كيف تطور فيل فودين وأصبح اللاعب الأبرز في مانشستر سيتي؟

لاعب خط الوسط الشاب يتألق يوماً بعد آخر... ويحظى الآن بثقة غوارديولا اللامتناهية

فودين وهدفه الرائع في شباك أستون فيلا (رويترز)
فودين وهدفه الرائع في شباك أستون فيلا (رويترز)
TT

كيف تطور فيل فودين وأصبح اللاعب الأبرز في مانشستر سيتي؟

فودين وهدفه الرائع في شباك أستون فيلا (رويترز)
فودين وهدفه الرائع في شباك أستون فيلا (رويترز)

إذا لم تكن متابعاً جيداً للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، فربما تعتقد بأنه كان هناك خطأ كبير في الهدف المذهل الذي أحرزه فيل فودين في مرمى ريال مدريد على ملعب «سانتياغو برنابيو»، مساء الثلاثاء الماضي. لقد كان غوارديولا عابساً ونزل إلى أرض الملعب ليمسك وجه فودين بقوة، لدرجة أن ذلك لم يؤدِّ إلى احمرار وجه اللاعب فحسب، ولكن إلى اهتزاز أذنيه أيضاً! لكن في الحقيقة كانت هذه الطريقة التي أظهر بها غوارديولا إعجابه بلاعبه الشاب.

ربما فعل غوارديولا ذلك لأنه يرى شيئاً من نفسه في فودين. يروي يوهان كرويف قصة البحث عن لاعب خط وسط يمتلك مهارات وإمكانات كبيرة في الفريق الرديف لنادي برشلونة في عام 1990، قائلاً: «أخبروني بأن هذا الصبي بيب (غوارديولا) هو الأفضل، لذلك بحثت عنه في الفريق الرديف لكنه لم يلعب. وبحثت عنه في فريق الشباب لكنه لم يلعب. وفي النهاية، وجدته يلعب مع الفريق الثالث. قلت للمدربين إنهم يقولون إنه الأفضل... فلماذا يلعب مع الفريق الثالث؟ فقالوا نعم إنه الأفضل بالفعل، لكنه بحاجة إلى التحسّن من الناحية البدنية. أخبرتهم بأنه سوف يتطور بمرور الوقت». قام كرويف بتصعيد غوارديولا إلى الفريق الأول لبرشلونة وجعله اللاعب المحوري في الفريق الذي فاز بأربعة ألقاب متتالية للدوري الإسباني الممتاز وكأس الأمم الأوروبية عام 1992.

من الممكن أن يكون فودين مرتبطاً بذلك، وفقاً لمارك ألين، الذي كان مديراً لأكاديمية الناشئين بمانشستر سيتي خلال السنوات التكوينية للاعب الإنجليزي الدولي. وقال ألين: «لم يكن فيل يمتلك جسداً قوياً. من الناحية البدنية، لم يكن قادراً على المنافسة، لكنه كان ذكياً بما يكفي للتغلب على ذلك. لقد شعر بالإحباط عندما رأى بعض اللاعبين من فئته العمرية يصعدون للعب مع مجموعات أكبر سناً. وعلى الرغم من أنه كان يملك القدرة على القيام بذلك، فإنه لم يكن من الحكمة تصعيده إلى المجموعات الأكبر سناً، حيث كان الأمر يعتمد على النواحي البدنية بشكل ملحوظ. لقد أُجريت محادثات عدة معه حول هذا الموضوع».

لم يكن فودين أبداً لاعباً منبوذاً، لكنه كان لاعباً رائعاً، وفاز بالكرة الذهبية مع المنتخب الإنجليزي المتوج بكأس العالم تحت 17 عاماً، ومع ذلك فقد تطوّر فودين بشكل تدريجي، ولم يظهر على الساحة بشكل سريع ومفاجئ مثل واين روني. ووصل فودين إلى هذه الدرجة من النجومية بشكل أبطأ من مواطنه ومنافسه في ريال مدريد، مساء الثلاثاء الماضي، جود بيلينغهام.

