أكاديمية «لا ماسيا» للشباب في برشلونة... لماذا جرى تجاهلها سنوات؟

ميسي وإنييستا وتشافي فخر إنتاج «لا ماسيا» (غيتي)
ميسي وإنييستا وتشافي فخر إنتاج «لا ماسيا» (غيتي)
TT

أكاديمية «لا ماسيا» للشباب في برشلونة... لماذا جرى تجاهلها سنوات؟

ميسي وإنييستا وتشافي فخر إنتاج «لا ماسيا» (غيتي)
ميسي وإنييستا وتشافي فخر إنتاج «لا ماسيا» (غيتي)

عادةً ما تُترجم الكلمة الإسبانية «ماسيا» إلى «مزرعة»، وهذا ليس خطأً كبيراً، فقد يكون الوصف الأفضل هو مسكناً ريفياً خاصاً بشرق إسبانيا، بما في ذلك كاتالونيا. عندما بُني كامب نو في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، قام المهندسون المعماريون الذين يعملون في أرض برشلونة الجديدة بتحويل كوخ قديم تقليدي قريب إلى مساحة عمل مريحة.

وبمجرد الانتهاء من بناء ملعب الكامب نو، قرر برشلونة نقل مكاتبه هناك. وفي عام 1979، أصبح موطناً لأكاديمية الشباب، «لا ماسيا».

جرى إيواء الشباب الذين أتوا من مناطق أبعد هناك وأولئك الذين ليست لديهم عائلات قريبة. على مر العقود، مر العشرات من عظماء برشلونة، بمن في ذلك بيب غوارديولا وكارليس بويول وفيكتور فالديز وأندريس إنييستا. أنتجت أكاديمية برشلونة أيضاً تشافي وليونيل ميسي، لكنهما لم يبقوا في «لا ماسيا» (على الرغم من أنهم كانوا يذهبون إلى هناك لتناول وجبات الطعام مع زملائهم في الفريق كل يوم بعد المدرسة).

وفي عام 2011، نقل برشلونة أكاديميته إلى مبنى جديد على مشارف المدينة، على مسافة نحو 8 كيلومترات غرب كامب نو، لكن الجميع ما زالوا يطلقون عليها اسم «لا ماسيا».

هذا هو المكان الذي يعيش فيه نجما الفريق الأول لامين يامال وباو كوبارسي حالياً، تقع أسرتهم على مسافة 10 دقائق سيراً على الأقدام من مكان تدريبهم. وقد تفوق كلا المراهقين مع برشلونة هذا الموسم.

ظهر كوبارسي لأول مرة في الدوري الأسباني في يناير (كانون الثاني) قبل يومين من عيد ميلاده السابع عشر، ولم ينظر إلى الوراء. ظهر يامال لأول مرة عندما كان عمره 15 عاماً فقط في نهاية الموسم الماضي، قبل أن يبلغ 16 عاماً في يوليو (تموز). لقد وقع منذ ذلك الحين على عقد رعاية كبير مع شركة «أديداس»، وبالنسبة للكثيرين هو اللاعب الأكثر إثارة للظهور في النادي منذ ميسي.

وفي تقرير حديث لمرصد كرة القدم، وجد أن برشلونة يستخدم أعلى نسبة من اللاعبين تحت 20 عاماً مقارنة بأي نادٍ في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا (15في المائة من تشكيلة الفريق الأول).

فيرمين لوبيز ولامين يامال ورونالد أراوخو من إنتاج «لا ماسيا» (رويترز)

يجب أن يعود كثير من الفضل في ذلك إلى تشافي، المدير الفني الذي يثق بالشباب بطريقة جريئة منذ وصوله في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. لقد شارك في 16 مباراة لأول مرة لخريجي الأكاديمية في ذلك الوقت.

يامال وكوبارسي هما نجما العرض، لكن آخرين، بمن في ذلك الظهير هيكتور فورت (17) والمهاجم مارك جويو (18)، قد أثاروا إعجابهم أيضاً هذا الموسم - وهناك مزيد في الطريق. ومن المتوقع أن يظهر كل من مارك برنال (16)، وأوناي هيرنانديز (19)، وكيم جونينت (17)، وباو بريم (18)، وغويل فرنانديز (15) مع الفريق الأول في المواسم المقبلة.

