تروسارد... ساحر آرسنال الصغير الذي يمكنه التسجيل بكلتا قدميه

تروسارد يتلقى تهنئة زملائه بأحد أهدافه هذا الموسم (رويترز)
تروسارد يتلقى تهنئة زملائه بأحد أهدافه هذا الموسم (رويترز)
TT

تروسارد... ساحر آرسنال الصغير الذي يمكنه التسجيل بكلتا قدميه

تروسارد يتلقى تهنئة زملائه بأحد أهدافه هذا الموسم (رويترز)
تروسارد يتلقى تهنئة زملائه بأحد أهدافه هذا الموسم (رويترز)

عندما أرسل كاي هافرتز كرة عرضية مملوءة بالأمل إلى القائم الخلفي، بدا الأمر كأنه نهاية مناسبة للشوط الأول الذي كان آرسنال يكافح فيه للعثور على اللمسة النهائية السحرية.

لقد تمكنوا من تمرير الكرة خلف ولفرهامبتون لكنهم لم يصنعوا أي فرصة كبيرة - والتي سقطت على يد جواو غوميز لاعب ولفرهامبتون الذي تصدى بشكل رائع لتسديدة ديفيد رايا - وبدا أنها ستكون دقيقة متوترة لمدة 45 دقيقة، فيما كان من الممكن أن يكون أسبوعاً مدمراً.

لكن غابرييل جيسوس استخدم ذكاءه في الشارع لدفع مات دوهرتي والحصول على أول التقاط للكرة التي كان دائماً هو المفضل الثاني لها. سقط المهاجم البرازيلي على الأرض عندما أمسك بالكرة، وتمكن من دفع الكرة في الاتجاه العام للياندرو تروسارد.

وبالنسبة للرجل الذي يقول مايكل أرتيتا إنه «الساحر الصغير» الذي يمكنه التسجيل «بأي طريقة»، كان ذلك أكثر من كافٍ.

أرتيتا يصف تروسارد بالساحر الصغير (رويترز)

عندما خرجت الكرة من الركن، كان تروسارد يواجه الراية الركنية مع اقتراب 3 من لاعبي ولفرهامبتون. ولم يكن أمامه سوى خطوة ونصف الخطوة للعثور على تقنية من شأنها أن تحمل الكرة نحو المرمى من داخل منطقة الجزاء مباشرة.

وبحلول الوقت الذي قام فيه تروسارد بتعديل قدميه، كانت الكرة على بعد ياردة تقريباً من ساقه الواقفة. كان ذلك يعني أنه كان يتمدد عند نقطة التماس، ويقطع الكرة بطريقة تجعل الكرة تدور جانبياً.

لقد خلقت مساراً بدا كأنه محمول جواً إلى الأبد. وبينما كانت الكرة تتجه نحو مرمى خوسيه سا، بدا الأمر كأنه خطأ لا بد أن يمتد لأميال أو ينتهي به الأمر في يد حارس المرمى، لكنها ظلت مستقيمة بشكل مخادع واصطدمت بالحافة الداخلية للقائم.

وحين سجل مارتن أوديغارد في الركلة الأخيرة بالمباراة ليختتم الفوز 2 - 0، كان هذا هو الهدف الذي أثبت أنه حاسم في إرسال آرسنال إلى صدارة الدوري مرة أخرى.

وقال تروسارد: «ربما لم تكن هذه هي الأفضل، لكنني كنت أعلم أن لدي قليلاً من الوقت لضرب الكرة. كان علي استخدام إصبع قدمي أيضاً لتسديدها على المرمى».

لقد كانت لقطة تشير إلى تسديد تروسارد للكرة بشكل غير تقليدي؛ لكنه فعال في كثير من الأحيان. قد لا يبدو دائماً سهلاً مثل الآخرين، لكنه مهاجم آرسنال الذي يظهر بشكل أساسي رباطة جأش وتنوعاً في اللمسات النهائية.

لقد كان رجل خدمات أرتيتا الذي قسم دقائقه بين الجناح الأيسر والمهاجم الأيسر، ولكن مع وجود مباريات قليلة مقبلة من الآن وحتى نهاية الموسم، قد يكون وجود تروسارد محورياً.

