هاري كين يشبّه وضع بايرن ميونيخ الحالي بتوتنهام في 2019

المهاجم الإنجليزي يرى أن ناديه الحالي سيصل إلى نهائي دوري الأبطال مثلما فعل فريقه السابق

كين وفرحة هز شباك آرسنال في ذهاب دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء (رويترز)
كين وفرحة هز شباك آرسنال في ذهاب دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء (رويترز)
TT

هاري كين يشبّه وضع بايرن ميونيخ الحالي بتوتنهام في 2019

كين وفرحة هز شباك آرسنال في ذهاب دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء (رويترز)
كين وفرحة هز شباك آرسنال في ذهاب دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء (رويترز)

خرج هاري كين من ملعب الإمارات بعد المباراة التي انتهت بالتعادل بين آرسنال وبايرن ميونيخ بهدفين لكل فريق، وعلامات الاستمتاع باللقاء تبدو على وجهه، وقال ضاحكاً: «أعتقد أن جمهور آرسنال يكن لي قليلاً من الاحترام»، في إشارة إلى صافرات الاستهجان التي كان جمهور آرسنال يطلقها في كل مرة يلمس فيها كين الكرة. وبلغت صافرات وصيحات الاستهجان ذروتها عندما تقدم كين لتسديد ركلة الجزاء، لكن المهاجم الإنجليزي تحلى بهدوء شديد ووضع الكرة داخل شباك ديفيد رايا ليمنح بايرن ميونيخ التقدم.

شعر لاعبو بايرن ميونيخ بأنهم قد حسموا المباراة لصالحهم، لكن لياندرو تروسارد سجل الهدف التعادل، وهو ما يعني أن الأمور لن تُحسم إلا في مباراة العودة في ميونيخ يوم الأربعاء المقبل. ويمكن تفسير سلوك كين بحقيقة أن بايرن ميونيخ لعب في هذه المباراة بشكل جيد، على عكس ما يقدمه في الآونة الأخيرة في الدوري الألماني الممتاز. ومن الواضح أن ذلك شجع قائد المنتخب الإنجليزي على أن يحلم بقيادة بايرن ميونيخ للوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.

وقال كين: «لقد كانت هذه فرصة لإظهار بعض العمل الجماعي، وللدفاع كفريق واحد في بعض الأحيان. لقد عملنا بكل قوة وأغلقنا المساحات وأفسدنا الهجمات، ومنعنا التحولات الهجومية للمنافس. يتعين علينا أن نلعب بهذه الروح القتالية في كل المباريات، لأننا لم نفعل ذلك بما فيه الكفاية هذا العام». لقد نجح بايرن ميونيخ في إخماد حماس آرسنال، الذي بدا بعد الهدف الافتتاحي الذي أحرزه بوكايو ساكا، قادراً على سحق النادي الألماني. ونجح بايرن ميونيخ في البقاء في المباراة واستغل الأخطاء التي ارتكبها لاعبو آرسنال، وأعتقد أنه قادر على تحقيق الفوز قبل أن ينجح تروسارد في إحراز هدف التعادل وقيادة فريقه للحصول على نقطة مستحقة.

في الواقع، لا يزال بايرن ميونيخ يمتلك ما يمكن وصفه بـ«جينات البطل». وكان كين حريصاً على الاستفادة من درس تاريخي مختلف تعلمه خلال الفترة التي قضاها مع توتنهام. لقد أشار كين إلى موسم 2018-2019 عندما تراجع توتنهام إلى المركز الرابع بعد سبع هزائم في آخر 12 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن ذلك لم يؤثر عليه في مشواره في دوري أبطال أوروبا، ووصل إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه بعدما قدم مستويات رائعة، وخاصة في مباراة الدور نصف النهائي أمام أياكس. لم يشارك كين أمام النادي الهولندي، وكذلك في مباراة الإياب للدور ربع النهائي ضد مانشستر سيتي، بسبب الإصابة، لكن توتنهام تغلب على كل التحديات ووصل إلى المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز.

وقال كين: «هذا الموسم مشابه لأننا لم نقدم مستويات جيدة في الدوري، لكي أكون صادقا. لكننا وجدنا بعض الشغف والعمل الجماعي في دوري أبطال أوروبا وتمكنا من الوصول إلى المباراة النهائية. هذه التجربة تمنحني الأمل في أن نتمكن من تحقيق ذلك مرة أخرى. إننا نعلم أنه يمكننا تقديم أداء جيد في المباريات الكبيرة، وفي الدور ربع النهائي على ملعبنا الأسبوع المقبل، وسنعمل جاهدين على التأهل إلى المباراة النهائية مرة أخرى».