والآن، يعد فودين، البالغ من العمر 23 عاماً، اللاعب الأبرز في الفريق الأفضل في العالم حالياً وهو مانشستر سيتي. وحصل فودين على جائزة أفضل لاعب في مباراة فريقه أمام ريال مدريد في الدور رُبع النهائي لدوري أبطال أوروبا، وحصل على تقيم 7 من 10 من صحيفة «ليكيب» الفرنسية، وهو شرف كبير بالنظر إلى أن هذه الصحيفة نادراً ما تمنح لاعباً أكثر من 6 درجات.

وبصرف النظر عن الإحباط الذي شعر به فودين عندما تم تصعيد زملائه إلى الفئات العمرية الأكبر قبله، فقد كانت هناك تساؤلات وشكوك بشأن ما إذا كان غوارديولا سيثق به ويدفع به في خط الوسط الذي ضم لاعبين من أمثال ديفيد سيلفا، وكيفن دي بروين، وبرناردو سيلفا. كان فودين يلعب في البداية لدقائق محدودة، وبدا الأمر وكأنه غير قادر على منافسة اللاعبين القادمين من الخارج الذين يتعاقد معهم النادي بمبالغ مالية طائلة، لكن الفرصة أصبحت سانحةً له لإثبات نفسه عندما رحل ديفيد سيلفا في عام 2020.

لقد حدثت قفزة عملاقة في مسيرة هذا اللاعب الشاب إلى الأمام خلال فترة الإغلاق؛ نتيجة تفشي فيروس «كورونا»، عندما بدأ فودين، بتوجيه من مستشاره أوين براون، العمل مع مدرب اللياقة البدنية في ليفربول هاريرز، توني كلارك، أولاً على مضمار السباق، ثم في حديقة فودين المنزلية. وقال كلارك عن ذلك: «كنا نعمل على كيفية زيادة سرعته. لا يصل يوسين بولت إلى السرعة القصوى إلا بعد 40 متراً من السباق، لكن لاعب كرة القدم لا يركض في كثير من الأحيان مسافة 40 متراً». لكن تدريب لاعبي كرة القدم على الركض السريع يختلف تماماً عمّا هي الحال بالنسبة للعدائين من أمثال يوسين بولت. ومن خلال التركيز على الخطوات الأولى وتغيير الاتجاهات، تحسّنت سرعة فودين بشكل ملحوظ في الأمتار الخمسة الأولى، كما تحسّن نطاق حركته. وفي كأس العالم الأخيرة في قطر، كان فودين ثالث أسرع لاعب في المنتخب الإنجليزي، خلف كايل ووكر، وماركوس راشفورد.

ومع تخفيف قيود الإغلاق، انتقل فودن وكلارك إلى مضمار ألعاب القوى المحلي في ماكليسفيلد. وكان فودين يخضع لجلستين، مدة كل منهما 90 ثانية، و4 جلسات مدة كل منها 60 ثانية، و4 جلسات أخرى مدة كل منها 30 ثانية، و4 جلسات أخيرة مدة كل منها 15 ثانية. وقال فودين لأصدقائه إنه شعر بأنه «صاروخ»، وأنه يتمتع بلياقة بدنية بشكل غير مسبوق. وقال كلارك: «جاءت الأخبار من ملعب التدريب بأنه أصبح في حالة لا تُصدق».