وبالنسبة للاعب شارك أساسياً في 20 مباراة فقط من أصل 47 مباراة لآرسنال بجميع المسابقات هذا الموسم، فقد اكتسب سمعة طيبة من حيث الثقة به.

وتظهر الإحصاءات أنه اللاعب الأكثر تسديداً بقدميه من بين جميع اللاعبين الـ36 الذين سجلوا أكثر من 30 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز بالمواسم الخمسة الماضية.

من بين أهداف تروسارد الـ35، 20 (57 في المائة) كانت بقدمه اليمنى الأقوى، و13 (37 في المائة) بقدمه اليسرى.

إن الأداء المتوازن لكلتا قدميه يجعل من الصعب الدفاع ضده عندما ينجرف إلى المناطق المركزية، كما كان يفعل بانتظام ضد ولفرهامبتون.

تروسارد وأوديغارد ثنائي آرسنال المتألق (أ.ب)

وقال تروسارد: «كان جدي يخبرني دائماً بأنه عليك التدرب على كلتا القدمين، لأن ذلك سيساعدك كثيراً، ولهذا السبب أشعر براحة شديدة في كلتا القدمين. لقد كنت أتدرب طوال حياتي على كلتا القدمين لأنه من الصعب جداً الدفاع ضدك عندما تكون بكلتا القدمين. أدركت في عمر 16 أو 17 عاماً تقريباً عندما وصلت إلى الفريق الأول أنه كان علي أن أكون أفضل في اللعب. هذا يصل إلى لعبتي. لقد ساعدني ذلك كثيراً بالفعل من خلال الأهداف التي سجلتها، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتصرفاتي»

ويتمتع تروسارد بموهبة الخروج باللحظات الكبيرة، وقد سجل الآن 9 أهداف بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهو أعلى عائد له منذ انضمامه إلى كرة القدم الإنجليزية في صيف عام 2019.

في النصف الثاني من الموسم الماضي، كان ملك التمريرات الحاسمة، لكن هذا الموسم صعد بشكل متكرر عندما كان آرسنال في حاجة إليها.

بدأ موسمه بهدف التعادل في الدقيقة 101 ضد مانشستر سيتي بفوز درع المجتمع في أغسطس (آب)، واستمر في تسجيل هدف الفوز ضد إيفرتون، وهدف التعادل المتأخر في ستامفورد بريدج، وسجل هدفاً ليأخذ بورتو إلى الوقت الإضافي في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

ويميل تروسارد إلى أن يكون أكثر فاعلية على مقاعد البدلاء منذ انضمامه من برايتون في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي. وعند دخوله مباراة ولفرهامبتون، سجل متوسط هدف كل 218 دقيقة كلاعب أساسي هذا الموسم، مقارنة بهدف كل 86 دقيقة بديلاً.

لديه 14 هدفاً و12 تمريرة حاسمة لآرسنال مما يمنحه متوسط مساهمة الأهداف كل 181 دقيقة ومع معاناة غابرييل مارتينيلي لاستعادة أفضل مستوياته، هناك فرصة لتروسارد للاستفادة من الركض المنتظم في الفريق.

إنه يجسد نظرية أرتيتا القائلة إن آرسنال يمكنه مشاركة الأهداف بدلاً من أن يكون لديه 30 هدفاً واحداً للأمام، كما الحال الآن.

لديهم أكبر عدد من اللاعبين من حيث عدد الأهداف؛ حيث ينضم تروسارد (10) إلى بوكايو ساكا (22) ومارتن أوديغارد (14) وكاي هافيرتز (12) وجابرييل مارتينيلي (11) وديكلان رايس (10).

وبعد الخسارة على أرضه أمام أستون فيلا والخروج من دوري أبطال أوروبا على يد بايرن ميونيخ، كانت الخسارة أمام ولفرهامبتون ستكون قاتلة لآمالهم في اللقب.

