ضجة بعد «الكلاسيكو»... أين تكنولوجيا خط المرمى؟

برشلونة يرى أنه لا يستحق الخسارة أمام الريال... وبيلينغهام يثبت أنه رجل المناسبات المهمة

لونين حارس الريال يبعد كرة لامين جمال التي أثارت جدلاً لعبورها خط المرمى (أ.ف.ب)
لونين حارس الريال يبعد كرة لامين جمال التي أثارت جدلاً لعبورها خط المرمى (أ.ف.ب)
TT

ضجة بعد «الكلاسيكو»... أين تكنولوجيا خط المرمى؟

لونين حارس الريال يبعد كرة لامين جمال التي أثارت جدلاً لعبورها خط المرمى (أ.ف.ب)
لونين حارس الريال يبعد كرة لامين جمال التي أثارت جدلاً لعبورها خط المرمى (أ.ف.ب)

«أين تكنولوجيا خط المرمى؟» هذا السؤال كان محور التعليقات بعد موقعة «الكلاسيكو» التي فاز فيها ريال مدريد على غريمه برشلونة 3 - 2 في الوقت القاتل بالمرحلة الثانية والثلاثين للدوري الإسباني، وشهدت اعتراضاً كبيراً من الفريق الكاتالوني ومشجعيه، لعدم احتساب هدف لهم بسبب عدم حصول حكم تقنية الفيديو على لقطة واضحة!

عندما كانت النتيجة 1 - 1 بمنتصف الشوط الأول، توغل جناح برشلونة الشاب لامين جمال، ولعب كرة بذكاء نحو مرمى الحارس الأوكراني أندري لونين الذي حاول إبعادها وهي تتجاوز خط المرمى. ولأن المسابقة الإسبانية لا تعتمد تكنولوجيا خط المرمى، بقي الأمر في عهدة حكم الفيديو الذي بدوره عجز عن حسم المشكلة لعدم توافر زاوية تلفزيونية واضحة، وسط زحام اللاعبين وارتماء حارس الريال على الكرة بجسده ليقرر عدم احتساب اللعبة هدفاً.

ودفع هذا الخلط كثيرين من خبراء ومحللي كرة القدم إلى السخرية من مسؤولي اللعبة في إسبانيا الذين يفكرون فقط في جمع الأموال دون الاهتمام بالتقنيات الحديثة التي باتت أساسية في البطولات الكبرى، وتعتمدها بريطانيا بشكل واسع.

ووجَّه مدرب برشلونة الإسباني تشافي هرنانديز رسالة إلى رابطة الدوري الإسباني، متسائلاً: «لماذا لا يجري اعتماد تكنولوجيا خط المرمى (جول لين تكنولوجي)، وعبّر عن غضبه لعدم احتساب الكرة التي سددها لامين جمال هدفاً، ومؤكداً أنه يراها قد تجاوزت خط مرمى ريال مدريد، رغم عدم اقتناع حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) بذلك.

وقال تشافي: «هذا معيب... لماذا التقنية المستخدمة في بطولات أخرى مثل الدوري الإنجليزي ليست معتمدة في الليغا الإسبانية؟». وتابع المدرب الذي أعلن سابقاً رحيله عن الفريق الكاتالوني بنهاية الموسم: «إذا أردنا أن نكون أفضل دوري في العالم، فعلينا التقدّم في هذا المجال، وعلينا اعتماد التكنولوجيا».

واتفق الحارس الألماني مارك - أندري تير شتيغن مع مدرّبه قائلاً: «هذا عار على كرة القدم. لا توجد لدي الكلمات للتعبير عن أسفنا من هذه المهزلة».

وتابع الحارس الدولي: «هناك كثير من المال في هذا الوسط؛ لكنه لا يوجه لصالح اللعبة ولما هو أهم».

والدوري الإسباني هو الوحيد بين البطولات الخمس الكبرى الذي لا يعتمد تكنولوجيا خط المرمى التي تتيح احتساب الهدف من عدمه بشكل تلقائي، إذ يرى رئيس الرابطة خافيير تيباس أنها مكلفة.

وأكد تشافي على أن فريقه سيتقبل الهزيمة؛ رغم أنه يعدُّها غير مستحقة. وفرَّط برشلونة في تقدمه مرتين، واستقبل هدفاً في الوقت بدل الضائع ليخسر 3 - 2، وتتلاشى تقريباً آماله في الدفاع عن اللقب؛ حيث بات يتأخر بفارق 11 نقطة عن غريمه المتصدر قبل 6 جولات على الوصول إلى خط النهاية.

