19 هدفاً حصيلة مواجهتي سان جيرمان ضد برشلونة ودورتموند مع أتلتيكو

شهدت الجولة الأولى (أربع مباريات) بربع نهائي دوري أبطال أوروبا تسجيل 19 هدفا، في مؤشر على تحقيق رقم غير مسبوق بعد انتهاء بقية المباريات، حيث سجلت مباراتا الذهاب والإياب في انتصار باريس سان جيرمان الفرنسي على برشلونة الإسباني 10 أهداف (6-4) و9 أهداف في فوز بوروسيا دورتموند الألماني على أتلتيكو مدريد (5-4).

وضرب سان جيرمان ودورتموند موعدا متجددا بينهما في نصف النهائي، بعدما سبق والتقيا في دور المجموعات ففاز الفريق الفرنسي ذهابا في باريس 2-0 وتعادلا إيابا 1-1 في ألمانيا.

وكانت ردود الفعل على مباراة برشلونة وسان جيرمان متباينة، حيث رأى الجانب الكاتالوني أنه تعرض لظلم تحكيمي واضح بقرار طرد مدافعه الأوروغواياني رونالد أراوخو في الدقيقة 29 الذي قلب موازين اللقاء، بينما يرى الجانب الفرنسي أنه استحق الفوز والتأهل وقرار الطرد كان سليما.

وكان برشلونة الذي تقدم ذهابا على سان جيرمان في باريس 3-2 في طريقه إلى تجديد فوزه عندما تقدم عليه بهدف جناحه البرازيلي رافينيا بعد مرور 12 دقيقة، لكن جاءت نقطة التحوّل بطرد أراوخو ليستغل بطل فرنسا النقص العددي في صفوف منافسه ويسجل أربعة أهداف منحته بطاقة التأهل إلى المربع الذهبي. وعدت الصحف الكاتالونية أن برشلونة «طُرد من أوروبا» بسبب «بطاقة حمراء مشكوك بصحّتها» ووصفتها بـ«القاتلة». وعنونت صحيفة «سبورت» الكاتالونية بـ«طُردوا من أوروبا» وشرحت أن «طرد أراوخو في الدقيقة 29 ترك برشلونة بعشرة لاعبين وكان حاسماً في عودة الفريق الفرنسي» وأن الخطأ الذي ارتكبه الأوروغواياني عند حافة منطقة الجزاء كان لا يستحق أكثر من إنذار.

مبابي يحتفل بهدفيه اللذين حسما تفوق سان جيرمان على برشلونة (ا ب ا) cut out

ووفقاً لـ«سبورت» فإن «البطاقة الحمراء كانت بداية نهاية برشلونة، ومنذ تلك اللحظة، بدأت مباراة أخرى: برشلونة من دون دفاع وباريس سان جيرمان شمّ رائحة الدمّ ولم يُظهر أي رحمة».

وأضافت: «المباراة تؤكد أن برشلونة كان يقترب ببطء ولكن بثبات من طريق الانتصارات، بعد خيبة أملٍ أوروبيةٍ سابقة»، من دون الإشارة إلى عمل لويس إنريكي مدرب سان جيرمان الراهن وبرشلونة سابقاً. بدورها، عدّت صحيفة «موندو ديبورتيفو» أن البطاقة الحمراء التي نالها أراوخو «مشكوك في صحتها» وكانت «قاتلة»، ووصفت مهمة برشلونة بالتأهّل بعشرة لاعبين بـ«المستحيلة». وفي المقال الذي عنونته بـ«أحمر قاتل!» أضافت الصحيفة اليومية: «(عثمان) ديمبيلي عادل النتيجة، و(البرتغالي) فيتينيا سجّل وثنائية من (كيليان) مبابي دفنت أحلام (جماهير كاتالونيا) في ليلةٍ تاريخية». وتابعت: «الآن لم يبقَ إلا الدوري، وبالتأخر بفارق ثماني نقاط عن (ريال مدريد المتصدر) وقبل سبع مباريات على نهاية الموسم، ومواجهة ريال في الكلاسيكو الأحد تبدو فرص برشلونة صعبة في الخروج من هذا الموسم بأي إنجاز»، في الوقت الذي لا يزال مستقبل المدرب تشافي هرنانديز الذي أعلن رحيله في نهاية الموسم معلقاً، إذ أكّد رئيسه (خوان لابورتا) أنه سيحاول إقناعه بالبقاء.

في المقلب الآخر وفي العاصمة مدريد مقر الغريم الأبدي لبرشلونة، سيطر مبابي على المشهد، وهو المرشّح للانتقال إلى الريال في نهاية الموسم بعد انتهاء عقده مع سان جيرمان.

وكتبت «آس»: «مبابي قتل برشلونة بثنائية وأنهى المباراة»، مستذكرة هزائم أقسى للفريق الكاتالوني، وموضحه: «لكن هذه الخسارة لا تقارن بنتائج كارثية أخرى (2-8 أمام بايرن ميونيخ الألماني و0-4 ضد ليفربول الإنجليزي...)».

وأضافت: «هنا، انهزم برشلونة الذي كان يستحق الاحترام وبدا محطّما برأسٍ مرفوع أمام مبابي الذي كان غائباً إلى حدّ ما وظهر فقط في نهاية المباراة».