عادل هدفا آرسنال الرقم القياسي للنادي البالغ 37 هدفاً خارج أرضه في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز المسجل في 2010 - 2011، لكن تروسارد كان الرجل الذي كسر الجمود في يوم كان من الممكن أن يصبح أكثر صعوبة لولا ذلك.


مقالات ذات صلة

«لا ليغا»: مبابي وبلينغهام يقودان ريال مدريد لفوز ثلاثي على ليغانيس

رياضة عالمية كيليان مبابي سجل هدفا في فوز ريال مدريد على ليغانيس (أ.ف.ب)

«لا ليغا»: مبابي وبلينغهام يقودان ريال مدريد لفوز ثلاثي على ليغانيس

أنهى كيليان مبابي صيامه عن التهديف بتسديدة قوية وسجل لاعب الوسط جود بلينغهام هدفاً بضربة رأس ليفوز ريال مدريد 3-صفر على ليغانيس.

«الشرق الأوسط» (ليغانيس)
رياضة عالمية لوكاكو يسجل هدف الفوز لنابولي في مرمى روما (أ.ب)

«الدوري الإيطالي»: نابولي ينفرد بالصدارة بهدف لوكاكو

فاز نابولي بهدف دون رد على ضيفه روما الأحد، سجله روميلو لوكاكو في الشوط الثاني ليمنح فريقه النقاط الثلاث وصدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (نابولي)
رياضة عالمية مانشستر يونايتد تعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون (د.ب.أ)

«البريميرليغ»: إبسويتش يفرض التعادل على يونايتد في مستهل حقبة أموريم

اكتفى مانشستر يونايتد بالتعادل 1 - 1 مع مضيفه إبسويتش تاون في أول مباراة يخوضها الفريق الضيف بقيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم.

«الشرق الأوسط» (إبسويتش )
رياضة عربية يونس علي مدرب الريان القطري (نادي الريان)

مدرب الريان: طوينا صفحة الخسارة ونرغب في التقدم بنخبة آسيا

قال يونس علي، مدرب الريان القطري، إن فريقه طوى صفحة الخسارة أمام الشمال في دوري نجوم قطر.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية يانيك سينر يحتفل مع الفريق الإيطالي بالفوز بلقب كأس ديفيز (أ.ف.ب)

«كأس ديفيز»: إيطاليا تهزم هولندا وتحرز اللقب

حافظت إيطاليا على لقبها في كأس ديفيز للتنس بفوزها 2 - صفر على هولندا بعد أداء رائع من يانيك سينر.

«الشرق الأوسط» (ملقة)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
TT

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)
أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على الساحة الإنجليزية لنحو 10 سنوات، أم أن جعبة المدير الفني الإسباني العبقري بيب غوارديولا أفلست من الأفكار؟

خسر مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا 5 مباريات متتالية للمرة الأولى في المسيرة التدريبية للمدير الفني الإسباني، وآخرها كانت هزيمة مذلة برباعية نظيفة في عقر داره على «ملعب الاتحاد» أمام توتنهام، السبت.

واعترف غوارديولا: «عندما تخسر برباعية نظيفة، فلا يمكنك أن تقول كثيراً. يتعين علينا أن نتقبل الأمر الواقع ونتغلب عليه». وقدَّم المدير الفني الكاتالوني التهنئةَ لتوتنهام على أكبر فوز حققه خارج ملعبه على مانشستر سيتي. ورغم تأكيد غوارديولا على أنه لو يوجد ما يقوله، فإنه عاد ليتحدث عن أن «التراجع» كان أمراً لا مفرَّ منه بعد كل هذه النجاحات على مدى فترة طويلة من الزمن، وكيف كانت «التفاصيل الصغيرة» سبباً في حدوث مشكلات كبيرة، تعود معظمها وليست كلها إلى الإصابات الكثيرة التي عصفت بعدد كبير من اللاعبين الأساسيين، وكيف لم تتزعزع ثقته في اللاعبين بسبب كل ما حققوه.