لقد أثنى تشافي كثيراً على موقف الشباب القادمين. وقد وصفهم بـ«الشجعان» واصفاً هذه الصفة بأنها «الفرق الرئيسي» عن جيله.

يصر مصدر كبير في برشلونة - الذي فضّل، مثل كل من جرى الاستشهاد بهم هنا، التحدث دون الكشف عن هويته لحماية العلاقات - على أنهم يرون الالتزام الكامل والثقة بأكاديمية الشباب بمثابة تذكرة طريقهم إلى طريق العودة إلى النجاح المستقبلي الكبير، مع الاعتراف بأهمية النادي. إن ضعف الموارد المالية هو في الواقع عامل أساسي.

تعد شبكة كشافة برشلونة إحدى نقاط القوة الرئيسية للأكاديمية. لقد وقعوا تقليدياً على كثير من اللاعبين من منطقة كاتالونيا المحلية، لكن لا توجد قيود على التعاقد مع المواهب من مناطق أبعد. انضم جافي وفيرمين لوبيز مراهقين صغيرين من ريال بيتيس، على سبيل المثال.

وقالت مصادر «لا ماسيا» لشبكة «ذا أتليتك» إن النادي «لا يفقد عقله أبداً - من الناحية المالية - بالنسبة لأي شاب». كما وصفوا كيف سلطوا الضوء على «الجانب التعليمي للنادي، واحتمال العيش في (لا ماسيا) في جو صحي» كإيجابيات في المحادثات.

يتمتع برشلونة بمنافسة شديدة، وأحياناً ساخنة مع إسبانيول على مستوى الشباب. يمتلك منافسوهم في المدينة أيضاً أكاديمية محترمة، وغالباً ما يجري تحديد ألقاب الناشئين الكاتالونيين بين الجانبين. انضم كثير من اللاعبين إلى برشلونة من إسبانيول، بمن في ذلك مارك بارترا، مارك كوكوريلا وإليكس موريبا.

تشكل القدرة التنافسية على مستوى الشباب شخصية لاعبي «لا ماسيا»، كما يجري تعليمهم أيضاً اللعب بنفس الطريقة التي يلعب بها فريق برشلونة الأول. هذا نهج مختلف تماماً عن ريال مدريد.

إن تعليم كرة القدم الذي يتلقاه شباب مدريد - كما وصفه أولئك الذين يعملون في الأكاديمية - موجه أكثر نحو التنوع والمرونة والقدرة على التكيف مع كثير من الأساليب التكتيكية المختلفة.

الهدف هو تدريب الشباب القادرين على تحقيق ذلك في اللعبة الاحترافية، لكن في أغلب الأحيان، يعني ذلك أنهم يلعبون بعيداً عن مدريد.

لامين يامال وباو كوبارسي تألقا مع برشلونة وانضما للمنتخب (غيتي)

وفي دراسة أجراها المركز الدولي للدراسات الرياضية في نوفمبر 2023، وجد أن ريال مدريد هو النادي الذي أنتج أكبر عدد من اللاعبين النشطين في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، بـ44 لاعباً.

في الثمانينات، كان الفريق الأول لريال مدريد يضم كثيراً من اللاعبين الذين تخرجوا في أكاديميتهم، لكن هذا أصبح شيئاً من الماضي. في الوقت الحاضر، الطريق الأكثر شيوعاً هو مغادرة النادي وإعادة شرائه لاحقاً - ما يسمى بـ «فيا كارفاخال» (طريق كارفاخال)، بالإشارة لخروج الظهير للعب موسماً في باير ليفركوزن ومن ثم عودته للفريق الملكي.

في برشلونة، يتوق المشجعون لرؤية خريجي «لا ماسيا» في الفريق الأول، وهناك دائماً توقعات من صناع القرار في النادي للتأكد من منح الشباب الفرصة.

ربما يمثل يوم 25 نوفمبر 2012 ذروة المثال الذهبي لبرشلونة في هذا الارتباط. كان هناك 11 منتجاً للشباب على أرض الملعب في مباراة الدوري الإسباني ضد ليفانتي.