ولفت فودين أنظار الجميع في المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على ليفربول بـ4 أهداف مقابل هدف وحيد في فبراير (شباط) 2021، وهي المباراة التي سجّل فيها اللاعب الإنجليزي الشاب هدفاً استثنائياً. وكتب بارني روناي في صحيفة «الغارديان» يقول: «توقف عن النظر للحظة إلى الهدف الذي أحرزه فودين بمهارة فذة، وركز بدلاً من ذلك على سرعته الفائقة التي ساعدته على تسجيل الهدف الذي أشعل المباراة». وأشار جيمي كاراغر خلال حديثه مع قناة «سكاي سبورتس» إلى أن فودين كان يعمل مع مدرب لألعاب القوى. ومنذ ذلك الحين، أصبح كلارك يعمل مع عديد من لاعبي كرة القدم.

هل يرى غوارديولا شيئًا من نفسه في فودين (أ.ف.ب)

ومع ذلك، كان فودين لا يزال يلعب جناحاً، ولم يكن غوارديولا يثق به في قلب خط الوسط، وهو المركز الذي لعب به أمام ريال مدريد. وفي مايو (أيار) 2022، قال غوارديولا: «مع مرور الوقت يمكنه اللعب في قلب خط الوسط، لكن الأنسب له الآن هو اللعب جناحاً. في قلب خط الوسط، يجب أن يتحكم اللاعب في ريتم المباراة». ومن المؤكد أن غوارديولا كان يستحضر في ذهنه آنذاك ما كان يفعله ديفيد سيلفا وهو يتلاعب بالكرة قبل أن يمررها بشكل مثالي إلى سيرجيو أغويرو. لقد كان ليونيل ميسي سريعاً للغاية، لكنه كان يعرف أيضاً متى يهدئ من سرعته بحيث يترك المدافع يركض بلا هدف بعيداً عنه. يطلق مشجعو مانشستر سيتي على فودين لقب «إنييستا ستوكبورت»، لكن إنييستا نفسه كان يمتلك القدرة على التحكم في ريتم المباريات، في حين كان فودين في البداية ينطلق بسرعة هائلة ولا يتوقف عن الركض.

لقد لعب فودين على ملاعب خرسانية عندما كان طفلاً، وكان يتنافس مع أبناء عمومته الأكبر سناً عندما كان يبلغ من العمر 8 سنوات. لقد ساعده اللعب على هذه الملاعب ومع هؤلاء الأولاد الأكبر سناً على اكتساب الشراسة والقوة، واللعب من مرمى فريقه وحتى مرمى الفريق المنافس.

في الحقيقة، من الصعب تطوير قدرات وإمكانات لاعب إنجليزي نشأ بهذه الطريقة، لكن من الواضح أن غوارديولا نجح في ذلك، حيث بدأ اللاعب الإنجليزي الشاب يفكر بطريقة مختلفة تماماً داخل الملعب. ويمكنك أيضاً أن ترى مدى استمتاعه الآن وهو يتحمل مسؤولية تسجيل الأهداف: فهدف التعادل الذي أحرزه في مرمى ريال مدريد يوم الثلاثاء كان المرة الرابعة التي يحاول فيها التسديد من مسافة بعيدة خلال فترة لا تتجاوز 15 دقيقة.

وفي الوقت الحالي، قد يحصل فودين على راحة من مباراة فريقه في الدوري حتى يكون مستعداً لاستئناف معركة فريقه أمام بيلينغهام ورفاقه في ريال مدريد يوم الأربعاء المقبل، على الرغم من أن دي بروين سيكون لائقاً أيضاً للعب في مركز صانع الألعاب. منذ وقت ليس ببعيد، كانت إنجلترا تتحسر على عدم وجود لاعبين مبدعين يمتلكون مهارات فنية كبيرة، لكنها الآن تمتلك عدداً كبيراً من اللاعبين الرائعين الذين يتنافسون فيما بينهم على الدخول في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024 هذا الصيف. وفي الوقت الحالي، فإن فودين وبيلينغهام لديهما كل الحق في الادعاء بأن كلاً منهما هو الأفضل في بطولة الدوري التي يلعب بها.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

الملاك الجدد لإيفرتون يبدأون التصحيح بإقالة المدرب

رياضة عالمية شون دايش أول ضحايا الملاك الجدد لإيفرتون (رويترز)