ماديسون سجل هدفين من رباعية توتنهام في مرمى سيتي وأظهر ضعف دفاع منافسه (اب)

لكن لا يمكن لغوارديولا أيضاً أن يتجاهل حقيقة أن فريقه تعرَّض لـ5 هزائم متتالية، وهو أمر لم يحدث أبداً في تاريخ المدير الفني الإسباني، ولم يحدث لمانشستر سيتي منذ عام 2006، عندما كان ستيوارت بيرس هو مَن يقود الفريق. ولا يمكنه أيضاً تجاهل أن ليفربول بات يملك الفرصة للتغريد منفرداً بالصدارة، وهو مدعو لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب «آنفيلد» بعد ذلك.

قال غوارديولا بعد المباراة: «لم نعش مثل هذه اللحظات أبداً خلال 8 سنوات. كنت أعلم أننا سنتراجع عاجلاً أم آجلاً. لم أتوقع أبداً أن نخسر 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكننا تمكّنا من تقديم مستويات ثابتة بشكل لا يصدق مراراً وتكراراً. والآن، لا يمكننا إنكار الواقع الذي يحدث أحياناً في كرة القدم وفي الحياة كلها».

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها مانشستر سيتي 3 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة غوارديولا، كما أن المدير الفني الكاتالوني لم يخسر طوال مسيرته التدريبية أي مباراة على ملعب فريقه في الدوري بفارق 4 أهداف. وتعد هذه هي أكبر هزيمة لغوارديولا بصفته مديراً فنياً، وهي النتيجة نفسها التي تكررت 3 مرات في مسيرته التدريبية، عندما خسر برباعية نظيفة أمام إيفرتون في عام 2017، ومع برشلونة في دوري أبطال أوروبا في عام 2016، ومع بايرن ميونيخ أمام ريال مدريد في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، تعدّ الخسارة برباعية نظيفة أمام توتنهام أثقل هزيمة لمانشستر سيتي على «ملعب الاتحاد». كما أصبح مانشستر سيتي أول حامل للقب الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات منذ تشيلسي في مارس (آذار) 1956. وتعدّ هذه أسوأ هزيمة لمانشستر سيتي على ملعبه في الدوري منذ خسارته بـ5 أهداف مقابل هدف وحيد أمام آرسنال في عام 2003. وأصبح توتنهام أكثر فريق يحقق الفوز على غوارديولا، بـ9 انتصارات. وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي سدَّد 23 تسديدة في هذه المباراة دون أن يحرز أي هدف، وهو أكبر عدد من التسديدات للفريق في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فشل في التسجيل منها منذ خسارته بهدفين دون رد أمام مانشستر يونايتد في مارس (آذار) 2021.

وتُظهر الإحصاءات أيضاً أن تراجع مانشستر سيتي لم يقتصر على النتائج فقط، حيث أصبح الفريق يتعرَّض للهجمات المرتدة أكثر بكثير من أي موسم آخر تحت قيادة غوارديولا. واستقبل الفريق 1.17 تسديدة من الهجمات المرتدة في المباراة الواحدة في المتوسط هذا الموسم، في حين كانت أعلى نسبة سابقة هي 0.66 قبل موسمين. وجاءت 4 من الفرص الـ5 التي أُتيحت لتوتنهام في الشوط الثاني ممّا أطلقت عليه شركة «أوبتا» للإحصاءات اسم «هجمة مرتدة خاطفة»، بما في ذلك هدفا بيدرو بورو وبرينان جونسون.

هالاند هداف سيتي أهدر أكثر من فرصة وخرج مطأطأ الرأس (د ب ا)cut out

وخلال هذا الموسم، باستثناء ركلات الجزاء، تهتز شباك مانشستر سيتي بمعدل 1.25 هدف في المباراة الواحدة، مقارنة بـ0.79 في الموسم الماضي. ربما يكون عدد التسديدات على مرمى الفريق قريباً مما كان عليه في الموسم الماضي (7.8 الآن مقارنة بـ7.7 في الموسم الماضي)، لكن جودة هذه التسديدات أفضل بكثير، حيث ارتفعت نسبة الأهداف المتوقعة المستقبلة إلى 1.26 مقابل 0.8 في الموسم السابق.

