يعيش البرتغالي فيتينيا فترة مزدهرة مع باريس سان جيرمان الفرنسي هذا الموسم، ويأمل ابن الرابعة والعشرين في قيادة وسطه أمام بوروسيا دورتموند الألماني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
بعد رحيل لاعب الوسط الإيطالي الخبير ماركو فيراتي إلى الدوري القطري، بات فيتينيا القائد الجديد للوسط الدفاعي في تشكيلة المدرب الإسباني لويس إنريكي، ببراعته في الاحتفاظ بالكرة، وقراءته للعب وقدرته على بناء الهجمات والتوغل نحو المقدّمة. بقيَ فيتينيا الموسم الماضي في ظلّ وهجيّ الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار، لكنه فرض نفسه خصوصاً بعد رحيل فيراتي وأصبح عنصراً ضرورياً في وسط الفريق المملوك قطرياً.
شهد فريق العاصمة تحوّلات كثيرة بعد إخفاقه بإحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه في عدّة مناسبات، فتخلى في خط الوسط تحديداً عن أمثال الهولندي جورجينيو فينالدوم، والبرتغالي ريناتو سانشيز، والأرجنتيني لياندرو باريديس. ويتمتع اللاعب البرتغالي بموهبة فنية وحيوية عاليتين مع الكرة، فهو لاعب وسط ماهر يتحكم بالكرة بامتياز مع قدرة على التسديد بقوة ودقة من خارج المنطقة.
ويرتبط بروز فيتينيا بشكل جزئي إلى إعادة تموضع كيليان مبابي في دور هجومي صرف، ما سمح للاعب بورتو السابق بالتقدم للاضطلاع بدوره الطبيعي، بمساعدة من وارين زاير-إيميري والإسباني فابيان رويس.
في المركز الرقم 6، أصبح فيتينيا الذي يُعدّ أحد العناصر التي يعوّل عليها نادي العاصمة في إعادة البناء، ضرورياً لخلق التوازن في اللعب... هو رمز لتطوّر الفريق من دون أدنى شك منذ أسابيع عدّة. في مختلف المسابقات هذا الموسم، مرّر فيتينيا خمس كرات حاسمة وسجّل تسعة أهداف، بينها تسديدة قوية في إياب ربع النهائي أمام برشلونة الإسباني (4-1).
وعن مسؤولياته في الحقبة الجديدة لسان جيرمان، يقول: «تقع المسؤولية على كل اللاعبين. كل شيء يتغيّر بحسب السنة والديناميكية. ليس رحيل فيراتي الذي غيّرني».
فيتينيا الذي يتحدّث الفرنسية بطلاقة بات يضطلع بدور هجومي في أسلوب متحرّك 4-3-3، ويعطي انطباع اللاعب المتحرّر بشكل تام. سلوكه في أرض الملعب تطوّر بشكل كبير، فبات يخاطر ويبادر أكثر ويركّز على صناعة اللعب ودوران الكرة. يُطلق التمريرات البعيدة للنفاثات مبابي-دمبيلي-باركولا. بالنسبة لمدرّبه إنريكي، فإن فيتينيا البالغ طوله 172 سم والمرتبط بعقد حتى 2027، «لاعب كامل لمدرّب يعتمد أسلوبي، لا يخسر الكرات، يصوّب، يلعب بين الخطوط، يسدّد، يمرّر. أنتظر هذا الأمر منه وأكثر».
وتابع بعد الفوز على مرسيليا (2-0) في الدوري الذي أحرز لقبه أن لاعبه الذي سجّل في تلك المباراة: «لديه قدرة على التحسّن دائما، وبمقدوره اللعب في المركزين 6 و8، في دور محوري».
قدرته على اللعب في مراكز متعدّدة جعلت المدرب السابق لمنتخب إسبانيا يجعل منه ثاني أكثر اللاعبين مشاركة في التشكيلة حتى الآن (3109 دقائق).
ويتابع إنريكي: «فيتينيا كامل مع الكرة أو من دونها. يعرف كيف يحتل المساحات مقارنةً مع مواقع زملائه. هو لاعب بطاقةٍ غير محدودة».