ساعد كل من فيكتور فالديس ومارتن مونتويا (جاء بدلاً من داني ألفيس بعد 15 دقيقة)، وكارليس بويول، وجيرارد بيكيه، وجوردي ألبا، وسيرجيو بوسكيتس، وتشافي، وسيسك فابريغاس، وبيدرو، وميسي، وإنييستا في تحقيق الفوز خارج أرضهم بنتيجة 4 - 0 في الدوري الإسباني، ذلك اليوم.

لكن أحد الأسماء في التشكيلة يوجهنا نحو جانب مختلف من القصة؛ لأنه في السنوات الأخيرة، لم تكن الطريق من الأكاديمية إلى الفريق الأول سهلة.

غادر سيسك فابريغاس برشلونة إلى آرسنال عندما كان يبلغ من العمر 16 عاماً في عام 2003، ما يشير لاحقاً إلى أنه شعر بأن اللاعبين الذين يسبقونه يعني أنه لم يكن لديه سوى فرص قليلة لاقتحام الفريق الأول للنادي.

ولكن خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وجد الشباب الأكثر تقييماً في النادي أنفسهم مع فرص أقل، حيث كان برشلونة يمتلك أحد أفضل الفرق في كرة القدم العالمية.

بين عامي 2010 و2019، كان سيرجي روبرتو (الذي ظهر لأول مرة في عام 2010) هو اللاعب الوحيد الذي صعد إلى صفوف الشباب في برشلونة، وأثبت نفسه بالفعل في الفريق الأول.

كان أنسو فاتي هو التالي، حيث ظهر شاباً مثيراً يبلغ من العمر 16 عاماً في موسم 2019 - 20. جاء رونالد أراوخو أيضاً في ذلك الموسم، لكن قد لا يكون من الأفضل عَدُّ الأوروغوياني خريجاً من «لا ماسيا»، حيث جرى توقيعه مع الفريق الرديف للنادي عندما كان محترفاً بالفعل في سن 19 عاماً.

كان إريك غارسيا وتشافي سيمونز وسيرجيو غوميز وأدريان بيرنابي وروبرت نافارو من بين اللاعبين الذين اختاروا مغادرة «لا ماسيا» في هذا الوقت. غادر داني أولمو في عام 2014.

كوبارسي أظهر قدرات تفوق عمره الصغير (أ.ب)

في يوليو 2016، وقّع برشلونة مع الظهير الأيسر لوكاس ديني، الذي كان على وشك أن يبلغ 23 عاماً، مقابل 16.5 مليون يورو من باريس سان جيرمان ليكون احتياطياً لجوردي ألبا. وفي ذلك الوقت، كان أليكس جريمالدو (الذي يتألق الآن في باير ليفركوزن وهو لاعب دولي إسباني) يتألق في الاحتياط. وبعد ذلك بعامين، جرى بيع ديني إلى إيفرتون بعد أن عانى من أجل التأقلم، وبعد عام أنفق برشلونة 20 مليون يورو على جونيور فيربو من بيتيس. كان الظهير الأيسر كوكوريلا (الآن في تشيلسي وهو أيضاً لاعب دولي إسباني)، وخوان ميراندا (الآن لاعب أساسي في بيتيس، ولعب مرة واحدة لإسبانيا في عام 2021) يتطلعان إلى الاختراق من الأكاديمية، لكن جرى تجاوزهما.

علاوة على ذلك، تقول بعض المصادر العاملة في «لا ماسيا» الآن إنهم يعتقدون أن أساليب التدريب وفلسفة اللعب قد تغيرت خلال هذا الوقت.

في ديسمبر (كانون الأول) 2021، تحدث تشافي عن دهشته عندما رأى كيف تغيرت الأمور منذ مغادرته لاعباً في عام 2015. وكان يتحدث على وجه التحديد عن تدريب الفريق الأول - لكن تعليقاته تشير إلى أن شيئاً ما قد تغير على مستوى الشباب أيضاً.

وقال: «اللعب التمركزي لم يجرِ تدريبه في برشلونة منذ سنوات». إنه أمر لا يصدق. لا يزال بعض اللاعبين بحاجة إلى فهم الطريقة التي نريد أن نلعب بها. من الغريب أن نرى لاعبي الفريق الأول لكرة القدم في برشلونة لا يفهمون اللعب التمركزي. لقد كنت هنا لمدة شهر فقط، ولكن يمكنني أن أقول إن هناك أشياء متعددة بحاجة إلى التغيير، مثل جلب لاعبين جدد بالطبع، لكنني أتحدث عن الديناميكيات والروتين وفلسفتنا».