وعلاوة على ذلك، يجد مانشستر سيتي صعوبةً كبيرةً في التعامل مع غياب رودري، أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم، والفائز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام. وتشير الإحصاءات إلى أن مانشستر سيتي فاز بـ78 في المائة من المباريات التي لعبها في الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مشاركة رودري، في حين تراجعت هذه النسبة إلى 50 في المائة دون نجم خط الوسط الإسباني. أما فيما يتعلق بالهزائم، فكان الأمر أكثر وضوحاً، حيث لم يخسر مانشستر سيتي أي مباراة شارك فيها رودري، في حين خسر 43 في المائة من المباريات التي لم يشارك فيها.

بالإضافة إلى ذلك، من الواضح للغاية أن الفريق تأثر كثيراً بتقدم عدد من لاعبيه في السن، فنحو 52 في المائة من الدقائق التي لعبها الفريق في الدوري كانت بلاعبين تبلغ أعمارهم 29 عاماً أو أكثر، وهو أكبر متوسط أعمار لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. كما تراجع مستوى اللاعبين بشكل واضح خلال الموسم أيضاً، حيث انخفض متوسط تسديداتهم على المرمى من 7.3 تسديدة في أول 14 مباراة في جميع المسابقات إلى 4.8 تسديدة في المباريات الـ5 التي خسرها الفريق، في حين ارتفعت تسديدات المنافسين على المرمى من 2.4 إلى 6 تسديدات.

وعلى الرغم من البداية الجيدة لمانشستر سيتي في المباراة الأخيرة، فإن توتنهام فاز عن جدارة واستحقاق، وكان الفريق الأفضل بفارق كبير. وقال غوارديولا: «من الواضح أننا ضعفاء بعض الشيء الآن. لقد وجدنا صعوبةً في تسجيل الأهداف، لكنهم سجَّلوا في المرات التي وصلوا فيها إلى المرمى. إننا نلعب ولدينا بعض السلبية في أفكارنا، لكن هذا أمر طبيعي، فكرة القدم هي انعكاس للحالة المزاجية. لقد كنّا دائماً فريقاً قوياً يقدِّم مستويات ثابتة، ويستقبل قليلاً من الفرص، وكنّا نعتمد على الاستحواذ على الكرة. هذا ليس فريقاً تم بناؤه للقيام بـ40 هجمة بدءاً من منطقة جزائه وحتى منطقة جزاء الفريق المنافس في المباراة، فنحن لا نجيد ذلك. كنّا دائماً فريقاً يستقبل قليلاً من الأهداف، لكننا الآن نستقبل أهدافاً كثيرة. أود أن يكون هناك سبب واحد فقط وراء ذلك، لكن الحقيقة هي أن هناك أسباباً كثيرة».

وقال مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق آلان شيرار في برنامج «مباراة اليوم» على شاشة «بي بي سي»: «هناك كثير من الأشياء الخاطئة ظهرت في سيتي. الأمر لا يتعلق فقط بعدم وجود رودري، لكن المدافعين لا يقومون بواجباتهم بشكل صحيح، ولا يضغطون في جميع أنحاء الملعب كما كانوا يفعلون من قبل. هناك كثير من الأشياء التي يجب العمل عليها، حيث لم تكن هناك حماية من خط الوسط لخط الدفاع، وكانت دفاعات الفريق مفتوحةً للغاية. ستكون مواجهة ليفربول، الأسبوع المقبل، اختباراً قوياً للغاية لمانشستر سيتي. لأول مرة الجميع يشعر بمخاوف حقيقية على سيتي في هذه المباراة. هناك كثير من العلامات المقلقة. إذا فاز ليفربول الأسبوع المقبل، أعتقد بأن الأمور ستكون صعبةً للغاية على سيتي للحاق به».