الملاك الجدد لإيفرتون يبدأون التصحيح بإقالة المدرب

قرر نادي إيفرتون الإنجليزي، إقالة مدربه شون دايش، اليوم الخميس، وذلك قبل ساعات قليلة من مباراة للفريق ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روني وزوجته كولين (رويترز)

كولين روني: تعرضنا لـ«الإرهاب» بعد انتقال زوجي ليونايتد

قالت كولين روني، زوجة النجم الإنجليزي واين روني، إن عائلتها تعرضت لما وصفته بـ«الإرهاب» لدى انتقال زوجها إلى مانشستر يونايتد مقبلاً من إيفرتون في عام 2004

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

توجيه اتهامات لنيوكاسل وأستون فيلا بسبب شجار جماعي

وجَّه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتهامات إلى فريق نيوكاسل يونايتد ومدربه المساعد جاسون تيندال وأستون فيلا والمحلل الأداء الرئيسي له فيكتور مانتس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنتونين كينسكي (إ.ب.أ)

كينسكي: انطلاقتي مع توتنهام أمام ليفربول أبعد من أحلامي

اعترف أنتونين كينسكي، حارس المرمى الجديد لفريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم، بأن ظهوره الأول في المباراة التي فاز فيها فريقه على ليفربول 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات يشارك في تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات (نادي بريستول)

4 أندية إنجليزية للسيدات تسمح بتناول الكحول في المدرجات

أصبح نادي بريستول سيتي رابع نادٍ بدوري البطولة الإنجليزية للسيدات لكرة القدم يشارك تجربة السماح للجماهير بتناول المشروبات الكحولية في المدرجات خلال المباريات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لاعبون يستحقون المتابعة داخل الملاعب الأوروبية في عام 2025

مانشستر سيتي مهتم بالحصول على خدمات عمر مرموش (د.ب.أ)
مانشستر سيتي مهتم بالحصول على خدمات عمر مرموش (د.ب.أ)
TT

لاعبون يستحقون المتابعة داخل الملاعب الأوروبية في عام 2025

مانشستر سيتي مهتم بالحصول على خدمات عمر مرموش (د.ب.أ)
مانشستر سيتي مهتم بالحصول على خدمات عمر مرموش (د.ب.أ)

يوجد لاعبون مثل محمد صلاح وكيليان مبابي وفينيسيوس جونيور الذين سيواصلون التألق ويستمرون في القمة، لكنْ هناك عدد من اللاعبين الآخرين الذين من المتوقع أن يقدموا مستويات قوية خلال العام الجديد. عدد من خبراء كرة القدم الأوروبية اختاروا بعض اللاعبين الذين يستحقون المتابعة في الدوريات الأوروبية خلال 2025.

عمر مرموش

(آينتراخت فرانكفورت - 25 عاماً - مصري - مهاجم)

يتميز النجم المصري بأنه متحرك وسريع للغاية، كما يجيد اللعب مهاجماً صريحاً وأيضاً جناحاً. يقارنه البعض بمواطنه محمد صلاح، وعلى الرغم من أنه لم يصل إلى مستوى نجم ليفربول، فإنه مذهل في إنهاء الهجمات أمام المرمى. جاء مرموش إلى ألمانيا في سن الثامنة عشرة من عمره، وعلى مدار 6 سنوات سابقة لم يكن يعتقد أحد أنه سيبهر العالم بهذا الشكل، لكنه توهج هذا الموسم، وتشير تقارير الآن إلى أن ناديه لن يتخلى عنه بأقل من نحو 80 مليون يورو. من المتوقع أن ينتقل إلى ناد كبير خلال الفترة المقبلة، ومن غير المرجح أن يحتفظ به آينتراخت فرانكفورت، وسيكون إضافة رائعة لأي فريق يتعاقد معه، وهناك بالفعل كثير من الأندية التي ترغب في ضمه، وسط اهتمام أكثر من ناد به مثل مانشستر سيتي.