وسيواجه بايرن ميونيخ العديد من المشكلات فيما يتعلق باختيار التشكيلة الأساسية خلال مباراته القادمة أمام آرسنال، تعرض ألفونسو ديفيز للإيقاف بسبب حصوله على بطاقة صفراء بسبب تدخله في وقت مبكر من المباراة ضد ساكا، ومن المرجح أيضاً أن يغيب سيرج غنابري بسبب تعرضه لإصابة في الفخذ مع نهاية الشوط الأول. وعلى الرغم من الشعور بالرضا بعد التعادل مع آرسنال على ملعب الإمارات، فلن تكون مهمة بايرن ميونيخ سهلة على ملعبه الأسبوع المقبل، لكن كين يشعر بالتفاؤل وبأن فريقه قادر على العبور إلى الدور نصف النهائي.

وقال كين عن منع جماهير بايرن ميونيخ من حضور مباراة فريقها أمام آرسنال على ملعب الاتحاد، بسبب عقوبة فرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في فبراير (شباط) الماضي بمنع النادي البافاري من جماهيره في المباراة التالية خارج ملعبه في دوري أبطال أوروبا: «من الغريب أنه لم يكن هناك جمهور يشجعنا، لكنني أعتقد أننا تعاملنا مع الأمر بشكل جيد. أعتقد أنكم ستشاهدون جمهورنا أكثر حماساً الأسبوع المقبل بعد حرمانه من حضور هذه المباراة، وربما سيكون أكثر صخباً مما اعتدنا عليه. نأمل أن نتمكن من استغلال هذه الطاقة الكبيرة لصالحنا ونحاول وضع ضغوط كبيرة على المنافس».

في الواقع، سيكون هناك ضغط على الفريقين، نظراً لأن بايرن ميونيخ هو الآخر مطالب بأن ينقذ موسمه السيئ ويظهر أن هذه الإمبراطورية الكروية الكبرى لم تسقط بعد. ويعرف كين جيداً أن أي نجاح أو تعثر مع بايرن ميونيخ ينعكس بشكل مختلف على قراره بالانتقال من توتنهام إلى النادي الألماني الصيف الماضي.

لعب كين دوراً بارزاً في تأهل توتنهام إلى نهائي دوري الأبطال 2019 (غيتي)

وقال المهاجم الإنجليزي: «بالطبع لم تسر الأمور كما كنت أريد هذا الموسم، بسبب الطريقة التي انتهى بها الأمر في الدوري والطريقة التي خرجنا بها من الكأس في وقت مبكر من الموسم. والآن لدينا آمال في دوري أبطال أوروبا، وهو ما سيكون إنجازاً رائعاً. أحاول تقديم أداء جيد مع فريقي، وأنا واثق دائماً من قدرتي على تسجيل الأهداف. أنا أفعل ذلك هذا العام، وأبحث دائماً عن النقاط التي يمكنني التحسن فيها. ما زلت أعتقد أن هناك أموراً يمكنني أن أتحسن فيها».

لكن هل عودة كين للعب أمام آرسنال أمام 60 ألف متفرج جعلته يحن للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي رحل عنه؟ يقول كين رداً على ذلك: «لا، فأنا أستمتع حقاً بتجربتي في ألمانيا. لقد كانت خطوة كنت أحتاج إليها في مسيرتي الكروية للحصول على حافز جديد، وخوض تحدٍ جديد، واللعب في بيئة جديدة وملاعب جديدة، ومواجهة فرق جديدة، وأنا سعيد حقاً لأنني قمت بهذه الخطوة». ويضيف: «أعرف بالطبع مدى أهمية الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد لعبت هناك لسنوات عديدة من قبل، لكن مستقبلي الآن مع بايرن ميونيخ. لدي عقد لمدة أربع سنوات، وأنا أستمتع بهذه التجربة حقاً، وآمل أن أتمكن من تحقيق شيء مميز هذا الموسم». وبعد نهاية مباراة آرسنال، استقل كين حافلة فريقه وهو يعلم أن فرص بايرن ميونيخ في التغلب على الاضطرابات التي يواجهها حالياً لا تزال قائمة، على الأقل في الوقت الحالي!

وسيكون الضغط على فريق المدرب توماس توخيل لأن اللقب الأوروبي هو فرصته الوحيدة للخروج بشيء كبير من هذا الموسم بعدما خرج إلى حد كبير من السباق على لقب الدوري الألماني لصالح باير ليفركوزن المتصدر. وقال كين: «لعبنا بعزم وإصرار الليلة. كان علينا أن نظهر العمل الجماعي والقدرة على القتال. قطعنا الليلة خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح». ويتأخر بايرن بفارق 16 نقطة عن باير ليفركوزن، الذي قد يتوج باللقب مطلع الأسبوع المقبل، لكن بطل أوروبا ست مرات رفع مستواه في ملعب الإمارات ليعرقل آرسنال متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز الذي عانى للعب بطريقته السلسة المعتادة. وسيغادر توخيل بايرن في نهاية الموسم لكن من الواضح أن فريقه لا يزال منسجماً معه.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (د.ب.أ)

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

ردّ الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، على الانتقادات الموجَّهة إليه، قائلاً إنه سيتحدَّث «في أرض الملعب».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
ليون غوريتسكا (يمين) شارك أساسياً بعد غياب (أ.ب)

كومباني: غوريتسكا نموذج للاعبي بايرن

يرى فينسنت كومباني، المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ، أن ليون غوريتسكا قدوة لكل اللاعبين الذين لا يوجدون ضمن الخيارات الأساسية للفريق.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية أولي هونيس الرئيس الشرفي لنادي بايرن ميونيخ (د.ب.أ)

هونيس: بايرن حسم لقب البوندسليغا!