لقد تغير الكثير في أكاديمية برشلونة في السنوات الأخيرة. جرى تحديث المرافق. وقد زاد عدد الأطفال المقيمين هناك، حيث يعيش أكثر من 80 رياضياً شاباً في مجمع تدريب النادي، بينما كان مبنى «لا ماسيا» القديم يضم أقل من 20 رياضياً. كما أن السياسات تتغير أيضاً.

تعتقد مصادر متعددة عملت في «لا ماسيا» أن المال كان «العامل الحاسم في الغالبية العظمى من اللاعبين الذين قرروا مغادرة النادي» خلال العقد الماضي. وقد جرى اتخاذ خطوات لمواجهة ذلك.

وقد لعب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دوراً في تطور هذا الاتجاه. والآن لا يُسمح للأندية الإنجليزية بالتعاقد مع مواهب أجنبية تحت سن 18 عاماً. ومع ذلك، كان سيتي لا يزال يجري استفسارات بشأن كوبارسي، العام الماضي. خططت مجموعة السيتي لكرة القدم لجعله يلعب مع نادي جيرونا الشقيق كنقطة انطلاق قبل الانتقال إلى مانشستر.

وأجرى كوبارسي محادثات مؤخراً مع برشلونة بشأن توقيع عقد جديد طويل الأجل، مع خطط لرفع الشرط الجزائي في عقده إلى مليار يورو، كما حدث بالفعل مع يامال.

كلا اللاعبين يمثل أفضل ما في «لا ماسيا». لسنوات، علمهم الخبراء المحترفون كيفية لعب كرة القدم التي يطمح إليها برشلونة. إن تمريرات كوبارسي ورباطة جأشه على الكرة تبرز بالفعل على مستوى النخبة الأوروبية.

قبل مشاركته، كان الفريق الأول يبحث عن لاعب يتمتع بمهارته الخاصة في قلب الدفاع. ساعدت أكاديمية الشباب في تشكيل ما يحتاجون إليه بالضبط.

كوبارسي هو الخريج رقم 204 الذي يظهر لأول مرة منذ أن بدأت قصة «لا ماسيا» في عام 1979. ويأمل مشجعو برشلونة في رؤية كثير مثله، والآن هناك شعور بأن أكاديمية الشباب في مكان أفضل مما كانت عليه من قبل.


مقالات ذات صلة

كومباني: لم أفهم النظام الجديد لدوري الأبطال

رياضة عالمية فينسن كومباني (د.ب.أ)

كومباني: لم أفهم النظام الجديد لدوري الأبطال

قال فينسن كومباني، مدرب بايرن ميونيخ الألماني، إنه لم يفهم بعدُ النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما حقق فريقه فوزاً بشِق الأنفس 1-0.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية جيان بييرو غاسبريني (أ.ف.ب)

غاسبريني مدرب أتلانتا: الثقة سبب الأداء المذهل

أرجع جيان بييرو غاسبريني مدرب أتلانتا الإيطالي الأداء المذهل الذي يقدمه فريقه في الآونة الأخيرة إلى مزيج من الثقة بالنفس والتطور المستمر.

«الشرق الأوسط» (بيرن (سويسرا))
رياضة عالمية سيموني إنزاغي

إنزاغي: راضون عن المستوى أمام لايبزيغ

أثنى سيموني إنزاغي، مدرب إنتر ميلان الإيطالي، على فريقه بعدما صمد ليفوز 1-0 على ضيفه رازن بال شبورت لايبزيغ، الثلاثاء، ليتصدر ترتيب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية تشابي ألونسو وفلوريان فيرتز (أ.ب)

ألونسو: نأمل في إعادة مستوانا... وفيرتز رائع

أشاد تشابي ألونسو، مدرب باير ليفركوزن، بلاعبه فلوريان فيرتز، بعدما سجّل الدولي الألماني هدفين في فوز فريقه 5-صفر على رد بول سالزبورغ في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية أرتيتا يحتفل مع اللاعبين عقب الفوز على سبورتينغ لشبونة (أ.ف.ب)

أرتيتا: آرسنال لعب بشجاعة أمام سبورتينغ لشبونة

أشاد ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي، بأفضل أداء للفريق خارج أرضه في المسابقات الأوروبية منذ توليه تدريب الفريق، وذلك عقب الفوز 5-1.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)
الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)
TT

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)
الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

يخضع الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ديفيد كوت، للتحقيق من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له قبل إحدى المباريات.