ولا يزال الغموض يحوم حول مصير عمر مرموش خلال المدة المقبلة. وارتبط اسم عمر مرموش، صاحب الـ25 عاماً، بإمكانية الرحيل عن صفوف آينتراخت فرانكفورت، في ظل اهتمام نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بالحصول على خدماته خلال المدة المقبلة. وأصبح عمر مرموش محط أنظار جميع كبار الأندية الأوروبية، بعد تألقه منذ انطلاقة الموسم الحالي، حيث شارك في 24 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 18 هدفاً، وقدم 12 تمريرة حاسمة. ووفقاً لما ذكرته شبكة «سكاي سبورت» العالمية بنسختها الألمانية، فإن مانشستر سيتي يواصل مفاوضاته للتعاقد مع عمر مرموش، لضمه في الميركاتو الشتوي وليس في الصيف المقبل. وأفادت الشبكة الألمانية بأن مانشستر سيتي بات قريباً من حسم صفقة عمر مرموش لمصلحته، بعدما اقترب من التوصل لاتفاق مع اللاعب بشأن ضمه في شهر يناير (كانون الثاني) الحالي؛ الأمر الذي دفع بإدارة نادي آينتراخت فرانكفورت إلى رفع مطالبها المالية؛ إذ طلبت الحصول على ما لا يقل عن 80 مليون يورو، مقابل السماح برحيل عمر مرموش هذا الشتاء.

مارتن زوبيمندي

(ريال سوسيداد - 25 عاماً - إسباني - لاعب خط وسط)

رفض مارتن زوبيمندي الانضمام إلى ليفربول، وقدم مستويات مثيرة للإعجاب عندما حل بديلاً لرودري في الشوط الأول من مباراة إسبانيا أمام إنجلترا في نهائي كأس الأمم الأوروبية. لقد شعر المشجعون الإنجليز بالسعادة عندما خرج رودري مصاباً، لكن زوبيمندي ربما يكون ثاني أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم بعد رودري. تشير تقارير إلى أن كل التفاصيل المتعلقة بانتقاله إلى ليفربول انتهت بالفعل، لكنه قرر شخصياً عدم الانضمام إلى الريدز والبقاء مع ريال سوسيداد. والآن وبعد 3 أشهر من الموسم الجديد أصبح جاهزاً للرحيل، ويسعى مانشستر سيتي للتعاقد معه ليكون بديلاً لرودري الذي يغيب عن الملاعب لفترة طويلة بسبب الإصابة. ويريد برشلونة أيضاً التعاقد معه، لكنه لا يملك المال الكافي لذلك. إنه ليس قوياً أو سريعاً بدرجة كبيرة، لكنه يقرأ المباريات بشكل جيد ويمتلك صفات القيادة داخل المستطيل الأخضر، ويؤدي الأدوار المكلف بها على النحو الأمثل. من غير المرجح أن يعود ليفربول إلى محاولة التعاقد معه، على الرغم من أنه أفضل في المستوى من محور ارتكاز ليفربول الحالي رايان غرافينبيرش. تشير تقارير إلى أن ريال سوسيداد لن يستغنى عن خدماته بأقل من 60 مليون يورو، وأنه يرغب في اللعب بالدوري الإنجليزي الممتاز. لا يحتاج تشيلسي إلى خدماته في الوقت الحالي؛ لأنه يمتلك لاعبين مميزين في مركزه، في حين سيسعى مانشستر يونايتد إلى التعاقد معه.