وأوضح تشافي: «هذا مؤسف؛ لأننا عملنا بجدية كبيرة، وأفلتت الأمور منا بسبب مواقف لا نستطيع التحكم فيها، وهي الدفاع داخل منطقة الجزاء، أو إيقاف هجمة مرتدة واضحة... الأمر يبدو غير عادل؛ حيث سيطرنا على اللعب وصنعنا الفرص. هذا هو الأداء الذي كنا نريده؛ لكن أفلتت الأمور منا».

وجاء هدف انتصار ريال مدريد من هجمة مرتدة سريعة؛ حيث راوغ براهيم دياز أكثر من لاعب، ولم يتعرض لأي خطأ خططي، ثم مرر إلى لوكاس فاسكيز الذي أرسل كرة عرضية، حولها الإنجليزي جود بيلينغهام بلمسة واحدة بقدمه اليسرى إلى داخل الشباك، في الوقت بدل الضائع.

وأكد تشافي الذي ودَّع فريقه دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الأسبوع الماضي، أنه فخور بلاعبيه وبأدائهم في المباراة، وقال: «أخرج من المباراة بشعور متناقض؛ لأن المعتاد أن المستوى الذي قدمناه يجعلنا نفوز؛ لكننا خسرنا بسبب ظروف شاهدها العالم كله».

بيلينغهام أكد أنه بطل الريال بالمواقف الصعبة (أ.ف.ب)

وللمرة الثانية في مواجهاته ضد برشلونة، يلعب بيلينغهام دور البطل للريال في الأوقات القاتلة. في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كان التعادل 1 - 1 يسيطر على قمة الفريقين في معقل برشلونة حتى قرب نهاية الوقت الأصلي؛ لكن أبى بيلينغهام أن تنتهي القمة بهذه النتيجة، وأحرز هدف الانتصار 2 - 1 في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، بعدما سجل الهدف الأول أيضاً، ليكمل انتفاضة ناجحة. ومساء الأحد، بدا كأن التاريخ يعيد نفسه، ففي الوقت الذي بدا فيه أن القمة ستنتهي بالتعادل 2 - 2، ترك بيلينغهام بصمة أخرى، وسجل هدف الفوز، ليشعل احتفالات صاخبة للمشجعين تحت سقف ملعب «سانتياغو برنابيو».

وربما يكون هدف بيلينغهام هو مفتاح تتويج ريال بلقب الدوري للمرة 36 في تاريخه، بعدما أصبح أول لاعب من الفريق الملكي يسجل في أول مباراتي قمة له بالدوري أمام برشلونة، منذ فعلها الهولندي رود فان نيستلروي بموسم 2006 - 2007؛ لكن حينها فاز ريال مدريد مرة وتعادل مرة.

وجاء هدف بيلينغهام الحاسم ليؤكد لاعب الوسط الإنجليزي المنضم من بوروسيا دورتموند الصيف الماضي، قيمته وقدرته على هز الشباك، بعد تراجع معدل أهدافه في الأسابيع الأخيرة.

وقال الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الريال: «بيلينغهام وصل في الوقت المناسب. لقد عمل بجدية كبيرة، وبذل جهداً هائلاً، ولم يكن قد سجل منذ فترة طويلة. لقد سجل هدفاً قد يكون حاسماً في صراع اللقب».

وهذا أول هدف لبيلينغهام مع ريال مدريد في الدوري، منذ هدفيه خلال الانتصار 4 - صفر على جيرونا، في 10 فبراير (شباط) الماضي.

وتعرض بيلينغهام آنذاك لإصابة في الكاحل، وغاب عن مباراتين ثم عاد أمام فالنسيا، ونال بطاقة حمراء مباشرة ليتعرض للإيقاف في مباراتين، ثم عاد للملاعب في نهاية الشهر الماضي.

والواقع أن دور بيلينغهام في الملعب لا يقتصر فقط على تسجيل الأهداف؛ رغم أنه هداف الريال في الدوري برصيد 17 هدفاً؛ بل يكون أشبه بمحطة لتسلُّم وتسليم الكرات في منتصف الملعب، وعادة ما يكون متاحاً بالقرب من زملائه لمساعدتهم على التخلص من أي موقف صعب. ويوم الأربعاء الماضي، وفي ظل ضغط هائل من لاعبي مانشستر سيتي، استقبل بيلينغهام كرة طويلة وبدأ هجمة خطيرة، انتهت بهدف الريال الوحيد في استاد «الاتحاد» في إياب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، لتتجه المواجهة إلى ركلات الترجيح بعد التعادل (4 - 4) ويحسمها النادي الملكي.

وإذا حافظ بيلينغهام الذي وصل إلى 21 هدفاً في كل المسابقات هذا الموسم على مستواه الحالي في المباريات المقبلة، فمن المنتظر أنه سيكون من أبرز المرشحين لحصد جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في المستقبل القريب.