وبدورها، عنونت «ماركا» بـ«مبابي يلدغ برشلونة»، مشيرةً إلى أن البطاقة الحمراء التي تلقاها أراوخو «سرّعت من غرق برشلونة».

وأعرب الألماني الدولي إيلكاي غندوغان لاعب وسط برشلونة عن إحباطه من قرار الطرد الذي تعرض له زميله أراوخو، لكنه حمل فريقه مسؤولية إهدار فرصة التقدم، وقال: «أشعر بخيبة أمل وإحباط كبيرين. كنا نسيطر تماما على المباراة وتقدمنا بهدف قبل أن ندمر أنفسنا». وأضاف: «نعم، البطاقة الحمراء غيرت مجرى المباراة. هذا هو دوري أبطال أوروبا. بغض النظر عن المنافس، في مثل هذه المواجهات المهمة مع اللعب بعشرة لاعبين في وقت مبكر جدا... يصبح الأمر صعبا للغاية وتودع المسابقة للأسف».

وبعد الهزيمة وبخ تشافي الحكم إشتفان كوفاتش، وقال إن أداءه كلف النادي الإسباني خسارة مكانه في الدور قبل النهائي. وأشهر كوفاتش البطاقة الحمراء أيضا لتشافي لركله إحدى لوحات الإعلانات على جانب الملعب، كما تلقى خمسة من لاعبي برشلونة بطاقات إنذار صفراء.

مبابي سجل هدفين ليحسم تفوق سان جيرمان على برشلونة (اب)cut out

واتفق غندوغان مع رأي مدربه بشأن الحكم قائلا إنه كان يجب أن يحصل على ركلة جزاء بعد تدخل من فيتينيا لاعب باريس سان جيرمان ضده داخل المنطقة. وقال اللاعب الألماني: «لم أشاهد معظم اللقطات المثيرة في الإعادة حتى الآن لكني شعرت أنه كان سريعا للغاية في إشهار البطاقات الصفراء».

وأضاف: «في الشوط الثاني، أعتقد أنني تعرضت لإعاقة وكان يجب أن أحصل على ركلة جزاء. بدا واضحا أنه يركلني وإذا لم يكن الأمر كذلك فإنني كنت سأستمر في الركض داخل المنطقة. كانت ركلة جزاء بالنسبة لي، هذا ما قلته للكم، على الأقل لكي يراجع المخالفة لكن بدلا من ذلك أعطاني بطاقة صفراء. لا أعرف كيف ظهرت المخالفة على شاشة التلفزيون ربما أكون مخطئا». ولم تختلف المباراة الثانية على ملعب «فيستفالن ستاديون» عن سابقتها إثارة ولكن من دون ضجة حول التحكيم، حيث نجح دورتموند في قلب تخلفه ضد أتلتيكو مدريد ذهابا 1-2، إلى انتصار 4-2 إيابا منتزعاً بطاقة التأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2012-2013. وبات دورتموند يحلم بخوض مباراة نهائية أخرى في ملعب ويمبلي لكن من أجل تحقيق هذا يجب على الفريق أن يتغلب على سان جيرمان.

وقال جوليان براندت، مهاجم الفريق الألماني: «الآن، حان وقتنا للفوز، في دور المجموعات لعبنا مباراة سيئة للغاية في باريس. ولكننا تعلمنا منها وتعادلنا معهم على أرضنا 1-1».

من جانبه، قال إدين ترزيتش، مدرب دورتموند: «لم تعجبنا المباراة الأولى في باريس على الإطلاق. المباراة الثانية في دورتموند كانت مختلفة للغاية، ومتقاربة مرة أخرى، وكنا الأقرب للفوز بها مقارنة بسان جيرمان».

وفي حال حقق دورتموند الإنجاز وتوج بطلا لدوري الأبطال قد يصب ذلك في صالح الفرق الألمانية، حيث سيرتفع عدد المتأهلين من «البوندسليغا» إلى المسابقة بشكلها الجديد الموسم المقبل إلى ستة فرق بدلا من 4. وأكد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، أن ستة فرق من ألمانيا من الممكن أن توجد في دوري الأبطال الموسم المقبل، حال توج دورتموند باللقب، حيث سيتأهل بشكل مباشر بصفته البطل حتى لو احتل المركز الخامس بالدوري الألماني. في هذه الحالة، سيحصل صاحب المركز السادس، الذي يحتله حاليا آينتراخت فرانكفورت، على المكان الإضافي.

ولكن، في حال فاز دورتموند بدوري الأبطال وأنهى الموسم في المراكز الأربعة الأولى بـ«البوندسليغا» المؤهلة طبيعيا للمسابقة الأوروبية، فلن يكون هناك مكان إضافي لفريق آخر.

ويجري «يويفا» تغييرات في دوري أبطال أوروبا ليقام بنظام الدوري وإضافة أربعة فرق للمسابقة لتصبح من 36 فريقا بداية من موسم 2024-2025. وستحظى الدول الكبرى في اللعبة على مكانين من الأربعة الإضافية وفقا لتصنيف «يويفا»، حيث ستشارك خمسة فرق من أعلى الدول في تصنيف «يويفا». وتتقدم إيطاليا حاليا على ألمانيا وإنجلترا.