ستيلر مهم للغاية لأي فريق من الناحية الخططية (رويترز)

أنغيلو ستيلر

(شتوتغارت - 23 عاماً - ألماني - لاعب خط وسط)

يعدّ مانشستر سيتي من أبرز المهتمين بالتعاقد مع أنغيلو ستيلر، الذي قد لا يدرك الجمهور الدور الكبير الذي يؤديه داخل الملعب، لكنه مهم للغاية بالنسبة إلى أي فريق من الناحية الخططية. إنه من نوعية اللاعبين الذين يلعبون من أجل الفريق ويبذلون مجهوداً استثنائياً، خصوصاً في النواحي الدفاعية. إنه لا يزال صغيراً في السن، ولا يزال أمامه مجال كبير للتطور والتحسن. لقد جاء من بايرن ميونيخ، وقد ينتقل إلى أحد الأندية الكبرى خلال الصيف أو العام المقبل، إذا لم يستمر مع شتوتغارت.

كشافون كثيرون من ألمانيا وإنجلترا يتابعون أكليوش (يسار) لاعب موناكو

ماغنيس أكليوش

(موناكو - 22 عاماً - فرنسي - جناح)

جذب ماغنيس أكليوش أنظار كثيرين بسبب تألقه اللافت خلال الموسم الحالي. لقد شارك في مباراة منتخب فرنسا ضد النمسا تحت 21 عاماً مؤخراً وكان جميع الكشافين هناك من أجل متابعته من كثب؛ بمن فيهم كشافون من ألمانيا وإنجلترا. سوف يبلغ من العمر 23 عاماً في فبراير (شباط) المقبل، وهو يلعب مع الفريق الأول منذ أن كان في سن الثامنة عشرة. وقدم أداء استثنائياً أمام باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي الممتاز مؤخراً. يمتلك اللاعب الشاب، الذي وُلد وترعرع في باريس، قدماً يسرى ساحرة، ويتميز بالرؤية الثاقبة والمجهود الوفير، ولا يتوقف عن الركض مطلقاً، ويؤدي عملاً رائعاً في الناحية اليمنى. وعلاوة على ذلك، فإنه لاعب مبدع يجيد صناعة الأهداف. من الرائع رؤيته يلعب في دوري أبطال أوروبا. لكن يتعين عليه أن يتخذ القرار الصحيح بشأن النادي الذي سينتقل إليه؛ لأنه سيكون حاسماً إلى حد كبير في مسيرته الكروية، وقد رأينا من قبل كثيراً من اللاعبين الذين تأثرت مسيرتهم سلباً بسبب انتقالهم إلى أندية غير مناسبة لقدراتهم. يعد النجم الفرنسي الكبير تييري هنري من أشد المعجبين به، خصوصاً أنه قد تولى تدريبه في دورة الألعاب الأولمبية. كما يحظى بإعجاب المدير الفني لمنتخب فرنسا تحت 21 عاماً غايل كليشي. ولن يكون من المفاجئ أن يشارك مع منتخب فرنسا الأول في دوري الأمم الأوروبية في مارس (آذار) المقبل. ربما سيبلي بلاءً حسناً في حال رحيله إلى إسبانيا، لكن الدوري الإنجليزي الممتاز هو المكان الذي توجد فيه الأموال والمكان الذي يناسبه بشكل أكبر من حيث طريقة اللعب، خصوصاً أنه يمتلك قوة بدنية هائلة تناسب اللعب في إنجلترا.

نيكو باز

(كومو - 20 عاماً - أرجنتيني - لاعب خط وسط)