مقالات ذات صلة

فليك يسعى لمحاكاة طريقة لعب كرويف وغوارديولا في برشلونة

رياضة عالمية فليك مدرب برشلونة الجديد وإلى جانبه رئيس النادي لابورتا خلال تقديمه لوسائل الإعلام (رويترز)

فليك يسعى لمحاكاة طريقة لعب كرويف وغوارديولا في برشلونة

قال الألماني هانزي فليك، المدير الفني الجديد لفريق برشلونة الإسباني، إنه يسعى لمحاكاة أسلوب اللعب الذي قدّمه كل من الهولندي يوهان كرويف والإسباني بيب غوارديولا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ناتشو محمولاً على الأعناق من زملائه في المنتخب الإسباني عقب الفوز بلقب كأس أوروبا 2024 (رويترز)

رئيس ريال مدريد يشيد بالأسطورة ناتشو بعد رحيله إلى السعودية

أشاد فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، بالمدافع «الأسطوري» ناتشو بعد رحيله عن صفوف الفريق. 

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية هانز فليك (إ.ب.أ)

مدرب برشلونة: فلسفتي التكتيكية الوصول إلى المرمى مباشرة

قال هانز فليك مدرب برشلونة المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني إنه يحترم الأسلوب التقليدي للفريق المعتمد على أسلوب التمرير لكنه يريد أيضاً وضع أسلوب مباشر.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة سعودية إيميريك لابورت (رويترز)

ريال مدريد يفكر في لابورت... والنصر: لا توجد اتصالات

كانت هناك محادثات داخلية في ريال مدريد، الأسبوع الماضي، حول وضع إيميريك لابورت لاعب النصر السعودي؛ حيث يفكر النادي الإسباني بخياراته في مركز قلب الدفاع.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية ناتشو فرنانديز (رويترز)

الريال يودع لاعبه ناتشو فرنانديز الأربعاء

أعلن نادي ريال مدريد الإسباني عن إقامة حفل وداعي لقائده السابق ناتشو فرنانديز يوم الأربعاء المقبل.

نواف العقيّل (الرياض)

أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»

أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»
TT

أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»

أولمبياد باريس يبهر العالم ويتحدى «التخريب»

رغم الأعمال التخريبية التي ضربت شبكة القطارات الفرنسية، أمس، أبهرت باريس العالم بافتتاح أسطوري لدورة الألعاب الأولمبية 2024، وسط عرض غير مسبوق على نهر السين بمشاركة 6800 رياضي من 205 دول أمام معالم تاريخية في العاصمة الفرنسية.

وللمرّة الأولى في التاريخ، أقيم حفل الافتتاح خارج الملعب الرئيسي، وشاهده 320 ألف متفرّج من مدرّجات بُنيت خصيصاً على ضفاف النهر، ونحو 200 ألف من على شرفات المباني المجاورة.

وكما تجري التقاليد، ضمّ القارب الأوّل بعثة اليونان التي تعدّ مهد الألعاب الحديثة، وتبعته قوارب الوفود الأخرى في مستهل احتفال شاركت فيه نجمة البوب الأميركية الشهيرة ليدي غاغا، والتي أدت أغنية شهيرة من المسرح الاستعراضي الفرنسي.

البعثة السعودية لدى مرورها أمام المتفرجين وضيوف الحفل (أ.ف.ب)

وبدأ الحفل بمقطع فيديو للكوميدي جمال دبوز ولاعب كرة القدم السابق زين الدين زيدان يحملان الشعلة في ملعب استاد «دو فرانس»، قبل العرض غير المسبوق على نهر السين، أمام حضور تقدّمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبجانبه رئيس اللجنة الأولمبية توماس باخ.

وبدت المناطق المطلّة على نهر السين حصناً منيعاً، واقتصر عبور الحواجز الحديدية على الأشخاص المقيمين وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزوّدين برمز تعريف خاص.

وجاء حفل الافتتاح المبهر لينهي يوماً شهد مفاجأة من العيار الثقيل؛ إذ ضربت أعمال تخريبية، صبيحة الجمعة، شبكة القطارات السريعة من خلال إشعال مجموعة حرائق استهدفت صناديق الإشارة التي تتحكم بسير القطارات. وسارع المسؤولون الرسميون وممثلو الأحزاب السياسية بمختلف مشاربها إلى التنديد بالعمل التخريبي، وعمدت النيابة العامة إلى فتح تحقيق قضائي. ووصف رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال الهجمات بأنها «أعمال تخريب منسقة».