وحسب شبكة «The Athletic»، نُشرت هذه المزاعم لأول مرة في صحيفة «ذا صن» البريطانية، مساء الثلاثاء، وتتعلق ببطاقة صفراء تلقاها لاعب ليدز يونايتد إزجان أليوسكي من كوت خلال مباراة الفريق في البطولة، أمام وست بروميتش ألبيون في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وقال كوت في بيان أصدره عبر «منظمة مسؤولي المباريات المحترفين المحدودة»، وهي المنظمة التي تدير كبار مسؤولي كرة القدم الإنجليزية: «أدحض بشدة هذه الادعاءات الكاذبة والتشهيرية... مهما كانت المشاكل التي واجهتها في حياتي الشخصية فإنها لم تؤثر أبداً على قراراتي في الملعب. لقد كنت دائماً أضع نزاهة اللعبة في أعلى درجات الاحترام، وأقوم بتحكيم المباريات بنزاهة وبأفضل ما لدي من قدرات».

وذكرت صحيفة «ذا صن» أن كوت أقر بحدوث نقاش مع أحد أصدقائه، ولكن لم يحدث أي شيء غير لائق، ولم يُطرح أنه استفاد مالياً من إشهار البطاقة لأليوسكي بسبب اعتراضه عليه، ويبدو أن القرار روتيني.

ووصف متحدث باسم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الادعاءات بأنها «خطيرة للغاية» وأنه يجري التحقيق فيها «على وجه السرعة».

وأصدرت رابطة اللاعبين المحترفين بياناً مساء الثلاثاء، قالت فيه إنه «يجب إثبات الحقائق»، وإنها «تتبنى نهج عدم التسامح مطلقاً مع أي خرق» لقانون النزاهة الخاص بها، مع «التزام مجلس إدارة الرابطة باتخاذ الإجراءات المناسبة، في حال ثبوت أي خرق لهذا القانون».

تم إيقاف كوت في البداية من قبل «منظمة مسؤولي المباريات المحترفين المحدودة»، في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد نشر مقطع فيديو على الإنترنت يظهر فيه وهو يدلي بتصريحات مسيئة عن يورغن كلوب، المدير الفني السابق لليفربول. وبعد 3 أيام نشرت صحيفة «ذا صن» مقطع فيديو يُظهر شخصاً زعمت أنه كوت، وهو يشم مسحوقاً أبيض، من خلال ورقة نقدية أميركية ملفوفة.

وذكرت صحيفة «ذا صن» أن الفيديو يعود إلى 6 يوليو (تموز)، أي بعد يوم واحد من مباراة ربع نهائي «يورو 2024» بين فرنسا والبرتغال في هامبورغ؛ حيث كان كوت مساعد حكم الفيديو المساعد.

لم تتمكن الصحيفة من التحقق من الفيديو أو تأكيد هوية كوت؛ لكن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم رد عندما طُلب منه التعليق على الفيديو، قائلاً إنه «على علم بالادعاءات، ويتعامل معها بجدية كبيرة».

كما أوقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم كوت عن التحكيم في مسابقاته في 11 نوفمبر، أي قبل يومين من نشر صحيفة «ذا صن» للفيديو، ويحقق الاتحاد مع الحكم البالغ من العمر 42 عاماً، بسبب «انتهاك محتمل» للوائحه.

ويخضع كوت أيضاً لتحقيق منفصل من قبل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، بسبب خرق محتمل لقواعده فيما يتعلق بتعليقاته حول كلوب.

وأضاف الاتحاد الإنجليزي في البيان الذي صدر مساء الثلاثاء: «لا يزال ديفيد كوت موقوفاً، ويخضع لعملية تأديبية جارية من قبل الاتحاد الإنجليزي، منفصلة عن التحقيق في هذه المسألة الذي سيجريه الاتحاد الإنجليزي بشكل مستقل».