غوارديولا إعترف بأن سيتي يمر بأسوأ فتراته (ا ب ا)cut out

ووصف مدافع مانشستر يونايتد السابق، غاري نيفيل، ما حدث أمام توتنهام بأنه «يوم صادم» لحامل اللقب، بينما قال لاعب خط وسط توتنهام السابق، جيمي ريدناب، إن مانشستر سيتي «من السهل جداً اللعب ضده». وقال مدافع مانشستر سيتي السابق، ميكا ريتشاردز، لشبكة «سكاي سبورتس»: «أنا مذهول تماماً. لقد أظهر توتنهام جودةً رائعةً، لكن مانشستر سيتي كان سيئاً للغاية. لقد تمت السيطرة على خط وسط سيتي تماماً، وبدا الأمر وكأن لاعبي الفريق يفتقرون إلى الطاقة والإقناع. كنت أعتقد بأن توقيع غوارديولا على عقد جديد سوف يعطي الفريق دفعةً كبيرةً للأمام، لكن ما حدث أمام توتنهام يجعل الأمر يبدو وكأنه ليس مجرد تعثر عابر».

لكن السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل لا يزال سيتي قادراً على المنافسة على اللقب؟ سيلعب الفريق ضد فريق فينورد الهولندي في دوري أبطال أوروبا غداً (الثلاثاء)، في حين ستكون مباراته التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ليفربول الأحد المقبل. ونظراً لأن ليفربول يحتل الصدارة فإن فوزه على سيتي قد يضعه أمام فرصة لم يكن يتوقعها للمضي قدماً وإحراز اللقب.

وفقاً للكومبيوتر العملاق التابع لشركة «أوبتا» للإحصاءات، فإن فرصة فوز مانشستر سيتي باللقب هذا الموسم لا تزيد على 25.3 في المائة. وعندما سُئل غوارديولا عمّا إذا نجح ليفربول في توسيع الفارق إلى 11 نقطة، وهل في هذه الحالة سيكون فريقه خارج المنافسة، ردّ قائلاً: «نعم، هذا صحيح. لكننا لا نفكر في الفوز باللقب أو خسارته، فلسنا في وضع يسمح لنا بالتفكير فيما سيحدث في نهاية الموسم. إذا لم نفز باللقب في النهاية فلأننا لا نستحق ذلك».

خلال فترة تدريبه بايرن ميونيخ الألماني عانى غوارديولا من هزائم متتالية في مايو (أيار) 2015 أمام باير ليفركوزن وأوغسبورغ، وناديه السابق برشلونة الإسباني في دوري أبطال أوروبا، وقد سبق ذلك الخسارة بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي بوروسيا دورتموند، في قبل نهائي كأس ألمانيا، وهي النتيجة التي تم تسجيلها رسمياً على أنها تعادل، ولكنها توفر السابقة الوحيدة لغوارديولا، الذي هُزم 4 مرات متتالية.

وفي أبريل (نيسان) 2018 خسر غوارديولا مرتين في 3 مباريات متتالية مع مانشستر سيتي، الأولى 2 - 3 أمام الغريم والجار مانشستر يونايتد بقيادة نجمه آنذاك الفرنسي بول بوغبا، والتي جاءت بين هزيمتَي الفريق أمام ليفربول في مباراتَي الذهاب والإياب بدور الـ8 بدوري أبطال أوروبا.

أما المرة الثانية التي يخسر فيها في 3 مباريات متتالية، فقد امتدت لموسمين وعبر 3 بطولات، حين سقط سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2020 - 2021 أمام تشيلسي، قبل أن يخسر أيضاً أمام ليستر سيتي في مباراة الدرع الخيرية في افتتاح موسم 2021 - 2022، وأعقبتها الهزيمة في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام صفر - 1.

ولم يخسر غوارديولا أكثر من مباراتين متتاليتين مع برشلونة، حيث انهزم أمام فيسلا كراكوف البولندي، ونومانسيا في مباراتيه الثانية والثالثة في منصبه عام 2008، وأمام مايوركا وأوساسونا بالدوري الإسباني عام 2009، وكذلك أمام تشيلسي الإنجليزي والمنافس اللدود ريال مدريد الإسباني في أبريل 2012.

ويعلق غوارديولا بعد تعرضه لأسوأ سلسلة من الخسائر مع سيتي: «الآن بدأتم تدركون مدى صعوبة ما فعلناه خلال السنوات الماضية بالبقاء على القمة».