى أن يكون أكثر دعماً خلال فترات الأداء السيئ.

طوال حياته المهنية، وخاصة أثناء بناء شبكة ريد بول وعمله المماثل في هوفنهايم، كان رانغنيك يفضل اللاعبين الشباب ويعتمد على التوظيف الذكي. كان يُنظر إليه على أنه مثالي لقيادة انتقال بايرن.

حتى اللحظة الأخيرة، بدا أن رانغنيك ينظر إلى هذه الفرصة على أنها فرصة جيدة جداً بحيث لا يمكن تفويتها. لم يوافق أبداً على تولي المهمة، لكن الشعور في بايرن في بداية الأسبوع كان أنه مع وجود عدد قليل من القضايا البسيطة المتبقية لحلها، بما في ذلك من سيكون المدربين المساعدين، فمن المرجح التوصل إلى اتفاق. لكن لم يتمكن بايرن من إغراء رانغنيك بالابتعاد عن العمل غير المكتمل في النمسا.

أوناي إيمري مدد عقده مع أستون فيلا (أ.ف.ب)

كما شعر إيمري، وهو هدف آخر لبايرن، أن لديه عملاً غير مكتمل في أستون فيلا، الذي يتجه نحو دوري أبطال أوروبا. لم تكن المحادثات مع إيمري متقدمة كما كانت مع رانغنيك. ويقول بايرن إنه لم تكن هناك أي مفاوضات رسمية على الإطلاق. وقد تضاءل هذا الاهتمام عندما قام فيلا بتمديد عقده لمدة 12 شهراً الذي يربط إيمري بالنادي حتى عام 2027.

بغض النظر، كانت لدى إيمري تحفظاته بشأن بايرن. في فيلا، يتمتع بعلاقة ممتازة مع المالكين المشاركين ويس إيدينز والمصري ناصف ساويرس. لا يميل بايرن إلى التنازل عن السلطة للمدير الفني، أو منحه نوع السلطة التي يريدها إيمري، أو السماح بعدد المدربين والموظفين الذين يحبهم الإسباني. في فيلا، يتمتع باستقلالية كاملة في تشكيل قسم كرة القدم، ولديه أكثر من عشرين موظفاً يتحدثون الإسبانية، وهناك توقع أنه سيضيف المزيد في الصيف.

لديه خياره الأول في فريق خلف الكواليس، بما في ذلك المدربون والمحللون والأطباء. وتغير الاسم الوظيفي لفيداجاني، أقرب أصدقاء إيمري، خلال فترة الركود العام الماضي من مساعد شخصي إلى مدير كرة القدم.

ويتشابه بايرن أيضاً في طبيعته مع آرسنال، حيث استمر إيمري في منصبه لمدة 18 شهراً فقط قبل إقالته. وخلص تفكيره في تلك الفترة إلى أنه كان أقل اهتماماً بالجانب السياسي من وظيفته مما كان يمكن أن يكون، وأنه، إلى حد ما، كان ضحية لإعادة الهيكلة التنفيذية التي حدثت من حوله خلال تلك الفترة.

كان يُعتقد أيضاً أن إيمري كان حذراً من الطبيعة العامة لبعض المسؤولين التنفيذيين في بايرن واستعدادهم للتعبير عن وجهات نظرهم ومظالمهم علناً؛ لقد كان أقرب إلى آرسنال مما كان مرتاحاً له.

توماس توخيل يعيش أيامه الأخيرة في تدريب بايرن ميونيخ (أ.ف.ب)

إذن... أين التالي بالنسبة لبايرن؟

لقد عانوا من سلسلة من النكسات ولم ينجحوا في تعيين اختيارهم الأول والثاني والثالث والرابع لخلافة توخيل. لقد كانت هذه العملية صعبة. ومع ذلك، تصر مصادر بايرن، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لحماية العلاقات، على أن النادي سيواصل العمل من خلال القائمة المختصرة الخاصة به.

ورفض النادي التعليق عندما سألت شبكة «ذا أتليتك» عما إذا كان مدرب مانشستر يونايتد إريك تن هاغ مثيراً للاهتمام. وفي حديثه إلى «ذا أتليتك» في مارس (آذار) الماضي، قال فرويند إن قرار الانفصال عن توخيل في نهاية الموسم نهائي. ولم يقدم النادي أي تعليق حول ما إذا كانت أحداث الأسابيع القليلة الماضية، وقرار رانغنيك بالبقاء مع النمسا قد غيرتا هذا الموقف، لكنّ مصدراً مقرباً من توخيل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحماية العلاقات، نفى التقارير التي تفيد بأنه قد يبقى في النادي.

وسيواجه بايرن، يوم الأربعاء، ريال مدريد في مباراة الإياب من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد تعادله 2 - 2 في مباراة الذهاب في ميونيخ. الفوز في إسبانيا سينهي الموسم بشكل إيجابي. ومع ذلك، في الوقت الحالي، ومع عدم وجود خطة للخلافة أو حتى إغلاقها، فإنها لن تجلب أي وضوح بشأن المستقبل.


مقالات ذات صلة

أموريم: يونايتد سيتحسن في المستقبل

رياضة عالمية روبن أموريم المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: يونايتد سيتحسن في المستقبل

أبدى روبن أموريم، المدير الفني الجديد لفريق مانشستر يونايتد، رضاه عن أداء فريقه رغم تعادله 1 / 1 مع مضيفه إبسويتش تاون.

«الشرق الأوسط» (إبسويتش)
رياضة عالمية كيليان مبابي سجل هدفا في فوز ريال مدريد على ليغانيس (أ.ف.ب)

«لا ليغا»: مبابي وبلينغهام يقودان ريال مدريد لفوز ثلاثي على ليغانيس

أنهى كيليان مبابي صيامه عن التهديف بتسديدة قوية وسجل لاعب الوسط جود بلينغهام هدفاً بضربة رأس ليفوز ريال مدريد 3-صفر على ليغانيس.

«الشرق الأوسط» (ليغانيس)
رياضة عالمية لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: نابولي ينفرد بالصدارة بهدف لوكاكو

فاز نابولي بهدف دون رد على ضيفه روما الأحد، سجله روميلو لوكاكو في الشوط الثاني ليمنح فريقه النقاط الثلاث وصدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
رياضة عالمية مانشستر يونايتد تعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون (د.ب.أ)

«البريميرليغ»: إبسويتش يفرض التعادل على يونايتد في مستهل حقبة أموريم

اكتفى مانشستر يونايتد بالتعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون في أول مباراة يخوضها الفريق الضيف بقيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم.

«الشرق الأوسط» (إبسويتش )
رياضة عربية يونس علي مدرب الريان القطري (نادي الريان)

مدرب الريان: طوينا صفحة الخسارة ونرغب في التقدم بنخبة آسيا

قال يونس علي، مدرب الريان القطري، إن فريقه طوى صفحة الخسارة أمام الشمال في دوري نجوم قطر.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».