هناك بند في عقد اللاعب يسمح لريال مدريد بإعادة شرائه، لكن من غير المرجح أن يحدث ذلك. ويقدم اللاعب الآن مستويات جيدة للغاية مع كومو، الذي صعد حديثاً إلى الدوري الإيطالي الممتاز تحت قيادة سيسك فابريغاس. يمتلك باز قدماً يسرى ساحرة، ويجيد صناعة اللعب والتحكم في الكرة، كما يمتلك رؤية ثاقبة ويلعب بأناقة تثير إعجاب عشاق الساحرة المستديرة. إنه لا يزال في العشرين من عمره، لكنه يبهر الجميع بما يقدمه حالياً في الدوري الإيطالي الممتاز. لقد أدى نادي كومو عملاً رائعاً عندما تعاقد مع لاعب بهذه الإمكانات الهائلة، ومن الواضح أنه جاهز بالفعل للعب لنادٍ أكبر. إنه اكتشاف لا يصدق، وقد استُدعي للانضمام إلى قائمة الأرجنتين، في تتويج للعمل الرائع الذي يؤديه. إنه من نوعية اللاعبين الذين يحتاج إليهم ريال مدريد في الوقت الحالي، فالنادي الملكي بحاجة إلى لاعب ينظم خط الهجوم ويقود الكرة، وهو الأمر الذي يمكن لباز القيام به. إنه يشبه فرناندو ريدوندو، أسطورة ريال مدريد السابق، فهو يمتلك كل المقومات التي تجعله لاعباً من الطراز الرفيع، فهو يمكنه تسجيل وصناعة الأهداف، كما يقود خط الوسط ببراعة. يمكن لريال مدريد إعادته مقابل 8 ملايين يورو هذا الموسم، وأعتقد أن النادي الملكي سيكون مخطئاً لو لم يفعل ذلك.

بول وانر

(هايدنهايم «معاراً من بايرن ميونيخ» - 19 عاماً ألماني نمساوي - لاعب خط وسط)

يقدم بول وانر موسماً استثنائياً. إنه موهوب للغاية، لكن كان من الصعب ملاحظته في دوري الدرجة الثانية بألمانيا، فقد كان يلعب لإلفرسبيرغ على سبيل الإعارة الموسم الماضي. والآن يلعب معاراً لهايدنهايم، الذي يشارك في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي. يتميز وانر بالقدرة على استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى، كما يجيد الربط بين الخطوط، ويمكنه اللعب صانع ألعاب أو على الأطراف. ويجيد المراوغة، ويلعب كرة قدم ممتعة حقاً. كما يتميز بالمرونة والقدرة على اللعب في أكثر من مركز. ورغم صغر سنه، فإنه قد اكتسب خبرات كبيرة من اللعب في دوري الدرجة الثانية قبل أن يلعب في الدوري الألماني الممتاز. والآن، هناك صراع حقيقي بين منتخبَي ألمانيا والنمسا لكي يمثل أحدهما. فمن ناحية؛ يمكنه اللعب مع جمال موسيالا في منتخب ألمانيا، ومن ناحية أخرى؛ يمكنه أن يكون ديفيد ألابا الجديد في منتخب النمسا. تشير تقارير إلى أن بوروسيا دورتموند يرغب في التعاقد معه، لكن من الصعب أن يبيعه بايرن ميونيخ.

زوبيمندي (يمين) ربما يكون ثاني أفضل لاعب خط وسط مدافع في العالم بعد رودري (غيتي)

خوان مارتينيز

(ريال مدريد - 17 عاماً - إسباني - مدافع)

يبلغ خوان مارتينيز من العمر 17 عاماً فقط، وانتقل إلى ريال مدريد في عام 2023 قادماً من ليفانتي. كان يتدرب مع فريق الناشئين في ريال مدريد، ثم حدث تحول كبير عندما أصيب قلب الدفاع الخامس لريال مدريد قبل فترة الاستعداد للموسم الجديد، لذلك استُدعي للانضمام إلى الفريق الأول. انضم لمعسكر ريال مدريد استعداداً للموسم الجديد، ولعب أمام ميلان وكان رائعاً. وقال المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، إن مارتينيز سيبقى مع الفريق الأول، لكنه أصيب بقطع في الرباط الصليبي للركبة. ومع ذلك، جدد ريال مدريد عقد اللاعب الشاب، ويعتقد المسؤولون أنه سيكون سيرخيو راموس الجديد، فلديه كل المقومات التي تجعله قادراً على تحقيق النجاح مع الميرينغي.