ألمح أولي هونيس، الرئيس الفخري لنادي بايرن ميونيخ، إلى أنه يرى أن لقب بطولة الدوري الألماني حسم بالفعل لصالح ناديه.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية يأمل بايرن ميونيخ في مواصلة صحوته عندما يستضيف جاره أوغسبورغ (أ.ف.ب)

«ديربي بافاري» لبايرن قبل 3 اختبارات نارية متتالية

يأمل بايرن ميونيخ في مواصلة صحوته عندما يستضيف جاره أوغسبورغ، الثالث عشر، الجمعة في افتتاح المرحلة الحادية عشرة من بطولة ألمانيا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية فينسنت كومباني (د.ب.أ)

كومباني: مشاركة نوير أمام أوغسبورغ «غير مؤكدة»

أثار فينسنت كومباني المدير الفني لفريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم الشكوك حول مشاركة مانويل نوير في مباراة الفريق المقبلة بالدوري الألماني

«الشرق الأوسط» (برلين)

محمد صلاح يشعر بخيبة أمل بسبب عقده مع ليفربول

محمد صلاح (أ.ف.ب)
محمد صلاح (أ.ف.ب)
TT

محمد صلاح يشعر بخيبة أمل بسبب عقده مع ليفربول

محمد صلاح (أ.ف.ب)
محمد صلاح (أ.ف.ب)

قال محمد صلاح إنه يشعر بخيبة أمل؛ لأن ليفربول لم يقدم له عقداً جديداً؛ مشيراً إلى أنه «ربما هو أقرب إلى الرحيل من البقاء» في النادي، بعد نهاية الموسم.

ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن الغموض حول مستقبل صلاح يعد أحد المجالات القليلة التي تُثير القلق وسط بداية رائعة لفريق ليفربول تحت قيادة المدرب آرني سلوت؛ حيث يتصدر الفريق الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 8 نقاط بعد تحقيقه 10 انتصارات في أول 12 مباراة بالدوري.

أدلى صلاح بهذه التصريحات المثيرة للقلق التي تزيد من مخاوف مشجعي ليفربول، بشأن احتمال رحيله مع انتهاء عقده في الصيف المقبل. وصرح اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً قائلاً: «حسناً، نحن الآن في نوفمبر (تشرين الثاني) ولم أتلقَّ أي عروض للبقاء في النادي حتى الآن. أنا ربما أقرب إلى الرحيل».

وأضاف: «كما تعلمون، لقد كنت في النادي لسنوات عدة. لا يوجد نادٍ مثل هذا؛ لكن في النهاية، الأمر ليس بيدي. كما قلت، نحن في نوفمبر، ولم أتلقَّ أي شيء بعد بشأن مستقبلي».

وعندما سُئل عما إذا كان يشعر بخيبة أمل لعدم تلقيه عروضاً من ليفربول، أجاب صلاح: «بالطبع، نعم. أحب المشجعين، والمشجعون يحبونني. لكن في النهاية، الأمر ليس بيدي أو بأيدي المشجعين. دعونا ننتظر ونرى».

وقال النجم المصري إنه لم يتحدث مع النادي بشأن عدم تقديم عرض جديد. وأضاف: «لن أعتزل قريباً، لذلك أنا فقط أركز على اللعب هذا الموسم ومحاولة الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، وآمل أيضاً في دوري أبطال أوروبا. أشعر بخيبة أمل؛ لكن سنرى ما سيحدث».

وأضافت «الغارديان» أن ليفربول -وفقاً لما يُفهم- لا يشعر بالقلق حيال الوضع الحالي. الإدارة ترى أنهم أجروا محادثات إيجابية مع وكيل صلاح، رامي عباس عيسى، وتدرك أن التوصل إلى تمديد مع لاعبهم الأعلى أجراً الذي يتقاضى أساسياً 350 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، لن يكون أمراً سريعاً.

صلاح بادر بالحديث مع الإعلام بعد تسجيله هدفين في الفوز على ملعب «سانت ماري». وفي سبتمبر (أيلول)، قال صلاح: «لم يتحدث معي أحد في النادي بعد بخصوص العقود، لذلك فكرت فقط. حسناً، سأكمل موسمي الأخير وسنرى ما سيحدث في النهاية».

وأشارت الصحيفة إلى أن الدولي المصري محمد صلاح يقترب من 5 أسابيع فقط على إمكانية توقيع اتفاقية ما قبل العقد مع أحد الأندية الخارجية. وقد ارتبط سابقاً بانتقال مربح إلى الدوري السعودي. عند سؤاله عن ذلك، قال: «لا أريد الحديث عن هذا. أنا الآن مركز على الفريق».